قبل أن يتطور فن التصيم الجرافيكي عبر رسم الجداريات في الشوارع بجانب الرسم ثلاثي الأبعاد، كان يستخدم في مجالات عديدة من بينها الصحف والمجلات والنشرات الإعلانية وصناديق الطرود، ومع التغيرات التي طرأت على الكثير من المجالات شهد هذا الضرب من الفنون تطوراً ملحوظاً ليدخل وسائل الوسائط المتعددة. الجمال في مدني وبقدر ما يظهره التصميم من جمال، فهو مستوحى من الطبيعة من واقع أنه أسلوب حياة لكثير من الرسامين الذين يختارونه، ويوصلون عبره رسائل توعوية ومبادرات، فهو أحد عوامل النجاح لأي نشاط إنساني اجتماعي. وفي السياق قام شباب مبادرة (حقك علينا يامدني) برسم جداريات زيينت شوارع المدينة وضواحيها بأزهى الألوان. حكاية أبوبكر أبوبكر الياس فنان مبدع درس العلوم السياسية، لكن موهبته المبكرة في الرسم جعلته يهتم بها ويطور من قدراته، نشط أبوبكر في العمل الطوعي، بجانب المبادرات الشبابية وقام رفقة أصدقائه الثلاثة طارق وعلاء الدين ووليد فرح بإطلاق مبادرة (يلا نلون الخرطوم)، ودشن مشواره برسم جداريته الأولى في غرفته ونحت اسم شهرته (بيكو) الذي أحبه وبعدها واصل المسيرة واستمر في الرسم الجرافيكي، وكانت آخر أعماله موقف الأمجاد بسوق ود مدني، كما رسم من قبل مع صديقه محمد إبراهيم جداريات مستشفى الولادة والمستشفى الكبير وميز الأطباء. عراقيل كثيرة أبوبكر ورفاقه اختاروا تزيين شوارع الجزيرة. ورغم أن مبادرتهم تستحق الإشادة والتقدير إلا أنهم وجدوا عراقيل من بينها الجدران المحدد للرسم، فعادة ما يرفض أصحابها، بحجة أنها مجرد (شخبطة) ليس إلا، كما أن البخاخات المستخدمة غير متوفرة، لذا تحل محلها البوهية، وحول هذا الأمر أشار بيكو إلى أن البخاخات التابعة لشركة مونتانا بمختلف مجموعاتها هي الأفضل والأجود بالنسبة لتنفيذ الفكرة بصورة سليمة. أعمال خاصة بجانب الجداريات والمبادرات التي يقودها الشباب هناك أعمال خاصة يقوم بها أبوبكر مثل الرسم على ال (تي شيرتات) والأحذية، إضافة إلى تزيين جدران المنازل حسب طلب الزبون في اختيار الألوان والأشكال أو وفقاً للرؤية الفنية للمنفذ.. أبوبكر يقول إن الرسم الجرافيكي ينقسم إلى نوعين، الأول متعلق بالشخصيات والأشكال والثاني خاص بالكلمات وهو الأكثر رواجاً وطلباً. متاحف مجانية يرى بعض المهتمين بالمجال أن هناك لوحات فنية نادرة يمكن تطويرها وترقيتها، كما أن الإقبال عليها في سوق العمل بات متزايداً بعد تغير مفاهيم الناس من أنها مجرد شخبطة ومزيج ألوان جائطة على الجدار إلى جماليات ضرورية وإبداع متناهٍ خطه أكبر فناني الرسم الجرافكي في العالم، حيث استطاعوا أن يغيروا الأذواق من خلال التجميل بوجود متاحف مجانية ومتنزهات مفتوحة على طول الشوارع، وكثيراً ما التقط البعض الصور بدلاً عن وضع القمامة، واستطاع المبدعون أن يجبروا الجميع على احترام الشارع. اليوم التالي