٭ (يا شيخ علي عثمان محمد طه رجل الدولة الثاني بعد الانفصال أنتم في الجمهورية الانقاذية الاولى ملكتم فأسرتم.. وقدرتم فقهرتم، ثم خولتم لكن هناك من أفسد وسرق ونهب.. وردت اليكم الارزاق فقطعتم بالصالح العام وخطابات (سيخة).. هذا وقد علمتم أن دعوات المظاليم ليس بينها وبين الله حجاب، إنك يا شيخ علي كنت زينة الشباب قبل ان يفتح لك الباب وتصل قمة الحركة الاسلامية ولسان حال شيخك المزمن سياسة يقول :( متين يا علي تكبر تشيل حملي).. نعم لقد (شلت الحمل) والامانة التي أبتها السموات والارض والجبال فحملتها فهل كنت ظلوماً جهولاً؟! لا اعتقد.. ولكن هناك من غيبوك وتحدثوا باسمك وأفزعوا الآخرين برسمك وأنت منهم براء.. لم تكن يوماً محابياً حتى اقرب الاخرين لك صديقي عبد المنعم.. ولكن هناك من ينتمي اليك بالمصاهرة او صلة الرحم كذب وقال انا (رئيسكم الاعلى مسنوداً من الرجل الثاني في الدولة.. وإن كان في الثاني قولان؟!! يا شيخ علي محال ان يموت المظلوم ويبقى الظالم فقد فقدت (الانقاذ) كثيراً من قادتها حريقاً وغريقاً ولم يمت واحد منهم على سرير نومه؟! نرجو لك حسن الخاتمة. أعملوا يا شيخ علي ما شئتم فإنا صابرون وإن جرتم في الجمهورية الثانية فإنا بالله مستجيرون وإن ظلمتم فإنا لله متظلمون( وسيعلم الذين ظُلموا أى منقلب ينقلبون).. فإنا مقتنعون إنك بعد (التاسع من يوليو) قد تستجيب أيها الشيخ الحبيب وتنشر العدل وتكافح سياسة الظلم في الحال وتوقف السرقة والنهب والفساد وتعدد الزوجات للاختباء والاختفاء من المصير المجهول فالشعب يعرفهم شقة.. شقة.. وڤيلا ڤيلا وزون.. زون.. من المنشية الى المهندسين حتى كافوري مربع ستة.. لقد صبرنا ثلاثة وعشرين عاماً وكنا فيها رغم الفقر صياماً وقياماً فقد تركتمونا في المساجد ودخلتم السوق.. والتفتم يمناً.. وقال تعالى :( ولا يلتفت منكم أحداً..) نرجو يا شيخ علي ان يرتاح الشعب السوداني (الفضل) بعد الانفصال في الشمال.. نعم الشعب يريد ان يرتاح بعد ان بدأ الخطى معكم من بيوت الاشباح وبالرغم من انني كتبت مقالاً عند عودتي من صفوف المعارضة :( لم أجد بيوتاً للاشباح بل وجدت بيوتاً كخلايا النحل..). نعم نريد أن نرتاح فأعلنها جمهورية ثانية مبرأة من كل سوء.. والخير فيما اختاره الله.. وإن ينصركم الله فلا غالب لكم. ان التغيير يا شيخ علي مدرسة في مفهومين أساسيين هما: وجود الارادة السياسية اللازمة لاحداث التغيير.. ووجود الادارة الكفؤة القادرة على تحويل تلك الارادة الى واقع تنفيذي. اليابان انطلقت في نهضتها الكبرى لم تكن لديها تلك الموارد العملاقة التي كانت سبب نهضة الأمم في العصور المتوسطة.. وماليزيا التي خرجت من سنوات الاحتلال دولة بلا هوية.. استطاع مهاتير محمد ان يقود التغيير فيها. دبي تلك الامارة الصغيرة، نجح محمد بن راشد في ان يحملها على جناح الريح لتنطلق متجاوزة كل جيرانها بلا موارد سوى إرادة حديدية وإدارة ابتكارية (ليست اهل الثقة الكيزانية).. عشنا في السودان منذ الاستقلال بلا ارادة قوية.. بل بارادة سياسية ناعمة تتوهم الاشياء الكبيرة ولا تجمعها في حلم وطني. وبرغم معرفتنا بكثرة مواردنا فإننا لم نضع لها اولويات ووزعناها في جميع الاتجاهات وكان البترول جنوبياً هواه..!! ولم نشغل انفسنا بالمحاسبة والمتابعة والفساد الذي اذكم الانوف:( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها).. اين (الحرامية من كبكابية الي المنشية يتعاملون بالريموت كنترول سيارة وڤيلا وحساب بالجملة؟!! أين هؤلاء من (فاطمة الزهراء).. يا شيخ علي؟!! بل اكتفينا بالحديث عن الانجازات التي فاقت المعجزات واستلذذنا الحديث عن (كنا واصبحنا) بغض النظر عما حققه الآخرون، الذين بدأوا معنا وانطلقوا ليتجاوزونا ونحن نتسلى بمعسول الكلام.. و(نركب سيارات كوريا التي استقلت معنا في عام واحد ( يا شباب كوريا ويا اتحاد الشباب الوطني شتان بين هذا وذاك؟! لقد اصبحت منجزاتكم مسخاً مشوهاً حتى الشوارع القارية الطويلة لم تجد من ينصفكم بانجازها لانها جاءت في ظروف غامضة (شريان الشمال/ وشريان الغرب وثقافة خلوها مستورة). فقال لي معارض كمزمن يقيم في امريكا إنهم اهتموا بالشوارع لأنهم أبناء شوارع.. فقلت تبأ للمعارضة عندما تصل الى هذا الحد من الابتزال.. ولكن عندما اسمع حديث (نافع) لا استطيع ان ادافع.. فليدافع عن نفسه؟!! استنفدنا كل التعبيرات الجميلة كالنهضة الكبرى والنهضة الزراعية ولانطلاقة الشاملة والتنمية المستدامة وتاج السر الاستراتيجي الذي عشنا معه مراحل التخطيط الاستراتيجي الشامل، ثم التخطيط التأشيري ولم نحقق شيئاً لأن الهدف كان دائماً إعداد الخطة وليس تحقيق اهدافها، حتى تندر المتخصصون في (نادي الاساتذة جامعة الخرطوم) على كلمة التخطيط بتقسيمها الى كلمتين هي (تخ) و(طيط) تعبيراً عن الاحساس السائد بأنه عملية عشوائية لا تقدم ولا تؤخر. القاهرة/ 6 يوليو 2011م الصحافة