نجومورومو (أوغندا) (رويترز) - فر مئات اللاجئين من جنوب السودان يوم الأربعاء إلى أوغندا لليوم الثاني فيما يمثل دليلا آخر على هجوم شنته القوات الحكومية على بلدة باجوق الحدودية قتل فيه 17 شخصا على الأقل وفقا لإحصاء أجرته رويترز. وأطلق الرصاص على بعضهم وهم يحاولون الفرار. وبعضهم قطعت رقابهم قبل أن تعلق أجسادهم على الأبواب. ودهست سيارة طفلين. وتعرض شهادات اللاجئين، الذين تجمع أكثر من ثلاثة آلاف منهم خارج الحدود الأوغندية، صورة قاتمة لوحشية الحرب الأهلية الدائرة منذ ثلاث سنوات في أحدث دولة في العالم. وتنفي الحكومة أن تكون قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان قد استهدفت مدنيين وقالت إن عملية يوم الاثنين في باجوق، وهي بلدة يقطنها نحو عشرة آلاف نسمة على مسافة 15 كيلومترا شمالي الحدود الأوغندية كانت تهدف إلى طرد مقاتلين متمردين. وقال الكولونيل سانتو دوميك تشول المتحدث باسم الجيش إن التقارير عن أن جنوده قتلوا سكانا غير صحيحة. وأضاف أن قواته تلقت أوامر بعدم دخول البلدة أو السيطرة عليها. وقال لرويترز في اتصال هاتفي "هذا غير صحيح. إنها مجرد حملة مصطنعة ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان. بعض الناس غير راضين عن أن الجيش أخرج عصابات ومتمردين كانوا يسيطرون على باجوق على مدى العامين الماضيين." وأضاف "ما أعرفه هو أن العصابات تنهب وتقتل السكان في باجوق منذ يومي الجمعة والسبت." وتشهد دولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان في عام 2011 بعد عقود من الصراعات حربا أهلية منذ أن عزل الرئيس سلفا كير نائبه ريك مشار في عام 2013 فراغ بلدات روى باسوورد أوكوت (30 عاما) وهو مزارع كيف فقد شقيقيه. فبعد أن فر من القتال في بادئ الأمر، تسلل عائدا إلى منزله في قرية يوايا على مشارف باجوق ليأخذ أغراضه. وهناك رأى جنود الحكومة يأخذون شقيقه أييلا بيتر (35 عاما) وهو فني إصلاح سيارات، من وسط حشد ويربطون كاحليه ويذبحونه ويعلقون جسده على باب. وقال أوكوت عند معبر نجورومورو الحدودي "تفرق الناس عندما رأوهم يذبحون أخي وبدأوا يركضون. وأثناء ركضهم أطلقوا النار على شقيقي الآخر." وتسبب القتال في أكبر نزوح جماعي للاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 وقالت الأممالمتحدة في ديسمبر كانون الأول إن لديها أدلة على تطهير عرقي تمارسه قوات الحكومة والمتمردون على حد سواء وإن الجنود يبدون استهتارا بحياة المدنيين. وتحدث اثنان من اللاجئين عن اقتحام قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان لمستشفى باجوق وقتلهم لأحد العاملين بها. وقال أومال كولورا (52 عاما) وهو رجل أعمال إن الموظف بالمستشفى طبيب واسمه ألوكا وحاول منع الجنود من الدخول. وقال كولورو إن أربعة آخرين قتلوا بالمستشفى. وفي واقعة أخرى قال إن أطفالا استهدفوا وهم يركضون على جسر عندما بدأ إطلاق النار. وقال "اثنان دهستهم سيارة واثنان أطلق عليهما النار." وهجوم باجوق هو الأحدث في سلسلة هجمات في المنطقة الاستوائية الخصبة. وتسببت هذه الهجمات في فراغ بلدات وقرى قرب الحدود مع أوغندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية من سكانها. وفر أكثر من 1.5 مليون شخص في الأشهر التسعة الأخيرة، ذهب نحو ثلثيهم إلى أوغندا التي تواجه صعوبات لاستيعابهم. وتعمل الحكومة الأوغندية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على استكمال بناء مخيم للاجئين قرب نجومورومو للوافدين الجدد الذين يعيشون في الأدغال على حدود أوغندا. وقال الفين جونزاجا المتحدث باسم المفوضية "نحاول إعداد أفضل مكان لهم ليقيموا فيه... نحاول تجهيز الموقع لكننا نحتاج لتوقيع ملاك الأرض." ويواجه العديد من اللاجئين، حتى عندما يصلون إلى الأمان النسبي في المخيم، الانتظار المرهق لأحبائهم الذين فقدوا وسط حالة الفزع قبل يومين. وقطعت خدمة الهاتف عن باجوق. وقال أوكوت "أمي ما زالت هناك... لا نعرف ما إذا كانت حية أم ميتة