عندما قدم الممثل الراحل عمر الشريف إعلاناً منذ أكثر من 30 عاماً، تعرض لسيل من الانتقادات، لكن في منتصف التسعينيات ومع تغيّر مفاهيم الفن والنجومية، انقلبت الأمور وصار تقديم الفنان لإعلان تجاري بمثابة تأكيد لنجوميته ومدى تأثيره في الجمهور. وهنا بدأ التنافس على تقديم الإعلانات التي شكلت مردوداً مالياً كبيراً للفنانين، الذين يتقاضون مبالغ خيالية لقاء هذه المهمة، ومنذ عدة سنوات أثار الفنان الكبير عادل إمام حالة من الجدل عندما ظهر في أحد الإعلانات من أجل الترويج لإحدى شركات المحمول، وقد حصل وقتها على 4 ملايين دولار نظير موافقته على المشاركة في الإعلان، وهو الرقم الذي أثار حالة كبيرة من الجدل نظرا لضخامة المقابل المادي، وقد انتشرت ظاهرة تقديم النجوم للإعلانات التجارية بكثرة في الفترة الماضية، حيث أصبح جميع النجوم بلا استثناء يقبلون على هذه الظاهرة، نظرا للمقابل المادي المرتفع الذي يحصلون عليه من أجل الترويج للمنتج، وهو ما توضحه السطور التالية: كانت بداية دخول النجوم عالم الإعلانات عبر بيبسي التي اختارت عمرو دياب ضمن الوجوه الإعلانية الخاصة بالشركة، ثم اختيرت نوال الزغبي، ووائل كفوري وغيرهما، وهذه الشركة كانت مسؤولة عن مغالاة النجوم في طلب أجور خيالية لقاء قيامهم بالإعلان. بعد ذلك، راحت شركات كبرى تختار فنانات وجوهاً إعلانية لها، وكانت لإليسا حصة الأسد في كعكة الإعلانات، إذ استطاعت أن تجني ثروة كبيرة مقابل قبولها بالإعلان لأكثر من منتج في وقت واحد، حتى أنّها تعرّضت للنقد لأنها كانت تحرق صورتها، لكنّ الفنانة اللبنانية لم تبالِ، وقدمت إعلانات لنظارات فوغ، وساعات كورم، ومجوهرات لازوردي. كان اللافت في توجه الفنانين لتصوير الإعلانات، أنّ هذه الظاهرة شملت فناني الصف الأول والصف الثاني على السواء، بعض هؤلاء النجوم باتوا يحصدون "الذهب" من العمل في الإعلانات. إثارة للجدل ومن أبرز الإعلانات التي أثارت حالة من الجدل مؤخرا، إعلان إحدى شركات المحمول التي اعتادت على طرح إعلان استعراضي بإنتاج ضخم جدا يضم كبار النجوم المصريين تحت اسم العيلة الكبيرة، المأخوذ كلماته من أوبريت الليلة الكبيرة، وشارك خلاله كل من أحمد السقا وليلى علوي ومنة شلبي وحكيم ودرة وإسعاد يونس ومحمود العسيلي وشيرين وشريف منير وسمير غانم وأشرف عبدالباقي، وبالرغم من أن مدته دقيقة و40 ثانية إلا أن أحد العاملين في مجال الدعاية والإعلان قال: إن تكلفته وصلت ل60 مليون جنيه، وفي المقابل نفى مؤسس وكالة C.A.T هذا الرقم جملة وتفصيلا، موضحا أن تكلفته بلغت حوالي 22 مليون جنيه، وأن التكلفة الحقيقية تتمثل في عدد مرات إذاعته على الفضائيات وليس أجور الفنانين فقط. وظهر الفنان خالد الصاوي مع النجمة كندة علوش، في حملة دعائية لصالح إحدى الوحدات السكنية، وهو عبارة عن تدريب للفنانين على مشهد ما، لكن طوال الوقت يتحدث الصاوي عن جمال المكان الذي اشترى فيه منزلا وترك السيناريو تماما، وشرح لها سبل الراحة، حتى أخبرته كندة في نهاية الإعلان أنها ستشتري منزلا أيضا في المكان الذي أخبرها به. فيما شارك كل من الفنان أحمد عز وماجد الكدواني في تقديم حملة إعلانية لصالح أحد المشروعات السكنية بالتجمع الخامس، والإشادة بما فيه وتشبيهه بالدول الأوروبية، وتم عرض ثلاثة إعلانات منها حتى الآن. وقدم شادي ألفونس وخالد منصور وأيمن وتار، إعلانا لإحدى الوحدات السكنية تحت اسم trio، التي توفر لكل واحد كل ما يحتاجه. وبالتأكيد هذا النوع من الإعلانات حول المجمعات السكنية يستهدف فئة معينة من الجمهور، بعيدا عن الطبقة المتوسطة أو الفقيرة، لأن أسعار الشاليهات تصل ل500 ألف جنيه مثلما جاء في أحد الإعلانات أيضا التي تروج لشاليهات المصايف. اتهامات بالنصب من ناحية أخرى فإن بعض الفنانين تورطوا في إعلانات لمنتجات رديئة، وكان آخر هؤلاء الفنانين إيهاب توفيق، الذي يواجه اتهامات بالنصب من قبل جهاز حماية المستهلك، بسبب إعلان مضلل عن علاج مرض السكري، باسم GOOD BYE DIABETES، بدعوى أنه أميركي الصنع وحاصل على ترخيص من وزارة الصحة، ليعلن عدد كبير من الأطباء أن هذا المنتج وهمي ولم يظهر حتى الآن أي دواء يمكن أن يقضي على مرض السكري. وقد رد توفيق على ذلك قائلا: (تلقيت بعض الرسائل والمكالمات تستفسر عن هذا العقار الذي قمت بغناء الأغنية المستخدمة في الدعاية التليفزيونية الخاصة به لعلاج مرض السكر، فقد كان ذلك بناء على طلب صديق لي يعمل في مجال الموسيقى، وأبلغني أن من قام بطلب عمل الإعلان قد أكد له أن هذا الدواء أميركي مرخص به من الجهات المختصة وأثبت فعاليته في علاج المرضى، أحببت أن أشارك وأساهم في وصول هذا الدواء إلى كل المرضى للمساهمة في شفائهم، وأن أكون سببًا في إسعادهم، إن هذا المنتج لا يخصني وليس لي أي ربح مادي من ورائه، فإن كان هناك أي شكاوى من أنه غير فعال فهذه مسؤولية الشركة المنتجة والجهات الرقابية والطبية المختصة). كما تورط حجاج عبدالعظيم في إعلانات الترويج لوحدات سكنية وهمية لشركة أونست العقارية، وتعود أحداث الواقعة إلى دعوى قضائية مستعجلة لإشهار إفلاس شركة أونست العقارية، لتقاعسها عن سداد مديونياتها، كما طالبت الدعوى بالحجز على أموال ومنقولات وممتلكات وأرصدة الشركة، واستندت الدعوى إلى المحضر رقم 12065 لسنة 2015، الذي حرره صاحب الدعوى، واتهم فيه شركة أونست بالنصب والاحتيال والاستيلاء على أمواله دون وجه حق، وتحرير شيكات بدون رصيد بحق صاحب الدعوى، وتضامن معه آخرون متضررون في القضية، وذلك بعد حصوله على رفض من البنك على الشيكات. كما اختفت الفنانة نورا السباعي عن الأنظار فترة من الوقت، لم تشارك خلالها في أي عمل تليفزيوني أو سينمائي، ظهرت بعدها في إعلان وقد تخلصت من السمنة المفرطة التي عانت منها، وهي تروج لمنتج ذكرت أنه فعال ل»التخسيس»، وأنه ساعدها على فقدان الوزن، كما أكدت أن المنتج حاصل على ترخيص من وزارة الصحة، لكن بعد فترة من الوقت ألقي القبض على أصحاب الشركة المنتجة بتهمة النصب. فيلم قصير اختلفت آراء نجوم الفن حول تقديم الإعلانات، ففي البداية يقول الفنان أحمد السقا: أنا أعتبر الإعلان فيلما قصيرا جدا مدته دقيقة أو أكثر، وأتعامل معه على انه عمل فني، ولذلك مكسبي من تقديم الإعلانات ليس ماديا فقط، وإنما أكسب فنيا أيضا لأن نجاح الإعلان مقياس لمدى جماهيريتي وتأثيري على الناس. أما الفنانة منى زكي فتقول: الإعلانات تفيد الفنان عندما يكون المنتج عالمياً وموثوقاً فيه، مؤكدة أنّها لا تخوض تجربة الإعلانات إلا عندما تثق بما تعلن عنه، لذلك لا تمانع تقديم الإعلانات إلى جانب التمثيل. أما الفنانة هالة فاخر فتقول: طالما أنني أعلن عن سلعة مصرية فأراها مساندة لهذه الصناعة، بجانب أنني أحب التحول إلى مجال خلاف التمثيل لتجديد نشاطي وأجرب أي شيء جديد. أما عن حقيقة تقديمها إعلانا لمنتج وهمي، فتقول: الوكلاء الذين اتفقوا معي على تصوير الإعلان أكدوا لي أن الإعلان صحيح، وقاموا بإرسال كل الأوراق التي تثبت أن الإعلان صحيح، لكني صدمت من البلاغ المقدم ضده من جهاز حماية المستهلك، فأنا لا أروج لأي إعلانات مشبوهة، وعند تصوير أي إعلان أتأكد من صحته.; العرب