العصب السابع الوزير في سيجارته..! شمائل النور الصراحة لله لقد أتحفنا وزير الداخلية بتصنيفه ل \"البنقو\" خارج صنوف المخدرات العالمية، البنقو مادة مخدرة وتؤثر مباشرة على الجهاز العصبي ذلك بفصل المتعاطي عن واقعه لفترة من الزمن وهذا ما يعرف في الدين بتغييب العقل وهذا حرمه الدين قبل أن تحرمه القوانين والتشريعات الدولية التي باتت تُضيّق الخناق حتى على السجائر العادي لإيمانها التام بمدى الخطورة، فكيف يُمكننا القول بأن البنقو ليس مخدرا.. وكون البنقو لم يدخل ضمن صنوف المخدرات العالمية، هذا لا يعني أنه غير مخدر وغير خطير هذا فقط لأنه أصبح غير عالمي وتركته البلدان الغنية للبلدان الفقيرة بعد انتشار الأفيون والهيروين والكوكايين والحبوب، فهو الآن محدود التعاطي في البلدان العربية الفقيرة مثل السودان ومصر.. فمثلاً من البديهي لا يمكننا أن نجد مشروب \"العرقي\" يتصدر قوائم الخمور الخطرة في أميريكا فهذا لأنه مصنوع محلي محدود التعاطي يستسيغه السودانيون فقط، ولو بحثنا في طرائق صناعة الخمور المستوردة وطريقة صناعة \"العرقي\" فسوف نلاحظ فرق السماء من الأرض، والخطورة أكثر في المصنوع محلياً لكنه المسكين غير عالمي، فليس كل مصنوع محلي أو محدود التعاطي آمن وغير خطر فقط هناك ما هو أفضل منه ليفوز بالقوائم العالمية،ونقول للسيد الوزير لو أن الأوضاع المعيشية تحسنت سوف يرتقي ذوق الشباب في التعاطي بالتأكيد سوف ترى الهيروين والكوكايين والافيون وإن كان موجوداً حالياً لكن في حيز الطبقات الفارهة جداً. ويجدر بنا هنا أن نُذكر السيد الوزير.. في منتصف عام 2009 اشتكى وزير الداخلية السوداني من تزايد الأموال المتداولة في تجارة \"البنقو\" في السودان والتي قال إنها تزيد عن 4 مليارات دولار سنوياً ولولاء الحياء القاتل لخرجنا نطالب بنصيبنا من البنقو بعد أن فقدنا نصيبنا من البترول. ولو قوبلت هذه التجارة بقليل اجتهاد وهِمة من الحكومة لحلحل السودان كل أزماته.. إذاً لا يمكن أن ينكر أحد استشراء البنقو داخل السودان فوزارته هي من قالت هذا وبالأخص في الأوساط الجامعية وحسب ما حظينا به من معلومات فإن ثمن سيجارة البنقو ببعض الجامعات هو 5 جنيهات ومعها تحلو المشاركة مع عدد من المدخنين وبقليل من التوفير يُمكن لكل من يُريد من طلاب الجامعات أن يتعاطى البنقو حتى لو استقطع قيمته من كفالة الصندوق، وإن كان هناك تعاطي إعلامي زائد لقضية المخدرات في الجامعات فهذا من باب الحرص على الشباب وليس من باب التحامل عليهم أو ظلمهم كما قال السيد الوزير. لعل السيد الوزير لا يدري أن أغلب الناس إن لم يكن جميعهم أصبحوا يُفرقون بين رائحة دخان السجائر العادي ودخان البنقو فيُمكن أن تستنشقها في أي مكان كان دون تحفظ، فكيف للسيد الوزير أن يقول إن السودان بعيد عن المخدرات..السيد الوزير إن البنقو هو المخدر المتاح للفقراء وتتفاوت أصناف المخدرات من دولة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر..فمتى ما جاء الفرج في المعيشة تبعه ارتقاء الذوق في المخدرات،نحن لسنا بمنأى عن الضياع. التيار