بعد أن ذاع صيتها كدلالة شهيرة، بدأ التغيير يدب فيها وأخذت شكل السوق المستقر، لم تتوقف دلالة السوق الشعبي الخرطوم فقط على الأثاثات، بل شملت كل السلع الأخرى من الثلاجات والمكيفات، بجانب محلات تخصصت في إصلاح عطب الأجهزة الكهربائية وترميم وإصلاح الأثاثات القديمة، ومن ثم عرضها للبيع بأسعار تتناسب مع دخول الأسر البسيطة التي تمثل الدلالة جهتها الرئيسة. في السياق، قال الطاهر محمد أحمد – تاجر ل (اليوم التالي): تميزت هذه الدلالة بالأثاثات المنزلية المستخدمة والجديد منها، وبها عدد من الدلالات الصغيرة المتخصصة، مثل دلالة (المراوح والثلاجات بجانب المكيفات والغسالات وطلمبات المياه والصهاريج وبقية الأشياء الصغيرة بالإضافة إلى الموازين المستعملة). أغراض مستعملة وواصل الطاهر حديثه قائلاً: كان مقر هذه الدلالة في السابق مكان دلالة الفاتح شبر، وهي دلالة مشهورة، وكان المواطنون كانوا يأتون إليها بالأغراض المستعملة بغرض البيع وهم في أمس الحاجة للمال في يوم الجمعة، لذلك سميت بدلالة (الجمعة)، وكان الفاتح هذا يشتري بعض الأغراض المستعملة من دلالة البوليس ويدق الجرس، ويعلن عن بداية فتح المزاد بالنسبة للمراوح يدق الجرس ويبدأ المزاد ب (10، 20، 30، 40، 50)، وبحضور صاحب البضاعة، وهو الذي يحدد السعر ويشتري المشتري وصاحب البضاعة يأخذ المبلغ والفاتح شبر يأخذ رسوم الدلالة بفاتورة قانونية، أما الآن فأصبحت الدلالة بصفة يومية وثابتة يأتي إليها المواطنون بأغراضهم المنزلية بغرض التخلص منها والتجديد. مكيفات ومراوح من جهته، قال عاطف الشيخ – صاحب ورشة بالدلالة ل (اليوم التالي): أشتري الأغراض من المواطنين بسعر معقول وأجري عليها بعض الصيانة، إلى أن تصبح كالجديدة، يعني (سكر في موية)، وتكون شغالة بفاعلية عالية، وكثير من المواطنين يحبذون الأغراض المستعملة، وأنا أبيع المروحة المستعملة ماركة أورينت ب (200) جنيه وام تي ب (150) جنيها، أما المكيف المتحرك المستعمل بعد أن يدخل الصيانة، فيباع بين (900-1000) جنيه، وهناك بعض الأنواع تباع ب (600-700). وأردف: توفر الدلالة الكثير للمواطن الذي لا يستطيع شراء أثاثات جديدة وبأسعار عالية، ويجد مبتغاه فيها وبسعر يتناسب مع مدخراته، وهو يأخذ الأشياء الرخيصة من المحلات المعروضة، وهو راض عنها تماما، والتاجر يكسب شيئا من الربح. واستطرد عاطف: يأتي الناس من مناطق بعيدة (جبل أولياء، الحاج يوسف، الكلاكلة) ومن كل المناطق الطرفية الموجودة بالخرطوم. اليوم التالي