شباب هذه الأمة اليوم كما هو ظاهر مستهدفون بحملة شرسة، تعمل على مسخ اهتماماتهم, وتوجيه تطلعاتهم إلى امور منحطة, وإلى قضايا دونية, حيث أصبح طموح الشاب، وأصبحت البطولات التي تتراقص في ذهنه, وأصبحت المثل التي يتمناها ويتطلع إليها, هي ليست البطولات التي تحفظ لهذه الأمة تاريخها, ولا ترفع هذه الأمة إلى مكانتها، وإنما تعلقت قلوب كثير من الشباب باهتمامات دنيوية, وطموحات عادية؛ بل أصبحت تطلعات كثير منهم لا أقول: دنيوية وعادية فحسب، بل ربما تكون ضد ما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين, حفظ الله شباب هذه الامة من كل شر. «الخير من صنع الله.. والشر من صنع البشر»، مقولة تنطبق على إبداع المخلوق في معصية الخالق وصنع ما يساهم في تدمير الشعوب، وهنا لا تقتصر الظاهرة على صناعة أدوات الحرب التي تطورت عبر القرون وتحولت إلى منافسة حامية الوطيس في المساهمة التدميرية التي وصلت لحد الإبادة الجماعية، بل امتدت أيضا إلى عقول شيطانية رسخت قدرتها في التفكير لخلق غابة من أنواع المخدرات يظهر بين أحراشها كل يوم غول جديد. الغول الجديد ( فلاكا) الغول الجديد في غابة الحرام والشر –المخدرات- تتمثل في نوعية جديدة من حبوب الهلوسة يطلق عليها «فلاكا»، حيث تقول ادارة مراقبة الاغذية والادوية الامريكية ان حبوب فلاكا تصنع في الصين وباكستان وبالرغم من منع دخولها إلى الأراضي الأمريكية، فإن المتاجرين يطلبونها عن طريق الإنترنت وتصل إليهم عبر البريد، فيصعب مراقبتها. حيث تحولت إلى آفة تهرول واشنطن لمحاربتها، وتنصب المخاوف الآن على وصول هذه النوعية الخطرة التي تتميز برخص أسعارها إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط التي يعانى شبابها من البطالة وفقدان الأمل في الغد , ويجد في المخدرات الرخيصة وسيلة سهلة للإلهاء والغياب عن الواقع المرير, وقالت شرطة جنوب ولاية فلوريدا إنها شاهدت ازديادًا كبيرًا في السلوكيات غير المنضبطة، بسبب استخدام حبوب مخدرة تسمى «فلاكا»، وهي واحدة من أحدث أنواع الكيماويات من فئة المخدرات المصممة صناعيًا. وأضافت الشرطة: ما شجع على انتشار هذه الحبوب المهلوسة ثمنها الزهيد، فبإمكان أي شخص أن يشتريها بأقل من 5 دولارات، وتختلف طرق تعاطيها بحسب المدنين. تاجر الإنترنت وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن المخدر الذي يُعرف أيضا ب«جنون ب5 دولارات»، يروج له بشكل عادي على شبكة الإنترنت، ويتماثل كيميائيا مع أملاح الحمام، ويمكن تدخينه في سجائر عادية أو سجائر إلكترونية أو حقنه في الدماء، أو استنشاقه في هيئة أبخرة. المخدر يمكن طلبه من على شبكة الإنترنت ليصل إلى باب المنزل، بسعر 1500 دولار للكيلو الواحد، أي أقل 15 مرة من كيلو الكوكايين، ليصل في كميات صغيرة ويوزّعه التجار بدورهم على الأسواق. القاتل الصامت وأشار التقرير الفرنسي، إلى أن مخدر فلاكا أو "القاتل الصامت" موجود منذ ستينيات القرن الماضي، وتوفي إثر تناوله 34 شخصا. وأعيد تقديمه بشكل جديد، ليدمنه مستخدموه، ويجنون الأموال بشكل أسرع، ما يجعل المستشفيات في أمريكا تستقبل 20 حالة على الأقل من ضحاياه. ويسبب تعاطيه في ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى نحو 40.5 درجة مئوية وأكثر، حتى إن ضحايا المخدر يمزقون ملابسهم، ظنا منهم أن النيران قد شبت بأجسادهم، أو يركضون متخيلين أن أناسا أو حيوانات ضارية تطاردهم بهدف قتلهم. ويرى عالم الأوبئة في جامعة جنوب شرق نوفا، جيمس هال، الذي درس سوق المخدرات في فلوريداالأمريكية لأعوام، أن المخدر "شيء شديد السمية، صُنع ليدوم تأثيره فترة طويلة، وكي يكون أكثر إدمانا، وهو ما سينعكس بالإيجاب على المبيعات". ميول عدوانية وقوى خارقة وفي سياق التقارير المخيفة حول «فلاكا»، أشار موقع «ديلى دوت» الأمريكي إلى أن المخدر الجديد يجعل مستخدميه يشعرون بأنهم أصحاب قوى خارقة، ويقومون ببعض الأشياء المرعبة. وأضاف أن الشرطة الأمريكية ربطت تقارير مختلفة عن السلوك الغريب بالمخدر المصنوع من مادة «PVP»، وهي مركب من مادة الكاثينون، والمعروفة أيضا بأملاح الاستحمام، وهي مادة منشطة تنافس الكوكايين ومادة الكريستال ميث، ومادة الإكستاسي. شق الملابس ومن أعراضه أيضا، ميول المتعاطي لشق ملابسه والجري في الشارع والنزوع العدواني بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الأدرينالين والشعور بالقوة والإتيان بأفعال غريبة، وعادة ما ينتهي الأمر في قسم الشرطة. وتابع الموقع: "بمجرد تقييد المتعاطي يمكن أن يصل الأمر به إلى الموت المفاجئ إذا لم يتم إسعافه سريعا". وقال الموقع إن الحالات الأخيرة لتعاطي المخدر التي شهدتها فلوريدا كانت لرجل اقتحم قسم شرطة عاريا ومسلحا، وآخر هاجم امرأة تبلغ من العمر 86 عاما، وثالث حاول تسلق سياج قسم شرطة. يشار إلى أن اسم "فلاكا" مأخوذ من اسم مطرب الراب Floka كما يشير أيضا باللغة الإسبانية إلى المرأة الجميلة الساحرة. حملة في تويتر لمحاربة الظاهرة بعد انتشار حبوب فلاكا بين الشباب والمراهقين في ولاية فلوريدا، أطلق مغردون اجانب حملة كبيرة للتوعية من هذا النوع من الحبوب مذكرين بخطورتها على صحة الإنسان. أرقام مثيرة للقلق حسب إحصائيات إدارة مراقبة الأغدية والأدوية فقد سجلت 38 حالة لاستعمال حبوب فلاكا سنة 2013 ليرتفع الرقم إلى 228 في 2014 ووصل الرقم إلى 275 حالة في الثلث الأول من 2015. يقول المعهد القومي للإدمان على المخدرات إن سلوك الإنسان يتغير بعد تناول فلاكا ثلاث مرات، ويفقد الإنسان التحكم في قدراته العقلية، وينتج عن ذلك تصرفات غريبة مثل الجري والإحساس بالملاحقة. ولم يخف مصدر من المعهد تخوفه من انتشار هذه الحبوب عبر التراب الأميركي فيتحول من يتناولوها من مدمنين إلى مجانين، وقد سجل المعهد انحصار هذه الحبوب في أربع ولايات وهي أوهايو، وتكساس، وتينيسي وفلوريدا. ويؤكد مخبر تحليل الأدوية والمخدرات بولاية فلوريدا أن مكونات حبوب فلاكا هي مواد كيميائية سامة رخيصة الثمن، ما يسهل للشباب والمراهقين تعاطيها. . وكالات – يوتيوب – تويتر - فيتو – راديو سوا