قبل نحو عام تقريبًا، كانت جماهير كرة القدم تعرف جياني إنفانتينو على أنه الرجل الذي يسحب الكرات في قرعة بطولات الأندية الأوروبية، بينما لم يكن ألكسندر سيفيرين معروفًا خارج بلده سلوفينيا. واليوم يشغل الرجلان اللذان عملا بالمحاماة، وفي منتصف الأربعينيات من العمر، أقوى منصبين في كرة القدم العالمية بعدما كانا شاغرين بعد فضيحة الفساد التي أطاحت بالحرس القديم. ويتولى إنفانتينو رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بينما انتخب سيفرين اليوم الأربعاء رئيسًا للاتحاد الأوروبي بعد انتصار كبير على الهولندي مايكل فان براج. وتحدث المسؤولان عن قدر أكبر من الشفافية والتركيز على كرة القدم رغم أن الأشهر الأولى لإنفانتينو في المنصب لم تكن سهلة. ولو كانت الأمور سارت بصورة طبيعية بالنسبة لسيب بلاتر لاستمر السويسري المخضرم في قيادة الفيفا حتى 2019، عندما كان سيترك منصبه وهو في 83 من عمره بعد 21 عامًا في المنصب. وكان منصبه سيصبح بشكل كبير من نصيب ميشيل بلاتيني الذي تولى رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منذ 2007، وكان الأخير يستعد لعملية انتقال سلسة للسلطة. ولكن الوضع القائم تغير على نحو مدو بسبب فضيحة الفساد التي ضربت الفيفا العام الماضي، ودفعت لجنة القيم بالفيفا لإيقافهما. وخاض إنفانتينو - الذي كان الذراع اليمنى لبلاتيني في الاتحاد الأوروبي - سباق رئاسة الفيفا بديلا مؤقتا في انتظار عودة بلاتيني ولكنه لم يعد.. ليتم انتخاب إنفانتينو في فبراير شباط الماضي. وكان بزوغ نجم سيفيرين - الذي لم يكن عضوا باللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي على الإطلاق - أسرع حتى من ذلك. فقد تم انتخابه رئيسا لاتحاد الكرة في سلوفينيا في 2011، ولم يكن متوقعا أن يخوض الانتخابات إلى أن أعلن في يونيو/ حزيران الماضي نيته الترشح وأنه يحظى بدعم 18 اتحادًا. واستمر دعم اتحادات أوروبا في التدفق على سيفيرين حتى بلغ الدعم الذي يحظى به أكثر من 50 في المئة وهي نسبة كانت كافية لانتخابه. وبدا تشيفرين (48 عامًا) حذرا في تفسير كيف سارت الأمور حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن. وقال: "لقد كان قراري أن أخوض الانتخابات الرئاسية.. عندما رأيت أنني أحظى بكل هذا الدعم كان الأمر أسهل بكثير. كان هذا الوقت المناسب لظهور وجه جديد لقيادة الاتحاد الأوروبي... وقد رأيتم ما حدث اليوم". ورفض سيفيرين تلميحات بأن ترشحه كان نتيجة اتفاق جرى في الكواليس. وقال: "لم أكن أجلس في الكواليس مطلقا. أحظى بثقة الناس وليس بوسع أحد يأتي من الكواليس أن يحصل على 42 صوتا". وفي الواقع قدم فان براج تفسيرًا أوضح لنجاح سيفرين. وقال: "إنه صغير السن.. ووجه جديد ولا ينتمي للمؤسسة". وأضاف براج أن تشيفرين استفاد من التوجه العام. وأضاف: "الناس تسير مع التيار العام وألكسندر منظم بصورة ماهرة لدرجة أن الكثير من الدول جاهرت بدعمها له لتبدأ الناس في الشعور بأنه الفائز". وإذا كان سيفيرين يريد أن يعرف حجم المهمة التي تنتظره فهو يحتاج فقط لأن يلقي نظرة على الشهور الأولى لإنفانتينو في المنصب. وتعرض السويسري إنفانتينو لتحقيق رسمي بشأن رحلات جوية خاصة، قام بها قبل أن تقول لجنة القيم بالفيفا إنه لم يرتكب أي مخالفات. وواجه الفيفا مزيدًا من الجدل بعدما منح مجلسه برئاسة إنفانتينو لنفسه الحق في التعاقد مع أعضاء بالاتحاد وتسريحهم بغض النظر عن رأي اللجان الرقابية، وهي الخطوة التي قال منتقدوها إنها تجرد تلك اللجان من استقلاليتها. وأقر سيفيرين بأن عملا كثيرًا في انتظاره. وقال: "التلاعب بالمباريات مشكلة.. العنصرية مشكلة.. الأمن والسلامة في تلك الأوقات مشكلة عويصة". وأضاف: "الفارق بين (الأندية) الثرية والفقيرة يتسع.. لذا لدينا الكثير من العمل لنقوم به".