أخيراً شاهد المصريون وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي على الهواء مباشرة لكن ليس من داخل مكتبه الأنيق حينما كان التلفزيون يستضيفه للحديث عن إنجازات وزارته بل بالبدلة الزرقاء، وهو يجيء ويذهب داخل قفص المحكمة وحوله ستة من مساعديه المتهمين بقتل المتظاهرين. وظهر العادلي مع مساعديه السته المتهمين بقتل المتظاهرين امام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة الذي اصدر قرارا بتأجيل المحاكمة الى الثالث من آب/ اغسطس المقبل مع استمرار حبس المتهمين، وضم القضية إلى قضية محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك بنفس التهمة وفقاً للقانون نظرا للارتباط بين القضيتين. وبذلك يحاكم العادلي ومعاونوه أمام دائرة المستشار أحمد رفعت التي تنظر القضية يوم 3 أغسطس المقبل. وليس من الواضح ان كانت المحاكمة ستعقد في القاهرة ام في شرم الشيخ، لاسباب تتعلق بامكانية تأمينها، حيث من المفترض ان يظهر فيها مبارك داخل القفص، بشكل علني حسب تأكيدات الحكومة. وقالت مصادر ان وزارة العدل ستعقد قريبا مؤتمرا صحافيا تعلن فيه اجراءات المحاكمة. ويقول مراقبون ان حبيب العادلي وستة من مساعديه ومعظم رموز النظام السابق طالبوا بمنع تنفيذ قرار المجلس الأعلى للقضاء بشأن نقل محاكماتهم على الهواء مباشرة ومنع ظهورهم داخل القفص على شاشة التلفزيون المصري والتي كان ينتظرها ملايين المصريين الذين تجمعوا منذ ساعات الصباح الباكر لمشاهدة الرجل الذي أصدر قراراً بقتل المتظاهرين في الأيام الأولى لثورة يناير. وقد وجد فريق التغطية الخاص بالتلفزيون المصري في مأزق شديد وكذلك قيادات ماسبيرو عقب فشل الفريق المكلف بالتغطية بالدخول لقاعة المحكمة لتصوير ما يجري بداخلها حيث أكد المراسل لطاقم المذيعين بالأستوديو أنه لا يستطيع الدخول للقاعة وتم قطع الارسال أكثر من مرة. وأعرب المذيعون عن ستيائهم من الشرطة، فيما قال فريق البث لا نعلم إذا ما كان العادلي بالداخل ام لا كما لا نعلم إذا ما كانت كاميرا التلفزيون دخلت القاعة ام تمت مصادرتها. وبعد دقائق سمح للفريق بالدخول للقاعة لسماع كلمة القاضي. وقد ظل العادلي ومساعدوه داخل مركبة عسكرية لمدة اربعين دقيقة بسبب حصار المواطنين واسر الشهداء الذين توافدوا من أماكن بعيدة لمقر المحكمة بالقاهرةالجديدة لحضور جلسة المحاكمة فب قضية قتل المتظاهرين. وسادت حالة من الارتباك والهرج خارج القاعة بعد تزاحم العديد من المحامين والإعلاميين للدخول للجلسة وتدافع الجمهور إلى القاعة في محاولة للدخول بالقوة، وهو ما حال دون إدخال العادلي إلى القاعة، وبعد ان تم تأمين الجلسة تم إدخال العادلي ومعاونيه إلى القاعة. وسيطرت على ميدان التحرير حالة من الغضب العارم لليوم الثالث على التوالي بسبب رفض المجلس العسكري تقديم اعتذار لحركة 6 أبريل التي اتهمهما اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية بتلقي اموال من الخارج والتدريب على حمل السلاح في صربيا. وشدد الثوار على أنهم باقون في الميدان لحين الأستجابة لمطالبهم فيما توافد على الميدان الآلاف من أهالي حي العباسية في مسيرة وصلت إلى ميدان التحرير لتقديم الاعتذار للثوار على الاعتداءات التي تعرضوا لها مساء يوم السبت الماضي على أيدي مجموعة من البلطجية. واعرب المتوافدون عن تقديرهم البالغ للثوار وتبرأوا من الأنباء التي افادت بأنهم شاركوا في الاعتداء على المتظاهرين. وقال مشاركون في المسيرة إنهم ساهموا في ثورة 25 (يناير) ضمن جموع الشعب المصري الذي خرج ليطالب بسقوط الطاغية مبارك وينادي بالتغيير، والحرية، والعدالة الاجتماعية ومن غير المعقول أن يقوموا بالاعتداء على أشقائهم الذين صنعوا أهم ثورات التاريخ. وفيما تقدمت الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ببلاغ إلى النائب العام، طلبت فيه استدعاء اللواء حسن الرويني، للإدلاء بما لديه من معلومات، تعقيبا على تصريحاته التي اتهم فيها حركة كفاية بأنها غير مصرية. وطلبت الحركة في بيان أصدرته امس النائب العام التحقيق مع أعضائها للتأكد من الاتهامات التي أطلقها اللواءالرويني، واضاف أن كفاية ترفض أي تمويل أجنبي، كما طالبت الرويني أن يقدم دليلا على تصريحاته، أو يعتذر عنها. وسادت حالة من الاستياء والغضب بعد سماع تأجيل محاكمة حبيب العادلى، منددين بأن هناك تلاعباً وتباطؤاً في قضيته، ورددوا هتافات 'واحد اتنين.. دم الشهيد فين'، 'القصاص القصاص'. وتسود الميدان حالة من الغضب والتذمر ويطلق المتظاهرون عبارات وهتافات مندّدة مثل 'يا شهيد نام وارتاح إحنا حنكمّل الكفاح' و'بالروح والدم نفديك يا شهيد' و'القصاص القصاص دول ضربوا اخواتنا بالرصاص'. وقام المتظاهرون وأهالي شهداء ثورة 25 يناير المتواجدون أمام محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس، برشق السيارات المدرعة التي تخرج من المحكمة بالحجارة، ورفعوا علم مصر، وذلك فور صدور القرار بضم محاكمة العادلي إلى محاكمة مبارك لجلسة 3 أغسطس. وقد شهد ميدان التحرير أمس اشتباكات بين الباعة الجائلين ومتظاهرين في ميدان التحرير، أسفرت عن اصابات محدودة بعد تدخل المعتصمين للفصل بين المشتبكين. وقال عدد من الثوار إنهم يعتزمون تقديم بلاغ للنائب العام ضد اللواء حسن الرويني عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة قائد المنطقة العسكرية بسبب التصريحات التي أدلى بها مؤخراً وما تضمنته من تحريض للمواطنين المصريين على استخدام العنف ضد ثوار ميدان التحرير'. وكان معتصمو مدينة السويس نقلوا اعتصامهم الى ميدان التحرير صباح الاحد وانضموا إلى معتصمي ميدان التحرير، كما انضم أيضا إليهم معتصمو محافظة الفيوم وتوافد عدد من أبناء الأسكندرية ومحافظات الدلتا، فيما استنكر بيان لشباب الإخوان ما تضمنته رسالة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتخوين كفاية و6 أبريل من مناضلي هذا الوطن ومجموعة من الشباب الأحرار الذين ضحوا بحياتهم في عهد النظام السابق ثمنا للحرية.