هوة الخلافات بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول تتقلص وسط تفاؤل كبير بالتوصل إلى اتفاق للحدّ من الامدادات. ميدل ايست أونلاين باركندو في جولة شملت كلا من فنزويلاوإيران الرياض - قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الخميس إن أوبك يجب أن تخفض إنتاج النفط إلى 32.5 مليون برميل يوميا وهو الحد الأدنى لنطاق جرى الاتفاق عليه سابقا لتحقيق التوازن في السوق. وقال الفالح متحدثا إلى تلفزيون العربية إنه متفائل بتفعيل اتفاق أولي بخصوص إنتاج النفط توصلت إليه أوبك في الجزائر في سبتمبر/أيلول في اجتماع غير رسمي عقد على هامش المنتدى الدولي للطاقة. وأضاف الفالح أنه يعتقد أن السوق تتجه إلى التوازن وأن "الوصول إلى تفعيل لسقف 32 مليونا ونصف المليون برميل يوميا سيعجل بذلك التعافي وسيكون لصالح المنتجين والمستهلكين." واتفقت أوبك في 28 سبتمبر/أيلول بالجزائر على كبح الإمدادات مع منح شروط خاصة لكل من ليبيا ونيجيرياوإيران وهي دول تضرر إنتاجها بفعل الحروب والعقوبات. ومن المقرر الانتهاء من تفاصيل الاتفاق حينما يجتمع وزراء أوبك في فيينا في 30 نوفمبر/تشرين الثاني. وقال الفالح وغيره من الوزراء سابقا إن أوبك ستخفض الإنتاج إلى نطاق بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا. وأضاف الوزير السعودي "مازلت متفائلا بأن التوافق الذي تم في الجزائر لوضع سقف للإنتاج سيتم ترجمته إن شاء الله إلى سقوف على مستوى الدول وأن يكون الخفض عادلا ومتوازنا بين الدول." وأضاف أن المحادثات جارية مع وزير الطاقة القطري محمد السادة الذي دعاه لزيارة قطر من أجل مواصلة المشاورات. ومن المرجح أن يجتمع عدد من وزراء الطاقة بدول أوبك بشكل غير رسمي في الدوحة الجمعة لمحاولة بناء توافق بشأن القرارات التي اتخذتها المنظمة في سبتمبر/أيلول في الجزائر. وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال الأربعاء إن بلاده مستعدة لدعم قرار أوبك بتثبيت إنتاج النفط وإنها ترى فرصة جيدة لاتفاق المنظمة على شروط التثبيت بحلول الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني. وقال الفالح للعربية إنه يأمل بأن يتزامن التوصل إلى اتفاق مع روسيا بخصوص التعاون على تحقيق الاستقرار بالسوق مع اجتماع أوبك في 30 نوفمبر/تشرين الثاني في فيينا. من جهته قال محمد السادة الخميس، إن المطلوب من إيران والعراق هو تثبيت إنتاج النفط عند المستويات الحالية في إطار اتفاق أوسع نطاقا للحد من الإنتاج. وتابع "نناقش ذلك مع البلدين ونبحث شتى السبل والوسائل للتوصل إلى تفاهم مشترك." وفي نفس السياق قال وزير الطاقة الجزائري نورالدين بوطرفة، إن إيران ليست مشكلة في مساعي التوصل لاتفاق بخصوص إنتاج النفط. تفاصيل خطة تقليص الانتاج وقالت مصادر في أوبك إن مسؤولي المنظمة يعملون على صياغة تفاصيل خطتهم للحد من إمدادات النفط وإن هوة الخلافات بشأن بعض الأمور العالقة تتقلص في بادرة على إحراز تقدم في استكمال أول اتفاق من نوعه للمنظمة منذ عام 2008. وقبل أسبوعين من موعد الاجتماع المرتقب مازالت هناك خلافات بشأن التفاصيل في حين أثّرت تخمة المعروض التي ستستمر في 2017 على أسعار النفط التي جرى تداولها دون 47 دولارا للبرميل. ووصل النفط الخام أعلى مستوى في 2016 مقتربا من 54 دولارا للبرميل بعد اتفاق سبتمبر/أيلول. وقال مصدران مطلعان على المناقشات إن هناك جهودا لسد هوة الخلافات والعمل على التوصل لاتفاق نهائي. وقال أحد المصدرين "الأمر صعب في بعض النقاط لكنني لا أرى أي أزمة. ما حدث في الجزائر منح الكثير من الأمل والقوة الدافعة واعتقد أن الناس ملتزمون بذلك." وأحد القضايا العالقة هي المستوى الذي يتوقع أن تثبت إيران إنتاجها عنده. وقالت مصادر إن إيران تريد تثبيت الإنتاج عند أربعة ملايين برميل يوميا في حين يريد أعضاء آخرون أن تثبته طهران عند نحو 3.7 مليون برميل يوميا. وقالت العديد من المصادر في أوبك، إن هذه القضية كانت مصدرا للتوتر في اجتماع 28 أكتوبر/تشرين الأول في فيينا للجنة رفيعة المستوى المسؤولة عن كيفية تحديد مستويات الإنتاج الفردية بناء على اتفاق الجزائر. وقال مصدران إن أعضاء آخرين في أوبك يريدون أن يكونوا أكثر مرونة في هذا الأمر. وأشار أحدهما إلى أنه من المستبعد تلبية طلب إيران لمستوى إنتاج أربعة ملايين برميل يوميا، لكن من المرجح أن يعرض على طهران 3.75 مليون برميل يوميا أو أعلى. وقال مصدر ثالث في أوبك مطلع على المناقشات "سيتخذ الوزراء ما يلزم للتوصل إلى توافق" في إشارة لمحاولة إيجاد حل وسط مع إيران، مضيفا "لا يمكننا مغادرة فيينا يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني بدون اتفاق." وتجتمع اللجنة رفيعة المستوى للمرة الثانية في فيينا الاثنين، فيما يعقد بعض وزراء الطاقة في أوبك محادثات غير رسمية في الدوحة الجمعة على هامش مؤتمر للغاز. وقال مصدر إنه في إطار تعزيز جهود التوصل لتوافق سيقوم أمين عام أوبك محمد باركندو بزيارة المزيد من الدول الأعضاء في المنظمة في الأيام القليلة المقبلة. والتقى لدى زيارته كاراكاس الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ومن المقرر أن يسافر إلى الإكوادور وإيران. انتعاشه طفيفة لأسعار النفط وصعدت أسعار النفط الخميس بعدما طغت توقعات توصل أوبك إلى اتفاق بخصوص كبح الإنتاج على علامات متزايدة على وجود تخمة كبيرة في المعروض وارتفاع المخزونات خاصة في الولاياتالمتحدة. وبحلول الساعة 11.20 بتوقيت غرينتش صعد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 60 سنتا إلى 47.23 دولار للبرميل وزاد الخام الأميركي الخفيف في العقود الآجلة 50 سنتا إلى 46.07 دولار للبرميل. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء ارتفاع مخزونات الخام بالولاياتالمتحدة 5.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، متجاوزة توقعات المحللين والتي كانت تشير لزيادة 1.5 مليون برميل. وترتفع المخزونات في مناطق أخرى وهو ما يرجع لأسباب منها إنتاج قياسي لأعضاء أوبك التي تضخ نحو 40 بالمئة من إمدادات النفط العالمية. وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قال الأربعاء إن دول أوبك مستعدة للتوصل إلى اتفاق "فعال" على خفض إنتاج النفط. لكن جيسون جاميل المحلل لدي بنك الاستثمار الأميركي جيفريز قال إن تزايد إنتاج النفط وتغير العوامل الأساسية يزيد من صعوبة تطبيق أوبك لخفض مقنع للإنتاج. وأضاف "السوق الحاضرة تحولت إلى الفائض بسبب ارتفاع إنتاج أوبك حيث كانت معظم الزيادات الفعلية مدفوعا بتحسن الأوضاع الأمنية في ليبيا وقليلا في نيجيريا." وتوقع جيفريز أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 58 دولارا للبرميل في 2017.