برشاقة غير متوقعة من رجل اقترب من الثمانين، صعد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي؛ د. حسن الترابي، الأحد الماضي على خشبة مسرح العاصمة جوبا لتحية المطرب المخضرم محمد وردي وهو يغني ألحاناً وطنية خالدة، وشوهد الترابي وهو «يُبشر» بحماسة على الفنان الكبير في حفل العشاء الذي أقامه رئيس دولة جنوب السودان؛ سلفاكير ميارديت، لوفود الأحزاب المشاركة في احتفالات ميلاد الدولة الجديدة، ولوح الترابي بيديه لتحية الحضور من قيادات الأحزاب الجنوبية والشمالية ووردي يغني للوطن: «بلدي يا حبوب، في حضرة جلالك يطيب الجلوس، وطنا باسمك كتبنا ورطنا، أحبك، مكانك صميم الفؤاد وباسمك تغني السواقي بيوت الطواقي سلام التلاقي ودموع الفراق»، استدعت قيادات الأحزاب كل ألحان الوحدة وهي تعيش حقيقة الانفصال. وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي؛ كمال عمر- عقب عودة وفد حزبه برئاسة الترابي من جوبا (الاثنين) إلى الخرطوم: «حطم الترابي كل الحواجز النفسية، كان هنالك من يخشى عليه ولكنه صعد للمسرح على الرغم من ارتفاعه وقام بتحية الفنان وردي والحضور والتقط الصور التذكارية مع أهلنا الجنوبيين الذين أبدوا إعجابهم به.» وأشار كمال إلى أن ظهور الترابي في منصة الاحتفالات بجوبا كان له أثر كبير في علاقات المؤتمر الشعبي الأزلية مع الجنوب والحركة الشعبية التي تحكمه، وضم وفد الشعبي أمينه العام الترابي وبشير آدم رحمة وأمين أمانة الجنوب أشويل نقور، واحتفظ الحزب بهذه الأمانة ضمن هيكله في الخرطوم على الرغم من قرار القيادة بفك الارتباط، لكن كمال يقول إن الهدف من ذلك رعاية العلاقات الشعبية بين الدولتين. وأشار كمال إلى أن الترابي تطرق في قوله إلى رحلة القبائل بين الشمال والجنوب وضرورة التعاون بين الأحزاب الجنوبية والشمالية لتطوير علاقات الدولتين والنأي بها عن الحرب. الاهرام