(كونا) -- قالت خبيرة حقوقية اليوم ان العلاقة المستقبلية بين السودان ودولة جنوب السودان التي تعلن استقلالها السبت المقبل ستعتمد على كيفية معاملتهما لسكانهما الذين يقيمون على الجانب الاخر من الحدود. واشارت كبيرة الباحثين في الشأن السوداني بمنظمة (هيومان رايتس ووتش) المدافعة عن حقوق الانسان جيهان هنري في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الى ان "على الدولتين القيام بأكثر من الاتفاق رسميا على ترتيبات سياسية جديدة". واضافت هنري "حتى يسود السلام بالفعل سيكون على كل حكومة ان تحسن من سجلها في حقوق الانسان داخل اراضيها وتظهر احترامها لحقوق المعارضين والسكان المنحازين تاريخيا الى الجانب الاخر". وقالت ان الاستفتاء الذي جرى خلال يناير الماضي واعرب خلاله الجنوبيون عن رغبتهم في الانفصال عن الشمال "يمكن فهمه على انه رد فعل لمشكلات حقوق الانسان الدفينة التي تسببت في اندلاع الحرب (الاهلية)" مشيرة الى ان العديد من الجنوبيين كانوا يعتقدون ان نتيجة الاستفتاء كانت حتمية. ونبهت الى انه في حال لم تنه الخرطوم من "القمع" في الشمال فان مواطنيها سيستمرون في تعرضهم للتهميش مضيفة ان ارث الحرب الاهلية الطويلة في السودان جعلت كلتا الدولتين متشككين في دوافع الاخرى. وقالت انه "خلال الاعوام الماضية رأينا صراعات كبيرة تندلع في دارفور وجنوب كردفان بسبب هذا التهميش والتكتيكات الجائرة الدفينة" مؤكدة ان "مفتاح الاستقرار في كلا السودانيين سيكون احترام الحكومتين الكامل لحقوق مواطنيها". ويشهد السبت المقبل اعلان استقلال دولة جنوب السودان نتيجة للاستفتاء الذي جرى في يناير الماضي في اطار اتفاقية السلام الشامل التي ابرمها الجانبان عام 2005 برعاية الاممالمتحدة ووضعت حدا لحرب اهلية استمرت عقدين بين شمال السودان وجنوبه. ومن المقرر ان يحضر الرئيس السوداني عمر البشير والسكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون اضافة الى مسؤولين بارزين من كافة انحاء العالم الاحتفالات باعلان استقلال جنوب السودان بالعاصمة جوبا السبت المقبل.