لم تعد الأحزاب السياسية صاحبة المبادرة في العمل السياسي والتوعية بعد اليوم، فمنظمات المجتمع المدني التقطت القفاز وتقدمت الصفوف لإحداث التغيير، وهذا ما تأكد جلياً في منطقة التكينة بمحلية الكاملين ولاية الجزيرة التي توافد إليها السياسيون من المناطق المجاورة بشمال الولاية ليكونوا شهوداً على ندوت ربما هي الأولى من نوعها في المنطقة وقف على منصتها متحدثون من المؤتمرين الشعبي والوطني والحزب الاتحادي الأصل، ومبعث تميزها أنها لم تأتِ بمبادرة من قوى سياسية كما هو متعارف عليه، وإنما من شباب المدينة التي كان لأعيانها ورعيلها الأول فضل تأسيس المركز الإسلامي جامعة أفريقيا العالمية حالياً، وإنشاء أول معهد علمي في السودان أبرز من درسوا فيه الشيخ حسن أبوسبيب. *تهديد الشعبي الحشد الكبير للمواطنين في ندوة (الراهن السياسي على ضوء مخرجات الحوار الوطني)، يبين الوعي السياسي المتقدم للأهالي هناك، وكم كانت مفاجأة الإعلاميين عندما تقدمت فرقة إنشاد مكونة من أطفال قدمت أنشودة عن السلام تدعو إلى وقف الحرب ونزيف الدم في أنحاء البلاد، ليتحدث أبوبكر عبدالرازق أمين الفكر بالمؤتمر الشعبي قائلاً: عندما دخلنا الحوار قلنا بشأن صراعنا مع المؤتمر الوطني ينبغي أن ننظر للوطن وليس للوطني، وولجنا من أجل الحرية، وإذا لم تجز الحريات ستكون مخرجاتنا الحوارية مجرد ورق ليست له قيمة وهي شرط مشاركتنا في الحكومة، وإذا لم تتم إجازتها سننسحب، وحتى الآن ما زال لدينا قرار بالمشاركة ونتمنى أن نتوافق بأن نلتزم بالخرجات لكي نشجع من هم في الخارج بأن يأتوا. *الوفاء بالعهد أبوبكر الذي أشاد بالتكينة محل الندوة، قال إنه يحبها وإن الشيخ الراحل الدكتور حسن الترابي كان يسميها تكينة الله، قال هذه التعديلات التي تقدمنا بها (لازم) تمشي كما هي لكي تجاز، ونحن بيننا وبين المؤتمر الوطني عهد في مؤتمر الحوار واللجنة المشتركة والوطني دين ملزم بأن يفي بالعهد، وعندنا اتفاق مع راجل اسمه البشير، هو لم يتحدث في الموضوع ومن تحدثوا هم أناس آخرون، وأردف الوضع الطبيعي أن يبصم المجلس الوطني عليها لأنها أتت من مؤتمر الحوار، وتابع نحن ضد اعتقال السياسيين، كاشفاً أن حزبه كان يتمنى أن يكون رئيس الحكومة الجديدة من التكنوقراط وعلى مسافة واحدة من كل الأحزاب *مخدرات خطيرة حديث عبدالرازق في الندوة خاصة الجزئية الخاصة بالتعديلات المتعلقة بحصر مهام جهاز الأمن والمخابرات الوطني، يبدو أنها لم ترق للقيادي بأمانة الشباب بالمؤتمر الوطني الهادي محمد المهدي أبوزائدة، فقال مخاطباً الندوة لا يمكن أن يكون الجهاز بدون أنياب والبلاد تتهددها المخاطر، كاشفاً عن ضبط مخدرات أبان أنها تحدث اهتزازاً في الأصبع وتجعله غير قادر على استخدام السلاح، وتابع هي حرب تقوم بها مخابرات أجنبية، واسترسل من يعتقد أن الوطني سيقدم عنقه لتنهال عليها السكاكين فهو واهم، لافتاً إلى أن نصيب الحزب في الحكومة المقبلة (52%)، واختتم قائلاً تنازلنا من أجل الإحسان للوطن. *زيارة الأزهري للتكينة القيادي بالحزب الاتحادي الأصل عمر خلف الله كان متحدثاً بعد الكلمة الترحيبية التي ألقاها السيد محمد علي العمدة وكلمة اللجنة المنظمة التي قدمها الأستاذ الشبلي الهادي الذي قال إن التكينة هي أول قرية خارج الخرطوم تطأها قدم الزعيم إسماعيل الأزهري في العام 1954م، حيث استهل خلف الله حديثه مشيداً براشد الغنوشي التونسي رئيس حزب النهضة، وقال إنه نموذج للمفكر الإسلامي المجدد الذي نريده، لأنه له قدرة على التجديد وقراءة المستقبل، مبيناً أن الحزب وبقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني شارك في الحوار وأنتج حلاً عظيماً وجميلاً خاصة للهوية التي وصفها بأنها السبب الأساسي لإشعال الحروب، مشدداً على ضرورة المحافظة على الشعب ومقدراته، وقال نريد أن نكون سوقاً للصادرات والعالم كله ينظر لما في أيدينا، موضحاً أنه بحديثه لا يدافع عن النظام وإنما عن البلد. اخر لحظة