أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    وزير الداخلية المكلف يستعرض خلال المنبر الإعلامي التأسيسي لوزارة الداخلية إنجازات وخطط وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية وفترة ما بعد الحرب    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرحمن الأمين
نشر في الراكوبة يوم 07 - 12 - 2016

ظهر الفساد في البر والقصر والجو ( حلقة 2 ) وثائق بنكية صادمة
الفريق طه يودع هبة إماراتية بإسمه مقدارها 40 مليون دولار بحسابه ببنك " نوفا سكوتيا" في دبي
ويستثمرها في بنك أكبكترس التركي
عبدالرحمن الأمين
[email protected] .com
التفاصيل المصرفية
لا بأس من شرح موجز لطلاسم ماتطالعون من ترميزات فهما سند وثائقي لتحويل أموال بنكية من حساب لأخر .
هاتان الوثيقان المصرفيتان تسميان IBAN (آيبان) وهو الاختصار بالحروف الأولي من الاسم الكاملIntrernational Bank Account Number ، أي رقم حساب في بنك عالمي . هذا الرقم يستخدم عند تنفيذ تحويل مالي أو إستلام مبالغ عبر حوالة بنكية دولية .الآيبان ليس بديلا لرقم حساب العميل أو لكود ( ترميز ) الفرز sortcode الخاص بالعميل . فبينما كود الترميز ، المتكون من 6 أرقام يوضح اسم البنك والفرع الذي يوجد فيه الحساب ، فإن الآيبان عبارة عن ارقام إضافية فيها معلومات كودية الغرض منها مساعدة مصارف أعالي البحار في التعرف علي حساب العميل لإكمال العملية البنكية بالتسديد .
ماذا نعرف عن المصرف الكندي الذي يتعامل معه الأخطبوط طه الحسين ؟
اسمه المسجل هو بنك نوفا سكوتيا (Bank of Nova Scotia) أما إسمه التشغيلي فهو سكوتيا بانك (Scotia Bank) . يحتل المركز الثالث حجما في قائمة أكبر المصارف الكندية بإجمالي أصول رأسمالية تبلغ 856.5 بليون دولاركندي وحقق دخلا مقداره 24.05 بليون دولار كندي في العام الماضي . أما رئاسته فهي في مدينة تورنتو .
أصبح بنك نوفاسكوتيا أول مصرف كندي يفتتح فرعا له في مدينة دبي يوم 22 ديسمبر 2009 بعد أن حصل علي رخصة التشغيل في 17 نوفمبر 2009 وتم تسجيله بمركز دبي المالي تحت الرقم 0887.أما عنوان المصرف فيقع في برج مركز دبي المالي في مبني بريسنت رقم 3 ، الطابق 3 ورقم المكتب هو 302 . هذا المصرف ليس ككل المصارف التجارية العادية التي نقصدها لعمليات السحب وإيداع وخدمات الصراف الألي . هو بنك استثماري متخصص في تنفيذ عمليات وطرح منتجات مالية سداسية الأصفار . فهو متخصص في إدارة المحافظ المالية للأثرياء ، تحويل الملايين بين البنوك لعملائه ، توفير خطوط الإئتمان التجارية الضخمة ، توفير التمويل الربوي لتنفيذ صفقات الشراء أو البيع الكبري بالاضافة لإبداء المشورة المتخصصة في الاستثمارات . بهذه الصفة المتخصصة فإن من يقصده من العُوام يخضع لأجراءات أمنية وتفتيشية غير مسبوقة ، فهو مصرف ليس لكل الناس . فاذا ساقك الفضول الي مصرف الفريق طه في دبي فسيكون حدك النهائي هو البوابة الأمنية الأولي التي تظهر في الصورة رقم ولن تعبر للمصرف إلا بعد أن تخضع لإستجواب التيم الأمني الخاص بالمصرف عن كثير جدا وبعد ذلك سيُطلب منك الاتصال هاتفيا بالادارة لترتيب موعد لزيارتهم !
سنحاول الان ترجمة الرموز الكثيرة التي نراها في هاتين الوثيقتين مستعينين بمفتاح الترميز الخاص ببنك سكوتيا الصورة رقم ادناه .
من إجمالي 12 بندا ، تتطابق الوثيقتان في 7 بنود وتختلفان في 5 نقاط هي الأرقام المتسلسلة للمعاملات ، تأريخ الاستحقاق ومقدار المبلغ المرسل وشروط الايداع في حساب المرسل له . نقاط الاتفاق السبعة الثابتة في التحويلين نسلسلها كما يلي :
أولا- البند الثاني رقم 23B ويشير لرمز البنك التشغيلي ، أي اسم البنك وبخاصة عندما يستخدم رمز CRED ففي هذه الحالة يتحدد البنك بمصرف نوفا سكوتيا بانك . هذا الرمز يماثل نظام SWIFT الذي يُستخدم عالميا كمعرِّف لهوية الاعمال (Business Identifier Codes (BIC) بالذات في قطاع البنوك والمؤسسات المالية كأسماؤهم وأماكن وجودهم مما يسهل عمليات إرسال الأموال لاسلكيا حول العالم.
ثانيا -البند السادس :50K-Ordering Customer - Name & Address
AE40023000100011589206
TAHA OSMAN AHMED ELHUSSEIN
P.O.BOX 75214
DUBAI
UNITED ARAB EMIRATES
هذا البند أعلاه يكشف اسم العميل ورقم حسابه وعنوانه فهو العميل صاحب الحساب رقم AE40023000100011589206
الاسم : طه عثمان احمد الحسين
صندوق بريد رقم 75214
دبي
دولة الامارات العربية المتحدة.
ثالثا- البند السابع : 57A) Account with Institution BIC)
AKBKTRIS AKBANK T.A.S
هذا البند يشير الي إسم المؤسسة المالية التي يوجد فيها الحساب وفق معرِّف هوية الاعمال الحساب وهي الجهة التي يريد المُرسل ان يتم دفع المبلغ للمستفيد من خلالها ، وفي هذه الحالة هي المصرف التركي أكبكتريس أكبانك تاس.
خيارات الصيغة التي يمكن ان يتم بها الدفع هي إما بنظام سويفت والمُعَرِّف للأعمال أو نظام سويفت والمعرف زائدا لعناية المستفيد + 9 أرقام المصرف التركي
أكبكتريس أكبانك تاس.
رابعا - البند الثامن (59):- Beneficiary Customer -23965218 CID MILLS SEEN
يتعلق هذا البند بالمستفيد النهائي من التحويل المالي وهو بالتعريف الجهة التي إختارها طالب المعاملة كجهة نهائية مستفيدة من المبالغ المُرسلة والتي أعطي المُرسِل أمره للبنك بدفع المبلغ في الحساب الظاهر والذي يستدل عليه من بطاقة العملاء Customer ID Card
خامسا : البند العاشر Details of Charges تفصيل المنصرفات 71A
والاتفاق هي يُعبر عنه بثلاثة حالات وهي SHA وتتعلق بأن يدفع العميل فقط رسوم مصرفه لتنفيذ التحويل ، وبالتالي يستلم البنك المحولة له الاموال المبلغ ناقصا رسوم البنك الوسيط. والحالة الثانية هي BEN وتعني ان المستفيد لايدفع أي رسوم جراء التحويل لحسابه بينما OUR فتعني أن المرسل يدفع كل الرسوم
سادسا : البند الأحد عشر : 71G Receiver's Charges
ويتعلق هذا البند بالرسوم التي يتحملها المستلم جراء فروقات سعر صرف العملات وأي منصرفات للمعاملة يتحملها المستلم
7سابعا : البند الاثني عشر 2
Sender to Receiver info
/اذا تم استخدامها يمكن أن تؤخر التحويل BEN أو -REC رموز
الان ماهي البنود الخمسة التي تختلف في المعاملتين : أولا المعاملة الأولي
رقم المعاملة المتسلسل : 911061608984501
تاريخ الاستحقاق :19/1/2015
المبلغ الاجمالي : 10 مليون دولار
العملة : الدولار الأمريكي
معلومات الايداع : خصم 25بالمائة
2- ثانيا المعاملة الثانية
رقم المعاملة المتسلسل : 652148325496218
تاريخ الاستحقاق :7/6/2015
المبلغ الاجمالي : 30 مليون دولار
العملة : الدولار الأمريكي
معلومات الايداع : خصم 75بالمائة
SWIFT BIC alone or SWIFT BIC plus //CC + 9 digit Canadian لنظام الفرز الكندي بدون مسافات فاصلة في المساحة الأدني التي تترك فارغة إذا لم يستخدم سويفت الخاص ببنك نوفا سكوتيا في تورنتو كندا ( NOSCCATT)
Code (no spaces) in Subfield 1. Leave BLANK, if.
Ordering Custom
Definition:
The customer ordering the transaction
Format:
A – Account # & BIC/BEI
K – Account # & Name and Address خامس رقم عنها أما باقي البيانات فهي الاولي نري أرقاما علي اليسار يقابلها شرح الي اليمين . الرقم 20 يوازيه ( مرجع رقمي للصفقة وهو 911061608984501 وهذا يمثل الرقم المتميز للبنك المرسل للأموال ، أي سكوتيا نوفا . يليه . في النقطة الثالثة (32A ) فتتعلق بيوم الاستحقاق الي يقول عنها مفتاح المصرف أنها تتعلق بالقيمة المستحقة ونوع العملة والتاريخ مبتدئا باليوم فالشهر فالسنة وهو في هذه الحالة 19يناير 2015 ( بينما الشيك الاخر كان إستحقاقه يوم 7 يونيو 2015 ) . أيضا في النقطة الرابعة مكرر (32A) فقد تحددت العملة وحجم المبلغ فهو في التحويل الأول يبلغ 10 مليون دولار أمريكي وفي الثاني يبلغ 30 مليون دولار أمريكي
*التسلسل التأريخي وقصة الشحدة ...
عكس كل من خدم عمر البشير فإن طه لا يلتزم بمسطرة ديوانية ، ولا يعترف ببروتوكول وليس له خطوطا حمراء . قناعاته الراسخة ذات نسب بالدِلالات وإستهلالاتها الشهيرة "إبن حلال يفتح الباب ". من هذا الباب مرر الاخطبوط طه كل شئ من النملة وحتي الفيل ! ففي قاموسه أن كل شئ قابل للبيع وكل المطلوب هو جرأة النطق بسعر . فالرجل براغماتي حد الخاتمة إذ لا يعترف بمقدسات ولا يتهيب حرمات ولا يؤمن بالشعارات المتصلبة ، فكل أمر عصي له ثمن وبالتالي يمكن زحزحته . فَهِم النجاح علي أنه إشتقاقا من كلمة "إستفادة وأخواتها " . فتراه يناقش السياسة الدولية كسمسار العقارات ، ويتحدث عن عمولات البزنس كتجار الجملة وينهي الصفقات في هلع رعاة الزريبة خشية موت الخراف !عند طه كل شئ جاهز للبيع العاجل ، وتصرف مع خيرات السودان علي هذا الأساس : هو السمسار الاوحد والمحتكر الأكبر لهذا السوق الفوري ! رغم محدودية إطلاعه وزهده في متداولات الثقافة، من أي نوع ، إلاأن صعوده شابه كثيرا سيرة مبعوث السادات الرئاسي أشرف مروان . فكلاهما مثّل رئيسه في جلسات توزيع الهدايا " والشرهات " الملوكية ، فسافر لوحده وقابل لوحده وإستلف لسان "الريس" ، فأحضر العطايا وإقتسمها مع الريس (حمل في يونيو 2014 رسالة من البشير إلى ولي عهد إمارة أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات الإماراتية الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان، وأوفده البشير كمبعوث شخصي إلى العاصمة الموريتانية في نوفمبر 2015 والسنغال بل وحتي وفي زيارات غير معلنةلكل من السعودية ومصر!!.
قضي طه الحسين وأشرف مروان علي بريق وسطوة من كان مديرا لمكتب الرئيس ، فرموه وظفروا بالكرسي . فمن بدايات متواضعة ، بمهام مفصلة ، وصلاحيات محدودة كمساعد لمدير مكتب الرئيس السابق ، الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين ، فإن طه أطاح ، مثل سامي شرف ، بمدير مكتب الرئيس وإحتل الكرسي . فالاخطبوط طه اليوم هو الرسول المأمون للبشير لقيادات العالم الخارجي صاحبة الأموال ، ولرجال الاعمال في الداخل فهو حامل أختام الرئيس ومانح تبريكاته ومحددا نسبة المشاركة .... والأهم من كل شئ أن الكل فهم أنه يد الرئيس التي بها يبطش ويلطش !!
ربما أن نشأت طه في أسرة ختمية ، وعدم إعتراف أي رفيق أوصديق بإلتزامات بفكر الاخوان المسلمين جعلته يتحرك بلاقيد تنظيمي أو مرجعية فكرية أو سلوكية ، -طه بتاع كلو ! لذلك فهو لا يعترف بقداسة لأي قالب أو معيار .
خذ مثلا علاقة السودان بإيران .
فرغم أن هذه العلاقة إجتهد في تخليقها الشيخ حسن الترابي منذ أواخر الثمانيات ، ورغم تبشيره بنظام الملالي في قم كأساس للاسلام السياسي المُصادم للحضارات السائدة ، إلا أن طه فتح النار علي هذا الارتباط بمحادثة هاتفية لدقائق مع سمو الامير الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، ولي ولي العهد ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية . ففي يوم 4 يناير 2016 نقل طه لسمو الامير موقفا سياديا خطيرا وهو قطع السودان علاقاته مع ايران . هذه المحادثة إكتسبت شهرتها لعدة أسباب . فمثل ذلك الاعلان ، بقطع العلاقات مع إيران وطرد سفيرها من الخرطوم ، ليس له أي تصنيف في المهام البروتوكولية لمدير مكتب الرئيس ، الذي لابد من القول أنه كان متواجدا يومها في "زيارة خاصة " لدولة الامارات . هذا التصرف من صميم وواجبات وزارة الخارجية في أعلي مراقيها الوظيفية كالوزير ، الوكيل أو حتي ناطقها الرسمي . لم يهتم طه بهذه التراتيبية . علاوة لذلك ، فقد إستلزم الموقف مرافعة مقنعة تبرر التصرف لا سيما وأن غالبية بلدان منظومة مجلس التعاون الخليجي ، وهي الأقرب ، لم تقطع علاقاتها بإيران علما بأنهم معنيون ملاشرة بالامر وأكثر بلدان الأرض تضررا من أيران ، وبالتالي ، الأحق والأجدر بالمزايدة بدلا من هذه الدولة السنية الاستوائية التي فارقت قيادتها الحشمة والرزانة فتكسّبوا حتي من المواقف الأخلاقية . بل كان مخجلا أن يعلن طه النبأ ويبعث به لمحطة سكاي نيوز في أبوظبي فتبثه قبل أن تبثه وكالة السودان للأنباء !! بل والأنكأ أن وزير الخارجية يومها كان بالخرطوم مجتمعا مع أميرة الفاضل ، رئيسة قطاع العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني ، لا علم له بحثيات ماتناقلته وكالات الانباء . بل ونقل عنه إستغرابه من الكم الهائل من المكالمات التي تلقاها سنترال المكتب التنفيذي بوزارة الخارجية من السفراء الأجانب المعتمدين بالخرطوم الذين أبرقتهم دولهم مستوضحة الموقف السوداني ، فنفي بعض الوزراء النبأ بحجة أن الخرطوم لم تنشر بيانا بهذا المعني ،وفي اليوم التالي صدق طه وكذب غندور !!
لماذا أهتم العالم بالخبر ؟ ببساطة لأن العلاقات السودانية الايرانية غدت مصدرا للمتابعة اللصيقة من أجهزة المخابرات الدولية ، ليس فقط من منظور مناكفة الدولتين للغرب ، ولا إشتراكهما في إيواء الارهاب الدولي أو إلباس صراعهما مع أمريكا ، جبة دينية ، وإنما لدخول حماس وإسرائيل علي الخط . فقد أصبح سودان محمد عطا أحد معابر الأسلحة ، وبالذات البلاستيات الايرانية ، للقطاع مما عزز قدرة كتائب القسام الصاروخية فوصلت العمق الاسرائيلي أكثر من مرة وقبلت موازين القوة . فالتعاون العسكري السوداني الايراني جعل من السودان الدولة الافريقية الثالثة في تصنيع الاسلحة ، بعدجنوب أفريقيا ومصر !! بل وتضيف صحيفة الوول ستريت جورنال في تقرير لها نشر في 2016 ( ادناه)
ك إلتزامه ، إسلاميا ؟
قصة الشيك الاول
كان يوم السبت الموافق 28 نوفمبر 2015 عاديا لمعظمنا ، لكنه لم يكن كذلك لرئيس جمهوريتنا وشريكه في المنشط والمكره ، الفريق طه عثمان أحمد الحسين . لقد هندس طه ، وليس وزارة الخارجية ، كل تفاصيل الزيارة الرسمية التي إستقبله فيها ، لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة . حرص طه فلم يصحب معهم الا وزاء الشحدة ( إبراهيم غندور وزير الخارجية ، وبدر الدين محمود عباس وزير المالية ، والمهندس معتز موسى عبد الله ، وزير الكهرباء والموارد المالية وفضل عبد الله فضل ، وزير الدولة برئاسة الجمهورية ، والفريق طه الحسين وزير الدولة مدير مكتب الرئيس، ومحمد أمين عبدالله الكارب سفير جمهورية السودان) وحتي هؤلاء إستغني عن خدماتهم سريعابعد يومين فأرسلهم للخرطوم يوم الاثنين 30 نوفمبر وبقي هو عندما بدأت تفاصيل العمل التجاري بينه وشريكة رئيس جمهورية النسايب والعدايل السودانية !
بقي رئيسنا للتسكع والتسوق والاستجمام معلنا من قناة سكاي نيوز تهنئته للامارات عيدها الوطني، الذي يصادف الثاني من ديسمبر. ظل الرئيس متفرغا للشحدة ، حكي لثلاثة من شيوخ أبوظبي سوء الوضع الاقتصادي بالبلاد بتركيز شديد علي الضغط الذي تمارسه عليه ايران منذ ان قفل مراكزها الثقافية في 2 سبتمبر 2014 وإدعاؤه إلغائها لكافة البروتوكولات التجارة ( وتلكم أكاذيب علمها الاماراتيون فظل يرددها رغم تواجد سفيرهم بالخرطوم ، حمد محمد حميد الجنيبي ، لهذه المداولات أن إيران لا وجود أقتصادي يذكر لها وكل مساعداتها للسودان عسكرية وأمنية كوقف وكيف أن تحارب الجنوبيين اوقف القليل الذي كان يأتي للخزينة وجر عليه أعباءا مالية إضافية ..إستمعوا له بأدب وصرفوا له عدة روشتات من ( يصير خير إن شاء الله ) إذ توقعوا منه تفهما لظروف موازنتهم العامة "المنشورة " والتي أظهرت عجزا كبيرا بل والانفاق الضخم الذي يباشرونه في اليمن مع دخول الحرب الجوية شهرها التاسع آنذاك ( بدأت الحرب في 25 مارس 2015). أصر وظل مرابطا ..قال له سيرسلون له مبلغا بعد
آخر زيارة للبشير للإمارت كنت قبل 9شهور ، في فبراير 2015 ولم تحرز شيئا ، ماليا رغم انه اغلق في سبتمبر/ أيلول 2014 المراكز الثقافية الإيرانية بدعوي أنها "تهدد الأمن الفكري". إلا أن هذه الزيارة كانت غَيْر ، كما يقول أهل جده . إستعد الإماراتيون للزيارة وفهموها تماما . فعمر البشيرالذي أرسل أكبر قوة قتالية تتكون مما يزيد عن 6 ألف مقاتل الي اليمن جاء ليقبض ، فلم يكفي أن يسمع ثناء سمو الشيخ محمد بن زايد أل نهيان (على جهود القوات المسلحة السودانية في التحالف العربي ومشاركتها بفاعلية في تحقيق أهداف التحالف في استقرار اليمن والتصدي للتحديات الأمنية والاطماع الاقليمية التي تهدد الجميع ) ع
من جانبه أعرب الرئيس البشير عن تقديره للدور البناء الذي تقوم به دولة الامارات العربية المتحدة في دعم القضايا العربية وخاصة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار والتنمية
وجاؤوا للاستماع فحشدوا فريقهم : فحضر اللقاء سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وحمد محمد حميد الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية السودان وعدد من المسؤولين.
* من هم حلفاء طه في البزنيس ، وأعدائه وكيف يحاربونه ؟
* الاخطبوط طه يمسك بعده ملفات ويهيمن علي بضع رقاب بأذرعه المتعددة مما جعله سيد بركة الفساد في جمهورية السودان ومفترس رخوياتها السابحة . للفساد المقنن أسس يسترشد بها ومميزات يتطبع بها . فمثلا ليس من وجود للشركات التقليدية ذات المقرات واليافطات أو حتي اللوغو . وليس لها سجلات ضريبية ولا تعرف المستندات ولا حافظات الارشيف من فواتير . أيضا شركاته الوهمية ، هي لا فقارية ، حيث ينعدم منها الهيكل أو التوزيع الوظيفي وحتي الطاقم العامل لأن السماسرة ليسوا بالموظفين . فمكاتب شركات الفساد هي بيوت وحيشان في وسط أحياء سكنية - وبلا يافطة يستدل عليها أو سكرتارية إستقبال . أن كنت محظوظا فستدلك علي المدخل ست الشاي المستظلة بحائط الشركة . رفم هذه اللافقارية إلا أن الاعمال الإنتهازية تتناسل الضوء : فالصفقات بالموبايل والتوقيع علي فايلات تعتمد تقنية بي دي أف أما الاجتماعات فهي علي شواءات روتانا والدفع في مكاتب المزارع - كل شئ مشبوه ومشهد من أفلام المافيا الصقلية !
الرئيس البشير ، بعد 27 عاما من التسلط والفرعونية ، ينظر للسودان ويتعامل مع السودان كأحد أملاكه ، جوه وبحره وأرضه ونيله ..وحتي شعبه . والأخطبوط طه يتوصل ببعض من بمن شريك إلا رئيس الجمهورية ، فهو يقبض من تجارة السياسة ويبيع مواقفا سياسية ويتقاسم مع صاحب الحلال . له جيش من الرخويات الحليفة الطافحة في بركة الفساد ته شركاء
* من شركاء طه الكبار العباس وشريكه التركي سورج اوكتاي . فمن مقر الرجلين في شارع عبدالله الطيب تدار الملايين ويعسكر اللصوص الأقل حظا ، يعرضون علي الثنائي صفقة تحتاج لدفرة ، أو شراكة في تمويل سريع أو غيرها من مشروعات التسحت اليومي . كل من يذهب الي هناك يعلم أن القبول به يعني علمه بأ الشركة رباعية وأن طه هو الشريك النائم . بدأ التركي مشروعاته بمصنع نسيج الحصاحيصا ، فإحتكر عطاءات كل الازياء العسكرية في جمهورية السودان من قوات نظامية ، دفاع شعبي ، مليشيات بل وحتي القوة المناط بها صيانة الغابات وتنظيم الصيد من حملة بندقية أبو عشرة !! أما اليوم فالثالوث ( طه ، العباس، أوكتاي ) يمثل إمبراطورية مشروعات الكهرباء في السودان فقد أحتكروا توريد محطات التوليد الكهربائي السريع وهي بضعة محظات يمولها السعوديون بأكثر من 150 مليون دولار حصل الثلاثي حتي يوم أمس الاول ( بعد توقيع عقد توريد محطة بورتسودان )علي قرابة 90 مليون دولار من المخصصات الاجمالية مما يغنيك عن نوع المحظات المضروبة التي تم إستجلابها ومخالفتها لكافة بنود كراسة المواصفات !!
*نموذج كاشف لكيفية سيطرة طه علي الرئيس .... ؟
يوم الخميس الموافق 28 يوليو 2016 شهد "المحظوظون " مشهدا حيا من مشاهد إدارة الصراع المُكَلِّف علي مرافقة الرئيس البشير والتزلف إليه . لشهور عديدة ، تعدي الهمس في الخرطوم جدران صالونات الكلام وتداول رواة الحكاوي مايدلل علي سطوة الفريق طه عثمان الحسين وتمكنه ، بقدرات عجيبة ، من حبس الأسد الذي كان ينتر ويزمجر في قفص صُمم خصيصا لشخصين ، طه وعمر ! فالرئيس إن عُزِل عن خاصته ، باض ذهبا في قفص عازله وأهداه فوق البيض خاتم المني . هذا الخاتم كان وحتي 2014 يزيّن إصبعي بكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين بعد أن حبساه في صندوقهما وطافا به مناسبات الخرطوم من مآتم وزيجات فظلا لأعوام مداومين علي مرافقة بيّاض الذهب. لم ينشغلا بالنصائح الأمنية أو المخاطر علي حياتهما أو حتي بالفراغ الدستوري الذي قد يترتب عن هذه المرافقة الغبية لمن يُفترض إلمامهما بأساسيات التحوطات الأمنية وإستهداف مواكب الرؤساء هاجس يومي في كل العالم وبخاصة لشخص كالذي يرافقان ، قتل ويَتّمْ وظلم ولاتزال شهيته الدموية وحروبه مشتعلة في أركان بلادنا منذ تسلطه عليها في 1989 . عمل بكري وعبدالرحيم كأمناء الشرطة المصرية لدي الرئيس فمنحاه رفقة ثنائية لا تنقطع أيامها أو ساعاتها كل يوم منذ الثالثة عصرا والي الحادية عشر مساء . ذهبا مع الرجل أينما ذهب بتغطية لا تشابه إلا ملازمة محمد علي الجاك (شواطين) لبيليه ! و حتي في حفر المقابر فقد تيمنه بكري وأحكم عبدالرحيم بيسراه ، وما رقص وإهتز ورجف في عرس إلا وإرتفعت عصي الرجلين تهتزان فوق الرؤوس كتوأم جان . كل هذا وطه الحسين يتربص لبيّاض الذهب ، فتمسكن وتقرّب وتصّنع ونافق وتظارف إلي أن أطبق علي "الريس " ، فخطفه وهرب به . أسكنه قفصه ، فجدد الأقفال وبدّل المتشعوذ كاتب التمائم والبخرات ، فغيّره بساحر جمال الوالي المُجرّب ،"الشيخ السماني " فإشتري له بيتا يعتبر مكانه من أسرار الدولة العليا ...أطبق طه علي البيّاض بالضبة والمفتاح وحرَم خاصته من رؤيته لأسابيع طوال بمن فيهم أهله إلا أخوه العباس شريك الأخطبوط طه ...كان ولايزال أمر هذا الإنقلاب لكثيرين من أفراد الحاشية القديمة ، وبالذات لبكري وعبدالرحيم ، حنظل بطعم القرض .
تبدل أوراق اللعبة ، والصراع علي التقرب من الرئيس البيّاض
يوم الخميس 28 يوليو 2016 ) السابق للجمعة التي سافر فيها الأسد النتر لأديس أبابا لحضورالتكريم الكرتوني مدفوع الثمن بواسطة مايسمي "المبادرة الأفريقية للعزة والكرامة" ( فجعت أسرة الرئيس بوفاة خاله ، المرحوم علي محمد الزين . . ورغم أن عائلة الرئيس كانت قد فقدت في حي الصحافة قبل بضعة أشهر خال آخر هو حامد محمد الزين، إلا أن هذا الرحيل كان الأكثر مشقة لقربه من الرئيس وإخوته . فقد تزوجت إحدي كريماته مرتين ، وترملت مرتين . مرة بوفاة زوجها الشقيق الأكبر للرئيس ، احمد البشير حسن احمد البشير ، ومرة من الشقيق الاصغر ، عثمان ، الذي تزوجها فترملت بوفاته في عمليات الجنوب في أوج هوس الحرب الدينية. .
أفادني أحد الثقاة بما يشهد علي نفوذ طه وسيطرته التامة علي القصر وإطباقه علي قفص الرئيس برواية كان أحد حضورها . فاض صيوان العزاء الرحيب في مأتم هذا الخال الرئاسي بالشعبية بحري بالمعزين ، وبداهة ، تقدم الرئيس أهله لتلقي العزاء . أفادني الراوي بسماعه لأحد أفراد الحراسة الرئاسية يبلغ الفريق طه همسا أن ( سعادتو في الطريق )، فسأله طه ( وصل وين ) فقال له ( قبل الكبري ). إنتفض طه بسرعة وفض الناس من حول الرئيس وقال له مفتعلا أمرا هاما ( نمشي ياريس هسه لأن الاجتماع بدأ !!) . وبعجلة آثرة ، إنطلقت سايرينات المواتر ، وعلا غبار موكب المغادرة فتعفر الصيوان الأنيق وإبتلع الضجيج ثرثرة الناس . بقي مصدري منتظرا ليعرف من هذا القادم الذي جعل طه يهرب بالرئيس بهذه السرعة حرصا علي إفساد أي فرصة للقادم ليلتقي بالرئيس ، ولو لقراءة الفاتحة والتحية ؟؟
لم يطل الإنتظار ، فهذا القادم الذي تهيبه طه لم يكن سوي الفريق بكري حسن صالح ، نائب رئيس الجمهورية ، وأخر من تبقي من مجلس قيادة الثورة وصديق الرئيس من أيام سلاح المظلات وجليس ليالي الأنس في الأيام والسنوات الخوالي !!!
تزامن وصول هذا المظلي "الفردة" ورفيق الرئيس لسنوات مع وصول كل من مدير الشرطة الفريق اول شرطه هاشم عثمان الحسين والدكتور التيجاني سيسي. أبلغه إثنان من إخوة الرئيس ، بمايشبه الاعتذار ، أن الرئيس قد غادر ، فإنقبضت أسارير وجهه وإعتذر عن تناول الغداء بحجة انه متغدي و سارع بالوداع ، فعاد من حيث أتي .
غض النظر عن الأسلوب المتبع ، تبقي الخلاصة واحدة : تمكن طه من حجب الرئيس تماما وقطع أواصر صلته بمحيطه السابق.... تماما فأطبق عليه.
تساءلنا : كيف ولماذا ؟
لاندعي إحاطة بالاجابة السحرية بيد أننا وجدنا بعضا من المصداقية في ثلاثة تفاسير. الأول يقول أن وظيفة إدارة مكتب الرئيس التي باشرها طه ، ومن قبله الفريق هاشم ، مدير الشرطة الحالي ، وفرت لهما إلماما موسوعيا ودقيقا بتفاصيل عيوب شخصية الرئيس. يمضي هذا السيناريو للقول أن طه هو أكثر من طوّع ذلك الالمام المعلوماتي الغزير لصالحه ، عكس كل الاخرين ممن هم في الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس. وبالنتيجة ، أصبح الأكثر فهما لنفسية الرئيس والأسرع في قراءة مزاجه وللدرجة التي جعلته يبادر فيتصرف ، أولا ، ثم يأتي ليطلع الرئيس علي نتائج تصرفه -عكس الاغلبية ممن ينتظرون التوجيهات !
ثانيا ، يقولون أن طه علم نقاط الضعف الرئيسة في حياة الاسد النتر ، وأهمها حبه وكل أفراد أسرته الشديد لكنز الأموال ، ومن جهة خوفه من إفتضاح أمره . عرف حاجة الرئيس لرجل ثقة يقوم بالسمسره بإسمه ، فيسوق المشروعات ذات الريع المالي العالي لصالحه مع تشديد وحرص علي التكتم والسرية حتي تبقي سيرته بيضاء ، علي الأقل ، في المخيلة العامة وللاعتبارات " الرئاسية " المعلومة . ولأن من خصاله المبالغة في الكذب وجنوحا باذخا للقسم بالله وشهادة الزور ، كان يبحث عن من يوفر له غطاءا وبرحة للنفي (Room of denialbility ) فيمضي في حنثه بما يقسم ، والحلف بالطلاق مثني وثلاث ورباع بل 365 مرة في العام ، ولا يصيبه ولو رذاذ من تهمة ! السبب الاخر له صلة بعجز الرئيس من فرض سيطرته علي التصرفات المتضاربة ، وحسم صراعات أجنحة أسرته ، بما فيها زوجاته . وفكل الاسرة نهمة وجائعة وحريصة علي الثراء السريع ، فإنقضوا علي المشروعات وتكالبوا عليها كأسراب العقاب علي فريسة واحدة . خشي الرئيس من مترتبات ذلك وإنعكاساتها السالبة علي نظامه السياسي وسمعة حكمه وكثيرا ماعبر عن ضيقه بالسلوكيات المراهقة لأخيه عبدالله وشهيته المفتوحة هو وزوجته للإستحواذ علي أي أموال . أما ثالث الأمور فهو إعتقاد البشير الجازم ، ومنذ بداياته العسكرية الأولي ، في الخوارق التي يفعلها السحر والسحرة والتمائم وكل منتجات الشعوذة . فالضباط الذين خدكوا في مناطق الاحتراب والعمليات يفوق إيمانهم بهذه الخزغبلات غيرهم ، فتري أذرعهم ورقابهم تنوء بأحمال الحجابات . آمن الأسد النتر بقدرات العالم السفلي في درء المخاطر وزيادة الخيرات ووفتح مغاليق الارزاق بالحجبات والبخرات وغيرها ، مما جعل طه يترخص في إستقدام سحرة مشهود لهم مثل " الشيخ السماني " الذي بدأ مؤخرا في بذل خدماته للرئيس فنقله طه من مسكن خصصه له مخدمه السابق ، جمال الوالي ، لمسكن جديد إشتراه له طه !!
*من هو طه ....السيرة الغامضة لإبن كبوشية
عودتنا الانقاذ طوال سنيها الكالحات أن تنتج لنا ، بين حين وفترة ، شخصية معطوبة الخلق ، فارطة في اللصوصية وفاحشة في الظلم . ومن فرط ماتفتك بنا نبتهل بأن تكون الدرك الأخير في عتبات السوء ، أو خط الميز في الفساد وسوء الطوية . وقبل مانرخي أكفنا الشاكيات ، يتناولنا بوطأة وغلظة قادم جديد من حملة أرقام جينيس في جنس أفعال من سبقه فنكاد نترحم علي أيام سلفه ! . في السنوات الاخيرة "نبت " في حوشنا السياسي مسؤولا إنقاذيا لاشبيه له في ملة البني آدمين. إستفاد في سنواته الأولي من خصلة سودانية ذميمة ، وهي إستسهالنا للخصوم والقدح في قدرتهم علي تطويع ملكاتهم الإجرامية وجعلها إستثنائية . مثله مثل الكثير من الشخصيات الانقاذية المُنْبَتٌّة ، والتي لا نعلم لها أصل ولا فصل ، تتضارب فصول سيرته . فقد إحترف هؤلاء القوم كشط التواريخ وتُزوير الدفعات ونزع الذاكرة من الملفات . قال الرواة أنه عمل في محلية بحري وأن ابراهيم أحمد عمر ، رئيس المجلس الوطني آنذاك ، خطفه من عمله بأمانة التكامل العربي الليبي السوداني في 1996 ودفع به أولا للعمل مع إبنه إسماعيل الذي تتلمذ في أمريكا وعند عودته أقام مع أصهاره في أمدرمان قبل وفاته ( إسماعيل إبراهيم أحمد عمر كان زوج بنت الشريف التهامي ووالدتها هي السيدة فطين المهدي ، عمة الصادق المهدي وزوجة الترابي . شاع بعد وفاته أنه كان يتاجر بأموال تنظيم الاخوان المسلمين فطالبت السيدة فطين إحتساب المبالغ الموجودة في محفظته البنكية والتي تردد أنها كانت 30 مليون دولار ضمن الورثة ورفضت إرجاعها بحجة أنها أموال أيتام ) . المهم أن طه عمل مع إسماعيل عقب عودته من دراساته بأمريكا فرشحه ابراهيم أحمد عمر ، هو وحاتم محمد سليمان ، في مرحلة تالية لوظائف بالقصر . يقال أن البشير كان يحتاج لمن يدير معارك الشؤون الخاصة المتعلقة بالبروتوكل شاكلة من تذهب لمناسبات السيدة الأولي فضلا عن التناحر اليومي علي المخصصات بين القادمة الجديدة المتطلعة ، وداد بابكر ، وبنت عمه التي أفنت شبابها معيته ، فاطمة خالد . الخلاصة أن طه إنتهي بتزكيات الحريم وأبراهيم أحمد عمر سكرتيرا للبشير وإنتسب في ذات الوقت الي جهاز الأمن والمخابرات الوطني مترقيا الي الرتبة الفريق من باب أنها تليق بمن يحرس أمور الرئيس الشخصية . أيا كان أمره في حياته السابقة للألتحاق بالقصر ،وكثير من الروايات تقول أنه لم يكن سوي صبي مكتب واجباته هي تنفيذ المراسيل بموتره من بيت " كفيله" إبراهيم أحمد عمر الي بقية ادارات الدولة . مثل هذا السرد التبخيسي ، حتي وإن صدقت الرواية ، لا يجوز له أن يعمي الناس علي ملكات هذا الرجل ومهاراته الفذة التي ، بنظري ، تؤهله لنيل لقب مستحق : طه الاخطبوط ! فالذي يتقاسمه مع زعيم الفقاريات كثير جدا : الدهاء الخارق ، سرعة التعلم ، تعدد الاذرع للإمساك بفرائسه.
للهرب من حيوان مفترس يغامر الاخطبوط ببذل ضحية فورية يشغل بها من يطارده تماما مثلما فعل طه يوم أن تكالبت عليه في أعقاب فضيحة أبي عزالدين وقميص ميسي ، فرماه لينهشه الناغمون حماية لأسوار القصر من الغضب العام .
ومثلما تتحرك الاذرع الأخطبوطية تلقائيا جراء توفرها علي ( نيرونات ) توفر لها دماغا منفصلا ، فإن طه القابض يُحسن التصرفات المتعددة multitasking كأن تنهمك يمناه في إيداع الفلوس في البنك وهو يتابع تطورات سرقة جديدة !!
طه الحسين يتمتع صفات أخطبوطية أصيلة فأذرعه ( وهي أكثر من الثمانية التي يتوفر عليها الأخطبوط ) تتواصل مع الأجهزة بتنوعها وإختلافها وعندما ينفث سمياته تأكد أنها تعني إعداما فوريا للخصم . وكالأخطبوط فهو
يستطيع تغيير لونه ليناسب البيئة التي يختبئ بها أو لتفقد فريسه في حبائله ، أو للإيقاع بأخري جديدة . طه الأخطبوط يخالف شبيهه اللافقاري بأن قلبه الواحد لا تسكنه رحمة ولا شفقة فإستغني عن الثلاثة قلوب التي تميز الأخطبوط الحقيقي .
كلمة أخيرة
في تقديرنا أن إختيار طه لهذا البنك الكندي يخدم ثالوثا من الاهداف الهامة أولها ، بل وأهمهاعلي الاطلاق أن حسابه سيتيح له الطيران في أسواق المال العالمية متخفيا من المقاطعات الاقتصادية المفروضة علي حسابات كبار المسؤولين السودانيين . فكما سنلاحظ أن تحايله علي القوانين لم يقف عند الإفلات من رقابة حركة اموال أساطين نظام الانقاذ بل أنه خرق القوانين الامارتية الصارمة التي تشترط الحصول علي إقامة سارية بالدولة كشرط لفتح حساب مصرفي ففتح حسابه في مصرف طافٍ ، أودع فيه ملايين المنهوبة من فم أطفال السودان وسجل عنوانه بالامارات علي صندوق بريد !! هذا البنك ، ايضا ، وعبر ذراعه "سكوتيا موكاتا" يتخصص في تمويل وتجارة المعادن الثمينة وبالذات الذهب ، فأصبح حساب طه مدخلا له للدخول في أسواق الذهب العالمية مستغلا سطوته ومايسطو عليه من ذهب فيلحقه بأمواله المكتنزة .لذلك ، فإن هذه القصة لن تقف عند حدود العلم بها وتداولها مقصة فساد داوية ، لكنها - حتما سيكون لها مايعقبها من خضات زلزالية من الجهات ذات الصلة بمراقبة إلتزام الشركات والدور المالية العالمية بقوانين المقاطعة الأمريكية . يكفي التذكير بالبلايين التي أجبرت وزارة العدل الامريكية بنك (بي إن بي مع التجار باريبا) الفرنسي علي دفعها عقابا علي تورطه بكسر المقاطعات والإتجار مع السودان وايران . أما العلاقة الشراكية الموطدة مابين ( الفريق) طه والبشير واهل بيته فسوف تعجل ، في تقديرتا أ ن
ة لما لهذا الحساب من علاقة شراكية موطدة بالرئيس وأسرته ....وطبعا طه .
وكانت سكوتيا موكاتا قد باشرت عملها في دبي عام 1998 من خلال تحالف جمعها مع بنك دبي الوطني لتوفير قروض الذهب وأدوات التحوط ضد مخاطر تقلب الأسعار للشركات التي تتخذ دبي مقرا لها وتنشط في تجارة وصياغة وتصنيع وتكرير المعادن الثمينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.