الخرطوم في (سونا) تقول المواطنة زينب عبد الرحمن أنها تشعر بالآسي لكونها لاستطيع بعد اليوم أن تصف السودان بأنه "ارض المليون ميل مربع" كما كانت تفعل ذلك سابقا، بفخر واعتزاز مثل معظم السودانيين. ويبدو انه ما يزال ممكنا لزينب أن تفعل ذلك، ولكن عليها أن تخفض من طموحاتها في التمييز الذي يلي هذا الرقم الكبير حقا . فمساحة السودان بعد قطع جزء عزيز منه، صارت اثنين وثمانين وثمانمائة ألف ومليون كيلو متر مربع(1,882,000) وفقا للمعلومات الإحصائية الجديدة التي وفرتها وزارة الإعلام عن البلاد، بعد الانفصال الذي تم رسميا في التاسع من يوليو الجاري . ولكن فقد السودان بحسب هذه الأرقام تصنيفه الأول من حيث المساحة عربيا وأفريقيا إذ صار الثاني إفريقياً بعد الجزائر والثالث عربيا بعد الجزائر والمملكة العربية السعودية، والسادس عشر عالمياً . وتقول وزارة الإعلام إن مساحة البر السوداني تساوي مليون و752 ألف و187كلم ومساحة بحره 129 ألف و813 كيلو مترا مربعا .كما أن طول حدوده الإجمالية يساوي 6ألاف و780 كيلو متر مربعا. وفقد السودان جواره المباشر مع شعبين ودولتين ظل يتداخل معهما منذ آلاف السنين وهم اليوغنديين والكينيين . وأحتفظ بجواره مع كل من مصر وليبيا وإثيوبيا واريتريا وأفريقيا الوسطي وشاد. كما فقد السودان قربه من الخط الكوني الهام والمؤثر - خط الاستواء- والذي كان يبعد عنه بقدر 3 خطوط عرض شمالا فقط ، إذ صار وفقا لمساحته الجديدة يقع بين خطي عرض 8.45 درجة و23.8 درجة شمالا، وخطي طول 21,49 درجة إلي 38,34 درجة شرقا . وصار مناخه صحراويا وشبة صحراوي في شماله وهي الولاية الشمالية وشمال كرد فان وشمال دارفور وماطرا في الأواسط وفي جنوبه الجديد . كما إن غالب أرضه، سهول منبسطة مع وجود مرتفعات ضمن سلسلة جبال البحر الأحمر في الشرق وسلسلة جبال مرة في الغرب . ولكن علي الرغم من هذه التغيرات الكبيرة علي سطح السودان إلا إن النيل سليل الفراديس كما يسميه السودانيون، ما يزال أهم واكبر معلم جغرافي يميزه ،ويشق سهولة المنبسطة، هادرا من الجنوب إلي الشمال وما يزال ملتقي النيلين الأبيض والأزرق في الخرطوم، ربما مذكرا السودانيين المتشآطئين لحوضه الكبير ومجراه الطويل، في الجنوب والشمال بالامتزاج والوحدة ، التي ما تزال تداعب أحلام الكثيرين منهم في الشمال والجنوب حتى ولو بعد حين .