"اجتاحتنا المياه عند الساعة الثامنة صباحاً وهذه كانت من نعم الله علينا لأننا استطعنا أن ننجو بأنفسنا لأنها إن جاءتنا ليلاً لكنا في عداد الموتى". هكذا تحدث محمود حامد أحمد مواطن في ضواحي مكلي ل(اليوم التالي) خلال جولة قامت بها الصحيفة على المناطق المتأثرة بالسيول في المحليات الشمالية بولاية كسلا نهار الجمعة يد النهر المتمرد كانت طويلة، بدا الطريق الذي يربط كسلا بتلكوك عند منطقة تواييت أثراً بعد عين، جرفت المياه المتدفقة (الزلط) على مسافة تزيد عن الكيلومتر.. يقول دكتور محمد يوسف حسن والذي يعمل في مركز صحي بمنطقة مكلي في إطار طوارئ الولاية للخريف: "السيول زادت من نسبة الإصابة ببعض الأمراض كالملاريا والإسهالات المرتبطة بالمياه فضلاً عن النزلات". ويشير يوسف في حديث ل(اليوم التالي) إلى أن المنظمات ووزارة الشؤون الاجتماعية في الولاية وفرت كميات من الأدوية تكفي سكان المنطقة في أيام الحاجة، منوها إلى استقرار الحالة الصحية العامة.. على مقربة من الطريق المتهدم نصب المتأثرون خيامهم البسيطة وجلسوا تحتها يرصدون حركة المارة، لم يتبق لهم إلا ما تجود به أريحية زوار الحكومة، يقول المواطن محمود حامد: "عدد الأسر المتضررة في منطقة برددوبلاب يفوق ال400 أسرة، خرجنا بأنفسنا دون أن نأخذ أيا من ممتلكاتنا، بعض أغنامنا ذهبت مع السيل وكذا فرشنا"، لافتا إلى أن الثعابين لدغت ليلتها ثلاثة أشخاص هم الآن طريحو الفراش في المستشفى. وأشار محمود إلى أن الحكومة زارتهم ذات اليوم ووفرت لهم الغذاء والمشمعات.. يؤكد الرجل أن حالهم بدأ هكذا منذ ثلاث سنوات ماضية ولا يعلمون ما هو الحل، ويضيف: "كل المساحات من حولنا مناطق زراعية تعود ملكيتها لمواطنين ولا يحق لنا استغلالها للسكن".. بقايا قطع من الجوالات الفارغة والأعواد تركها السيل كمعالم لوجود المنطقة... الأجسام الهزيلة تبدو غير قادرة على العمل مع أن موسم الخريف مبشر هذا العام.. ترويض النهر المتدفق بقوة من الهضبة نجح في حماية كسلا من الغرق، داخل المدينة تحول القاش إلى حوض للسباحة يقصده الصبيان يومياً رغم مياهه عالية العكورة. اليوم التالي