مسيرات تابعة للجيش تستهدف محيط سلاح المدرعات    مصر: لا تخرجوا من المنزل إلا لضرورة    الملك سلمان يخضع لفحوصات طبية بسبب ارتفاع درجة الحرارة    واصل برنامجه الإعدادي بالمغرب.. منتخب الشباب يتدرب على فترتين وحماس كبير وسط اللاعبين    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. قطبي: الحقيقة.. أنا لست متمسكاً بترشيح البشير

د. قطبي المهدي القيادي بالمؤتمر الوطني ظل لديه آراء جريئة وواضحة فيما يحدث بالساحة السياسية وخاصةً داخل أروقة المؤتمر الوطني، بصورة جعلته يصنف كأحد صقور الحزب.. بذات الجرأة تحدّث حول
مخاطر ترشيح الوطني لشخص آخر غير البشير وفي هذا الحوار قالها صراحة: أنا لست متمسكاً بترشيح الرئيس وتمنيت أن يكون لدى الحزب خمسون مرشحا مثل البشير.. ولكن الحزب لم يكن مستعداً لإيجاد البديل والآن الوطني في (ورطة) للخروج من المأزق.. وقال إن كنكشة جيل البشير هم من أدخلوا الوطني في (محنة) البديل.. فيما يلي تفاصيل ما جاء على لسان د. قطبي:
* تفاجأت الأوساط السياسية بإعلان الرئيس عمر البشير بعدم رغبته في الترشيح للرئاسة والبلاد تمر بظرف استثنائي.. ما الذي دعا الرئيس لإعلان هذا الأمر؟
أعتقد أن الرئيس يريد بذلك أن يعطي فرصة للشباب وتجديد الدماء بالحزب، وانه حكم فترة كافية كما ذكر في حديثه، أنا في تقديري هذا الحديث قد يكون صحيحاً لكن هو عامل نفسي بالدرجة الأولى، فهو إنسان ذو ضمير حساس جداً يعتقد أنه كرئيس لا ينبغي أن يكون مثل مبارك والقذافي، وطبعاً يوجد فارق كبير جداً بأنك تكون شخصا مستبدا ومتسلطا و(عايز تحكم إلى يوم القيامة)، وبين أن تكون شخصا بسيطا كالبشير (غير ديكتاتور) إنسان ديمقراطي وشعبي جداً ومستعد في أي وقت أن يترك السلطة.. وعامل آخر، فالرئيس طيلة السنوات السابقة كان في حالة صراع مستمر مع أعداء ظلوا يحيطون السودان بمشاكل من الخارج والداخل وصلت حد اتهامه بواسطة الجنائية وطلب القبض عليه، فكل هذه الهموم والأعباء كافية جداً أن يقول كفاية.
* ربما كان القرار نتيجة ضغوط أخرى؟
ليس كذلك.. بحسب علمي بشخصية الرئيس فهو إنسانٌ لديه طاقة غير عادية لاحتمال تبعات العمل ومسؤولياته، ولديه قدر من الصبر والتحمل ولا تؤثر عليه الضغوط سواء السياسية أو الاجتماعية التي تمر بها البلاد.. وعلى الرغم من ذلك قال كفاية و..
* مقاطعة.. الرئيس قال كفاية ولكن قطبي المهدي قال: (ما في داعي) وهو تيار يرى ضرورة بقاء الرئيس لدورة أخرى؟
أنا حقيقةً لست متمسكاً بترشيح البشير وكنت أريد أن نكون فى وضع أفضل إذا أعددنا خيارات أخرى، وكنت أتمنى أن يكون لدينا خمسون مرشحاً مثل البشير، ولكن مؤسسة الحزب استسلمت للبشير ولم يضعوا فى حساباتهم أن البشير فعلاً سيذهب سواء بإرادة الحزب أو البشير أو بإرادة المولى عز وجل، وكلها إرادة المولى، الشئ الملاحظ أن ما ذهب إليه الرئيس في حيثيات تنحيه لم نعد البديل ليتسلم المسؤولية، وظل جيل البشير متمسكا بالمسؤولية ومهمشا الجيل الآخر، نحن نتحدث عن الشباب الجديد وآخرين فى الأربعينات، ولكن الآن لا يمكن أن تأتي بشخص من اتحاد الشباب ترشحه لرئاسة الجمهورية وهوغير مؤهل لهذه المهمة الكبيرة، ونحن نرى أن أوباما تسلم رئاسة الحكم فى دولة بحجم أمريكا وهو في الأربعين من عمره، ولو نظرت للقيادة البريطانية فمعظمهم شباب لكن كانوا جاهزين من أول يوم لتحمل المسؤولية وإدارة دولة عظمى، لكن (كنكشة) جيل البشير وعدم سماحهم لتطوير قدرات الشباب
وتأهيلهم للقيادة هو ما جعلنا الآن (نحتار) في مَن يخلف البشير.
* هل الوطنى حقيقة في حيرةٍ لخلافة البشير؟
وعدم إعدادنا لجيل آخر هو ما جعلنا فى وضع سيئ ونتحدث أن السودان يمر بفترة استثنائية وان البشير شخصية استثنائية تناسب المرحلة، لا يوجد بديل عنه يستطيع أن يواجه هذا الظرف الماثل بكل تحدياته، لأن الوضع الأمني الذي يواجه البلد دور المؤسسة العسكرية فيه مُهمٌ جداً، ودور البشير في هذه المؤسسة مُهمٌ للغاية بحكم شعبيته وكفاءته وتجربته في المؤسسة العسكرية، إضافةً الى أن الرئيس لديه ذخيرة من المعرفة بالمجتمع السوداني ومعرفة ميدانية بقبائل السودان، هي معرفة ميدانية وليست أكاديميّة وجلس معها ويعرف مَشاكلها وتطلعاتها وطموحاتها ويعرف قضايا الفئات كالمزارعين، وهو ابن مزارع نشأ معهم ويعرف مشاكل الرعاة، وملتصق بالبادية وقضايا العمال، ويلتقي بالمثقفين، ولديه اتصال متواصل مع القوى السياسية، ومعرفته بالقضايا الاقتصادية وعلاقاته الخارجية، وكل القضايا في السودان ارتبطت بشخصه ومقبوليته لدى الشعب السوداني بشكلٍ كبيرٍ كما وضح ذلك في الانتخابات، كل ذلك يُشير إلى أنّ البشير شخص استثنائي يناسب المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
* وهل يبرّر أن الذين من جيله يجب أن يذهبوا؟
نعم.. خَاصّةً انّه قال إنه مكث في الحكم فترة طويلة بما يعني أن الذين معهم ينبغي أن يذهبوا لأنه ينطبق عليهم ذات الأسباب، لذا لم يعطنا فرصاً نفكر أو نقول إن واحدا من هؤلاء يمكن أن يترشح بدلاً عنه.. وهذا لا يعني إذا الرئيس أصر على رأيه ستحدث مُشكلة، لكن هل من يتم ترشيحهم سيكونوا مثل البشير في أدائه وسيحافظوا على ما حققه ويشكلوا ضمانة لوحدة البلد وتماسك الدولة وتماسك الحزب بذات الكيفية التي كان يعمل بها الرئيس، ثانياً هل البشير فاشل حتى يذهب، اذا كان ممكنا أن يؤدى دوره بشكل أفضل من أي شخص آخر لماذا الإصرار على أن يذهب..
* ولكن هذه رغبته الشخصية؟
أنا في رأيي أن مؤسّسات الحزب تعطي لنفسها فرصة على الأقل لدورة قادمة لتؤهل شخصيات اخرى من الجيل الجديد تحل محله تكون قَادرةً على قيادة البلد في هذا الظرف الحرج ولا تستعجل الأمر وأن لا تقبل رفض الترشيح..
* هذه ليست المرة الأولى التي يبدي البشير عدم رغبته في الترشيح.. لماذا لم يؤهل الوطني كوادره؟
طبعاً هذا الأمر لو أثاره البشير الآن لما تحدثنا عنه لأنّ وقته لم يحن، وأنا تحدثت داخل الحزب كثيراً ووجهت انتقاداً للوطني بأن يكون لديهم سيناريو واضح جداً لمن يخلف الرئيس أو غيابه، ولم يأخذوا بهذا الأمر، ونبّهت لهذه القضية كثيراً، لم تتخذ مؤسسة الحزب الأمر بجدية، أعتقدوا أنهم سيثنوا البشير عن رغبته وسينتهي الأمر، ولكن حينما أعلنه الرئيس الآن وللمرة الثانية شعروا بجدية الرئيس.
* وهل تمّت مناقشة الأمر الآن داخل الحزب؟
بالطبع تمّت مناقشته منذ أعلن الرئيس هذا الحديث وهم فى اجتماعات مستمرة حتى يجدوا مخرجاً من هذه (الورطة)، ولكن أعتقد أنّ الوقت مُتأخِّر بعض الشئ و...
* يعني ذلك أن البشير فاجأ الوطني بقراره هذا؟
ليس بهذا المعنى، ولكن في ظني أن الفرص كان ينبغي أن تتاح للشباب من وقت مبكر جداً حتى يؤهلوا في كل الأحوال ويستعدوا لملء الفراغ لأن البشير سيغيب في يوم من الأيام..
* وما موقف مؤسسة الحزب من التيارات داخل الوطني (كفاية، ما في داعي)؟
أعتقد أن كفاية ليس مجموعة واحدة، بل مجموعات، بعضهم يرون أنّ الحكم أكثر عشرين سنة لا تعطي صورة جيدة للنظام، وبعضهم يرى أنّ بعد هذه السنوات من الأفضل أن يأتي شَخصٌ آخر، وانّ كلام الرئيس منطقي وهذا جُزءٌ من انعكاسات حملة مؤتمر الحركة الإسلامية والتي تنادي بجيل جديد من الشباب يجب أن يستلم القيادة. والمجموعة الثانية التي ترى بضرورة ترشيح البشير لا أدري منطقها. أمّا رأيي أنا أعتقد أنّ البلد تمر بظرف استثائي والحزب فشل فى تجهيز شخصيات قيادية تستلم من البشير وبالتالي يجب أن لا يكون لدينا موقف مبدئي من عدم ترشيح البشير حتى ولو برغبته.
* ولكن يوجد دستور كما ذكرت بعض القيادات بالوطني ولائحة تحدد ذلك؟
هذا الموقف أنا تحدّثت عنه بصورة تأصيلية، ونحن على الأقل اهتدينا بالخلافة الراشدة.. ففى الإسلام لا يوجد شخصٌ يحدد له مدة حكمه، بل بتقييم الأداء، فمثلاً الرئيس مدته خمس سنوات ممكن يجدد له لدورة ثانية بعد أن تم تقييم دورته وثبت أن أداءه جيد ويمكن أن يترشح مرةً ثانيةً، وإن كان أداؤه سيئاً لا نمنحه فرصة أخرى أو حتى يمكن عزله اذا كان بقاؤه بدأ يسبب كارثة، فالحكم في الإسلام لا يحدد بزمن معين ربما تكون شهرين فقط ويتطلّب الأداء تغيير الرئيس لأنّه فشل بالالتزام وأداؤه سيئ ووجوده في الحكم فيه خطورة على مستقبل ومقدرات البلد فيتم عزله فوراً حتى ان لم يكمل السنوات الخمس فيما عدا ذلك تترك للشعب أن يختار، واذا أعتقدوا ان الرئيس أداؤه جيد ومحتاجون له في هذه الفترة فمن حقهم ان يقولوا يبقى الرئيس، واذا رأوا غير ذلك يمكن يسقطوا الرئيس عبر الانتخابات..
أما الصامتون فهم حائرون ولم يحددوا موقفهم حتى الآن..
* يعتزم الوطني تعديل لائحته.. هل يسير التعديل في اتجاه منح الرئيس دورة أخرى؟
في الترشيح للانتخابات ليس بالضرورة أن يكون رئيس الحزب هو المرشح، تعديل اللائحة ليس له علاقة بمرشح الرئاسة، يمكن أن يرشح الحزب شخصا آخر ليس رئيس الحزب..
إذا أصر البشير على رأيه بعدم الترشيح ما هي مآلات ذلك والبعض يتوقع انشقاقات بين التيارات المختلفة داخل الوطني؟
هذه واحدة من الإشكالات، فالحزب حينما يحدد مرشحه يجب ان يستند على معطيات كثيرة من ضمنها رغبة الرئيس نفسه، واذا أصرّ الرئيس على رغبته يكون قد وضع الحزب فى موقف حرج جداً، وفى هذه الحالة لن يستطيعوا أن يجبروه، وبالتالى ينبغي عليهم مواجهة ذلك وهذا ما حذّرت منه، لكن سيضطرون ان يأتوا بمرشح جديد، وهل المرشح هو من جيل الرئيس أو من جيل جديد.. وإن كان من جيل الرئيس سيكون الوضع أيضاً محرجاً لأن البشير في حيثياته ذكر أنه لن يترشح لإفساح المجال لجيلٍ جديدٍ، فإن كانت مبررات ذهابه أنه حكم عشرين وانه مسؤول عن الفترة السابقة بإيجابياتها وسلبياتها فيبقى على الذين معه أن يذهبوا ايضاً، فلا يوجد مبرر لبقائهم، وإن أراد الحزب أن يأتي بشخص من جيل جديد ستكتشف مُؤسّسة الحزب أنّها غير مستعدة لذلك، ففي كل الأحوال إما أن يأتوا بشخص من جيله فنكون كرّرنا نفس التجربة أو إذا كان من جيل جديد فلابد أن نتحمّل مخاطرة ترشيح شخص غير مؤهل.. والاحتمال الثالث أن يأتوا بمرشحين آخرين ربما ليست لديهم القدرة والسند الشعبي والتجربة كما البشير..
* هل يعني ذلك أنّ سَند الوطني مستمد فقط من شخصية البشير؟
لا توجد مشكلة بهذه الدرجة، نحن لدينا قيادات ممتازة جداً موجودة مع البشير، لكن هذا السؤال سيظل مطروحا اذا كان البشير يعتقد انه بعد عشرين سنة يفترض ألاّ يترشح، فما مبرر هؤلاء للترشيح، لكن اية قيادات يمكن ان تترشح وتفوز وستظل علامة الاستفهام موجودة.. وبالنسبة للشعب السوداني أن صورة البشير كزعيم قومي ومقبوليته غير متوافرة لأي شخص آخر، وهؤلاء ينظر لهم كشخصيات تمثل الحزب ليس شخصيات قومية، لذا قلت في وقت سابق إن الحزب حال عدم ترشيح البشير سيفقد من الميزات الانتخابية التي تتوافر لدى البشير..
* هل يعني ذلك ان الحزب لن يجد الأصوات التي تُؤهِّله للفوز في الانتخابات؟
لا .. لا.. ليس كذلك وأعتقد ان الوطني حتى الآن حزب قوي له شعبية كبيرة وليس لديه منافسون بذات الدرجة.. لكن قطعاً وضعه لن يكون كما سيترشح البشير، وأنا أصلاً حديثي لم أعني به الانتخابات بقدر ما أعني به القدرة على حلحلة مشاكل البلد، الهاجس ليس ان الوطني يفوز أو لا، بل الهاجس الأكبر اننا فى وضع استثنائي كيف نستطيع أن نعالج هذه المشاكل بقيادات ليست مستعدة للقيادة..
* هل تعتقد أن الشخص القادم لن يستطيع أن يعالج هذه المشكلات الراهنه مثل البشير؟
نعم، هذا فى تقديري..
* حتى إن كان هذا الشخص هو أقرب إلى الجيش أو المؤسسة العسكرية كما توجد بعض الإرهاصات؟
هذا الأمر الآن محل نقاش.. وبذات القدر أتساءل هل يمكن أن يوجد شخص تتوافر فيه ذات الميزات التي تتوافر بالبشير وانه مقبول لدى الشعب وتجمع عليه المؤسسة العسكرية..
* هل سيلجأ الوطني الى ترشيح شخص خارج الحزب؟
قطعاً لن يحدث هذا..
* توجد تحركات بالبرلمان.. إلى أي مدىً تنجح في إثناء البشير؟
الإشكال ليس في أن يتخلى عن الرئاسة لأن نائبه من الطبيعي أن يخلفه، بل الإشكال في أنه لن يترشح، والبرلمان واحد من مؤسسات النظام له دور كبير وهم يمثلون الشعب وأكثر من مؤسسات الحزب..
* هل يمكن أن يكون نائب الرئيس مرشح الحزب؟
هذه واحدة من الخيارات، ولكن إذا ترشح نائبه سيُطرح سؤال لماذا ذهب البشير، ونائبه تحمّل معه ذات المسؤولية بذات التجربة..
* هناك بعض الأشياء الخاصة بالرئيس التي ربما جعلته لا يرغب في الترشيح مرةً أخرى؟
اذا كان موضوع المحكمة الجنائية فالرئيس لم يعطه أي اعتبار وظل يمارس عمله دون قيود وتحد للمحكمة وظل يسافر خارج السودان، ولم تستطع أن تفعل المحكمة شيئاً لأنها لم تجد السند الدولي أو الإقليمي وبالتالي لم يهتم بهذا الأمر..
* هل يدور حَديثٌ بأن المعتقلين في المحاولة الانقلابية لهم علاقة بمن يترشح للرئاسة؟
المعتقلون في المحاولة الانقلابية هم ليس من بينهم سياسيون وليس لديهم طموح للترشيح، بل هم عسكريون من الدرجة الأولى، وبحسب كلامهم أنهم يرمون لإصلاحات في المؤسسة العسكرية، وإن كنت تعني شخصاً سياسياً من بينهم فدوره كان مساعداً فقط، وليس أساسياً في العملية، هم استعانوا به فقط..
* ربما هذه الشخصية كان لديها طموح للترشيح للرئاسة؟
وإن كان كذلك فليس لديه شعبيه، هو معتمد على المؤامرة الانقلابية، ليس له شعبيه كالرئيس وإن لم يَتَرَشّح البشير الأمر سيكون مَفتوحاً..
* إذاً مَن سيخلف البشير بعد هذه القراءات؟
في الوضع الموجود يوجد جيل البشير لديه تجربه إذا استبعدنا مبررات البشير، ومن الجيل الآخر لديه طموحات ومجموعة (سائحون) واحد منها سيختار الوطني منهم..
* المؤسسة أي منهم ستختار؟
المؤسسة تتكوّن حتى الآن من جيل التجربة والخبرة الطويلة بوجود جيل شبابي لحرصنا ألاّ تحدث هزة في الحزب كما حدث فى مؤتمر الحركة الإسلامية للمحافظة على كيان الحركة خَاصّةً فى حدوث توترات، واختاروا القيادات القديمة نفسها لأنهم تخوفوا من التغييرات.
* ولماذا تم تأجيل المؤتمر العام للحزب.. هل ما أُثير حول ترشيح البشير أحد الأسباب؟
نعم.. ما أُثير حول مرشح الحزب والضجة التي أحدثها ما أعلنه الرئيس بعدم ترشحه جعلتهم يفكرون كثيراً في مآلات ذلك قبل انعقاد المؤتمر.. وترتيب هذه القضية حتى يكونوا جاهزين بتحديد مرشحهم..
* بمعنى أنه بانعقاد المؤتمر سيكون الحزب حدد مرشحه؟
نعم.. قبل انعقاد المؤتمر سيحدد الوطني مرشحه.
* ومتى سينعقد المؤتمر؟
لم يتم تحديده حتى الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.