اشتكى الخبير الاقتصادي ومدير عام البنك السوداني الفرنسي محجوب شريف شبو، من نقص عدد المراسلين الاجانب، وضعف المعاملات المصرفية مع البنوك الخارجية، ولفت الى ان السودان قبل العقوبات الاقتصادية كان يملك شبكة من المراسلين الاقوياء يتراوح عددهم بين 45-50 مراسلاً، وقال (الآن اصبح لنا 5 مراسلين فقط بسبب القيود المصرفية). وقال شبو ان البنوك العاملة في السودان تعاني من التحويلات المالية التي تتم عبر 3 بنوك، الامر الذي يزيد من العمولة البنكية في التحويل ويؤدي الى تأخير الاجراءات وكثير من البنوك لا تقبل الاعتمادات الآجلة نسبة لظروف السودان الاقتصادية. وقال شبو خلال ورشة مناهضة العقوبات الاقتصادية الامريكية على السودان واثرها على الاداء الاقتصادي السوداني بعنوان "القيود المصرفية على البنوك العاملة في السودان واثرها في الاقتصاد والتنمية" أمس، قال (نحن كمصارف محرومين حتى من حضور المؤتمرات الاقليمية والدولية بغرض الاستفادة من المناقشات، وحتى الكتيبات المصرفية والعلوم والنشرات لمواكبة المتغيرات من حولنا)، واضاف (وهذا صعب بالنسبة لنا كمصرفيين). واوضح مدير عام البنك السوداني الفرنسي ان كثيراً من المعاملات المالية اذا ارتبط اسمها بالسودان يتخوف مسئولو الالتزام بتلك المصارف والمراجعين من ردة الفعل الامريكي والعقوبات المماثلة التي طالت بعض البنوك العالمية، ونوه الى ان معاملات السودان ضعيفة اذ لا تتراوح بين 10-15 مليون دولار ولا يستطيع المصرف ان يجازف ويخسر ضعف هذا المبلغ. وتابع ان هناك بنوكاً عربية في دول شقيقة وبنوك اسلامية منها بنك ابوظبي لها فروع في واشنطن يخافون عليها، وهم حذرين في التعامل مع البنوك السودانية، وزاد (لا نستطيع العمل معها بالشكل المطلوب بسبب العقوبات المفروضة على البنوك الاقليمية والدولية لارتباطها بالمقاصة الامريكية)، واكد ان الفوائد الاقتصادية المهدرة في حالة رفع العقوبات، تتمثل في رجوع المؤسسات المالية وعودة شبكة المراسلين ما يعطي الفرصة للعمل في كل المسارات. من جانبه ابان ممثل بنك السودان المركزي محمد البشرى ان السودان حاول ايجاد مخارج لما احدثه الحصار، ولكنه نبه في الوقت ذاته لاتساع دائرة المقاطعة والتغيرات العالمية في حركة الاموال، وتساءل (هل الدائرة تتسع ام تضيق ام هي ثابتة نسبة للقدرة الامريكية على التوسع عالمياً لاقتصادها الضخم؟)، ولفت الى انها وبالقانون اصبحت تستخدم فرض مفاضلة بين السودان وامريكا امام الشركات الكبرى العالمية. وقال البشرى (اذا استمر نقص المراسلين لابد من البحث عن تشخيص لهذا الوضع وايجاد العلاج)، واشار الى ان بنك السودان المركزي يعمل بنظام المقاصة الذي اتاح الفرصة دون التأثر بالمقاطعة، وردد (لكن الامر يتطلب القدرة على ابتداع حلول أخرى). الجريدة