مني أتلتيكو مدريد بهزيمته الثانية هذا الموسم في الليجا الإسبانية بخسارته السبت على ملعب ريال سوسييداد بهدفين نظيفين ضمن الجولة الحادية عشر، لتنكشف ستة أسباب أدت إلى سقوطه الثاني بعد الخسارة بهدف دون رد قبل أسبوعين في إشبيلية. - فريق أكثر ترهلا في الدفاع لم يحظ أتلتيكو، الذي ينال المديح دوما على تأمينه الدفاعي، بهذه الصلابة سواء في إشبيلية أو في سان سباستيان. فخلال هاتين الزيارتين استقبل مرماه 12 تسديدة، بحسب احصائيات رابطة الدوري. فقط فالنسيا، الذي فاز عليه الروخيبلانكوس بهدفين نظيفين، وبرشلونة، الذي تعادل أمامه بهدف لمثله، يتفوقان في معدل التسديدات على الفريق المدريدي، أحد أبرز المرشحين للقب. وجاءت الأهداف بسبب هفوات دفاعية، فقد سجل ستيفن نزونزي هدف إشبيلية من هجمة مرتدة ونتيجة خطأ في التغطية من جانب فريق المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، في حين استقبل هدفين من ركلتي جزاء كان يمكن تجنبهما في أنويتا، من خطأين لجابي فرنانديز وأنخل كوريا، ليسجلهما كارلوس فيلا وويليان جوزيه. وفي آخر أربع مباريات رسمية، استقبلت شباك أتلتيكو مدريد أهدافا (6) أكثر من مبارياته ال11 التي سبقتها بهذا الموسم (3). ولم تتلق شباك الروخيبلانكوس عددا كبيرا من الأهداف في أربع مباريات متتالية طوال عامين، حيث كانت شباكه قد استقبلت سبعة أهداف في الفترة بين 30 أغسطس/آب و20 سبتمبر/أيلول 2014: هدف أمام إيبار (2-1) وآخر أمام ريال مدريد (1-2) وثلاثة أمام أوليمبياكوس (3-2) واثنين أمام سيلتا فيجو (2-2). - غياب الفعالية الهجومية:. ظهر جليا غياب الفعالية الهجومية لأتلتيكو عندما كان التعادل السلبي هو سيد الموقف في مباراتي سوسييداد وإشبيلية، حيث أهدر أكثر من فرصة في كلتا المباراتين. ففي ملعب سانشيز بيزخوان أضاع أتلتيكو العديد من الفرص في شوط اللقاء الأول أبرزها عبر الأرجنتيني أنخل كوريا، وفي أنويتا أيضا تصدت الخشبات الثلاث لفرصة للتسجيل للفرنسي كيفن جاميرو. ولم يسجل أتلتيكو في كلتا المناسبتين، وهو كان بحاجة للتقدم لما يمثله ذلك من معاناة للمنافس. ففي آخر 50 مباراة رسمية لأتلتيكو والتي تقدم فيها بالنتيجة، استطاعت أربعة أندية فقط في العودة بالنتيجة في ست مناسبات: برشلونة (ثلاث مرات) وليفانتي وخيخون وبنفيكا. ولم يحدث أن فشل أتلتيكو هذا الموسم في هز الشباك سوى في مناسبة واحدة بعد خسارتي إشبيلية وسوسييداد، في ليجانيس (0-0)، كما أنه صام عن التهديف في ثماني مباريات فقط خلال الموسم الماضي من أصل 57 مباراة بالدوري ودوري الأبطال وكأس الملك. - استحواذ أقل وتمريرات أقل وتسديدات أقل ودون استحواذ. افتقد أتلتيكو للاستحواذ وكانت تمريراته وتسديداته أقل من منافسيه في الخسارتين، اللتين تشابهت فيهما الإحصاءات. وبلغت نسبة الاستحواذ لأتلتيكو 41% سواء في أنويتا أو سانشيز بيزخوان. وكان برشلونة هو أكثر من فقد أمامه أتلتيكو الاستحواذ في الليجا إلى الآن (1-1). وفي إشبيلية نفذ 398 تمريرة مقابل 581 للمنافس، وكذلك الأمر في أنويتا نفذ 389 تمريرة مقابل 568 للمنافس، حيث يعد برشلونة فقط الأكثر تمريرا للكرة على حساب الأتلتي (719). وفي كلتا المباراتين سدد أتلتيكو تسع مرات فقط على مرمى إشبيلية وسوسييداد، وهو المعدل الأقل عن باقي مبارياته في الليجا. - هزيمتان بعد العودة من دوري الأبطال. تجرع أتلتيكو الهزيمتين سواء في إشبيلية أو سان سباستيان بعد خوضه لقاء بدوري الأبطال الأوروبي، كلاهما أمام روستوف وعانى خلالهما الفريق المدريدي في اختراق دفاعات الفريق الروسي سواء في ملعبه 0-1 أو في فيثنتي كالديرون 2-1 حيث فاز عليه في الدقيقة 93. وأقر سيميوني بذلك الأمر "لم ندفع ثمن المجهود المبذول في دوري الأبطال لأننا لا نبحث مطلقا عن أعذار للعب العديد من المباريات المتتالية، فنحن نلعب عندما يتعين علينا ذلك"، بدوره قال مدافع الفريق خوانفران توريس "لا توجد أعذاء. كانوا الأفضل". واستبعد كلاهما تأثر الفريق سلبا بخوض مباراة في منتصف الأسبوع، رغم أن الأهداف التي دخلت مرمى أتلتيكو سواء في سان سباستيان أو إشبيلية كانت في الشوط الثاني، عندما انخفض معدل الروخيبلانكوس. - هزيمتان وصعوبة في اللعب خارج الأرض جاءت هزيمتا الأتلتي خارج ملعبه فيثنتي كالديرون، وقد أقر سيميوني بالأمر عقب نهاية لقاء أنويتا "نواجه صعوبات عندما نلعب خارج أرضنا". ففي الموسم الحالي فقد أتلتيكو 12 نقطة في إحدى عشر جولة، منها عشرة خارج الديار. - تبديلات دون تأثير كانت التبديلات تخرج تقريبا دوما بشكل جيد لأتلتيكو، وكان البدلاء دائما ما يساعدون فريق سيميوني، وكان المثال الأخير على ذلك في لقاء مالاجا، عندما أعاد تنظيم الفريق رغم طرد ستيفان سافيتش، لينجح في التعامل مع هذا النقص العددي ويخرج فائزا باللقاء بأربعة أهداف لاثنين. ورغم أن التبديلات كانت في الكثير من المرات مفيدة لأتلتيكو لتحقيق الانتصار، إلا أنها لم تعمل بنفس الوتيرة في سانشيز بيزخوان وأنويتا. كما لم تكن هناك ردة فعل للروخيبلانكوس عقب تلقي شباكهم لهدف لا فيما يخص الهجمات المرتدة أو خلص الفرص أو حتى الاقتراب من التعادل في كلتا المباراتين.