جاء إنقلاب تركيا ليكشف حقائق مثيرة وخطيرة ، وغض الطرف عما إذا كان الانقلاب حقيقي أم هو مسرحية على طريقة ( أذهب الى مرمريس في اجازة .. وسأعمل انقلاب مؤقتاً ) ، فإن ما حدث كان مبرراً كافياً لاردوغان لازاحة أنصار فتح الله غولن من كل المؤسسات الحكومية ، من المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطة والتعليم والاعلام والخدمة المدنية ، ومصادرة كل الشركات والمؤسسات التي أسستها حركة قولن في الداخل ، وأمتدت طلبات الحكومة التركية للخارج فصدر قرار من حكومة السودان ( بتأميم ) مدارس غولن و شركاته و استثماراته، وتم تعديل القرار فيما بعد للمصادرة للمدارس وتبعيتها لوزارة التعليم ، وربما أتضح تالياً أن كل الاستثمارات التركية في السودان هي لجماعة غولن وأن الحكومة التركية ليس لديها في السودان سوى مبنى السفارة والسيد السفير ، وأن كل الاستثمارات التركية هي قطاع خاص ويتبع للسيد فتح الله قولن ، جاء تأكيد ذلك من السيد د. الفاتح على حسنين رئيس جمعية الصداقة السودانية التركية ، الذي أكد وجود ( 20 ) شركة تتبع لحركة السيد فتح الله غولن تمارس نشاط الاقتصادي بالسودان ، السيد حسنين وجه اتهامات واضحة للسيد د. حسين مكي رئيس جامعة أفريقيا السابق بالعمل على مساعدة حركة غولن لتنفيذ سياساتها في السودان ، وأوضح أن ( 90 ) من رجال الأعمال السودانيين يزورون تركيا سنوياً بترتيب وتنظيم من شركات غولن ، ومضى حسنين إلى القول أن ( حركة فتح الله تعمل على دعم ومساعدة النظام الماسوني في العالم ) ، الدكتور حسن مكي قال ( أنا الآن خارج البلاد ولن أستطيع الرد في الوقت الحاضر ) ، بالطبع فإن المعلومات الخطيرة والاتهامات التي وردت في تصريح السيد رئيس جمعية الصداقة السودانية التركية تتطلب من الدكتور حسن مكى أن يرد بصورة واضحة وسريعة تتناسب مع حجم الحرج الذي وقعت فيه الحكومة بسبب هذه التصريحات ، وربما يكون للحركة الاسلامية أيضاً ما تدلوا به ، خاصة وأن أحاديث تدور عن علاقة قيادات بالحركة الاسلامية باستثمارات حركة غولن في السودان ، وإذا صحت اتهامات د. حسنين لحركة غولن بالارتباط بالماسونية العالمية ، فما علاقة كل ذلك بالحركة الاسلامية ؟ واذا كان رئيس جمعية الصداقة السودانية التركية وهي منظمة شبه رسمية لديه كل هذه المعلومات ، فكيف سمح لحركة قولن بعمل استثمارات في السودان وفتح المدارس ،وتنظيم زيارات سنوية لأكثر من ( 90 ) من رجال الاعمال السودانيين لتركيا ؟ وماذا يفعلون في هذه الزيارات ؟ أحاديث خطيرة تمر مرور الكرام ولا يحفل بها أحد ، والحكومة لا تريد القاء مزيداً من الضؤ عليها ، حسنين يقول أن مدارس قولن في ضاحية كافوري يقف عليها معلمون هويتهم غير معروفة ، ملمحآ إلى تبعيتها لدوائر استخبارية من خارج تركيا ، أما السيد سفير تركيا فقد ذهب صراحة إلى أن مدارس قولن في السودان يأتي تمويلها من أمريكا واسرائيل ، وهو خطاب موجه للشعب السوداني (الطيب ) ، تركيآ ما الذي (يعيب) أمريكا وإسرائيل ، ودولة السيد السفير عضو في حلف الاطلسي الذي تتزعمه أمريكا ولها قاعدة انجرليك والتي تستخدم فى قصف ( داعش ) في سوريا والعراق ، و بجانب ذلك تدمير كل المدن و البنية التحتية و تشريد ملايين العراقيين و السوريين و تنفيذ مخطط مشبوه لإحداث تغييرات ديمغرافية ، أما اسرائيل فقد خاطب أردوغان رئيس وزرائها نتنياهو ووصفه بالصديق وتعهد له بتحسين العلاقات التركية الاسرائيلية ، كيف كان سيتصرف حسنين لو نجح انقلاب غولن ؟ وهل قوله سيكون نفس القول ، ؟ كل يوم يتضح أن بلادنا مستباحة من كل جانب ، الصديق قبل العدو ، و لا تزال المراكز و الحسينيات الايرانية تقوم باعمالها و مهامها خير قيام . الجريدة