أكد محللون وخبراء على أن الرسالة التي وجهها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز لسوريا الأحد تعد نقطة فاصلة بين مرحلتين في الأزمة التي تعيشها سوريا في الوقت الحالي، واستبعد بعضهم أن يرد النظام السوري إيجابيا على تلك الرسالة، وتوقعوا أن يواصل سياسة الإنكار التي ينتهجها منذ بداية الأزمة. الرسالة ليست تهديداً أو تدخلاً وقال الدكتور ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مداخلة مع برنامج "بانوراما" بثته العربية مساء الاثنين إنه ليس هناك عاقل لايدرك أهمية الرسالة التي وجهها العاهل السعودي، موضحا أنه قبل الرسالة كان هناك تردد وعدم استجابة للدخول في معالجة الوضع السوري، رغم أن تداعيات الوضع لا يستطيع أحد تجاهلها. وأشار عبدربه إلى أن الرسالة جاءت قبل انتقال الأزمة السورية لمرحلة أعلى مثل التدويل، وأن الرسالة جاءت للتنبيه بأن هذه نقطة للفصل بين الحكمة والفوضى، وهدفت لإقناع النظام بإصلاحات جادة. وأوضح عبدربه أن السوريين هم من يقرر هذه الرسالة. وشدد القيادي الفلسطيني على أنه يتعين أن لا يتم النظر للرسالة السعودية على أنها تهديد أو إنذار أو تدخل، مبينا أنه لا أحد يعرف الفواصل بين ماهو داخلي وماله تداعيات إقليمية. وقف الصمت من جانبه قال الدكتور برهان غليون أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون إن موقف السعودية فاجأ النظام السوري الذي استغل الصمت في السابق واعتبر أن هذا الصمت يعتبر موافقة أو غضا للطرف عن الجرائم التي يرتكبها، أما بعد تلك الرسالة فإن النظام يدرك أن قرار الإبادة الكاملة للحركة الاحتجاجية الذي كان قد اتخذه وضعه في مأزق ولن يستطيع الاستمرار فيه لأن العالم بدأ يراقب ما يحدث. وأعرب غليون عن اعتقادة بأن النظام السوري أقل ذكاء من أن يتعامل إيجابيا مع الرسالة، ولن يعرف كيفية الخروج من المأزق، وسيواصل الإمعان في سياسة الإنكار. وشدد غليون على أنه لا يجب أن يكون لدى العرب أي أوهام حول المصالحة، مؤكدا أن هذا النظام انتهى بعد سقوط هذا العدد من القتلى والجرحى، ويجب أن يرحل، وبعدها يتم النقاش مع أجهزة الدولة والمؤسسات لمرحلة انتقالية. واعتبر غليون أن دعوة وزير الإعلام السوري الأسبق للحوار هي مناورة جديدة من النظام، لأن ما يحدث هو حرب على الشعب. وأضاف أنه لن يقبل أحد من الشعب السوري إعطاء الأسد شرعية جديدة كرئيس، فهو حاليا زعيم عصابة وليس رئيس، والشعب السوري يريد أن يأخذ مصيره بيده. تفكك بنية النظام أما صالح السعيدي المحلل السياسي الكويتي، فقال إن النظام السوري عاجز عن الإصلاح لأن الاصلاح الجاد يعني سقوط ورحيل النظام، فهناك حزب واحد يحتكر السلطة والحياة السياسية بالكامل. وقال السعيدي إن رسالة العاهل السعودي فاصلة بين مرحلتين، مرحلة الصمت، أما بعدها فإن على النظام أن يعي أن كل تصرفاته تحت المراقبة الدولية، والعالم لن يسكت. واعتبر السعيدي أنه في الظروف الحالية، وفي ظل انشغال دول مثل مصر بشؤونها الداخلية، فإن دول الخليج هي المؤهلة للتحرك عربيا، مبينا أن هذا التحرك جاء استجابة للصمود الأسطوري للشعب السوري، وأوضح أن أحدا لم يتوقع الصمود السوري لهذا الحد، مؤكدا أن هذا الشعب لن يتراجع، وأن النظام لا يمكن إعادة تعويمه مرة أخرى. وتوقع أن تبدأ بنية النظام في التفكك، تحت الضغط، وعندما يشعر النظام بأن هناك ضغطا دوليا فسوف تتفكك بنيته.