مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ربحت البيعة...فهنيئاَ للدمويين رقصهم على الأشلاء
نشر في الراكوبة يوم 11 - 07 - 2011

وخرجوا من اجداث ما ادخروا من فكر خرب ووطنية مغلوطة ليحصبوا الناس شمالا وجنوبا بسيل اتهامات ما انزل الله بها من سلطان ومنطقهم في ذلك إبراز العضلات وإعمال العواطف وتعطيل العقول؛ ولا غرو فتلك هي معالم الصورة الزاهية حينما عنت المواقف الرغي والتذبد و الوعيد بالويل والثبور وعظائم الامور ثم لا تكون النتائج الا صفرا وقديما قيل "عدو عاقل خير من صديق جاهل". وعندما كانت كرة نيفاشا تتدحرج صوب النهايات كان الأكلة "يتململون" شوقا للتداعي على قطاع الشمال كما تتداعى الضباع على قصعتها وعيدا وتهديدا بحسب ما وعوا من فهمهم للديمقراطية التي قصروها وفقا لما تواضع من استيعابهم لها على الاصفياء الانقياء ادعياء تمكين الاسلام ولا غرابة فهم يعتقدون الوصايا على الناس في الارض لذا ما من غصاضة في ان يوسع لهم ويمد لهم في ممارسة الديمقراطية بينما لا يرون في الآخر الا سفيها لا يحسن تقدير الاشياء لذا لا يحق له اشتمام رائحتها بتاتا إلا بقدر ما يجاد بها عليهم في وقت تقول فيه الاخلاق الحرية قيمة لا تتجزأ، فكشف البعض عن نواجذه المسمومة وقال الطيب مصطفى في حوار سابق نشر على صفحات صحيفة السوداني "سنؤدب ناس عرمان بعد انفصال الجنوب" ونتساءل ببراءة من اين ينبت جذور عرمان حتى يؤدب بهذا الوعيد المشطط بغضا وغيظا؟! اليس للرجل عزوة يحمونه إن كان ذلك هو المنطق افتراضا، ام ان كل ذنبه واسباب دحره يعود الى رحم لم تلتحقه الا بالحركة الشعبية حينما ربطت الآخرين بالقمم والسهول والمنعرجات؟!.
(2)
بينما انشدت ابواق المؤتمر الوطني حد ان بح صوتهم نشيدا فحواه ان"لا وجود للحركة الشعبية في الشمال" وذهب آخرون في تفننهم الى القول بتطهير الشمال من دنس الحركة الشعبية وتآمر الكل بما فيهم ربان السفينة بعدم السماح لما يعرف بقطاع الشمال بالبقاء في الشمال، وحلم قوم غزية بجنازة الحركة الشعبية في الشمال حتى يشبعوا فيها ضربا. لم ترهق الشعبية نفسها من امرها عسرا واكتفت حين علمت ان ليس كل العواءات تلغم احجارا حتى لا يصبح مثقال الصخر بدينار وطفقت قائلة :(باقون ما بقي الشمال).ولان التطرف والانغلاق قطة لا تتورع عن أكل بنًيها؛ فما ان حاد صقر الانقاذ نافع علي نافع عن ألسنة التي سنها في دنيا الانقاذيين ومن شايعهم وشد على كف الشعبية في اديس قولا بعد عودته:(الحركة الشعبية لا تحتاج لاذن من المؤتمر الوطني لممارسة نشاطها في الشمال). حتى حكم عليه ابواق المؤتمر الوطني في هجوم ضار حكمه على الذي كان فحزمت البصيرة ام حمد وسطها وطفقت تنشد ما تنشده الحكامات من اغنيات متعطشة للدماء ورؤية الأشلاء لمداواة ما وطن النفس من درن وقال متنبئ قوم غزية ضياء الدين بلال شأنه شأن زرقاء اليمامة اجتراراَ واستدعاءَ لفصول نبوءاته الكذوبة وهو يقول تحت عنوان"اتفاق اديس..لدغة من ذات الجحر"(حينما كتبت بعد 48 ساعة من كمين الخميس بابيي بان ابناء الحركة الشعبية يريدون عبر ذلك التصرف المستفز استدراج الحكومة لكمين سياسي عبر تكتيكات الفعل ورد الفعل وذلك بغرض تحريك الملف الساكن وادارة حوارعلى حافة الهاوية بحضور واهتمام ورعاية دولية حتى تصبح المنطقة كما ظلت تنادي الحركة عبر تصريحات ومواقف عديدة – خاضعة لسيادة المجتمع الدولي ، سخر بعض الزملاء من ذلك التحليل واعتبر البعض ان مثل هذه التحليلات تعطي انطباعا بسذاجة الحكومة ودهاء ومكر الحركة الشعبية!!. وجاءت تطورات الاحداث لتثبت صحة ما ذهبنا اليه).انتهى.
(3)
وأصل الصراع والمسوغات التي حملت أبواق المؤتمر الوطني لصب جام غضبهم وسخطهم على ما كان من "نيفاشا2" حد التعجيل بأجلها ووأدها يكمن فيما استند عليه زملاء المشار اليهم في سخريتهم وما من منطق غيره، فالصواب والخطأ متلازمات سلوكية غير مستغربة في عالم البني آدميين ولكن هؤلاء يعتقدون ان الحركة الشعبية محور الشر كله وبالمقابل المؤتمر الوطني عالم من الملائكة والاخيار لذا يتمحور ما قام عليه استنكارهم من عماد حول عدم ابراز الحركة في ثوب المكر والدهاء بينما الحكومة في ثوب السذاجة في تطابق تام واعتماد مبدأ انصر اخاك ظالما او مظلوما بإعانته على الظلم بفهم حرفي وسطحي للحديث دون الغوص في المتون، فبدلا من منعه من الظلم يعينونه عليه، والحركة الشعبية لا ينبغي لها وفقا للحكم المطلق الذي بني عليه قوم غزية منهجهم ذاك ان تكون ماكرة وداهية باي حال من الاحوال لان قوامها ثلة متمردين خرجوا على الحكومة لمدة واحد وعشرين عاما دون وجه حق ثم عادوا فاخذوا من مال البلاد وسلطاتها ما لا يستحقون بينما قوام الحكومة رهط من ابناء المركز الفهيمين بحسب ادوار وزعها التاريخ بما عد له باتقان وجاء الحاضر فأمن واثنى عليه! فانا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وليس الظل كالحرور!!.
(4)
بينما تعود بواعث لعن بني اسرائيل الى انهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه وبئس ما كانوا يفعلون وبالرغم من العويل صباح مساء باسم الدين والشريعة والشماته على مصيبة الآخر ان وقعت بتوهم تحقيق الكرامات، ثم يباهون الناس بانهم خير امة اخرجت للناس، وحين الامتحان الاعظم لدفع استحقاقات الخيرية التي ما قامت إلا على اساس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاذا بهم بدلا عن الامر بالمعروف يضربون طار الامر بالمنكر بل ويحضون عليه ويتحرونه ويقفون عليه وما من دافع لهم سوى نتانة العصبية التي قال عنه صلى الله عليه وسلم:(دعوها فانها منتنة).!!ومع ذلك يتساءل الاستاذ عادل الباز بتسامح عن عيوب نيفاشا ويقتل نفسه بحثا عن مساوئ نيفاشا2 "الموؤدة" التي ما ان وقعت حتى نظم بطانة السوء مئات المعلقات في ذمه و أوسعوا الباز ضربا باليمين والشمال خبط عشواء لما أتى من كفر بواح حينما خالف عقيدة قوم غزية الجمعية القائمة على العنجهية والافتراء على خلق الله بمنطلق تجار الحرب حين أثنى على اتفاقية تحقن دماء الأبرياء في جنوب كردفان وتسمح لهم بحياة كريمة، وليس شرطا لانتباذ الحرب ازهاق اروح الابرياء فما اشد وقعه من الموت على الناس إلا الخوف الذي ما قدمه سبحانه في كتابه على الجوع الا لشدته فكيف الحال بتضامنهما معا لاسيما وان المنطقة لم تعلن عنها منطقة حرب وعوضا عن ان المواطنين لم يجلوا عنها ولا يسمح لهم باقامة معسكرات تضيف الى الصورة في دارفور مزيدا من البهاء والروعة الموغلة في المأساة و الوحشة والدلائل.
(5)
ونيفاشا في ادنى فوائدها اوقفت وابل الرصاص والموت المنظم والدموع والمرض والنزوح في جنوب السودان الذي تداعى تحت سمائه حينذاك كل ذات صلة بانسانية الانسان وكرامته فكانت نيفاشا بذلك خصما على ممارسة الاخرين حياة السلب والنهب التي الفوها وسببا في ايقاف اعراس شهداء لم يعوض اهالي بعضهم عنهم الا "عدسا وارز" ولا شئ حينما لم يرتق شأنهم شأن البعض الآخر منهم الى درجة اطلاق اسمائهم على الطرقات او تُزين جداران المنظمات الفخمة بصورهم فحتى اولئك كان بينهم انموذجا و خيار من خيار !!.
وعيب نيفاشا يا أستاذ عادل الباز يكمن في أنها أعطت الحركة الشعبية ربيبة الغابة والاحراش اكثر مما كانت تحلم به او تستحق. وخطأ نيفاشا الاكبر على الاطلاق تبلور في انها كانت اكبر هزيمة للمشروع الاسلامي لجهة انها ضربت ادعاءهم في مقتل فكانت تلك هزيمة نفسية في المقام الاول لاسيما وان الاستراتجية التي اعتمدها الاسلاميون بعد ان تسنموا زمام السلطة لالتهام من كانوا يسمونهم "الخونة والمارقين" فغدوا شركاء تحت هواء القصر الجمهوري العليل، كان ادعاء الجهاد في سبيل الدين والوطن بامتياز لان الحركة كانت في زعمهم تستهدف دينهم فاذا بالمجاهدين يضعون ايديهم في ايدي الكفرة الفجرة مبايعين في نيفاشا حينما لم يُعترفوا بالسد الذي يفصل من الظلم والاقصاء كأصل للمشكلة وعوضا عن انهم اقحموا الدين في كل شئ كخلفية استتروا وراءها لتمرير ما راموا من مآرب فاوهموا أنفسهم بانهم ما وقعوا نيفاشا الأم إلا بنية أن تكون كلمة الذين امنوا هي العليا وذلك ما يفسر الطريقة التي نفذوا بها بنود الاتفاقية التي ما وقعوها إلا بنية اتلافها، وقال صلى الله وعليه وسلم في حديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ، قال:(الدين يسر، ولن يشاد الدين احد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدلجة) وعندما شاددوا الدين وغالوا فيه جاءت النتائج صفرا ليتجلي بعد الارض والسماء بينهم وبين ما ادعوا من دين. والامر بذلك لم يخرج عن حقيقة انهم "أكلوا الراس وخافوا من العين" ففي الاولى جلسوا الى قوم خالفوهم في الدين واستهدفوا دينهم وفقا لتلك الدعاية التي اطلقوها حينها فما الذي يمنع الآن من الجلوس على طاولة اتفاقية مع عقار وعرمان لا سيما وان امر الخوض في ايمانيات العباد والقطع فيه تكفير عظيم؟!.اتمنى ان يكون الاستاذ قد علم الآن لماذا بغضوا واستعدوا عرمان حد تمني تلاشيه. واحذر من ان تكون عرمانا آخر. فسياط تأديبه عائمة تحت الماء لحين الانفراد نشدانا للإيلام. فهذه هي مستويات الديمقراطية!!.
(6)
ولما كانت خلائق السفهاء تعدي وبحسب منطقهم فان اتفاقية نيفاشا لن تلد الا فاجرا كفارا لذلك نهض القوم للإجهاز على اتفاقية اديس ابابا"نيفاشا2" امعانا في تنفير من هدى بهديهم منها حتى وأدوها. بل ازبد الهندي عز الدين (البصيرة ام حمد) حتى كاد ان يصرع قولا في خطاب الى السيد الرئيس:(لا للقوات الاثيوبية في ابيي) (لا..للقوات الاثيوبية..لا كتيبة ولا سرية الشعب السودان ليس قاصرا ولا مجنونا).(ظهرك السياسي مكشوف من حولك تنفيذيون، وليسوا ساسة فاركز على جيشك وشعبك الى حين. ولا تدع القوات المسلحة تغادر شبرا من ابيي ولا تتراجع سنتمترات عن جنوب كردفان بل الى الامام الى حصونهم في كاودا وحجورهم في الجبال) . وضرورة هي الاشارة هنا الى "تقليعة" رفع سقوف الاقلام عاليا والواضح ان القرابين التي ينحرونها على صفحات الصحف في تقربهم زلفي يُتقبل منها الزبد بينما يُلفظ ما ينفع الناس في رسائل موحية ومستقاة في لغة جرحت الشعور الوطني عميقا ومن قال ان نبل القيم تقبل التجزئة؟ ومن راضى الناس في سخط الله سخط الله عليه و اسخط عليه الناس. وقد اسمعت إذ ناديت حيا.
(7)
وباعث السياط التي الهبت ظهر الباز من كتيبة قوم غزية تعود الى انهم وبحسب ما قالوا صراحة وبعد ان قال عراب المؤتمر الوطني قطعا بشمالية ابيي وبعد ان وهبها لهم ذلك الجندى الطائش الذي اطلق النار من صفوف الجيش الشعبي على القوات المسلحة وقوات اليونميس ليهديها اياهم على طبق من ذهب فان فاتحي ابيي الذين جزموا بشمالية ابيي لم يرعوا انسانية الرعايا الذين يعيشون في كنف ابيي الشمالية "بزعمهم"؛ وحينما اخذ من لاذوا بحمية ابيي الشمالية من الدينكا نووك بجريرة الجيش الشعبي واهدرت بذلك انسانيتهم فاذا بالبرلمان الوطني الذي يكبر عند الاستبشار باخبار الفاتحين في سقوط كبير دون ما حملت الاسفار عن اشهر قصة ايواء وآداب الحمية في بلاط النجاشي "الكتابي" فما بالك بمن اصتك الاذان بإسلاميته وشريعته.
(8)
ومعشر قوم غزية بعد ان تلبسهم احساس الوطني الغيور وبعد ان بلغ الغي بهم كل مبلغ انبروا للمزايدة باسم الوطنية وقولا في اشارة لانفصال الجنوب:(الى ان اختطفوا "ربع" ارضنا و"خمس"شعبنا). وتلك جمرة لن يُصطبر عليها مدعوها إحكاما باليمين والضمير"نا" الذي يُجأر به انما عبر عن الكيفية التي يريدون لها ان تسود تلك العلاقة؛ ثم من هم الذين نسب لهم الارض في "ارضنا" ومن هم الذين نسب اليهم شعب الجنوب في "شعبنا" وعن اي شعب يزايد الهندي عز الدين واكثر من40 الف اسرة من الدينكا نووك في مواجهة العراء والهجير والمطر والمسغبة بينما ينصح الهندي رئيس الجمهورية وكل داع ودعوته بان لا يدع القوات المسلحة تغادر شبرا من ابيي في وقت نقلت الاخبار عن فرسان المسيرية انهم يقاتلون الى جنب القوات المسلحة وان القوات المسلحة طهرت المنطقة تماما من الجيش الشعبي بينما حملت انباء اخرى شكاية تعرض المواطنين الفارين للسلب والنهب بواسطة عناصر مسلحة وإن كانت الخرطوم تلت الخبر بتحذير ونفي في وقت قالت فرسان المسيرية انها لن تسمح بعودة دينكا نووك الى المنطقة دون الاعتراف بتبعية ابيي للمسيرية. ليكون بذلك ضيوف شرف وذلك مبلغ الاتباع والتبعية التي لا يرجو الهندي عداها في علاقته مع شعبه وارضه المزعوم.
(9)
وعندما اشتد اوار الحرب هناك في ولاية جنوب كردفان التي طلب الهندي "البصيرة ام حمد" من السيد رئيس الجمهورية عدم التراجع لسنتمترات عنها وكان اهلنا النوبة يسامون سوء العذاب والهوان هناك جراء الرصاص المجنون عندما اختلط الحابل بين الحركة والوطني فعز التفريق وأخذ الصحيح بالسقيم وكان الموت ينتشر في طرقات الولاية وارجائها بينما يضرب الجوع إزاء نقص الغذاء ومنع طائرات الاغاثة عنهم، ولم يكن مصيرهم اوفر حظا من مصير من شردوا من الدينكا نووك حين نهب حصاد عمرهم وما ملكوا من حطام الفانية؛ لم يكتب الهندي حينها سطرا متماسكا يفوح تشديدا وغلظة في الدفاع عن اهل المنطقة او تناول مأساتهم بل كان تجار الموت يدقون طار الحرب؛ وطفقوا يجرون الشوك على الجلود لانها ليست بالتي تعلو عظامهم . وما الحرب الا ما علتم و ذقتم ولكن شيئا من ذلك لم يطال. وواطئ الجمرة ليس كمن يضع يده في الماء وسهل على الذي يده على الماء ان يطلب من واطئ الجمر الصمود، ومن سمع ليس كمن رأى؛ ومن يدقون طبول الحرب لم يرقصوا على طبولها يوما لذاك تراهم يكثرون من المناداة بهطول ربيعها وغفلوا او تغافلوا حقيقة ان الظروف اختلفت فعندما لا تجد النار ما تأكله تأكل بعضها وما هدوا به ديار العدو امس من معاول لن تتواني اليوم في دك المعبد على رؤوس الكل، فهل تذهب ابواق الحرب الى ساحات الوغى ان اشتد اوارها ففي ذاكرة ولوج امر درمان الخبر اليقين لما شاء ان يستبين النصح.
(10)
ويقول رئيس الحركة الشعبية في الشمال الحرب بديل لاتفاقية اديس ويقول السيد الرئيس بعدم ايقاف العمليات في جنوب كردفان، فلا بد من حسم الحركة الشعبية في المنطقة واخراج قواتها غير الشرعية من المنطقة. ونقول لو كان فيها خيرا لاتبعناكم، فمتى ما بعثت بعث زميمة، وواحد وعشرون عاما أكلت الاخضر واليابس في الجنوب وهدمت النسيج الاجتماعي وقضت على سمح القيم واعملت سلبيا في التركيبة النفسية وشرخت جدار الاخلاق جراء اوضاع استثنائية عاشها الجنوب وإن كان السلام قد جاء ويرددون اعطينا الحركة اكثر مما تستحق والواقع يقول ولكنكم اخذتم ما لا يرد ابدا..ابدا من اطفال شكلت الحرب ملامحهم وسرقت براءتهم ولك ان تتخيل كيف يشبوا ومن سيكونون؟! و كانت الخلاصة ان تمزق جسد السودان وقطع اشلاءَ بالوقوف على فصول انغام الطبول التي ضربت في السابق.
(11)
اما وقد رفع نعش اتفاقية اديس ابابا "نيفاشا2 " ودق آخر مساميره؛ فليهنأ قوم غزية ولترقص البصيرة ام حمد فقد حازت المرتبة الاولى وكانت بطانة خير بما بذلت من نصح اُستجيب لها سريعا وخرت اديس ابابا وربحت البيعة. وليسعد زرقاء اليمام فهاهو المؤتمر الوطني قد فاز وسقط الوطن وسيمشي المؤتمر الوطني الخيلاء في ثوب المكر والدهاء بينما تغرق جنوب كردفان في بحر السذاجة وما يضير!!.واما نحن فدعونا نتساءل هل خاضها نافع الذي لم يُترك ليسعد حين نفع هل خاضها وحده دون مشاورة اولي العزم ام ان كفة البصيرة ام حمد وزرقاء اليمامة كانت هي المرحجة وافلحت في اذكاء مواقد الفتن. فلله وحده دركم اهالي جنوب كردفان وابيي، وهذا حاج ماجد سوار يبشركم بمنتجهم الحصري من المن والسلوى معلنا الجاهزية للحرب في النيل الازرق ويا له من انجاز وبشارة! فلو كان الاخماد يجدى حلا لما وقفنا بين المشيعين نبكي اليوم. ولله درك يا سودان.. والله نسأل لطفا.
أجوك عوض الله جابو
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.