* إنتظرنا طويلاً لنرى على ماذا سينتهي فيلم الشركات الوهمية التي زورت واحتالت لتستولي على الأموال المخصصة لاستيراد الدواء وحرمت منها المرضى، ولكن لم يحدث شيء !! * لا التحقيق المزعوم الذي قيل إن المجلس الوطني يجريه حول القضية الخطيرة سمعنا عنه شيئاً، إن كان هنالك تحقيق، ولا بلاغاً فتحته وزراة الصحة، ولا وزير العدل فعل شيئاً ، ولا أحداً من المسؤولين يهمه استيلاء شركات وهمية، بمساعدة أصحاب الضمائر الميتة في البنوك، على أموال الدواء، ولا حسيب ولا رقيب ولا وجيع!! * كل ما حدث أن بنك السودان أصدر قراراً بحظر الشركات (وبس)، وربما لم يفتح ضدها بلاغاً بالاعتداء والاستيلاء على المال العام .. (خلاص أي حرامي ينط حيطة ويسرق حاجة، ما يعلموا ليو حاجة، بس يقولوا ليهو ما تنط الحيطة دي تاني وشوف رزقك في حيطة تانية، موش ياهو ده الحصل مع حرامية الدواء؟! * تعرفون القصة: 32 شركة وهمية تقدمت بأوراق مزورة إلى بنك السودان باعتبارها من الشركات المخولة باستيراد الدواء، وهي ليست كذلك، واستولت على مبلغ (30 مليون دولار أمريكي) مخصصة للدواء، كده على عينك يا تاجر، ويا شرطة، ويا وزير الصحة، ويا وزير العدل، ويا حكومة، ومن لديه عندنا حاجة فليرنا رجالته وليأت ويأخذها، وكما لاحظتم فهو نفس المنطق المعروف للكافة .. (الدايرها يجي يقلعها) !! * يقول الأمين المالي لاتحاد الصيادلة محمد عبدالله اسماعيل لزميلنا الصحفي المميز (بهاء الدين عيسى)، إن المجلس الوطني إستدعى الأمين العام لمجلس الصيدلة والسموم د. محمد حسن إمام لاستفساره عن الموضوع، فأقر بأن (32 ) شركة لا علاقة لها بالدواء، واثنتان، إحداهما مملوكة لأمين عام اتحاد الصيادلة د.صلاح ابراهيم، استولت على اموال الدواء، ففتح المجلس وبنك السودان تحقيقاً مشتركاً لم يُشركا فيه إتحاد الصيادلة (ربما لأن الشركة التابعة لأمين الاتحاد متورطة في القضية)، ولم يصدر عن التحقيق أي شيء حتى الآن، ولم يُفتَح أي بلاغ، ولم تطالب أية جهة الحرامية بإعادة الأموال (يعني حتى التحلل الما عاجب الناس ده، ما في ليهو طريقة) وموتوا بغيظكم يا عيانين!! * من المعروف أن أموال الدواء المخصصة من بنك السودان والتي تبلغ حوالي (5 مليون يورو) شهرياً، كانت توزع عبر المجلس القومي للأدوية والسموم، ولكن أوكل التوزيع لغرفة مستوردي الأدوية قبل حصول الواقعة، بدون أن يعرف أحد لماذا، ربما ليحدث ما حدث من اعتداء على أموال المرضى واستيلاء الشركات الوهمية واللصوص على مبلغ ال(30 مليون دولار) .. تُرى من هو اللص الكبير؟! * هذا هو السودان أيها السادة .. يوم أدوية، ويوم قطارات، ويوم بصات، ويوم أراضي، ويوم حاويات، بينما يتطاول اللصوص في البنيان ويحترق المواطن بنيران الظلم والفقر والمسغبة والمرض والغبن .. والما عاجبو يلحس كوعو، أو يندفن جوة سمكة قرش في البحر المتوسط، أو ينضرب بالرصاص في صحراء سيناء وهو في طريقه الى إسرائيل !! الجريدة