أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري أموس، عن "انزعاجها البالغ وصدمتها" بشأن المزاعم التي تفيد باكتشاف مقابر جماعية في ولاية جنوب كردفان في السودان والتقارير الواردة بشأن اختفاء المدنيين واستهداف الناس على أسس عرقية والقتل خارج القانون. وقالت أموس "نحن لا ندري حقيقة هذه المزاعم الخطيرة بوجود مقابر جماعية أو القتل خارج القانون وغيرها من الانتهاكات الجسيمة في جنوب كردفان بسبب القيود المفروضة على الحركة من قبل حكومة السودان وخصوصا على المنظمات الدولية وموظفيها."ومنذ بدء الاشتباكات بين قوات محسوبة على الجيش الشعبي لجنوب السودان والقوات المسلحة السودانية في السادس من يونيو الماضي، طالبت منظمات الأممالمتحدة حكومة السودان بعدم تقييد الحركة والسماح لها بالوصول إلى كل الأشخاص في جنوب كردفان.غير أن أموس قالت إن هذا الطلب "قوبل بالرفض من جانب حكومة السودان التي أشارت إلى مخاوف أمنية." وأضافت أنه تم منح المنظمات تصريحا محدودا لدخول بلدة كادوقلي في ظل وجود عسكري مكثف للجيش كما طالبت الحكومة توصيل المساعدات عبر المنظمات الوطنية التي لا تتمتع بإمكانيات كبيرة وغير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للفئات الضعيفة في الولاية.وقالت وكيلة الأمين العام "إن هذه القيود تحد من قدرتنا على مساعدة الأشخاص المحتاجين، ونعرف أن نحو 1.4 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة،" وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة.وأفاد مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية أن نحو 73 ألف شخص قد تشردوا بسبب القتال، مشيرا إلى أن العدد قد يكون أكبر من ذلك. ودعت أموس كل الأطراف إلى منح المنظمات الإذن بالدخول للوصول إلى المدنيين، وضرورة التحقيق في كل مزاعم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. من جهته، قال فيليبي بولوبيون، من منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن "الادعاءات الواردة في التقرير خطيرة للغاية" مضيفاً: ""هذا التقرير لا يوفر سوى لمحة عن ما يحدث في جنوب كردفان."ويصعب الوقوف على حقيقة الأوضاع في الولاية نظرا لانتهاء ولاية بعثة الأممالمتحدة في السودان وعدم إمكانية وصول المنظمة الأممية إلى المناطق المتضررة.ونشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية مضمون تقريرين سريين أعدتهما قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في السودان، والتي تتهم فيهما حكومة الخرطوم بقصف وتعذيب المدنيين في حرب النوبة. وأشار التقريران اللذان حصلت الصحيفة على نسخة من كل منهما إلى أن الحكومة السودانية قد أبقت قوات حفظ السلام في الظلام أثناء شنها لحملتها العنيفة على النوبيين في المنطقة الواقعة على حدودها مع جنوب السودان.أضافت الصحيفة ان التقريرين تم إعدادهما بناء على طلب من مجلس الأمن الدولى، ويحمل أحد التقارير شهادات عن القصف الجوى اليومى المدمر للمدنيين، والقصف العشوائى للمناطق المدنية المزدحمة والإعدام بدون محاكمات واستهداف أصحاب البشرة الداكنة.اما التقرير الثانى فيحمل تفاصيل كيفية أداء الفرقة النشطة من جانب السلطات الرسمية فى جنوب السودان إلى التقويض التام لقدرات قوات حفظ السلام وبعثة الأممالمتحدة فى السودان "يونميس "على أداء المتطلبات الأساسية المسؤولة عنها فى منطقة النوبة.ويوضح التقرير أن المساعدات الإنسانية والحماية التى توفرها يونميس قد أصبحت "غير منطقية" مع استعداد البعثة لمغادرة السودان قبل حلول 31 يوليو الجارى، بسبب إصرار الخرطوم. ويقول مسؤولو البعثة سراً إنهم أصيبوا بالصمم والعمى فى جنوبإقليم كوردوفان بشكل لم يسبق له مثيل منذ اندلاع الحرب فى الخامس من يونيو الماضي، ولا يستطيعون حتى تقدير عدد الأشخاص الذين قتلوا أو تم تهجيرهم بسبب الصراع، والذي يعتقد أنه الخطوة الأولى نحو تحقيق هدف الرئيس عمر البشير المعلن بقمع التنوع العرقي والثقافي.