شاهد بالفيديو.. يا دا سيد ريدي ما جا .. والسمك في الموردة .. "لماذا الآن" فدوى فريد    ياسيادة الفريق اول البرهان شيل هؤلاء قبل أن يشيلك الطوفان ويشيلنا ويشيل البلد كلها    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    الخليفي يهاجم صحفيا بسبب إنريكي    أسطورة فرنسا: مبابي سينتقل للدوري السعودي!    عقار يلتقي مدير عام وحدة مكافحة العنف ضد المرأة    الداخلية السعودية تبدأ تطبيق عقوبة "الحج دون تصريح" اعتبارًا من 2 يونيو 2024    أمير الكويت يعزى رئيس مجلس السياده فى وفاة نجله    دورتموند يصعق باريس ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    كرتنا السودانية بين الأمس واليوم)    شاهد بالفيديو.. البرهان يصل من تركيا ويتلقى التعازي في وفاة ابنه    ديمبلي ومبابي على رأس تشكيل باريس أمام دورتموند    ترامب يواجه عقوبة السجن المحتملة بسبب ارتكابه انتهاكات.. والقاضي يحذره    محمد الطيب كبور يكتب: لا للحرب كيف يعني ؟!    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحسن الميرغني : أنا طموحي أن تكون لديّ صندقة في البحر الأحمر ومركب وأمشي السمك
نشر في الراكوبة يوم 31 - 03 - 2017

** خرج الحسن الميرغني، مساعد رئيس الجمهورية، من صمته بعد طول غياب عن التصريحات في الساحة السياسية، واستجاب لطلب (اليوم التالي) بإجراء مقابلة صحفية حول التطورات السياسية الراهنة، خاصة الخلافات والصراعات داخل الحزب الاتحادي (الأصل)، وكذلك مستقبل شراكة الحزب في الحكومة الجديدة.
تحدث الحسن منتقداً مناوئيه داخل الحزب، الذين قال إنهم حاولوا عقد اجتماعات وتقديم شكوى لسحب شرعيته، وجدد وصفهم ب(الدواعش)، مشيراً إلى أنهم فشلوا في المعارضة ويريدون اللحاق بقطار السلطة. ودافع عن نفسه وأدائه داخل الحكومة، مؤكداً أنهم قدموا مبادرات في الملفات، شاكياً من نقص الصلاحية لإنجاز مهامه الموكلة إليه، وأجاب في المقابلة على قضايا مستقبل المشاركة في الحكومة وعودة الميرغني ومستقبل تحديات السلام ومستقبل وراثة الحزب، ونفى أن يكون لديه أي تطلع للترشح إلى رئاسة الجمهورية.. إلى مضابط الحوار:
*هناك خلافات داخل الحزب الاتحادي "الأصل" بسبب المشاركة في حكومة الوفاق الوطني ونرى ذلك جلياً هذه الأيام، ما سببها؟
– هذه طريقة للدواعش، يقولون إن هذا ضد هذا، وهم يعيشون في البيئة التي يوجد فيها الغضب ويجرون رواء الفتنة هنا وهناك، وقصة أن هناك قائمتين للمشاركة هم الذين صنعوهما، وإذا كانت هناك قائمة ثانية فهم الذين كتبوها، لكن نحن ليس لنا تعليمات من مولانا بأن هناك قائمة أخرى، والآن نمضي في ذات المنهج الذي بدأناه في 2015 ولا يوجد جديد، لأننا دخلنا انتخابات.. وشخصياً لا أرى أن هناك سببا للتغيير إلا إذا كان هناك أناس نادمون على أنهم وقفوا ضد انتخابات 2015 أو ندموا على أنها رفضت الشراكة، مثلما ذهبوا إلى الأسكلا وأم دوم وفصلوا رئيس الحزب وأنشأوا لجنة رئاسية.. يمكن أن يكونوا ندموا عليها ورأوا أنه من الأفضل الجلوس داخل السلطة من الجلوس خارجها، لكن ليس الغرض أننا نتصارع حول الكراسي، الغرض أن تكون لنا مهمة ونقدم شيئاً للبلد.
*ومن يحدد هذه المهام؟
– الرئيس هو من يحدد المهام للناس للقيام بها، سواء كانت المهام رفع الحظر، أو أن تكون المهام تحسين العلاقات مع دول الجوار وأمريكا والدول الأخرى، وليست الغاية الجلوس في الكرسي، لأن الكرسي وسيلة تسهل لك أن تؤدي عملك، وليس التسهيل من أجل فرض سيطرتك.
*هل تعتقد أن هناك من تحسر على عدم المشاركة في الحكومة من داخل الحزب؟
– إذا كان هناك فرد أو جماعة تحسروا وحدث لهم فقد في أنهم لم يدخلوا انتخابات 2015 أو لم يشاركوا، والآن هم يريدون أن يأتوا ليصلوا الركب، أو حدث لهم هاجس (وهذا ظني والله أعلم)، أنهم يريدون أن يخلقوا البلبلة، وهذا ضد هذا، لكن أقول "ما في زول ضد زول".
*إذن الشيء الطبيعي بالنسبة للذين يحاولون اللحاق بالمشاركة في السلطة أن يأتوا عبر المؤسسات؟
– المؤسسات هي بالأقدمية، وليس من الممكن أن يأتي أحد من الشارع وتدخله في السلطة.. هناك أناس قدامى واشتغلوا، وآخرون لديهم حق وشاركوا في الانتخابات وترشحوا؛ إذ كان لدينا أكثر من ألف مرشح، وهؤلاء هم الأقدمية، لكن لا يمكن أن يأتي أحد من الشارع "ليدخل طوالي ويطلع في رأس الناس"، والمؤسسة هي المؤسسة، فيها تصعيد للناس وفق أسس معينة.
*في ظل تشكيل حكومة جديدة تتعامل كل الأحزاب مع رئيس الوزارء القومي، ما مفهوم حزبكم في هذا الأمر؟
– نتعامل بذات المنهج بتكاليف من رئيس الحزب، ولن نتخلى عن الشراكة طالما أن الشراكة فيها خدمة للوطن والمواطن، وإن كانت مجدية للدولة سندخل فيها، وإذا كانت غير مفيدة لن نتسبب في ضرر البلد.
*كوّن مولانا الميرغني لجنة وفوضها برفع ترشيحات الحزب للمشاركة في الحكومة وأنت أيضاً رفعت ترشيحات ولكنها رفضت من قبل مولانا ومن قبل المؤتمر الوطني؟
– بحسب علمي، ليس من مهام اللجنة أن تدفع بمرشحي الحزب، بل مهمتها فقط أن تأتي بمن هو مفيد، وأين كانت اللجنة حين دفعنا بالمرشحين في 2015؟
*لكن حسب ما رشح أن هذه اللجنة كلفت من قبل مولانا برفع مرشحين؟
– هذا التكليف لم أره ولم يصلني إخطار من مولانا بتكليف لجنة بهذا الشكل.
*لكن هناك حديثاً يشير إلى أن مولانا رفض الترشيحات التي دفعت بها أنت؟
– لم يصلني ما يفيد بذلك، وكيف عرفت أنت؟ وفي الأصل أن الدواعش هم من يردد هذا الحديث، أولاً قالوا لا تشاركوا، وقالوا أيضاً لا تدخلوا الانتخابات، وذهبوا لشكوتنا، وقالوا إنني لست مفوضاً، وفي السنوات الماضية قالوا كلاما كثيرا جدا، لكن إلى الآن لم يصلنا ما يفيد ذلك، واللجنة نفسها لم يصلني منها ما يفيد بأنهم مفوضون أو مكلفون، قالوا سمعنا أنهم بعثوا بخطاب، لكن لا نعرف ما بداخل هذا الخطاب أو من الذي وقَّع عليه.
*إلى أي جهة دفعوا بهذا الخطاب؟
– لا أحد يعرف.. وهذا ما نطالعه في الصحف، وأيضا الحديث حول الوزراء الذين دفع بهم الحزب؛ كل هذا نطالعه في الصحف، لكن لا يوجد حزب يمارس عمله في الصحف.
*ما علاقة الحزب برئيس الوزراء القومي باعتباره هو المكلف بالتحاور مع الأحزاب أنتم كحزب تعاملتم معه مباشرة وتسلم ترشيحاتكم، هل أخطركم بأن هناك ترشيحات أخرى؟
– أبداً لم يخطرنا.. نحن نسمع مثل هذه الأحاديث في الصحف فقط، وليس لدينا أي علم بأي شيء؛ لدينا مؤسسة تجتمع فيها مكاتب سياسية، وترشيحاتنا هذه قدمت بناءً على اللجان الموجودة في الولايات، اجتمعت ورفعت ترشيحاتها وأصبحت أنا المكلف بأن أدفع بها، ولا يمكن أن أضعها تحت (المخدة) وأنام.
*هل نقصت المقاعد التي خصصت لكم في الحكومة المقبلة؟
– حصتنا (6 %) منذ الانتخابات، ولا يفترض أن تنقص؛ لأنها حق دستوري، واتفقنا على أسس الشراكة، حيث لدينا (8) أسس واتفقنا على المبدأ والنسبة، وهذا اتفاق، ولا يمكن لأحد في منتصف اللعبة أن يغير القوانين، لأن جميعها لديها أسس بالشراكة في الجهاز التنفيذي والجهاز التشريعي، وكل المؤسسات اتفقنا عليها في 2005 وبناء عليها شاركنا في الانتخابات وأحرزنا ال(6 %) وهم لديهم (94 %).
*لكن المؤتمر الوطني أعلن أنه سيتنازل عن حصته بنسبة "50 %" للأحزاب المشاركة في الحوار؟
– نحن شركاء أم لا؟ وإذا كنا سنشارك في السراء والضراء، سيكون من حقنا أن نقدم مرشحين، والسؤال: هل هي للبعض والبعض الآخر لا، أم ماذا؟ ثم هل أنت ستأخذ من شريكك الذي لديه (6 %)؟ من الذي عليه التنازل، من كانت حصته (94 %) أم (6 %)؟ هم قالوا: "أي زول شارك في الحوار سيشارك في الحكومة"، ونحن من شاركنا في الحوار ولا يوجد غيرنا، وكان هناك أناس من المعارضة موجودين خارج السودان، ومن داخل الحزب وقفت ضد الانتخابات وصرحت بهذا، وتجرأت ورفعت قضايا ضدنا، ورفضوا رئيس الحزب، والآن يريدون أن يأتوا كي يشاركوا.
*هل ستحتفظ بمقعدك كمساعد للرئيس؟
– رئاسة الجمهورية ليست ضمن التشكيل الوزاري، والمساعدين أصبحوا تابعين لرئيس الجمهورية بعد تعيين رئيس الوزراء القومي، فهذا المنصب يعود لرئيس الجمهورية.
*ما الخطة التي وضعها الحزب لتنفيذها في الحكومة الجديدة خاصة في الجانب الاقتصادي؟
– إذا أردت تحقيق الأمن الغذائي لا بد أن تشغل الناس، ولا بد أن يكون لدينا قوة شرائية، والتنمية شيء أساسي، ولابد أن تكون موجهة إلى الأقاليم، ونظرتنا الأولى هي اقتصادية، ولكن الاقتصاد لن ينصلح إلا إذا كانت علاقتك بالآخرين جيدة؛ فلابد أن تكون السياسات الخارجية سليمة.
*برأيك، هل ستتمكن الحكومة المقبلة من حل الأزمة الاقتصادية وتحقيق السلام، أم ستكون فقط حكومة محاصصات والحصول على مناصب؟
– حتى الآن ليس لديّ التشكيلة حتى أستطيع أن أعرف كيف تكون.
*هل تقصد أن هذا الأمر يعتمد على الأشخاص المشاركين؟
– نعم.. لأن شخصاً واحداً يمكن أن يحقق السلام، وشخصاً واحداً يؤجج الحرب، وتعتمد على كيفية اختيار الأشخاص، إذا كانت حسب اتجاهاتهم السياسية فهي مسألة (تانية)، وهل هي توافقيه؟ لكن نأمل أن تكون حكومة تحقق تطلعات المواطن فقط، وهذا هو الشرط الأساسي المفترض أن يكون أساسيا لتشكيل الحكومة، وإذا كانت الحكومة لا تستطيع تحقيق ذلك فهذا يعني أنها تحتاج إلى إعادة صياغة.
*مقارنة بالأحزاب الأخرى، يلاحظ البعض أن الحزب الاتحادي "الأصل" أصبحت الصراعات والانقسامات بداخله تتصاعد يوماً بعد يوم بصورة مكثفة، لماذا؟
– ليس لدى الحزب مشاكل، كل هذه المشاكل جاءت من الخارج، وهو حزب كبير وقديم، وهناك عناصر كثيرة جدا تحاول أن تتجاذب، وهذا الكلام ليس بجديد، ونحن ليس لدينا مشاكل لأن الحزب واحد.
*يتهمك البعض بأنك ساهمت في تعميق انقسامات الحزب بالداخل بعد عودتك، بمهاجمة من أسميتهم "الدواعش"؟
– ماذا عملت، وبماذا ساهمت؟ وصفتهم بأنهم دواعش وهم وصفوني بأسوأ من هذا، هل الوصف يساهم في الانشقاقات والفتن.. الشخص الراغب في دخول حلبة السياسة عليه أن يتحمل (النبذ والكلام الفارغ)، وإلا سيدخل في مشكلة وستكون له حالة نفسية، ويبدو لي أن هذه هي حالتهم.
*لكنك فشلت في توحيد الحزب؟
– لم أفشل، بل العكس، نحن ساهمنا في توحيد الحزب، هناك أشياء توحد وأشياء تؤدي إلى الفرقة، مثل أن تذهب وتشتكي حزبك في المحكمة، والشيء الذي يوحد الحزب عندما تُدخل الحزب في انتخابات وحوار ومشاركة، هم ضد كل هذه الأشياء، ولا يريدون أن يقيم الحزب مؤتمرا، وكونك تنادي بقيام المؤتمر فهذا أيضاً من الأشياء الموحدة، ولكن أن يذهبوا ويتحدثوا عن أن (هذا ضد هذا) ويذهبوا كي يشتكوا، هذه تؤدي إلى الفرقة.
*منذ عودتك فصلت عدداً من أعضاء الحزب؟
– هناك لجان في الخرطوم هي التي فصلتهم لأسبابهم، ولست أنا، لكن لا يوجد عضو يفصل عضواً، لأنه ليس حزبا ديكتاتوريا، وهذه اللجان لا تفصل، بل ترفع توصية لرئيس الحزب بالفصل.
*بشكل عام تعدد الأحزاب الاتحادية، ألا تعتقد أنه مؤشر سلبي، وما أسباب هذا التعدد؟
– أسبابه أن البيئة لم تعد صالحة، مثلاً إذا نظرنا إلى حزب الأمة أصبح لديه عدة أحزاب وأيضا هناك العديد من الحركات المسلحة، وهناك (136) حزباً، الدولة نفسها تشجع على ذلك، ولا توجد دولة عاقلة فيها مثل هذا العدد من الأحزاب، هذا يعني أن البيئة غير صالحة، وهذه الفرقة لم تأت في عهدي، قد تكون جاءت من قبل أن تتم ولادتي؛ فكيف أكون أنا المتهم الأول؟.
*هناك خلافات حول وراثة الحزب؟
– "العايز يأتي يشتغل، لكن الآن ما شايف في زول غيري"؛ فكيف تكون هناك خلافات إلا أكون أنا من يتشاكل مع نفسه، إذا عضو يرغب في هذا المنصب، على الرحب والسعة وليس لديّ مشكلة.
*إذن أنت مفوض تفويضاً كاملاً من مولانا لقيادة الحزب؟
– "أنا ما شايف في زول غيري موجود هنا"، هناك من ذهب إلى المحكمة وقال إنني لست مفوضاً، لكن القاضي أثبت أنني مفوض، "أكتر من كده يسوي شنو تاني"؟ أنا جئت إلى هنا منذ 2001 بتكليف من مولانا مع السيد علي ومن أخواني كلهم "ما في زول جاء منذ هذا العام، وأنا ما عارف متين يدركوا هذا الأمر هل بعد (100) سنة"؟.
*لكن السيد جعفر جاء؟
– السيد جعفر جاء لفترة قليلة لا تتجاوز ال(6) شهور، وجاء قبل مولانا كوفد مقدمة، ثم غادر مرة أخرى، لكن لا يوجد حزب يدار بالريموت كنترول، الحزب ينبغي أن يدار من شخص موجود بالداخل وهو المكلف والمفوض.
*ألا تعتقد أن رد فعل هذه المجموعة طبيعي، باعتبار أنهم قيادات داخل الحزب لسنوات طويلة وفجأة يجدون أنفسهم في الشارع؟
– كما تدين تدان.
*لكنهم لن يستسلموا؟
– لماذا؟ وأنا أيضاً لن أستسلم.
*هل هناك أي مساحة متاحة للحوار معهم؟
– توجد مساحة الحزب، وبابه مفتوح، بإمكان أي شخص أن يذهب لرئيس الحزب ويستتاب ويتعهد بأنه لن يعود إلى هذا الأمر، وهم من عملوا ضدي، أنا لم أعمل ضد شخص، وهم يحاولون خلق تناقضات كي يعيشوا، ثم في الآخر هم ضد رئيس الحزب.
*لكنهم الآن يلجأون إليه؟
– نعم.. ويشتكونني.
*لماذا يلجأون إلى رئيس الحزب ولا يلجأون لقواعد الحزب؟
– لأن قواعد الحزب متضررة منهم، وهم أسقطوا أناساً كثيرين بتخاذلهم في الانتخابات، وبالبلبلة والكلام الفارغ، وساهموا في خسارتنا في عدد من الدوائر. في 2010 اتصلوا بي وأنا في أمريكا، وقالوا لا توجد انتخابات، ومولانا في المدينة، قال لي: "قالوا مافي انتخابات أمشي شوف الحاصل شنو"، ووجدنا فعلاً في انتخابات. في 2015 نفس الكلام، قالوا: "مافي انتخابات"، لكن لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين، وعندما يفشلون في إقناع الناس بعدم التفويض، أنا لم أصرح منذ وقت طويل، لكن هم الذين يمسكون الجرائد.. من الذي اجتمع في الأسكلا؟، وهناك أناس كثيرون كتبوا أنهم لم يفوضوا، وهذه قضية تزوير، كتبوا أسماءهم ورفعوا بها دعوى دون تفويض، منهم "ناس طه البشير" وغيره، هذا شغلهم (خلق التناقضات عشان يقدروا يعيشوا) وليس لديهم شيء آخر.
*هل أنت راضٍ عن أدائك كمساعد لرئيس الجمهورية؟
– هناك الكثير الذي يمكن أن ننجزه.
*ولكنك لم تنجز أي شيء حتى الآن؟
– هناك أشياء كثيرة يمكن أن نقوم بها وأن ننجزها ونمضي فيها إلى الأمام، مثل العلاقات الدولية والعلاقات مع أمريكا ومصر، ويمكن أن نتوفق فيها، لكن ليس بمقدورنا.
*وما السبب؟
– هي أسباب وليست سبباً واحداً.
*أنت كُلفت من قبل الرئيس بعدد من الملفات على رأسها ملف الأمن الغذائي ولم تنجز بعد؟
– كيف ذلك؟ الملفات التي كلفنا بها أنجزنا فيها الكثير، مثلاً ما يخص الصداقة الشعبية، طبعاً نحن نريد أن نمضي فيها إلى الأمام، لكن المشكلة بسيطة، هي أننا لا نريد الدخول في اختصاص شخص آخر.
*ماذا تقصد بشخص آخر؟
– مثلاً رئيس البرلمان ذهب إلى أمريكا والرئيس قال ذاهب إلى روسيا، ونحن نرغب في تحسين علاقتنا مع روسيا، وننتظر الرئيس لأنه لا يمكن أن أذهب أمامه.. العلاقات مع مصر يمكن أن نبحر فيها، لكن إلى الآن لدينا مجموعة فيها (13) شخصاً واقترحناهم كلجنة يمكن أن تقوم بهذه المهام، نحن نبحث عن رئاسة الصداقة الشعبية لكي نتقدم وندخل في الجمعيات.. ولدينا مشاكل في الحديقة الدولية تنتظر الحل. إذا لم يكن الإنسان يملك المال وفي محل القرار، لا يمكنه أن يتخذ القرار في الملف المختص.. وإذا الدولة لم تنفق في الثلاجات والتخزين والتصنيع الزراعي لن يكون هناك أمن غذائي.
*إذن يفهم أن الملفات التي كُلفت بها هي صورية ولا تمتلك أي قرارات حولها؟
– "شكلها كده"، إلا إذا تعاون الولاة، لأن شغل الأمن الغذائي مع الولاة، هل أستطيع أن أفرض على الولاة مشاريع ليتم تنفيذها؟ هو تكليف لكنه يحتاج إلى سلطة.
*وأنت لا تمتلك هذه السلطة؟
– المشكلة هي أنه لا يوجد أحد في الدولة يعرف ما مهمته، لكن مثلاً تجد النائب اجتمع معهم في الأمن الغذائي، إذن من هو الرئيس، ومن هو ال(ما رئيس)؟.
*هل ينطبق الشيء نفسه على وزراء حزبكم أم أن هناك تكليفات أُنجزت من قبلهم؟
– "الأوقاف استعدلت".. لدينا وزارات جاءت الأولى وأدخلت أموالاً كثيرة، سواء من الأسواق الأوروبية أو الأوقاف، وأقول إن وزاراتنا في الجهاز التنفيذي اشتغلت بنسبة (100 %) لا توجد فيها أي مشاكل، وكذلك الجهاز التشريعي ساهم في أشياء كثيرة، وفي الصحة أدخلوا التخصصات في كافة مستشفيات البحر الأحمر، وأقول إننا أنجزنا الكثير في فترة بسيطة.
*لكن كثيرين ينتقدون غيابك المستمر عن الرئاسة رغم المخصصات التي توفرها لك الدولة؟
– "أنا كيف ما قاعد"؟.
*أنت موجود خارج البلاد أكثر من مكتبك؟
– "أنا زمان كنت بسافر كتير، قبل ما أدخل في الحكومة، لكن بعد دخلت فيها ما بسافر، وأنا هسع قاعد من شهر أكتوبر ما سافرت أي مكان، إلا أنني ذهبت إلى القاهرة ليومين وعدت مباشرة، ممكن أكون بسافر كتير في الولايات، كل أسبوع أو أسبوعين أذهب إلى الشمالية أو البحر الأحمر، ولسه حنمشي دارفور ونشوف المعسكرات، شغلنا نحن ما شغل مكتبي وما سكرتارية".
*كيف تنظر لمستقبل السلام في السودان في ظل انشقاقات الحركة الشعبية "قطاع الشمال"؟
– السلام يرتبط بالتنمية، وإذا لم توجد تنمية لا يوجد سلام.. وشخص واحد يمكن أن يحقق السلام وشخص واحد غلط يمكن يحقق الحرب، والمجهود الذي نراه لتحقيق السلام غير كافٍ، ويبدو لي أن هذا المجهود بحاجة لأشخاص معينين، ولدينا فرصة أفضل من السابق لتحقيق السلام، ويجب أن نستغلها بوضع الناس الصاح.
*هل تقصد أنكم قادرون على إحلال السلام؟
– إذا كنت أستطيع أن أحل لك قضية، لِمَ لا؟ ولماذا لا تستثمر الوقت، ولن أكون موجوداً معك إلى الأبد.
*هل سعيتم للمشاركة في التفاوض؟
– تحدثنا في هذا الأمر كثيرا جدا، لكن للأسف الوفود التي تذهب للتفاوض تخلو من عناصر تساهم في تحقيق السلام، حتى الشخصيات القومية.
*لكن هل الحزب لديه وجود في مناطق النزاع لتكون له رؤية؟
– بالطبع.. مؤخراً استقبلت وفوداً من جنوب كردفان وأيضاً من النيل الأزرق، نحن فعلاً يمكن أن نساهم في إحلال السلم والوصول إليه بسرعة، مولانا من قبل تحدث عن أنه يمكن أن يحل مشكلة دارفور في القاهرة، وأقنع حسني مبارك بأن يدعو حركات دارفور للتشاور، ولكن جاءت عناصر أخرى لا علاقة لها بالمنطقة نفسها، وفاقمت المشكلة إلى الآن.
*كيف تنظر للانقسامات التي حدثت داخل الحركة ومطالبة الحلو بتقرير المصير في جنوب كردفان؟
– لماذا انفصل الجنوب؟ وما المانع في أن لا تنفصل كردفان؟ لابد أن يكون هناك تعافي في الداخل قبل المشاركة في الخارج، وإذا لم يستطع الحوار تحقيق التعافي ستكون لدينا مشكلة، لكن المشكلة الأكبر أن تصبح هذه عادة، وأي منطقة تطالب بتقرير مصيرها، الآن الجنوبيون حققوا تقرير المصير لكنهم عادوا لنا مرة أخرى، لابد أن يمضي السودان بصورة جيدة وأن يحقق تكاملاً مع الدول الأخرى، مثل الاتحاد الأوروبي، ويجب أن يسعى الأفارقة لتوحيد أفريقيا، بالتالي البيئة ليست مشجعة حتى لتوحيد الأحزاب، وأقول إن تقرير المصير ليس بالشيء الصحيح بالنسبة للبلد.
*هل فكرتكم في طرح أي مبادرة لمعالجة الأزمة الحالية بين الحكومة والحركات؟
– لدينا مبادرة ورؤية، لكن إذا وجدنا الأذن الصاغية.
*يتحدث مولانا الميرغني دائماً عن عودة الجنوب؟
– نحن لدينا اتفاقية معهم بأن يكون السودان متوحداً أرضاً وشعباً، وألا تكون هناك عنصرية أو مشاكل، ونسعى إلى التكامل مع السعودية وإريتريا وإثيوبيا، وأن يكون تكاملا اقتصاديا ويتطور فيما بعد.
*الآن هناك بوادر أزمة بين السودان ومصر وليس لديكم أي مبادرة لتحسين العلاقات؟
– لدينا مبادرة مكونة من (13) شخصاً بمن فيهم شخصي، وهذا مقترحنا نريد أن نتقدم به، لكننا أيضاً نريد الأذن الصاغية.
*دائماً الخلافات بين البلدين بسبب قضية حلايب، هل لديكم رؤية محددة لحل هذه القضية بصورة أمثل؟
– الحل الأمثل كالعادة هو أن تتصافى النفوس، وإذا تمسك كل طرف بموقفه ستكون مسألة مزايدات.
*من خلال وجودك في أمريكا ومحاولاتك لبذل جهد لتحسين العلاقات، هل تتوقع أن يتم الرفع الدائم للعقوبات عن السودان وإزالة اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب وأن تستوفي الحكومة الشروط التي وضعت لها؟
– طبعاً الحكومة نحن جزء منها.. شخصياً لا أرى أن هناك مساعي كافية لتحقيق هذه الشروط.. لدينا أمل كبير في أن ترفع العقوبات لكنها تحتاج لجهد أكبر، ورأينا كيف كانت الزيارة الأخيرة، هل كل الزيارات تكون بهذا الشكل؟ هذا يعني أن لديهم مآخذ علينا.
*ما الصيغة المثلى لاستقطاب استثمارات أجنبية؟
– تعود لسياستنا الخارجية.
– تى يعود مولانا محمد عثمان الميرغني إلى الخرطوم؟
– بعد ما يذهب إلى المدينة.
*ومتى سيذهب إلى المدينة؟
– لا علم لي، هو فقط من يعرف.
*هل لديك أي طموح سياسي للجمع بين الزعامة السياسية والدينية مستقبلاً؟
– أنا طموحي أن تكون لديّ صندقة في البحر الأحمر ومركب وأمشي السمك.
*ولا حتى طموح للترشح لرئاسة الجمهورية في 2020؟
– ليس لديّ طموح أن أبقى رئيساً.
*لماذا؟
– لأنها هم.
*لديك علاقة وطيدة بالبحر الأحمر؟
– لأننا مولودون هناك وتربينا وعشنا على الصنادق في البحر، وأنا متزوج من البحر الأحمر.
*أيضاً لديك استثمارات في البحر الأحمر؟
– الآن بدأنا في السياحة؛ لأنها مكان مناسب لذلك، وهي سياحة صديقة للبيئة.
*نريد توضيحاً أكثر.. ماذا تعني بسياحة صديقة للبيئة؟
– يعني لا علاقة لها بالفنادق (الخمس نجوم) والأشياء الفخمة، بل نحاول أن نعايشهم بذات طريقتهم، وهم أصدقاء للبيئة حتى قوارير المياه مثلاً تكون من الزجاج، وليس بلاستيكاً، لأنها مضرة بالبيئة، وأن نعتمد على البحر وألا يتم تكسير الشعب.
*إذن هذا هو مشروعك السياحي الذي تخطط له؟
– نعم هذا مشروعي السياحي، والسياحة أكثر شيء يتعرض في الأمن الغذائي؛ لأنها تشغل الناس والمشاريع السياحية هي أفضل الأشياء لتحقيق الأمن الغذائي، لذلك أقول "إننا شغالين بس بفهم تاني، ما شغل المحاصصة بتاعهم ده".
*إذن هو شغل بزنس؟
– نعم، لكن أَمن غذائي، ولديّ (مواشي) في الشمالية.
اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.