تجربة حياة مختلفة عن تجارب الآخرين عاشها ضيفنا الفاتح احمد ابراهيم الذى عاش سنوات طويلة خارج السودان بعيدا عن ارض النيلين وبدأت مسيرته اولا بمسقط رأسه في حى البسطة العريق بمدينة ام درمان ثم انتقل مع والده الذي كان يعمل في وزارة التخطيط ووالدته المعلمة والصحفية بجريدة الرأي العام حياة مصطفى ام عادل الى حلة خوجلي في مدينة بحري حيث نشأ وترعرع ودرس الابتدائية والثانوية في مدارس الخرطوم وبعدها قرر الهجرة لاكمال دراسته الجامعية خارج السودان، وسافر في العام 1984 واتجه الى بلغاريا لدراسة الهندسة المدنية ولم يكملها وانتقل الى الجامعة الامريكية في اليونان ثم رحل الى الولاياتالمتحدةالامريكية ودرس فيها وتخرج في جامعة مدينة نيويورك ببكالاريوس في علوم الرياضيات والكمبيوتر ونال المجاستير في الادارة اما الدكتوراة فكانت في مجال التسويق السياسي وبعد ان نال الجنسية الامريكية واصبح مواطنا امريكيا قرر مواصلة حياته هناك حيث تزوج وانجب وعمل وصار فردا مؤثرا في الجالية السودانية بامريكا التقيناه وهو يعود الى السودان بعد غياب طويل لنتعرف على رحلته من ام درمان الى بلاد العم سام. دراسة وعمل اجتاز الفاتح احمد ابراهيم امتحان التوفيل للغة الانجليزية وادمن القراءة والمخاطبة بالانجليزية حتى كاد ينسى اللغة العربية تماما وكان متميزا في جامعة مدينة نيويورك التي كانت تضم 500 ألف طالب يدرس فيها وقتها 6 طلاب فقط من ابناء السودان يذكر منهم المهندس المعماري خضر عبد الله ومحمد هاشم واحمد النو وكان غالبية الاجانب ياتون للعمل وليس الدراسة وكان الامريكان خاصة رجال الشرطة يضعون مكانة خاصة للسودانيين ويحترمونهم ويصدقون حتى كذباتهم البيضاء عندما ينكرون معرفتهم للغة الانجليزية وكانت العلاقات بين امريكا والسودان في عهد الرئيسين ريقن ونميري علاقات جيدة وبعد التخرج انشأ الفاتح شركة خاصة لبيع وشراء السيارات بالتقسيط وواصل بعدها حتى الآن العمل في مجال بيع وشراء العقارات حيث انشأ مكتبا خاصاً في مقر اقامته الدائم في ولاية بنسلفينا مدينة فلادلفيا حيث يعيش بها حوالي 2 ألف من السودانيين في حماية قوانين رئيس المدينة ويلجاون عند الضرورة الي رئيس الولاية وعند الشديد القوي الى قوانين الحكومة الامريكية ويعيش ضيفنا في امريكا مع زوجته ساريا كريمة عبد المجيد سعيد وابنه الاكبر امن 10 سنوات والذي لايتحدث اللغة العربية لدراسته بالانجليزية وابنته حياة المسماة على جدتها والتى تتحدث قليلا من الكلمات العربية. أفراح وأتراح وكفر ووتر الجالية السودانية في مدينة فلادلفيا يضرب بها المثل في حميمية العلاقات بين ابنائها ولها دار وتمتلك مدرسة ويتواصل ابناءها في الافراح والاتراح وادهشت الجالية ابناء امريكا بترابطها المتفرد وذلك عندما اجريت عملية جراحية لضيفنا الفاتح احمد ابراهيم في مستشفى بفلادلفيا وازدحم الزوار امام غرفته في يوم الزيارة بمجرد ان عرفوا ان هناك سوداني مريض بالمستشفى وزاره حتى الذين لا يعرفونه وكان العاملون بالمستشفى عندما يرون سودانيا في الاستقبال يصفون له مباشرة الطابق الخامس ليزورون ابن بلدهم السوداني بل وحمل البعض عمود الملاح والوجبات الجاهزة للزيارة ووضع احدهم لضيفنا المريض مبلغ 5 ءلف دولار تحت المخدة ويشارك ابناء الجالية السودانية ايضا في البطولات الرياضية التى تضم ابناء السودان في الولاياتالامريكية المختلفة في عيد الاستقلال الامريكي في الرابع من يوليو كل سنة حيث شارك السودانيون في البطولة الاخيرة التى احتضنتها ولاية فرجينيا وشارك فيها من نجوم الهلال والمريخ الكابتن جمال الثعلب وكاريكا وزار الولاية سابقا عدد من الفنانين منهم ابراهيم عوض وزارها اخيرا الفنان عبد الكريم الكابلي وعاصم البنا وسامي المغربى وعن متابعته للرياضة والفنون في السودان قال ضيفنا انه انقطع لفترة طويلة ولم يسمع باي فنان شاب جديد ولا يعرف شيئا عن الاغاني الحديثة ولا الهابطة وقال لا اشاهد في التلفزيون القومي الا برنامج من الامس واستمع احيانا الى الاذاعة السودانية واتابع اخبار السودان عبر موقع سودانيز اون لاين رغم الاختلاف السياسي بينى وبين بعض افراده وتابعت عبر الموقع اتفاقية السلام الشامل والاستفتاء وكنت افضل الوحدة بين الشمال والجنوب وتمنى ضيفنا ان تقوم جهات الاختصاص داخل السودان بالاهتمام بالجاليات السودانية في امريكا خاصة جالية فلادلفيا وتقف على تجاربها وتدعمها خاصة ان لها قبولاً كبيراً وسط المسلمين من ابناء امريكا والدول الاخرى وقال ان معظم الجاليات التى توجد بامريكا غير مترابطة وابناءها غير متعلمين بينما الجالية السودانية معظم ابناءها يدرسون ويتخرجون في اكبر الجامعات الامريكية ويمكن ان يشكلون لوبي داخل امريكا لصالح السودان والدليل ان الاولى على ولاية بنسفينيا الامريكية كانت طالبة سودانية وهناك الكثير من الاطباء اجتازوا الامتحانات الامريكية ويعملون في اكبر المستشفيات وقال انه لايستبعد ان ياتي يوم يكون فيه حاكم ولاية من الولاياتالامريكية سودانى الاصل . بوش وأوباما والتسويق السياسي يستعد الفاتح ابراهيم لمناقشة رسالة الدكتوراة وهي تعد الاحدث من نوعها في امريكا والسودان وهى في التسويق السياسي مفهومه وطرقه ودور الحكومات والشعوب في التسويق وتفترض الدراسة ان هناك شركة بين الحكومة والمواطن وهناك بيع وشراء للمعلومات ان و تسويقها مجان ويرى ان طريقة التسويق للاحزاب السودانية في امريكا غير جيدة ويرى ان بعض اعضاء المؤتمر الوطني في امريكا لا يجيدون التسويق لبرامجهم السياسية ويرى ان السياسة تكاد تقسم ابناء الجالية وتمنعهم الاختلافات السياسية والتعصب من التواصل الاجتماعي والثقافي وعن التطور الذي شاهدةه في السودان بعد زيارته الاخيرة قال عندما غادرت السودان قبل سنوات كنت ابكي في المطار وعند زيارتى الاخيرة وجدت ان هناك نهضة في البني التحتية وانتعاشاً في الاقتصاد ولكن ليس بالمستوى المطلوب بل ان سودان الامس كان افضل من سودان اليوم كثيرا وعن مشاركته في الانتخابات الامريكية الاخيرة قال ضيفنا رغم انني مع الحزب الجمهوري واعتقد ان بوش كان له ايجابيات كثيرة داخل امريكا لكن المرشح الجمهوري الاخير لم يكن جيدا لذا منحت صوتي للقادم من افريقيا والحزب الديمقراطي اوباما وقال ضيفنا ان عدداً كبيراً من الامريكان لايعرفون من هو رئيسهم وبعضهم يهمه فقط من يكون حاكم مدينته او حاكم ولايته . 11 سبتمبر وعلم فلسطين عاش ضيفنا اياما مختلفة عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر حيث كان ابناء امريكا الذين حاربوا في فيتنام والعراق والذين يعدون الاكثر وطنية وغيرة على بلادهم يدافعون عن امريكا ويمنعون اي شخص من النيل منها ولو بالكلام وقال ان بعضهم دخل عليه في معرض السيارات وكان يقوم بوضع مجموعة من اعلام الدول وطالبوه بانزال علم لدولة جزر القمر لان فيه كلمة الله ومحمد لاعتقادهم ان هذا العلم هو علم فلسطين وعنما رافض قاموا باستدعاء البوليس الذي امره بانزال العلم وقال ضيفنا رغم التوتر بعد حادثة 11 سبتمبر الا ان الشعب الامريكي شعب راقي جدا ويحترم كافة حقوق الاخرين ويتعامل مع ابناء السودان بكل ادب بل ويقوم بالعطف على كل سوداني بعد احداث دارفور الاخيرة وقال ضيفنا ان مدينته بها اكثر من اربعة مساجد بها مجموعة من الامريكان المسلمين الذين يؤدون الصلاة في وقتها وقال ان السودانيين في رمضان نقلوا عادة الافطارات الجماعية الي امريكا ويقدمون اكلات ومشروبات من مختلف ولايات الشمال والشرق والغرب والوسط من القراصة والكسرة والعصيدة والآبري الحلو مر ويتبادلون التحايا والزيارات في عيد الفطر ويذبحون الخراف في المزارع وينقلونها الى البيوت ويطبخونها على الطريقة السودانية من ام فت فت الى الكوارع . تمباك واشنطن خطير جداً من الطرائف التي ذكرها ضيفنا ان بعض ابناء الجالية السودانية اوصوه بان يحمل معه الى امريكا تمباكاً من ام درمان رغم انه لا يتعاطاه وقال انهم يشترون الصعوط من نيويورك ويفضلون تمباك واشنطن وقال ايضا ان بعض السودانيين اشتروا خروفا ذبحوه في الضحية ووضعوه في صندوق العربة ودخلوا الى شقتهم وقام احد الامريكان باستدعاء الشرطة وقال لهم انه سمع صوت شخص يضرب العربة كانه يستغيث ويطلب المساعدة ومن المواقف التى لاينساها ابدا عندما تأخر عن الطائرة المصرية التى تم قفل بابها وتستعد للاقلاع وطلبوا منه ان يركب طائرة ثانية غيرها ولكن مدير الخطوط المصرية سمح له باللحاق بالطائرة الاولى وشاءت الظروف ان تحترق الطائرة الثانية في نيويورك ويموت ركابها ولولا عناية الله ووجود المدير المصري لكان في عداد الاموات ومن الطرائف التي ذكرها ايضا ان احدهم سأل شخصا يجري في امريكا لماذا تجري هل عندك ورق فرد عليه بالسودانى لا عندي بامية . الصحافة