توقعات تشير إلى أن التوترات السياسية بين ايران والسعودية ستخيم على اللقاء النفطي بالعاصمة الجزائرية ما ينذر بفشله. ميدل ايست أونلاين بوطرفة حاول اقناع ايران أيضا باقتراح تجميد الانتاج الجزائر - تسعى الجزائر التي تعد من أكبر الدول النفطية تضررا من تراجع أسعار النفط إلى حشد الدعم والتأييد خلال الاجتماع المرتقب لمنظمة أوبك على هامش المنتدى الدولي للطاقة الذي تستضيفه العاصمة الجزائرية من 26 إلى 28 سبتمبر/ايلول. وبدأ وزير الطاقة الجزائري نورالدين بوطرفة الخميس جولة كانت محطتها الأولى روسيا لتشمل لاحقا دولا أعضاء في أوبك ضمن جهود تقريب وجهات النظر للخروج بقرارات موحدة من شأنها اعادة الاستقرار إلى أسعار النفط أو بما يجعلها مقبولة. وسجّلت عائدات النفط المورد الرئيسي للجزائر انخفاضا بنحو 40 بالمئة في الربع الأول من 2016، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2015، وفق الجمارك الجزائرية. وبلغت الصادرات 5.9 مليارات دولار خلال الاشهر الثلاثة الاولى من 2016 مقابل 9.8 مليارات دولار خلال الفترة ذاتها من 2015 بتراجع قدره 39.65 بالمئة، وفقا لبيانات المركز الوطني لإحصاءات الجمارك. وعزت الجمارك هذا التراجع الى الانخفاض المستمر في اسعار النفط منذ يونيو/حزيران 2014، مشيرة الى أن المحروقات تستحوذ على الحصة الكبرى من مبيعات الجزائر الى الخارج بنسبة 93.19 بالمئة من اجمالي الصادرات. وأدى انخفاض عائدات النفط الى زيادة في العجز التجاري الذي بلغ 5.6 مليارات دولار في الربع الأول، مقابل 3.4 مليارات دولار في نفس الفترة من 2015. وقادت الجزائر في السابق جهودا لإيجاد حل توافقي داخل أوبك يخفف من تخمة المعروض النفطي ويعيد للسوق توازنها. ودشن الرئيس الجزائري الخميس مبنى قصر المؤتمرات الذي من المقرر أن تعقد فيه اجتماعات المنتدى الدولي للطاقة والتي يعقد على هامشها اجتماع أوبك والمنتجين من خارجها لبحث اتفاق لتجميد الانتاج. ويعتقد معظم الأعضاء في أوبك أن التوصل الى اتفاق لثبيت الانتاج من شأنه أن يضغط على تخمة المعروض النفطي، لكن يرجح أن تكون النقطة الخلافية هي عند أي مستوى سيكون التجميد. ولم يتضح بعد موقف ايران التي قبلت المشاركة في اجتماع الجزائر، من اقتراح تثبيت انتاج النفط. وذكرت صحيفة جزائرية الجمعة أن بوتفليقة أمر بضمان سلاسة خمسة محاور في القمة المرتقبة لإنجاح المشاورات غير الرسمية المفتوحة في الجزائر والتي تعتبر الحدث النفطي الأهم في العالم منذ بداية الأزمة في العام 2014. ونقلت صحيفة الشروق المحلية عن عبدالمجيد عطار رئيس جمعية الغاز (الرئيس التنفيذي الأسبق لسوناطراك) قوله إن تحركات وزير الطاقة نورالدين بوطرفة المتسارعة خلال الساعات الأخيرة تهدف إلى ضمان حضور وزراء الدول المشاركة في اللقاء وهو الضمان الأكبر لنجاح المشاورات في الجزائر. وأضاف أن الهدف من المشاورات هو وضع سقف للإنتاج النفطي وتقليصه مقارنة مع تخمة المعروض النفطي العالمي الذي تجاوز بداية من 2015، 32 مليون برميل يوميا. وعدد عطار المحاور التي يجب أن يركز عليها وزير الطاقة في جولته وعلى راسها ضمان مشاركة وزراء الدول النفطية المدعوة لحضور القمة وأيضا ضمان جلوسهم إلى طاولة واحدة وقبولهم التفاوض بشأن سقف الإنتاج. وتابع أنه يجب ايضا تقديم ضمانات لاحترام مستوى الإنتاج الذي سيتم الاتفاق عليه حتى لا تتكرر سيناريوهات السنوات الماضية، حينما يخل كل طرف بسقف الإنتاج بحثا عن مصلحته الخاصة. وشدد على ضرورة أن تكون القمة التي تعقد على هامش المنتدى الدولي الطاقة نفطية بحتة بعيدا عن التوترات السياسية، في اشارة ربما للتوتر بين السعودية وايران. واذا خيمت الخلافات السياسية على اجتماع أوبك في الجزائر فمن المستبعد جدا التوصل الى اتفاق يعيد الاستقرار للأسواق. ويلتقي وزير الطاقة الجزائري نظيره السعودي الجمعة في باريس بحضور الأمين العام لأوبك بعد لقائه بالمسؤولين الروس الخميس في موسكو.