قالت مصادر متعددة ل«الصحافة» امس ان أحد المصابين في حادثة اصدام قطار ببص ركاب وحافلة في موقف جاكسون أمس توفى متأثرا بجراحه بمستشفى أم درمان أمس ليصبح عدد الوفيات «3» أشخاص الى جانب «13» من المصابين باصابات خفيفة ومستقرة عدا حالة واحدة لأمرأة مصابة بكسر في احدى قدميها ، وأشارت المصادر الى ان شرطة السكة حديد والمرور السريع والنجدة كانت قد أسعفت المواطنين في وقت وجيز من وقوع الحادث ونقلتهم الى مستشفيات الخرطوم «امدرمان ، وابراهيم مالك والاكاديمى» حيث تعرف شقيق المتوفي امس بام درمان على جثمان شقيقه في مشرحة أم درمان وذلك بمعاونة الأجهزة الامنية في لحظات مؤثرة للغاية وكانت الاسرة تبحث طيلة امس الاول عن ابنها المفقود، وقد لجأ شقيق الراحل الى السلطات صباح الأمس عقب علمه بالحادثة، حيث وجده قد فارق الحياة بمستشفى ام درمان. تلك اطراف من روايات حادث قطار السكة حديد في طريقه الى دارفور محملا ودهسه لحافلة ركاب وبص امسية الاثنين 27 فبراير الماضي فى تقاطع «كركر» بالخرطوم ، وقد تدافعت الاجهزة المعنية لاسعاف الجرحي ورسم الحادث ، وهبت جموع المواطنين ما بين حالة الدهشة والمفاجأة. شهود عيان: ويبتدر شهود عيان استنطقتهم «الصحافة » أمس من مسرح الحادث قائلا «ان الأقدار تعمي الأبصار» و«ارادة الله فوق كل شيء»، ثم ينخرطون في سرد الحكاوي من واقع ما راؤه .. وما زال في اعينهم لحظة الفاجعة والدماء والحطام ، وتباينت رواياتهم او كادت : «كانت حركة المركبات في رحلة الخروج من الموقف ليلا كثيفة وعالقة وصولا قضيب السكة حديد بينما القطار يسير على طريقته المعهوده قادما في اتجاه الموقف ، يسبقه صوت الصافرة التي يطلقها في عملية الانذار من على البعد غير ان آراء المتحدثين تباينت حول شيئين «حركة المرور وصوت الصافرة » فيما تذهب فئة ناحية تأكيد ازدحام الحركة المرورية وعلو صوت الانذار يذهب اخرون في التاكيد المغاير حيث يقطعون ان الحركة المرورية مناسبة والصافرة غير مسموعة وسط حالة من الصخب والضجيج الذي يصاحب حركة السوق . صورة مقربة عن المكان: ، ولاعطاء صورة مقربة للواقع كان لابد أولا من تسليط الضوء على المنطقة التي تقع أسفل كبري الحرية وهي عبارة عن سوق «للفريشة» أصحاب المهن الهامشية حيث تفرش بعض البضائع مثل «ملحقات أجهزة الهاتف » وتحويل الرصيد وبعض الباعة المتجولين والأورنيش والحلاقة وذلك وسط قضبان السكة حديد وعلى الجنبات ستات الشاي والمأكولات وبسؤالنا عن مخالفتهم لقواعد التنظيم يشيرون الى أن الأمتار التي يحتلونها في كسب الرزق الحلال لا يعبر خلالها القطار منذ فترة طويلة وانما يجري في المسارين الآخرين . وتتناثر «أمواس» الحلاقة والشعر على الطريق حيث يقوم الحلاقون برميها في الطريق دون مراعاة السلامة العامة للمارة ، حيث واجهتني صعوبة في تخطي أسنة الأمواس الملقاة وباهمال شديد ولا حديث بين من يجلسون على «بنابر ستات » الشاي سوى تبادل المعلومات عن الحادث وان صدم قطار تجاري في طريقه الى دارفور مع بص الوالي وحافلة ركاب ، حيث بدت علامات حزن تكسو ملامح سائقي الحافلات الذين طالبوا بوضع حد للمعاناة التي تواجههم يوميا نسبة لضيق الممر الذي تسلكه السيارات والاختناقات المرورية الناتجه عنه ، وعلى الرغم من انهم انزعجوا من كأبة المنظر الذي شاهدوه أثناء الحادث الا ان السائقين امتدحوا عاليا وصول الاسعافات بدقائق معدوده في نقل المصابين لتلقي العلاج. استغاثة وفاجعة: ويشير محدثو «الصحافة » الى أن الموقف شهد سابقا حوادث مماثلة لكنها ليست بحجم ما حدث أمس الأول في انها واقعة أليمة وفاجعة يقول أحدهم أنه سمع صوت الصراخ والعويل ينطلق من ركاب الحادثة طلبا للنجدة بينما كان مرتادو الطريق يجرون نحوهم ويقول هناك من بين الركاب من ساعدته خفة حركته على الخروج وهناك من وجد صعوبة في الحركة وذلك بسبب الاعاقة الحركية داخل المركبتين ، في حين تعالت أصوات المصابين بالصراخ وعويل النساء حيث يقوم البعض بمهمة تقديم يد المساعدة لانتشالهم ويضيف محدثي «كنا نجر من طرف ،مصاب أو غيره » وهنا يتقطع حديثه ليلحق به متحدث آخر ويقول «لم يكن هناك رجل مرور لتنظيم الحركة ولم يكن هناك رافع راية القطار » ويشير «أ.م » ان القطار كان يسير ببطء بينما يحاول صاحب الحافلة العبور بسرعة وهنا يلجمه أحد الباعة قائلا «كانت حركة السيارات بطيئة نسبة لتراصها بعضا الى بعض في رحلة الخروج ولم يكن هناك منفذ آخر أمام السائقين سوى انتظار القدر المكتوب ، وحول لماذا لم يهرب الركاب قبل الحادثة يبرر ان القطر ظهر فجأة مسافة «1500» متر ربما لم تكن كافية للتفكير في ذلك وكلما أحاول الاستنطاق كانت الايمان بالقضاء والقدر حاضرة في الردود ،حيث طالب البائع المتجول « م ، ح » ضرورة وجود شرطي مرور لتنظيم الحركة ، الى جانب وجود صاحب الراية «الحمراء» في جميع الأوقات لاسيما في موقف جاكسون ويعود محدثي لانتقاد سلوك بعض المشاة من أصدقاء الطريق في أنهم يفتقدون لثقافة السير وليبرهن على ذلك أكد انه في كثير من المرات يقوم بعملية تنبيه المارة وهم يقطعون السكة حديد حينما يكون القطار قادما وقال «تلقى الناس ماشيه ساي ولا جايبه خبر » وهناك من يضع سماعات على اذنيه خاصة الشباب قاطعا بان هناك فئة من الناس لا تستجيب لتنبيهاته وتصر على عبور السكة حديد في حين يكون القطار متجها نحوه وعلى مرمى خطوات منه . وقال مصدر مسئول بوزارة النقل ل«الصحافة » امس أن قانون السكة حديد في البلاد يحظر الوجود مسافة «20» مترا من كل جانب واضاف انه لم تكن هناك زحمة مرورية بل كانت الحافلة تسابق أخرى رغما عن رؤيتها للقطار الذي كان يطلق صافرة الانذار من مسافة بعيدة.. تنطلق لجان للتحقيق وستبدأ دراسات وتخطيط للتعجيل بايجاد تدابير لعدم تكرار ما حدث ، ومع ذلك يبقى الحادث نقطة أليمة راح ضحيتها ابرياء وجرحي ، نسأل الله ان يتقبل من قضوا الى ربهم ويشفي الجرحي ، ونأمل ان توضع معالجات جذرية وليس تحميل كل جهة المسوؤلية للاخرى .. ويُعزّز عدد من الدول في الشرق الأوسط جداول أعماله لسلامة الطرق استجابة لتوقعات منظمة الصحة العالمية، في تقرير سابق التي تحذر من أن حوادث الطرق ستبرز كسبب رئيس للوفاة بحلول عام 2020. وحذرت المنظمة من أن استمرار الوضع الحالي في المنطقة العربية سيؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات والإصابات بنسبة 60% بحلول عام 2020م وقال وزير النقل مكاوي محمد عوض ان القطار لايتحمل مسئولية اية حادث يقع في طريقه وان وزارته خاطبت ولاية الخرطوم كثيرا لايجاد معالجات والحيلولة دون توقف المركبات في ممر السكك حديد وذلك تعليقا على حادثة القطار أمس الاول الصحافة