بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    إتحاد الكرة يحتفل بختام الموسم الرياضي بالقضارف    حادثت محمد محمد خير!!    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انقسامات الأحزاب تفاصيل خلافات تنشر لأول مرة
نشر في الراكوبة يوم 19 - 02 - 2017

الحزب الشيوعي السوداني، ظل بعيداً عن مرمى الانقسامات التي ضربت معظم الأحزاب التي نشأت معه في ذات الفترة، إلا أنه ظل متماسكاً ساعده على ذلك سرية نشاطه أو ماعرف بمصطلح (تحت الأرض) واختفاء زعيمه محمد إبراهيم نقد لسنوات بعد انقلاب 1989م.
ولم يعقد مؤتمر عام للحزب حتى خروجه ليبدأ الحزب نوعاً جديداً من العمل المعارض رغم ظهور بعض الخلافات .. جلها لم يكن معلناً حتى تفجَّرت قضية مجموعة د. خضر الشفيع،وقيادته لمجموعة تطالب بحل الحزب وعقده لعدة اجتماعات في أماكن خارج أسوار الحزب مما اعتبره سكرتير الحزب محمد مختار الخطيب، خروجاً عن المؤسسية والأطر التنظيمية، وتم إبعادهم من الحزب وبعض الخلافات التي عصفت باللجنة المركزية، وجعلته عرضة للانقسام الذي أقعد الحزب طويلاً وأعادت تجارب مريرة عندما انشقت اللجنة المركزية على نفسها في 1970م، وعندما خرجت مجموعة أخرى بقيادة الخاتم عدلان، عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وأسست حركة القوى الجديدة المعروفة اختصاراً ب(حق) التي لم تسلم نفسها من الانشقاق.
تحقيق: سلمى عبد الله
تسريبات محاضر الاجتماعات.. من المسؤول
المتتبع لمجريات الأمور يرصد أن الحزب الشيوعي يمر بهزَّة داخل الأجهزة العليا للحزب، بعد تسريب عدد من مقررات (محاضر) الاجتماعات الخاصة ومحاضرها، وتبادل الاتهامات بين بعض القيادات، ومطالبة آخرين بالتنحي، إضافة إلى عدم الاعتراف بنتائج المؤتمر العام للحزب الذي عقد العام الماضي، كل هذا يشير إلى تحرك الرمال مرة أخرى داخل أروقة المارد الأحمر وبوادر خلاف داخل اللجنة المركزية ورفض تجديد انتخاب بعض القيادات لكبر السن والظروف الصحية لبعضهم، ووجود تيار يطالب بتغيير القيادة وغيرها من الملفات التي ما زالت عالقة بين قيادات الحزب الشيوعي السوداني.
في انتظار الحل
قيادي فضَّل حجب اسمه قال: هناك جهات تسعى لتدمير الحزب، وتعمل لمحوه من الخارطة السياسية، للأسف تقوم بذلك عبر بعض أبناء الحزب، ونحن نعلمهم، وتم إبعاد معظمهم من دائرة القرار .
القيادي بالحزب يوسف حسين، وصف في حديث سابق معي الأزمات التي اعترت الحزب بأنها مجرد خلاف فكري، لكنه عاد وقال إن مايحدث شأن داخلي قد لايهم الكثيرين،وأن الحزب الشيوعي ظلت تلاحقه كثير من الاتهامات ب(الكنكشة) حتى لقِّب بحزب (الديناصورات)، وأن هناك مجموعة معينة تسيطر على قيادة الحزب، وتفجرت الخلافات ومطالبة الشباب بالتجديد وبالإصلاح وتغيير خارطة الحزب وتنحي الحرس القديم وإفساح المجال لهم، مما أوجد صراعاً عنيفاً بين جيل الستينيات والجيل الحالي، رغم أن يوسف حسين، قال إنهم لا يخشون موجهه التيارات التجديدية.. وتمت المواجهة عبر المؤتمر العام.
هل الحزب مخترق؟
كثير من الأحزاب ترجع سبب خلافاتها إلى وجود (غواصات) من الحزب الحاكم وأنه يموِّلها ويقف خلفها. الحزب الشيوعي لم يستعبد ذلك، لكنه اعتبر ه انجازاً يحسب للأجهزة الحاكمة، إذا تم الاختراق بنجاح. القيادي بالحزب صديق يوسف قال في حوار مع (التيار) الأسبوع الماضي: (والله) إذا كان المؤتمر الوطني استطاع اختراق الحزب الشيوعي ونجح (بخته)، لكن نحن حزب عضويتنا عضوية اختيارية يدافعون عن برامجه، ونحن لا نؤمن بإدخال (غواصات) في الأحزاب الأخرى، ولا نقبل حزباً آخر أن يدخل غواصات بحزبنا، وإذا المؤتمر الوطني وجد (سكة) فليخترق، لكن نحن لا نقبل هذا. هل سمعتِ بعضو واحد من الحزب الشيوعي باع أسرار الحزب للمؤتمر الوطني؟ (مافي)!! هذا النظام على مدى 27 عاماً، يعتقل ويسجن ويعذَّب لدرجة الموت، كما في حالة علي فضل، لكن لا يوجد شخص يفشي أسرار الحزب، ولم يحدث خلال ال27عاماً، أن المؤتمر الوطني وأجهزته الأمنية نجحت في إرغام عضوية الحزب على إفشاء أسرار الحزب لها. لكن الدكتور عبدالله علي إبراهيم، قال: كثيرون يرون أن الحزب الشيوعي (حصان حديدي) وفات عليهم أن أعضاء الحزب الشيوعي بشر ويتعرضون لكل الإغراءات الممكنة وحتى في أفضل الظروف.
الصراع السلطوي الفكري
الحزب الشيوعي لم ينجُ من فتنة السلطة، وقد أصابته في وقت مبكر مما أدى إلى برئه أو زهده فيها لاحقاً، وأصبح طعم الخلاف فكرياً ذا طابع تجديدي بعيد عن السلطة أو المشاركة فيها. الناطق باسم الحزب الشيوعي فتحي فضل، قال: إن الخلاف بالحزب بدأ حول التكوينات القيادية في الحزب وتجربة أكتوبر وظهور قيادات ومنظمات جماهيرية، وهناك قيادات رأت اللجنة المركزية للحزب أن يشاركوا في أعمالها، وعندما عقد المؤتمر العام الرابع للحزب، ومعلوم أن المؤتمر العام هو الجهة التي تنتخب قيادة الحزب، وكان هناك خلاف داخل الحزب الشيوعي حول علاقته بالسلطة.
طرد الشيوعي من الجمعية التأسيسية وأول انقسام
القيادي بالحزب الشيوعي فتحي فضل، يقول: إن الأحزاب تآمرت على الحزب الشيوعي، وتم طرد نوابه من البرلمان بشكوى كيدية من حزب الأمة وحزب الاتحادي الديمقراطي وجبهه الميثاق في ذلك الوقت، ورغم أن المحكمة الدستورية حكمت ببطلان قرار الجمعية التأسيسية، لكن حكومة الصادق المهدي والإخوان المسلمين تمسكوا بهذا الموقف، وهذا أدى إلى ظهور تيار داخل الحزب يتحدث عن أهمية وجود حلف يجمع القوة الوطنية داخل القوات المسلحة، وهناك تيار داخل الحزب يدعو إلى تحالف واسع للدفاع عن الديمقراطية، وبالفعل تكوَّنت لجنة أهلية برئاسة الأمين العام لنقابة المحامين، أمين الشبلي، مما أدى إلى بروز اتجاهين داخل الحزب: اتجاه ينادي بتوسيع وعاء القوى الوطنية واتجاه آخر يرى التعامل فقط مع القوات المسلحة (متأثراً بتجربة عبد الناصر)،ويضيف فتحي: إن هذا الصراع حسم في المؤتمر الرابع، فلم يعاد انتخاب أغلب من ينادون بالتحالف مع القوات العسكرية، لكن الخلاف استمر من(64 حتى 67)، وكان هناك نوع من السجال داخل الحزب بين خطين، وقبل أن يحسم حدث انقلاب( مايو 1969م)، وبالتالي انحازت هذه القلة إلى الانقلاب، وبرغم أن الحزب الشيوعي أيَّد انقلاب نميري، على استحياء لجهة أنه انقلاب عسكري، وهو يرفض هذا النوع من الوصول إلى السلطة، ووصف فتحي فضل، في حديثه معي، المجموعة التي وصلت للسلطة ب(البرجوازية الصغيرة)، رغم أنهم ضد الرجعية، لكنه يرى أنه في الآخر ضد انقلاب عسكري، ونحن ضد الانقلابات العسكرية من ناحية المبدأ، ودورنا هو تحويل هذا الانقلاب إلى نواة ثورة شعبية.
وكشف فتحي فضل، عن وصية الزعيم الشيوعي عبد الخالق محجوب، وتأييده للحكومة الجديدة، لكن (من على البعد) حسب موقف الحزب المستقل، لكن هناك أطراف في الحزب كانت ترى عكس ذلك، (حل الحزب والدخول والمشاركة في السلطة)، لكن الشهيد عبدالخالق محجوب، كان يرى الاحتفاظ بالتنظيم وكل مواقعه في النقابات مع التأييد والموقف الإيجابي، واستمر هذا الخلاف حتى عام 70 19م، بعدها عقد مؤتمر تداولي للحزب نوقشت فيه هذه القضية.. كان هناك 13 من أعضاء اللجنة المركزية للحزب من كامل عضوية اللجنة المركزية ال33 لم يوافقوا على قرار المؤتمر التداولي عدم مشاركة الحزب في حكومة نميري، مع أنه كان قرار أغلبية وطالبوا بحل الحزب، وأن يتم دمجه في تنظيم الاتحاد الاشتراكي، ونتيجة لهذا الخلاف خرجت هذه المجموعة بقيادة عبدالله عبيد، وعقدوا مؤتمراً تنشيطياً وقرروا التعامل مع الحكومة وضد الحزب، وتحوَّل كثير منهم (أحمد سليمان ومعاوية سورج وعبدالله عبيد)، إلى مخبرين للحكومة حول الوضع داخل الحزب، وكان هذا هو الانقسام الأول.
وتلت هذه الأزمة عدة خلافات وخروج نهائي لبعض القيادات، إلا أن الحزب استطاع تجاوزها، وبدأ الصراع من أجل التغيير ، ويرى فتحي فضل، أن الخاتم عدلان، قاد الانقسام الثاني للحزب 1995م، وكوَّن حزباً أو ما عرف بحركة حق، وكانوا يعتقدون أن المعسكر الاشتراكي انتهى، وأن المثال الماركسي تلاشى إلى الأبد، ولابد من التجديد، وطالبوا كذلك بتغيير اسم الحزب، وأن يفارق العمل بالنهج الماركسي، واستمر عدلان ورفاقه في المطالبة لمدة 10سنوات، وبعدها قرر الخروج من الحزب وأعلن (حركة القوى الجديدة ) وقلل فتحي، من مجموعة عدلان، ووصفها بأنها مجموعة صغيرة وأن كانت هناك خسارة قليلة لحقت بالحزب نتيجة لخروجهم، وأشار إلى أن الخاتم، ومن معه لم يستطيعوا تحمُّل المناقشات داخل المؤسسة، وخرجوا ومازالت بقايا حركة حق موجودة رغم ماتعرضت له من انقسامات.
لماذا تغادر العضوية لمجرد الاختلاف؟.
لماذا تضيق مواعين الأحزاب عن احتمال الآراء المختلفة؟ وماهي حقوق الأقلية في الإدلاء والتمسك بمواقفهم حيال القضايا التي تعترض مسيرة الحزب؟ وهل يوجد ما يضمن للأقلية حقوقها في التعبير إذا كانت مختلفة؟. القيادي بالحزب الشيوعي فتحي فضل، قال: إن دستور الحزب يسمح للأقلية ذات الرأي المختلف بالدفاع عن رأيها، لكن عليهم احترام رأي الأغلبية وتنفيذه. لذا استمر تيار الخاتم عدلان، وحاول طرح رؤيته داخل الحزب حتى المؤتمر الخامس 2005م، وطرح آراءه، لكن المؤتمر قرر استمرار الحزب باسمه، بعدها قام جزء منهم بتجميد نشاطه بدون إعلان عن انقسام، وبعضهم حاول عرقلة عمل الحزب، لأنه لم يستقل، وابتعدوا عن نشاط الحزب، وجزء منهم بقيادة الشفيع الخضر، يتبنى ذات المطالب، وبحل الحزب وتغيير اسمه، واستمر داخل الحزب لم يخرج منه.
مجموعة الشفيع .. الفصل الزؤام
لم يعط الحزب مجموعة الشفيع، كما منحت المجموعات السابقة من الترويج لمواقفهم بين الرفقاء والبحث عن مؤيدين بينهم، وعاجلتهم بالبتر وألقت بهم خارج الحزب، لكن فتحي، برأ ساحة حزبه، وقال: إن خضر، يختلف عمن سبقه في أنه توجه بطرحه إلى وسائل الإعلام وخارج القنوات الحزبية (في صحف النظام واستقوى بها)، و ساعد في الهجوم على الحزب، رغم أنه عضو لجنة مركزية ومكتب سياسي، وأضاف: حاولت القيادة بكل ماعندها من صبر لمراعاة موقف الشفيع التي لا تناسب وتتماشى مع موقف الحزب حتى اضطرت في الآخر لاتخاذ القرارات الإدارية في مواجهته، والمجموعة التي وقفت بجانبه ونتج عنها إبعادهم وإبعاد عضو في الهيئة القيادية للحزب لا يلجأ لها إلا في مواقف، وتكون تحت ضغط، وهي مثل (الطلاق)، بل هي أسوأ.. لكن من ناحية أخرى استمرار هذا النوع من الأداء يضر بعمل الحزب العام ووحدة النشاط والوحدة الفكرية للحزب،وسيظهر كأنما هناك أكثر من (رأس) داخل الحزب، ونحن يهمنا وحدة الحزب والوجهة الفكرية له، واحتكمنا للدستور وصدر هذا القرار، وقال فضل: إن هذا لا يعني عدم وجود آراء مخالفة في الحزب قد تتفق أو تختلف مع الخط العام للحزب هذا موجود، ويمكن أن يستمر ولكن المهم هو الالتزام بولائح الحزب الداخلية ودستوره، واعتقد أن الصراع متى ما كان داخل الحزب هو صحي ويساعد الحزب في تطوير نفسه.
تبادل الاتهامات
تبادل الاتهامات داخل الحزب الشيوعي حول تلقي أموال من جهات خارجية، وربط البعض بالمنظمات، وما حقيقة الصراع الإسفيري حول هذا المال، ومن يقف خلفه ويغذيه بالمعلومات المسربة من اجتماعات الحزب.. فتحي فضل، أنكر وجود أية شبهة مالية في أموال الحزب، وعدم تلقي الحزب لأي مبالغ من جهات خارجية، كما يتردد، ولا وجود لخلاف حول المال، لأنه غير موجود، ووصف ما يدار ب (الفبركة) وأن الحزب لن يلتفت لتلك الأقاويل.
واتهم مروجو مثل هذا الحديث بأنهم أعداء الحزب ولاعلاقة لهم بحركة التقدم، هم جثث (عفنة) منتمية لأجهزة خارجية وعملاء، ويهمهم الهجوم ليس بقصد التوعية والتدمير، ويلعبوا لعبة في منتهى (القذارة) لتشويه سمعة الحزب وسمعة قيادته، نحن فوق هذا النوع، الإشاعات، ونحن كأي تنظيم سياسي قد تكون لدينا خلافات بالداخل، لكن خطنا هو خط الأغلبية، وفي اجتماع اللجنة المركزية الأخير الذي عقد نهاية شهر يناير عبر عن وحدة الحزب الفكرية ونجاح عملنا الجماهيري وسنستمر، وإذا استمرت هذه الحملة أم لم تستمر.
أزمة قيادة
الصراع حول القيادة التي لم تكن ظاهرة أفصح عنها القيادي المنشق من الشيوعي عبد الله علي إبراهيم، وقال إنها موجودة، وبدايتها كانت في المؤتمر العام الخامس للحزب بقيادة الشفيع خضر، وحدث عليه كل هذا الاعتداء، واتهم حينها بمحاولته محو الماركسية، وقال: إن الخلاف كان حول الرئاسة (من تيار الشباب)، ولكنهم تساقطوا، واعتقد أنه صراع فكري أو حول تكتيكات، ويقف خلف هذا الصراع أطراف هنا وهناك، ولكن صراعات القيادة ومحاولة السيطرة كان هذا مظهر الصراع، واستبطنوا من يكون السكرتير، وأضاف علي إبراهيم: إن الحزب الآن يمر بفترة ركيكة وتجددت قضية زعامة الحزب في المؤتمر العام الأخير، وظهر رافضون للحرس القديم للحزب، و وطالبوا بعدم ترشحهم، وأشعل هذا الرفض جذوة الخلاف داخل الحزب بعيد إعادة انتخاب الخطيب، مرة أخرى، مما جعل الحزب ينقسم لمعسكرين: تجديدي وقيادات تاريخية مازالت تسيطر على مفاصل الحزب رغم المطالبات بالرحيل.. الناطق الرسمي للحزب الشيوعي فتحي فضل، أقر بوجود هذا الخلاف حول قيادة الحزب الحالية، وقال: لسنا نسخة واحدة، ولفت إلى أن هذا وضح من خلال التصويت، وأن الخطيب، لم يفز بكل الأصوات وهذا طبيعي، وعزا فتحي، ذلك إلى أن الخطيب مستهدف في موقعه بالعمل في الحزب الشيوعي، ومن يطعن فيه ويلعب لعبة خطرة مع النظام، نحن ندري ما يكتبه أصحاب الأقلام المأجورة، وهدد وباتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهته، ويعلم الجميع أن الحزب الشيوعي سيقف مدافعاً عن خطه السياسي (وسنرد الصاع صاعين)، ونستطيع ذلك متى ما أردنا، ونحدد المعركة.
تسريب المعلومات
لم يستبعد فتحي،فكرة تسريب معلومات الحزب، بل ذهب إلى وجود أجهزة تنصت عالية الدقة تستخدم في التجسس على حزبه، وأكد أن التسريب لا يتم من داخل الاجتماع، وأضاف: ليس لديَّ دليل على أن التسريب يتم من الداخل، وهذا لا يعني أن كل المعلومات تخرج من الداخل (من ناس موجودين بالداخل)، ولكن إذا كان التسريب من داخل الحزب سنقدر على كشفه، لكن في تقديري أن إمكانية التنصت أصبحت كبيرة، والتطور العلمي كبير، ومن لديهم إمكانيات معروفون، ولا اعتقد أن هناك شيوعياً، الآن أو في السابق، وصل هذا المستوى من (الغنى). الدكتور عبدالله علي إبراهيم، يرى أن الحزب الشيوعي ليس مصمماً ضد الاختراق، وليس لديه المناعة الكافية ضد ذلك، لكن هذا لا يعيبه، لذا قد يخترق، ولاعجب في ذلك، وعملية الاختراق أصبحت مثل (قميص عثمان)، وأصبحت طريقة معالجتها موضع اتهامات، وتحقيق والحزب الشيوعي أيضاً يمكنه اختراق المؤتمر الوطني وجهاز الأمن، ومتاح في السياسة أن تتسرب إلى الكيانات والأجهزة والمؤسسات وتصنع لك أرضاً للمعلومات عن طريق الأذرع الذين يستطيعون أن يعيشوا داخل المؤتمر الوطني لمدة 10سنوات، والحزب الذي لا يحسن معرفة الخصم من الداخل، حزب يعاني من النقص، ويجب على الحزب إجراء تحقيق لمعرفة من يخترق من. خلال هذا التحقيق يظهر من الفاعل وماهي المعلومات التي سربت ونوع الافتراءات التي بذلت من أجل تطهير الحزب من العناصر الدخيلة. وعزا علي إبراهيم، تسريب محاضر الاجتماعات إلى الاختراق الواقع على الحزب، وعبر الشراء المباشر، وهناك أشخاص ذوو أوضاع معيِّنة، يمكنهم توصيل معلومات، ومثل لذلك بحادثة تمت في مدينة عطبرة من أحد أعضاء الحزب في وقت معين ونسبة لظروف الحزب، هذا العضو أخل بالتأمين، وكشف عن مواقع للعمل السري. يبدو أن دفاعات الحزب الشيوعي جميعها أصبحت مكشوفة وبعلم الحزب، كيف سيحافظ الشيوعي على معلوماته ويدرأ عنها التسريب؟.
الأموال أين تذهب؟
عبدالله علي إبراهيم، قال: سمعنا بوجود أعضاء من الهيئة المركزية للحزب يتقاضون أجراً من جهات ما، ولكن لم تتم مساءلتهم أو محاسبتهم، وأصبح الأمر مسرحاً للتلاعب، وانقسم الناس حوله لفريقين، فريق يتهم وفريق يريد أن يتستر، وأصبحت الحالة (فضيحة)، وهناك حديث عن أموال وسيارات، وهذا يعطي وهذا يمنع، وكل هذا يتم تحت (إذا بُليتم فاستَتِروا) وما رأيته حول هذه الحادثة مزعج. وأضاف: هناك أغنياء يصرفون على الحزب، مثل: عز الدين علي عامر، والحزب لديه شركات واستثمارات، لكن الاشتراكات عنصر أساسي. واتفق الناطق الرسمي للحزب مع إبراهيم، حول تقاضي بعض الأشخاص أموالاً من جهات لم يسمها، وكشف فتحي، عن وجود أشخاص يتقاضون أموالاً من المؤتمر الوطني مقابل المعلومات، وزاد في حديثه ل (التيار): (الناس المرتبطين بالطفيلية الحاكمة)، هم من يأتون لهم بالأخبار، وهناك نوع آخر من الشيوعيين يسربون لهم المعلومات، لكن المعلومات التي تخرج من اجتماعات الحزب الشيوعي هي بعض الأخبار، ونص حقيقة تتحول لحقيقة كاملة، ونفى فتحي، بشدة وجود أي جهات تدعم الحزب الشيوعي. وقال: نحن على الأقل لا يدعمنا الحزب الشيوعي الصيني، كما يدعم المؤتمر الوطني، ولا نسرق أموال الشعب السوداني، ولا نعيش على فتات الموائد، ومن لديه أي دليل عليه التوجه للمحكمة، لأن هذا مخالف لقوانين الأحزاب، وعليه أن يثبت تلقينا لأموال. وأكد أن الحزب يعتمد في ماله على اشتراكات الأعضاء، ولم يكن المال جزءًا من المشكلة، ونحن لا نملك الفارهات (أنا أحضر للحزب بالركشة)، ولا يوجد مال حتى نختلف عليه، لكن الدكتور عبدالله علي إبراهيم، يستبعد أن يصل الحزب إلى هذه الدرجة من الفساد، وأن الحزب يعيش على الاشتراكات، لكن لديه بعض الأصدقاء الأغنياء.
أين ذهبت أموال المطبعة اليونانية؟.
وسخر فتحي فضل، من تهمة تلقيه مليارات من جهات خارجية. وقال : نعم يقال إنني أخذت مالاً من مطبعة اليونان (ولا أدري لماذا)؟ ممن أخذته، ومتى كان ذلك، وكم كان هذا المبلغ؟ وطالب من يتهم الحزب الشيوعي بتلقي أموال مواجهتهم بذلك للتوجه لساحات القضاء، وتساءل من هم؟ وأي شخص يعتقد أنني أخذت مالاً عليه مواجهتي، وعليهم أن يتحدثوا مع من يملكون مالاً، وهم من الحزب كثر، وهم الآن بالخارج، لكنه اعترف في ذات الوقت بوجود شيوعيين يمتلكون أموالاً، وهم محسوبون على الحزب الشيوعي ويمتلكون أموالاً ضاربة ومخيفة ونشطين في العمل السياسي (مافي زول بجيب سيرتهم)، وهناك أشخاص، المراجع العام يذكرهم بالاسم (مابسألوهم) لكن (حاقرين بي ناس ) فتحي فضل.
التيار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.