انهارت المفاوضات بين حكومتي السودان وجنوب السودان في جانبها الاقتصادي وعاد الوفد الحكومي برئاسة د. الفاتح علي الصديق وزير الدولة بالمالية، رئيس وفد الحكومة، وكشفت مصادر مطلعة عن رفض الحركة الشعبية لمقترحات توفيقية دفع بها الوسيط المشترك ثابو امبيكي التي حسب المصادر وجدت القبول من طرف وفد حكومة السودان، وأكدت أن الحلول التي طرحها امبيكي تتعلق بالنفط ورسوم استخدام البنية التحتية للشمال. وقالت المصادر، إن مقترحات امبيكي لا تبقي على حصة الشمال وفق الاتفاقية السابقة، لكنه تعطيه وضعاً أفضل مما تطرحه الحركة، فيما تمسكت الحركة الشعبية بموقفها السابق، وأكدت المصادر تمسك الحكومة بالرسوم التي أقرتها سابقاً حسب التسعيرة التي تراها مناسبة. وأشارت إلى أن حكومة السودان كانت تسعى للوصول إلى حلول كاملة دون تجزئة. فيما علمت (الرأي العام)، أن فريق الترتيبات الأمنية بقي في أديس أبابا ولم تشر المصادر إلى حالة سير العملية التفاوضية في هذا الجانب. من جانبه أكد حاج ماجد سوار وزير الشباب والرياضة، أمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني، أن مسألة العملة بين الشمال والجنوب حسمت بطرح كل طرف عملته، وشدد سوار في حديثه ل (الرأي العام) أمس، على ضرورة حل القضايا الاقتصادية لأنها قضايا ملحة، وأوضح أن الميزانية ستفقد (3) مليارات دولار فيما تبقى من أشهر. وقال إن الوسطاء في مسألة النفط يبحثون خيارات القسمة العادلة بين الطرفين، أو ايجار الجنوب لخطوط الشمال. من جهته قال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، إنّ حكومتي الخرطوموالجنوب اتفقتا على أن يدفع جنوب السودان رسماً يتفق مع المعايير العالمية، لكنه لم يذكر تفاصيل، وأضاف باقان عقب عودته من أديس أبابا للصحفيين حسب (رويترز) أمس: سندفع رسوماً لاستخدام خط الأنابيب، وسندفع أيضاً رسوم عبور تتفق مع المعايير العالمية. وأعلن باقان أنه تم الاتفاق مع الشمال على اختتام المحادثات حول القضايا الرئيسية المتعلقة بالنفط والعُملة والحدود بنهاية سبتمبر. وقال باقان حسب (أ. ف. ب.) أمس، اتفقنا على أنه بحلول الثلاثين من سبتمبر سنتوصل الى اتفاق نهائي يمثل أساساً للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأضاف أن الاتفاق سيشمل القطاع النفطي ومسألة العُملة. وأوضح أموم أن البنكين المركزيين في الشمال والجنوب اتفقا على انشاء لجنة مشتركة ليتم احلال العملتين الجديدتين محل الجنيه السوداني القديم بشكل شفاف ما يؤدي لبناء الثقة تجاه العملتين الجديدتين. الرأي العام