أكدت المتحدثة باسم "غوانتانامو" أن واحداً على الأقل من معتقلي "غوانتانامو" يقوم بتلطيخ برازه على جسمه، ويضعه في أنفه وفي زنزانته، الأمر الذي يترك رائحة كريهة في المعسكر كله. وعلمت "العربية" أن رائحة البراز تنتشر من خلال فتحات التهوية، وتؤثر على الحُرَّاس والمعتقلين والسجناء الآخرين. وبما أن المعتقلين مسؤولين عن تنظيف زنزاناتهم بأنفسهم، فإنه من الصعب معرفة متى وكيف يتم تنظيف الزنزانة أو إجبار المعتقل على الاستحمام، ولم تدلِ المتحدثة باسم المعتقل بأي تفاصيل إضافية. ويعتبر التلطُّخ بالبراز نوعاً من أنواع الاحتجاج، وقد استخدم من قبل المعتقلين في غوانتانامو سابقاً، وأيضاً حول العالم وفي الولاياتالمتحدة، وكثيراً ما يرتبط بالمرض النفسي وبالحبس الانفرادي. وما يجعل هذه الحالة جديرة بالذكر هو التوقيت، فقد قام هذا العام قام أحد المعتقلين بالانتحار، وهي حالة واحدة من بين سلسلة بدأت في 2006 عندما انتحر 3 معتقلين، وصف مسؤول المعتقلات حالات الانتحار تلك بنوع من أنواع الحرب "غير المتعادلة". ويأتي هذا ايضاً في وقت يحاول فيه المسؤولون تحسين الأوضاع المعيشية للمعتقلين وجعلها أكثر راحة، من توفير أجهزة تلفاز وألعاب فيديو، الى تحديد مدى التفاعل بين الحراس والمعتقلين، الأمر الذي خفف حوادث الشغب من قبل المعتقلين خلال الأشهر الماضية. أما عن معلومة دفع المعتقل للبراز داخل أنفه فهذا التفصيل جاء من قبل عازفة كمان اسمها ناتالي ستوفال، كانت قد زارت "غوانتانامو" لتعزف أمام الجنود، وقامت بجولة حول المعتقل وكتبت عن تجربتها في مدونتها، حيث أن المضرب عن الطعام يتم تغذيته عدة مرات يومياً من خلال أنبوب يدخله الأطباء في معدته عبر أنفه، الامر الذي يجبرهم على تنظيف مجراه التنفسي من البراز كل مرة. ويقطن المعتقل في زنزانة رقم خمسة، وهو معتقل حديث، ومكيَّف، يتم فيه حبس المعتقلين الذين يسيئون التصرف، ويوضعون في لباس برتقالي اللون في زنزانات منفردة. لكن يتم استخدام رواق في هذا المعتقل من أجل حبس السجناء الذين قاموا بالتعاون مع الحكومة الامريكية بتوصلهم لصفقات مقابل اعترافهم بقيامهم بجرائم حرب. وعبر هؤلاء المعتقلين عن استيائهم من الرائحة في بداية العام كما علمت "العربية" من مصدر على علم بالقضية. ومن جهتها، قالت ضابطة البحرية تامسون ريس، وهي المتحدثة باسم المعتقل: "إن المعتقلين، ومنذ سنوات، يقومون بتلطيخ البراز والبول وسوائل جسدية أخرى ليس فقط على أنفسهم، بل ايضاً على الحراس وعلى جدران وأبواب زنزاناتهم. هذه التصرفات مازالت مستمرة في المعتقل رقم خمسة وهناك حالات في معتقلات أخرى أيضاً في غوانتانامو، لكننا كمسؤولين في المعتقل لن نتكهن بشأن دوافع المعتقلين".