اشتكى الفرنسي دييجو جارزيتو المدير الفني لنادي المريخ السوداني مرارا، من أنه لا يستطيع أن يقدم الفريق بالشكل الفني الذي يريده مجلس الإدارة والجمهور وذلك لأنه لم يشرف على إعداده فنيا أو بدنيا، ولذلك ظل التشكيل غير ثابت في كل المباريات التي خاضها قبل أقل من شهرين. حين جاء جارزيتو في 2017 للمريخ بعد أن غادره عام 2015 وجد أن تغييرا واضحا في التشكيل الصلب الذي صنعه وقاد به المريخ إلى الدور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال إفريقيا، وتعثر في إيجاد التشكيل المناسب هذه المرة بسرعة بسبب ضغط المباريات المستمر منذ بداية فبراير/شباط الماضي. ولكن المباراة الثانية للمريخ ضد ريفرز يونايتد النيجيري يوم السبت الماضي في أم درمان بدور ال32 من دوري أبطال إفريقيا والتي فاز بها المريخ برباعية مذهلة قادته لدور المجموعات، كشفت لجارزيتو التشكيلة المثالية التي كان يبحث عنها. فتلك التشكيلة خاضت مباراة أقرب للمستحيل، حيث كان يتعين عليها إحراز 3 أهداف لمعادلة خسارة المباراة الأولى، ثم ترجيح الكفة المتعادلة، بهدف رابع، ثم أن تلك التشكيلة واجهت ضغطا نفسيا كبيرا تمثل في أنها يجب أن تحقق الفوز بأي ثمن، وبالتالي كانت اختبارا بدنيا وذهنيا، ومقياسا حقيقيا لمدى صلابة اللاعبين في مواجهة موقف عصيب. ونجحت التشكيلة بامتياز، وقدم اللاعبون الذين خاضوا المباراة أنفسهم بشكل يجعل منهم الخيار الأول في كل المباريات الصغيرة والكبيرة هذا الموسم. وأبرز لاعبي الهيكل الأساسي لتشكيل المريخ بعد نهاية مباراة ريفرز يونايتد هم قلبي الدفاع كونلي أندولامي النيجيري وأحمد عبد الله ضفر والظهير الأيسر علي جعفر، والظهير الأيمن رمضان عجب، وثنائي المحور أمير كمال والمصري عاشور الأدهم والمهاجم بكري المدينة، والظهير الأيسر محمد حقار البديل وصانع الألعاب أحمد هاشم التكت. تلك التشكيلة اختصرت الكثير من الوقت الذي كان يحتاجه جارزيتو لإيجادها وجعلته يعيد ترتيب أوراقه باتجاه التركيز على تطوير وبناء القدرات الفنية للمريخ لبقية المريخ في موسم 2017 محليا وقاريا.