كما ان حضارات سادت ثم بادت فان المجتمعات الحالية القت وراء ظهرها عدد من العادات خاصة التي تتعلق بالتقاليد التي تمارس في الشهور عموما او تلك المرتبطة بشهررمضان المعظم .. ومن بين الطقوس التي تبدو اليوم ضائعة بفعل واقع المدينة، الألعاب الرمضانية ومنها لعبة (المسيجين) او (الطويرة) المسجونة وهي لعبة شعبية تعد ن أبرز طقوس رمضان الليلية في الخرطوم القديمة، وهي رغم امتدادها الي مناطق السودان بأريافه وقراه المختلفة إلا أنها لعبة يقال أنها خرطومية المنشأ.. وتقوم اللعبة وهي تصغير ل(المسجون) بين قريقين يتكون كل منهما من عدد غير محدد.. ويجلس كل فريق مقابل الآخر بينما يقوم رئيس إحدي المجموعتين بإخفاء(المسيجين) وعادة ما يكون(حجرا من الخرصان) بحجم صغير.. في يد احد أعضاء فريقه، ويرفع جميع اللاعبين أيديهم بعد ان يغلقوا قبضاتهم عليها وكأن كل واحد منهم يحمل(المسيجين) بينما يقوم رئيس فريق الخصم بمحاولة الوصول الي (المسيجين) بتخمين اليد التي تمسكه..ويقول الباحث في التراث السوداني (السر عبد القادر) ان اهمية هذه اللعبة تكمن اساسا في وجود لاعبين معروفين يستطيعون إخراج (المسيجين) من بين عددمن الأيدي وذلك بفعل فراسة خاصة وقراءة للوجوه والإنفعالات وتحليل ارتباك من يحمل (الحصاية) فيما يقوم اعضاء الفريق الآخر بكل محاولات تضليل اللاعب بأن يتظاهر أحدهم بانه مرتبك كي يظن الآخر أنه يحمل(المسيجين) أو يضبط ثان أعصابه وكأنه لا يحمل شيئاً بينما يكون (المسيجين) في يده وعندما لا يطلب منه ان يفتح يديه يصرخ بكل ما أوتي من صوت ملوحاً ب(المسيجين) أمام الجميع بأن فريقه سجل نقطة بعد أن فشل اللاعب الآخر في الحصول عليه ويبقي (المسيجين) عندهم حتي يحصل الفريق الخصم عليه لتبدأ معكوسة فيسعي الاخر للبحث عنه من جديد...وقال: هناك طقوس مصاحبة للعبة مثل الأغنيات الشعبية والحقيبة والأناشيد، وأضاف السر: شكلت لعبة(المسيجين) خلال عقود طويلة جسراً مهماً للتواصل بين الأحياء في المدن الكبيرة وكانت قبل أن تشيع لعبة كرة القدم بعد الإستقلال اللعبة الشعبية الأولي رغم أنها لا تمارس إلا في شهر رمضان المعظم وقال:معظم الجيل الحالي والذي قبله لا يعرف هذه اللعبة التي إنتشرت في فترة من الفترات إبان الإستعمار وكان الشباب والصغار ينتقلون من حي لآخر وتمتد من بعد الإفطار الرمضاني الي السحور بروح رياضية وبكرم ضيافة..حيث يقوم المضيف بجلب (الصواني) الممتلئة بكل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات الرمضانية. وقال من بين الألعاب الرمضانية أيضا والتي تمارس في الشهور العادية (شليل ولعبة الفات الفات، وشدت) وغيرها من الألعاب التي كان لها رونق خاص ومذاق جميل في شهر رمضان المعظم، وقال: الا أنه من المؤسف الآن قد إختفت كل هذه المشاهد الرماضية حتي علي نطاق الريف السوداني بسبب الإنشغال بالتلفزيون والألعاب الألكترونية في القري والمدن، وقال: أما الطفل في الأرياف البعيدة يكبر قبل (يومه) كأن يعلم صنعة أو يذهب الي الزراعة ويحمل مسئوليات كبيرة ومعها لا يعرف للعب طريقا. الرأي العام