تشهد بلادنا هذه الأيام إحدى ملامح البطولة والتجرد ونكران الذات في الدفاع عن حقوق شعبنا الأبي، والمتمثل فى الإضراب الشامل للأطباء السودانيين، تضامنا مع شعبهم، ودفاعا عن حقه في تلقي خدمات صحية تليق بكرامة الإنسان، وتستجيب لمتطلباته. أطباؤنا يدخلون هذا الإضراب بعد أن طرقوا كل السبل والوسائل لتحسين وترقية الخدمات الصحية والعلاجية دون جدوى، وبعد ان تعرضوا للإعتداءات المتكررة، وهم يأدون واجبهم الإنسانى تحت ظروف غاية فى التردي والسؤ والأنحطاط نتيجة لتخلي الدولة عن إلتزاماتها وواجباتها الأساسية تجاه صحة المواطن. إننا جزء لايتجزأ من هذه الحركة، ويقف أطباؤنا فى الداخل فى قلبها من أجل تحسين بيئة العمل، وترقية الخدمات الطبية، وتاهيل وتدريب الأطباء وتحسين أوضاعهم المعيشية. إن إتساع وشمول الإضراب قد أرعب النظام وعصبتة، وجعلهم يلجأون لكل الحيل والدسائس لكسر الإضراب والنيل من وحدة الأطباء بمحاولة الإستخفاف والتضليل من آثار الإضراب، وإطلاق الإتهامات والشائعات بعدم قانونية الإضراب، وبانه يتنافى مع أخلاقيات المهنة ويستوجب المساءلة والمحاسبة. وبفرض مزيداً من تضييق الحريات وفرض الرقابة على الصحف وإجبارها على تجاهل ومتابعة ونشر أخبار الإضراب، كل ذلك في محاولة يائسة وبائسة لكسر شوكة ووحدة الأطباء واخيراً حملتهم لإستنفار عناصر المؤتمر الوطني ومواليهم لسد الفراغ في المستشقيات مثلما حاولوا دون جدوى إبان إضراب الأطباء الشهير في عام 1990. إن الإضراب هو إستحقاق دستورى، كما أنه يمثل احد الحقوق الأساسية التى تكفلها كل النظم الرشيدة، كممارسة لإسترداد الحقوق المهنية والنقابية والديموقراطية، وتكفله كذلك كل قوانيين العمل الإقليمية والدولية. ان التضامن والمؤازرة الواسعة التي حظي بها الإضراب من مختلف قطاعات الشعب السوداني، بتنظيماته وأحزابه وأفراده، يعتبر قلادة فخر وطنية غالية تعبر عن التقدير الكبير للدور الهام الذى ظل يلعبه الأطباء بوصفهم الطليعة المستنيرة للدفاع والذود عن مصالح الوطن والمواطنيين. التحية والتجلة لأطباءنا وهم يخوضون هذه المعركة ،، ونؤكد أن نجاحنا يكمن فى وحدة وتماسك وتعاضد الأطباء بمختلف تنظيماتهم وإنتماءاتهم ودرجاتهم الوظيفية. اللجنة التمهيدية للأطباء الديموقراطيين 07/ أكتوبر/2016