أكد خبراء التغذية أن الدخول في مجموعات تنافسية لإنقاص الوزن يعزز الرغبة في تحقيق أفضل النتائج للتميز عن بقية المتنافسين، لكن ذلك لا يبرر اتباع الجميع لنفس أنواع الحميات لأن لكل جسد خصوصياته، لا سيما إذا ثبت ارتباط السمنة بمرض ما. العرب فكرة المواظبة على حمية غذائية لخفض الوزن أو للحفاظ على وزن مثالي هي القاسم المشترك في عقل أي سيدة، لكن كثيرات لا يستطعن المواظبة على الحمية كسلا أو ضعفا أمام أنواع الطعام الشهية. لهذا السبب لجأت مجموعة من السيدات المصريات لتكوين مجموعات "حمية غذائية جماعية" على وسائل التواصل الاجتماعي على الكمبيوتر والهاتف (فيسبوك وواتس آب وتليغرام) لتعزيز إرادتهن الجماعية. وتقسم هذه المجموعات الحمية الغذائية إلى أنظمة أسبوعية يطلق على كل منها مسمى "أوراق"، وتقسم العضوات حسب أوزانهن إلى 3 فرق. الفريق الأول بطل الأبطال تنضم إليه اللاتي تتجاوز أوزانهن 100 كيلو غرام، ثم فريق المتحولات ويضم أوزان ما بين 85 و100 كيلو غرام، وأخيرا فريق ملكات الرشاقة للاتي تقل أوزانهن عن 85 كيلو غراما. إحدى هذه المجموعات ذاع صيتها بقوة في الفترة الأخيرة بعدما نجحت في تغيير حياة الكثيرات من عضواتها، وحملت المجموعة عنوانا حماسيا للغاية هو "هتخسي بدون ما تحسي" كما اتخذت شعارا لها "معانا الدايت أسلوب حياة". فاطمة طه مؤسِّسة المجموعة التي تتزايد أعداد المنضمات إليها يومًا بعد يوم، روت ل"العرب" قصة تأسيس المجموعة فقالت إنها مرت بتجربة قاسية بعد زيادة وزنها بشكل مخيف عقب إنجاب أولادها، وباتت شرهة للطعام بطريقة غير طبيعية، حتى وصل وزنها إلى 116 كيلو غراما بزيادة 47 كيلو عن وزنها المعتاد. وأكدت طه أنها تحمست لإنشاء المجموعة بعدما وجدت أن السمنة أثرت على صحتها سلبا، حيث أصبحت تعاني من الألم في كل أجزاء جسدها، فضلا عن سوء حالتها النفسية التي أوصلتها إلى بُغض منظرها في المرآة. لهذا لجأت إلى إجراء عملية ربط معدة، لكنها مرت بعدها بثلاثة شهور من العذاب والألم، كما أن وزنها لم ينخفض بالقدر الذي كانت تأمله، ما دفعها لاتباع حمية غذائية من خلال إحدى صفحات فيسبوك، ليبدأ وزنها في النزول تدريجيًا. ثم فكرت في مساعدة صديقاتها السمينات وبدأت أولى خطوات تأسيس مجموعة "هتخسي من غير ما تحسي"، فاستعانت بخلاصة تجربتها مع الحمية وكذا خبرات اللاتي سبقنها، وطبيبات معالجات للسمنة للإشراف الطبي ومتابعة العضوات صحيًا. الحمية الغذائية السليمة تكون بتقليل كمية الطعام التي اعتاد من يعاني السمنة تناولها يوميا على أن تكون متوازنة وقالت طه إنها دائمًا تقوم بتنظيم مسابقات دورية لتشجيع البدينات على الاستمرار في الحمية، كان آخرها مسابقة "تحدي العشرة كيلوغرام" والفائزة هي أول سيدة تستطيع إنقاص 10 كيلو من وزنها، وكانت المكافأة وضع اسمها في لوحة الشرف. وكانت لأغلب عضوات المجموعة محاولات متكررة سابقة مع الحمية لكنهن كنّ يفشلن، في كل مرة، حتى عرفن طريقًا للإرادة الجماعية وتكوين صداقات تحفزهن على ممارسة الأنشطة الرياضية. وأشارت إيمان عبدالله إحدى عضوات المجموعة، ل"العرب" إلى أن سمنتها اكتسبتها عقب الإنجاب لكن حياتها تغيرت تمامًا بعدما انضمت إلى المجموعة وتعرفت على أخريات يعانين من المشكلة نفسها، أو متعافيات يحكين عن تجاربهن فيعطين أملا لمن هن في بداية الطريق. وأضافت إيمان التي فقدت 20 كيلو خلال 9 أشهر أنها اتبعت نظام الحمية الغذائية الصحية لكل أفراد عائلتها، ما أدى بزوجها إلى إنقاص الكثير من وزنه، وكذلك أولادها الذين باتوا يتمتعون بأجساد رياضية ممشوقة. وركزت إيمان في طعامها على المشويات والأطعمة منزوعة الدسم كما أضافت إلى مائدة طعامها المزيد من الخضروات والفاكهة وأنواعا مختلفة من الحساء التي تحتوي على خضروات أيضا. وتضحك قائلة "الخس والخيار أصبحا لا يفارقانني". وتشجع هذه المجموعات عضواتها على تنويع الأطعمة الصحية والتفنن في تقديمها، بإنجاز" مجموعة" أخرى على تليغرام مخصصة للوصفات الصحية تديرها عضوات خبيرات في الطهي. وتكتب كل عضوة تقريرا يوميا عما تناولته في كل من الإفطار والغداء والعشاء، وكيف مارست رياضتها اليومية، بناء على حميتها، ما يبث روحا تشجيعية في باقي عضوات كل فريق للالتزام بالحمية. وقالت أميرة لطفي ل"العرب" إنها عرفت بأمر المجموعة من خلال صديقاتها اللاتي شجعنها على الانضمام. وأشارت إلى أن الكثير من العضوات كن على وشك فقدان حياتهن الزوجية بسبب سمنتهن. وأوضحت أميرة التي بلغ وزنها قبل الانضمام إلى المجموعة 98 كيلو، أنها كانت تأكل دون وعي ولم تكن تعطي لنفسها فرصة لتجوع، وإذا شبعت لا تتوقف، لكنها فقدت ما يعادل 15 كيلو في غضون أشهر قليلة. ورغم وجود دراسات حديثة تؤكد أن الحمية الجماعية تزيد نسبة إنقاص الوزن ليصل إلى 4 كيلو خلال 3 شهور، في حين يفقد أصحاب الحمية الفردية 800 غرام فقط خلال الفترة نفسها ، إلا أن بعض أطباء تخفيض الوزن يرفضون الفكرة. ويعترض د. أيمن بدراوي، خبير علاج السمنة وعضو الشبكة الدورية لإذابة الدهون بجامعة القاهرة، تمامًا على فكرة مجموعات الحمية الغذائية، ويستبعد أنها تعطي نتيجة إيجابية. وأوضح نظريته ل"العرب" قائلا إن كل جسد له طبيعة مختلفة، وما يصلح لهذا لا يصلح لذاك، كما أن هناك سمنة طبيعية ناتجة عن زيادة تناول الطعام وهناك سمنة مرضية يزداد الجسم فيها نتيجة لعرض مرضي. وأكد بدراوي على أهمية الرجوع إلى الطبيب المعالج لوضع نظام صحي متوازن يتناسب مع الحالة الصحية خصوصًا مع السيدات اللاتي يعانين من الإصابة بأمراض مثل ضغط الدم والسكري. في الوقت ذاته رأت د.لبنى محمود، خبيرة التغذية وتخفيض الوزن، أن الحمية الجماعية محفزة للإرادة بشرط أن تسير وفق نظام صحي متوازن يتفق عليه الأطباء. ولفتت إلى أن الحمية الغذائية السليمة تكون بتقليل كمية الطعام التي اعتاد من يعاني السمنة تناولها يوميًا على أن تكون وجباته متوازنة لا تخلو من البروتين والنشويات والخضار والفاكهة.