مطار الخرطوم يعود للعمل 5 يناير القادم    مصر تؤكد دعمها الكامل لوحدة وسيادة الصومال    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة الجمعة 27 مايو التي ألقاها مولانا آدم أحمد يوسف
نشر في الراكوبة يوم 27 - 05 - 2016


بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر ولله الحمد
هيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف
نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي
27 مايو 2016م الموافق 20 شعبان 1437ه
الخطبة الأولى
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآله مع التسليم، قال تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ).
حينما خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام علمه الأسماء. وقال مجاهد (وعلم آدم الأسماء كلها) قال: علمه اسم كل دابة وكل طير وكل شيء وكذلك رُويَ عن سعيد ابن جبير وقتادة وغيرهم من السلف أنه علمه أسماء كل شيء وقال الربيع في رواية عنه أسماء الملائكة. وقد قرأ عبد الله بن مسعود (ثُم عرضهن) وقرأ أُبي بن كعب (ثم عرضها) أي المسميات. وقال البخاري في تفسير هذه الآية في كتاب التفسير من صحيحه حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون أنت أبو الناس خلقك الله بيديه وأسجد لك الملائكة وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا إلى ربك حتى يُريحنا من مكاننا هذا، فيذكر ذنبه فيستحي ويقول آتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتونه فيذكر سؤاله إلى ربه ما ليس له به علم فيستحي، فيقول أوتوا خليل الرحمن فيأتونه فيقول أوتوا موسى عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة فيأتونه فيذكر قتل النفس بغير حق فيستحي من ربه فيقول آتوا عيسى عبد الله ورسوله وروحه فيأتونه فيقول آتوا محمدا عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فانطلق حتى استأذن على ربي فيأذن لي فإذا أتيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله ثم يُقال ارفع رأسك وسل تُعطى وقل يُسمع واشفع تشفع، فارفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه ثم اشفع فيُحدُ لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود إليه فإذا رأيت ربي مثله ثم اشفع فيُحدُ لي فأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة ثم أعود الرابعة فأقول ليس في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود. هكذا ساق البخاري هذا الحديث ورواه مسلم والنسائي وأخرجه مسلم والنسائي وابن ماجة.
ومن صريح الآية لم تكن الملائكة كانت تعلم ما عُلم آدم والدليل على ذلك عندما طلب منهم الحق عزّ وجل أن ينبئونه قالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا. وآدم الذي منَّ الله عليه بنعمة العقل الذي هو مخزون الفكر والتدبر وجعل تلك النعمة متوارثة في عقبه. ونعمة العقل يتفاوت فيها الناس فمنهم من أُعطي عقلا كبيرا حتى صار ألمعيا والذي قيل فيه:
(يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمع). وبنعمة العقل اكتشف الإنسان محزونات الكون وقوانين الطبيعة التي جعلها الله سبحانه وتعالى مفاتيح تُسير الحياة فبتلك القوانين يزرع الناس وبها تستخرج المعادن وبها يطير الإنسان في الجو وبها يصنع السفن التي تجري في البحار وبها علوم الطب والهندسة وعلوم الفلك حتى يعلم الناس عدد السنين والحساب قال تعالى: (كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا). ومن عدل الله وكرمه أن جعل قوانين الطبيعة متاحة لكل مجتهد ولا تحابي أحدا لإيمانه ولا تعادي أحدا لكفره وإذا أجرينا اليوم دراسة لمعرفة سكان العالم نجد أن كوكب الأرض يقطنه سبعة مليار ونيف من البشر وإذا بحثنا نسبة المؤمنين بوجود الإله نجدهم لا يتعدون ال10% فقط من سكان كوكب الأرض على الرغم من أن آيات الكون كلها تدل على وجود الإله كما قال الحكيم:
فيا عجبا كيف يُعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
وقديما عندما سئل الإعرابي عن دليله لوجود الإله قال: الطريق يدل على المسير والبعرة تدل على البعير شمسٌ وقمرٌ منير ألا يدلان على السميع البصير. وصدق الله العظيم الذي قال: (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) وقال: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ). والإيمان شيء عظيم، روى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) أو كما قال. وللإيمان حلاوة يجدها المؤمن فقد قال إبراهيم ابن أدهم نحن في لذة لو علمها أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف وإبراهيم ابن أدهم هو أمير ابن ملك وكان يعيش في القصور وبين الجواري الحسان وكان يذهب للصيد والنزهة ويُروى عنه أنه ذات مرة وهو على صهوة جواده يطارد الصيد أنطق الله حصانه فخاطبه قائلاً: ما لهذا خُلقت يا إبراهيم، وعندها ترجل إبراهيم عن فرسه وخلع ثياب الإمارة ولبس الصوف وساح في الخلاء وقال تلك المقولة عندما قارن بين السياحة في الله وبين المكوث في القصور. إذن حلاوة الإيمان لا يذوقها إلا الذي عرفها كما قال الإمام الغزالي رحمه الله (عن الذين ينالون القرب الروحية حيث يصلوا إلى حالة تبدأ المكاشفات والمشاهدات حتى إنهم وفي يقظتهم يشاهدون أرواح الأنبياء والملائكة ويسمعون منهم كلاما ويقتبسون منهم فوائد) وقديما كان ابن الخطاب عمر أمير المؤمنين على المنبر خطيبا فقال يا سارية الجبل. فكان ابن الخطاب في مدينة رسول الله وكان سيدنا سارية في إحدى المعارك فأرشده بأن يحتمي بالجبل. وفي عهد خليفة المهدي عليه السلام كانت له تلك الكرامة والتي رُسمت عبارة عن لوحة بانوراما حتى يومنا هذا وهي التي يظهر فيها خليفة المهدي على صهوة جواده خارجا من بوابة عبد القيوم وداخلا نهر النيل وحوله رجلان وخلفه عدد من الأنصار فكانت القصة عندما حارب الأنصار في غُردات في أرض الحبشة وأصابهم العطش خرج خليفة المهدي دون سابق إنذار أكرمه الله بأن أصاب القوم الغيث في غردات فأنشد شاعر الأنصار يقول:
أبو عثمان حبابو المكسي بالهيبات
خلافة المنتظر من الله جاتو هبات
عيونه ناظرة للجيش في غردات
في أم درمان هنا حارب في قلابات
كلها بشريات وإيمانيات لمن شاء صدقها ومن شاء أنكرها وبعد هذا كله اليوم تنقل لنا الصحافة أخبار العالم أن جملة الملحدين في الصين تصل إلى 49% من جملة السكان وفي اليابان 30% وفي شيكيا 30% وهم يتفاخرون بذلك قائلين (Hi mom! I am an atheist)
الحديث:
قال صلى الله عليه وسلم. ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) أو كما قال.
الخطبة الثانية
كتب الأستاذ محجوب عروة في جريدة الجريدة الصادرة يوم الاثنين 11 أبريل 2016 في عموده قولوا حُسناً تحت عنوان: قرارات شجاعة في تاريخنا. وذكر محطات لشخصيات سودانية كانت مواقفها شجاعة وقوية فكانت سببا لإخماد نار الحرب في بلادنا وأخيرا قال أختم بالقول إن قرار الرئيس البشير بعدم الترشح بعد العام 2020 يصب في نهج الشجاعة السياسية، فإذا فعل البشير ذلك فسيكتب في سجل العظماء الخالدين مثل مانديلا وغيره من الذين تركوا السلطة وهم في قمتها ولذتها. انتهى حديث الأستاذ محجوب عروة.
وإزاء هذا نقول.
كان عليك أيها الأستاذ الجليل أن تذكر السيد الرئيس بقصة سيدنا عمر بن العزيز والقصة تقول إن ابنة عمر بن عبد العزيز دخلت عليه تبكي وكانت طفلة صغيرة آنذاك وكان يوم عيد المسلمين فسألها ماذا يبكيك؟ قالت: كل الأطفال يرتدون ثيابا جديدة وأنا ابنة أمير المؤمنين ارتدي ثوبا قديما. فتأثر عمر لبكائها وذهب إلى خازن بيت المال وقال له أتأذن لي أن أصرف راتبي عن الشهر القادم؟ فقال له الخازن: لا مانع ولكن بشرط؟ فقال عمر وما هو هذا الشرط؟ فقال الخازن أن تضمن لي أن تبقى حيا حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذي تريد صرفه مسبقا. فتركه عمر بن عبد العزيز وعاد فسأله أبناءه ماذا فعلت يا أبانا؟ قال أتصبرون وندخل جميعا الجنة أم لا تصبرون ويدخل أباكم النار، قالوا نصبر يا أبانا!
يا ليت الأستاذ محجوب عروة قال للسيد الرئيس لا مانع ولكن بشرط أن تضمن لنا أن تبقى حيا حتى العام 2020م.
يا للغفلة ولله در من قال:
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت علمي بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيرهما فاختر لنفسك أي الدار تختار
إن البلاد تعيش في حالة حرب دائمة وغلاء أسعار منتظم حتى بلغت مبلغا لا يتصوره أحد والقوة الشرائية للجنيه دائما في انخفاض مقابل الدولار وتوقفت معظم مشاريع التنمية وعلى رأسها مشروع الجزيرة عظم ظهر الاقتصاد السوداني وهكذا تأزمت الأمور وانحسر الحوار فيما بين أحزاب الحكومة والأمر جد خطير ولا يتحمل يوم غد فكيف نقول للذي ينوي عدم الترشح في العام 2020 ستكتب في سجل العظماء الخالدين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة. قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. فإذا كنا ننصح نقول للذي بيده الأمر فكر في حل الأزمة اليوم قبل الغد. أدعو أصحاب الشأن من السياسيين وغيرهم من الذين يهمهم الأمر وفكروا في حكومة انتقالية يُشرك فيها الجميع ويُفطم حزب المؤتمر الوطني من السلطة ليكون واحدا من الأحزاب السياسية وليرتضي الجميع من يقود السفينة إلى انتخابات نزيهة يتنافس فيها الجميع بكل شفافية وصدق وعندئذٍ سيقبل الشعب بمن يمثله ووقتئذٍ ستضع الحرب أوزارها ويعود السلام المفقود وتلك هي بداية الاستقرار والأعمار ومن ثم الازدهار.
أيها الأحباب. في الاسبوع المنصرم هاجمت مجموعة مجهولة مواطنين بمنطقة ازرني شرق مدينة الجنينة وقتلت عشرة من المواطنين ولاذوا بالفرار.
إزاء هذا نقول. لقد أصبحت دارفور غير آمنة وأصبح القتل فيها شبه مألوف ومتكرر خلال أيام الاسبوع مما جعل المواطنين ينزحون وبعضهم فروا إلى المعسكرات وهُجرت القُرى والفرقان ونُهِبت الأموال وأصبح أغلب الأطفال مشردين وفقدوا التعليم مما ينذر بمستقبل مظلم ينتظر هؤلاء الأطفال. والمنطقة كلها صارت في حالة طوارئ دائمة. عليه نأمل من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والإنسانية أن تسلط الضوء على هؤلاء المنكوبين وتتبنى قضاياهم في المحافل الإقليمية والدولية وتمد يد العون لهم بشتى السبل والحديث النبوي يقول (من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة). والأخوة الإنسانية تفرض علينا نصرة المظلوم ونحن في زمان فيه جمعيات لحماية البيئة والحيوان فمن باب أولى حماية الإنسان سيد مخلوقات الله.
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. وفي كل كبد رطب أجر. أو كما جاء في الأثر. وإن شاء الهن سنؤدي صلاة الغائب على هؤلاء الشهداء عقب صلاة الجمعة مباشرة.
أيها الأحباب.
كياننا بدأ بالدعوة وتُوجت الدعوة بالثورة وعلى الرغم من أن الدولة سقطت على سفح جبل كرري في 2 سبتمبر 1898م إلا أن الثورة ظلت كامنة في صدور الرجال والنساء وحتى الولدان. وقد رصد المؤرخون تسعة عشر ثورة للأنصار عقب كرري والشكابة وام دبيكرات وكلها باءت بالفشل وذلك لعدم تكافؤ القوى مما جعل الإمام عبد الرحمن المهدي ينحو منحى الجهاد المدني ومسايرة العصر بسلاحه. ومما يؤكد ثورية هذا الكيان أسماء رموزه أبو قرجة، أبو حربة، أبو سكين، أبو سيف، شافو خلو. وكانت أشعار الأنصار الحماسية تقول:
لُكها يا كريم ولكلكها وصبح نداها سخانة
بُقها نار جبل وطلع شرار دخانة
حكمنها الصقور وشارع الزلط شفخانة
وآخر يقول:
من قولة بسم الله
بنسل اب كنتلة
دار بيتك شيلة
وجوهنا دشنة
من الباحش أشنة
الضايق طرشنة
الواقعة ما بشيلة
قصدت من تلك المقدمة أن أقول إن الأحباب والأنصاريات تجري الثورة في دمائهم وهم معجبون ومحبون لكل ثائر في أقواله وأفعاله وحركاته لذلك تلقوا نبأ وفاة الحبيب إبراهيم حامد المشهور بإبراهيم وطني بحزن وألم شديدين وملأت صورته الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي وزينت صورته ترويسة كل القروبات وفاق عشاقه عشاق الحوت الذي أطرب القلوب. فإبراهيم كان يلامس مشاعر الثوار بكلماته التي تقول ثورة .. ثورة حتى النصر. ثم يختمها بكلمة وطني، رحم الله الحبيب إبراهيم وطني.
إن محبة الأحباب والأنصاريات لإبراهيم وطني هي محبتهم للحرية والديمقراطية والحكم الرشيد فهل فهم الذين وأدوا الديمقراطية وحرموا الشعب الحرية هل فهموا ما يصبوا إليه هذا الشعب الأبي الذي لا يرضى للحرية والكرامة بديلا إلا الحرية والكرامة؟
لقد حكمتم وظلمتم وأثبتت الأيام فشلكم وواقع الحال يقول إن الحياة أصبحت مستحيلة في عهدكم. الكهرباء في عاصمة البلاد توزع في الأحياء والمناطق الصناعية والأسواق يوما بعد يوم. ومياه الشرب كذلك في بعض الأحياء مقطوعة لأيام وربما أسابيع وشهور ومنظر السُقية بواسطة (حمير الكارو) في وسط العاصمة يُنبأ عن أن الحكومة عاجزة عن توفير أبسط مقومات الحياة، مياه الشرب وبعد هذا كله يتلفظ المسؤولون بكلمات يعف لسان المرء عن ذكرها وهم يسخرون من المواطنين الشرفاء.
نسأل الله الخلاص لبلادنا من هذا الكابوس.
أيها الأحباب.
في إطار نشاط هيئة شئون الأنصار الفكري والدعوي نظمت أمانة الدعوة والإرشاد دورة تنشيطية للأحباب الأئمة والدعاة بدأت في 14 شعبان الجاري وانتهت يوم أمس الخميس حيث تلقى الأحباب الدعاة والأئمة جرعات في مجال الدعوة والفكر وذلك استعداداً لشهر رمضان والذي يقوم فيه الأحباب بنشاط في عدد من المساجد في العاصمة والأقاليم. وقد درجت الهيئة على القيام بمثل هذا النشاط منذ أكثر من عقدين. وسيبدأ توزيع الأحباب الأئمة والدعاة في الأسبوع القادم. عليه نأمل من الأحباب الذين يرغبون في صلاة القيام بالجزء كاملا خلال شهر رمضان الاتصال بالأحباب أمانة الدعوة والإرشاد وذلك لتسهيل المهمة.
أيها الأحباب. ما زال الأحباب عروة الصادق وعماد الصادق والباشمهندس مرتضى هباني والحبيب مصطفى آدم ما زالوا خلف القضبان من هذا المنبر نطالب بإطلاق سراحهم فوراً.
اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين، اللهم أهدنا واهدي أبنائنا وبناتنا وارحمنا وارحم آبائنا وأمهاتنا يا رب العالمين.
- - - - - - - - - - - - - - - - -
تم إضافة المرفق التالي :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.