واشنطن: أكد مسئولون أمريكيون الخميس أن صور الأقمار الصناعية لا تعد دليل واضح علي وجود مقابر جماعية في إحدي المناطق السودانية التي شهدت حربا مؤخرا. وكان مشروع "سنتينل" الذي شارك في تأسيسه الممثل الأمريكي جورج كلوني قد أعلن الأسبوع الماضي عن اكتشاف ثلاث مقابر جماعية تضم كومة من الجثث في مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، بناء علي صور التقطتها الأقمار الصناعية. وجاء الإعلان عن هذا الأمر تأكيدا لتقرير أصدرته الأممالمتحدة حول ارتكاب القوات السودانية جرائم ضد الإنسانية في هذه المنطقة. ومن جانبه، قال برينستون ليمان المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان أنه يصعب التأكد من معلومات مشروع "سنتينل" حول وجود مقابر جماعية بسبب صعوبة الوصول إلي كادوقلي. وأضاف ليمان أن الاستنتاجات المختلفة تشير إلى صعوبة الحصول على المعلومات من جنوب كردفان، حيث اندلعت الحرب في مطلع الشهر الماضي بين الحكومة السودانية والميليشيات المسلحة بالجنوب. ونفت الحكومة السودانية وصول المنظمات الإنسانية إلى المنطقة، بل وطالبت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمغادرة البلاد. وتقول صحيفة "الواشنطن بوس" أنه بغض النظر عن ما إذا كانت هناك مقابر جماعية أم لا، فإن المسئولون الأمريكيون يؤكدون ارتكاب الحكومة السودانية انتهاكات في مجال حقوق الإنسان بجنوب كردفان. ونقلت الصحيفة عن المسئولين الأمريكيين تأكيدهم علي مقتل الكثير من المدنيين، وإجبار أكثر من 70 ألف علي ترك ديارهم والفرار خوفا من المعارك. وأضاف ليمان أن الولاياتالمتحدة تشعر ببالغ القلق من تطورات الوضع في هذه المنطقة. وترتبط أزمة جنوب كردفان بالنزاع بين الشمال والجنوب والذي خلف 200 ألف قتيل، لكن تم إنهاء الحرب بعد التوقيع علي اتفاق السلام عام 2005 وتم انفصال جنوب السودان بموجبها هذا الشهر. وينتمي جزء من سكان ولاية جنوب كردفان إلى عرق النوبة الغير عرب، الذين انحازوا إلى صف الجنوب. وكانت الحكومة السودانية قد نفت مرارا استهدافها للمدنيين بالرغم من اتهام الرئيس عمر حسن البشير بارتكاب جرائم إبادة جماعية في منطقة دارفور. وأكدت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان تلقيها معلومات تفيد بوجود مقابر جماعية في ثلاث مناطق جنوب كردفان، وفق ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست". وفي نفس السياق، أكد ايفان سيمونوفيتش مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن هذه الإدعاءات خطيرة جدا وتحتاج لمزيد من التحقيق، بالرغم من عدم التحقق من حقيقة وجود مقابر جماعية من عدمه بعد. وأرجع مشروع "سينيتل" معلوماته حول وجود مقابر جماعية في كادوقلي إلي التقاط صورا لعمليات تنقيب بالقرب من مدرسة ثانوية في مدينة تايلو، حيث تم وضع الجثث في أكياس بيضاء. وأضاف بيان المشروع أيضا أنه تم تحديد حزب بيضاء بالقرب من الكنيسة الأسقفية وهي منطقة أخرى، حيث أفاد شهود عيان بقيان قوات الحكومة بعمليات القتل. وتمسك ناثانيل ريمون المسئول عن مشروع تحليل صور الأقمار الصناعية بما جاء في أقوال شهود العيان، وكذلك ما وضحته الصور.