قدم عمداء الكليات بجامعة النيلين؛ استقالات جماعية لمدير الجامعة احتجاجا على قرار رئاسة الجمهورية الذي قضى بنزع اراضي تقدر مساحتها 450 الف متر مربع وقيمتها بتسعين مليون دولار؛ من الجامعة؛ ومنحها للشرطة. وفي الاثناء؛ استدعى مجلس الأساتذة بجامعة النيلين مدير الجامعة في اجتماع عاجل؛ وبعد التباحث في قضية النزاع مع الشرطة في الاراضي التي تجاور الجامعة؛ تم تكوين لجنة من المجلس للمشاركة في حل الأزمة. وفي ذات الصدد؛ عقدت نقابة العاملين بجامعة النيلين؛ سلسلة من الاجتماعات مع بعض المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم البروفسور ابراهيم احمد عمر رئيس المجلس الوطني؛ لتسوية ازمة الاراضي المنزوعة. يجدر ذكره؛ ان الاراضي مثار النزاع كانت تستغلها الشرطة كمساكن لمنسوبي الشرطة (اشلاق) الا ان توجيها رئاسيا صدر في العام 1995 قضي بتبعيتها لجامعة النيلين. ثم تطور الامر الى خلاف حسمه رئيس الجمهورية في مارس الماضي بالتوجيه باستخراج شهادات بحث باسم جامعة النيلين؛ قبل ان تتراجع رئاسة الخرطوم في التاسع من مايو الجاري؛ وتقرر تبعية الاراضي لشرطة السودان. وتوقعت مصادر ذات صلة ان يكون الامر تمهيدا لنقل الجامعة التي يبلغ عدد طلابها 80 الف طالب الى جهة خارج وسط الخرطوم؛ وذلك لتقديرات أمنية. وفي سياق ذي صلة؛ رفض مدير جامعة النيلين البروفسور محمد الأمين أحمد نقل الجامعة الى خارج الخرطوم. وقال ان الاراضي التي تم منحها للشرطة هي مثل الميدان الشرقي والغربي بجامعة الخرطوم، حيث لا متنفس غير هذا الميدان الفسيح. واشار الى انهم لم يسارعوا بتسجيلها لكون التخصيص صادر من رئاسة الجمهورية والأراضي حكومية، وقال ان المساحة ظلت تمثل متنفساً للطلاب ،وأقيمت بها أكشاك البيع وستات الشاي، وهي بالنسبة للجامعة مثل الميدان الشرقي والغربي بجامعة الخرطوم، حيث لا متنفس غير هذا الميدان الفسيح. واضاف: إن الشرطة تعنتت في النزاع وقامت باحتلال الميدان نحو سبع مرات، وكان يمكن أن تحدث مواجهة مع الطلاب لولا تدخل جهات عليا. لافتا الى ان الشرطه لم تحصل على تخصيص وأول تخصيص صدر في 1995 للجامعة، وقال: قمت بمتابعة الاجراءات والحصول على شهادة البحث، وهذا قد تطلب مني مقابلة عدة جهات انتهاءًا برئيس الجمهورية الذي أصدر القرار بتمليكنا شهادة بحث، وبالفعل تملكنا شهادات البحث وشرعنا في تطوير المنطقة بالتعاون مع بعض المؤسسات المالية، خاصة وأن مساحة الارض ضخمة حوالي 450 ألف متر، وقيمتها السوقية نحو 90 مليون دولار . مشيرا الى ان الجامعة تعاقدت مع شركة خليجية وحصلت على تمويل ب 100 مليون دولار، وقال ان الخليجي دفع تكاليف بعض الدراسات وكان المفروض أن ياتي بعد أسبوعين للشروع في التنفيذ وكشف مدير الجامعة ان الشرطة أخذت منهم مواقع كانت منازل أساتذة قديمة كموقع إذاعة ساهرون وإدارة شئون الأجانب، وقال هي منازل أساتذة وتتبع للجامعه بشهادة بحث. وقال انه تولد شعور لأسرة الجامعة بمحاباة الرئاسة للشرطة في هذا القرار، وقال أنا أحترم قرار رئيس الجمهورية ولو كان صادر من مؤسسة أخرى لناهضنا القرار. .الأسرة الجامعية تشعر أن الشرطة وجدت حظوة، لكننا الآن نطالب بالتعويض العادل جراء نزع ممتلكاتنا. واضاف: قد يفهم أن القرار مؤشر أو تمهيد لنقل جامعة النيلين من وسط الخرطوم، وبالطبع لن نقبل بذلك وكل الجامعات العالمية توجد في قلب المدن. واردف يقول: لماذا إذن لاتحل المشاكل السياسية حتى يلتهب الناس من خلال الإدارة السليمة للبلاد وبسط الحريات وتحقيق العدالة، بل بالعكس أنت في هذه الحالة عليك أن تكسب الحركة الطلابية ولاتجعلها تلتهب.