فيينا - كونا - قال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي إن دولة الكويت تعد من أكثر الدول العربية التي قدمت مساعدات وقروضاً إلى السودان في مختلف المجالات، وساهمت بشكل بارز في مسيرة التنمية في البلاد. وأضاف كرتي ل «كونا»، عقب مشاركته في ندوة أقامتها الأكاديمية الدبلوماسية النمسوية أمس الأول، حول آفاق التعاون الأوروبي - الأفريقي أن الاستثمارات الكويتية، سواء كانت على المستوى الحكومي أو الخاص، تعد من أنجح المشاريع في السودان. وأعرب عن الأمل في أن توفر الظروف الجديدة في السودان، بعد انفصال الجنوب، فرصة سانحة لتعزيز مستوى الشراكة، بما يخدم مصالح جميع الأطراف. وحول التحديات، التي تواجه جمهورية السودان الشمالي، بعد انفصال الجنوب، قال إن حكومة الخرطوم اتخذت جملة من التدابير، بينها تقليل الإنفاق العام، وزيادة مداخيل الحكومة، من خلال مراجعة جميع الإجراءات السابقة، علاوة على توسيع المظلة الضريبية، التي تبقى واحدة من المجالات، التي يمكن أن تستفيد منها الحكومة خلال المرحلة المقبلة. وذكر أن بلاده ستعمل خلال المرحلة المقبلة على زيادة الاستكشافات البترولية في الشمال، موضحاً أن هناك جهوداً كبيرة تبذل في الوقت الحاضر في عدد من المجالات، بينها مجال الزراعة. وقال إن بلاده تعول كثيراً على جهود الدول العربية، وبينها دولة الكويت لمساعدتها على النهوض بعدد من القطاعات، بينها القطاع الزراعي في البلاد. وثمن ما تبذله الكويت من جهود متواصلة لمساعدة بلاده على تخطي العقبات، وبما يمهد السبيل لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، ومن دون الحاجة إلى الاستيراد من الخارج. وأعرب كرتي عن الأمل في أن يتم التركيز على الجهود التي توفر الغذاء للسودان، والمنطقة العربية عموماً، معتبراً أن النجاح في مثل هذه التجربة سيجعل الدول العربية، وبينها السودان، في غنى عن العملات الصعبة الأجنبية لتمويل الغذاء. ورداً على سؤال، فيما إذا كانت هناك مخاوف على الاستثمارات الكويتية في السودان بعد انفصال الجنوب، أكد أن السودان بشطريه يحرص على هذه الاستثمارات، ويعمل على الحفاظ عليها. وأضاف أن الكويت تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة، التي أقامت منشآت في جنوب السودان، تشمل مجالات الصحة والتعليم، وعملت على مساعدة الجنوبيين، مؤكداً أن ما قدمته دولة الكويت من خدمات إلى الجنوب ينظر إليه الجنوبيون بكل تقدير وعرفان. وقال كرتي إن مسألة جدولة ديون الجنوب مرتبطة بحركة دولية تقودها بعض الدول الأوروبية، إلا أنه عبر عن الأسف كون مسألة العمل على إلغاء الديون لا تسير بالطريقة المثلى. وبين أنه بإعلان إقامة جمهورية جنوب السودان، واعتراف الخرطوم بها، فإن الباب بات مفتوحاً أمام العديد من الدول الأوروبية لأن تأخذ هذه المسألة بجدية تامة. وربط هذا التباطؤ بطبيعة العلاقات مع الولاياتالمتحدة التي تضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، كاشفاً في ذات الوقت عن وجود بوادر جيدة حول قرب حسم جميع المسائل العالقة بين الجانبين في القريب العاجل.