الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البروفيسور حسن مكي للراكوبة : الرئيس عمل أجهزة موازية للجيش والامن.. لا توجد مؤسسة صحفية أو قانونية أو عسكرية قوية.
نشر في الراكوبة يوم 11 - 04 - 2017


الحكومة تسعى لاستيعاب الصادق المهدي
اذا أردت أن تحدث الرئيس البشيرعن عدم وجود كفاءات سيحدثك بأكثر مما تعلم
هو حوار مطول كان لابد منه لان البروفيسور حسن مكي شخصية لها وزنها داخل الحركة الاسلامية وهو الخارج عنها منذ العام 1994 وكل الذي يكتبه أو ينطق به يجد المتابعة من الأعين الفاحصة داخل النظام. يطرح رؤاه كما يريد، عندما سألته لماذا غادرت الحركة الاسلامية جاءت اجابته أنه لايريد أن يكون ضمن عبدة الأوثان مثلها مثل تنظيمات أخرى ، و هل في مقدور الحكومة انفاذها مايسمى (بالحوار) ولماذا دخلت الحوار الاحزاب المستنسخة.. والى ماذا قادنا المشروع الحضاري وأين هو الان.
وموقف الترابي منه وهل هو متآمر ضمن آخرين من تلاميذه.
تنويه تم اجراء الجزء الاول من الحوار قبل أكثر من شهر ونصف واكتمل الجزء الثاني قبل أيام لذلك تأخر النشر.
الجزء الاول:
هل تعتقد ان الحكومة تستطيع ان نتنفذ مخرجات الحوار كما ادعت؟
تنفذها بفهمها،وطريقتها واحدة من المشاكل أن كل مجموعة تفهم الحوار بطريقتها المعارضة تفهم الحوار بانه يؤدي إلى تفكيك الحكم والحكومة تفهمه بأنه يؤدي إلى المزيد من المشروعية لها ويفتح لها العلاقات الدولية وغيرها, المشكلة اذاً طريقة كل من الطرفين.
المعارضة التي دخلت الحوار خلافاً للمؤتمر الشعبي فهم اما أحزاب مستنسخة أو شخصيات وهمية بلا تاريخ ولا أحد يقف ورائهم الا تعتقد ان الحوار الغرض منه تقارب بين الوطني والشعبي فقط ومن ثم يتم بيع الآخرين؟
المسألة مفتوحة وكل الخيارات واردة لأن هذه هي قناة أمبيكي وهي القناة المباشرة، والمجتمع الدولي في الغالب سيبقى على ما سيصل إليه أمبيكي باعتباره كمن يمثل إرادة الاتحاد الافريقي، وما سيقوله أمبيكي غالباً ستحاول الحكومة الاقتراب منه، والمعارضة نفسها ليست شئ واحد ولو جاءت انتخابات مؤكد ان المؤتمر الوطني سيجد أصوات غالبية حتى أكثر من المؤتمر الشعبي والموضوع كله سيكون اشبه بالصفقات والمجتمع الدولي رسالتة الآن ان المانحين تعبوا من السودان، والاعلام الغربي الآن أصبح مشغولاً مع ترامب والتغييرات في امريكا وسوريا والعراق وليبيا والسودان أصبح في الهامش اي ليس مهماً ومتروك لناس امبيكي وصوت السودان ما عاد مزعجاً، وبذلك هذه الحركات المسلحة تدخل في الحوار أو تظل بعيدة هذه لا استطيع الاجابة عليها.
الحكومة تحدثت عن تشكيل حكومة جديدة عقب الفراغ من نتائج الحوار في يناير وانتهى يناير وكل شئ في مكانه إلى ماذا تعزو الامر هل هي وعود الانقاذ(كلام الليل يمحوه النهار) ام أن هناك اسباب اخرى؟
هناك اسباب اخرى ،ان الحركات المسلحة لا بد أن تدخل الحوار أولاً، وكما ذكرت انت إذا كان الحوار لاستيعاب المؤتمر الشعبي فهذا يعني اننا لا ذهبنا ولا اتينا، لذلك الحكومة تنتظر اشارة خضراء من لجنة امبيكي, وتسعى لاحتواء السيد الصادق المهدي وتكسب مجموعات اخرى، لكن هي لو كانت هناك جدية كما اعتقد فان الحكومة كان من الممكن أن تكون انتقالية والحكومة الانتقالية تكون جسراً لحكومة انتقالية اخرى بمعني انك لا يمكن أن تكسب معركة بالضربة القاضية فلا المعارضة ولا الحكومة ستكسب بالضربة القاضية ولا زالت كاودا موجودة والنيل الازرق وخلافه وهناك مناطق محررة والمجتمع الدولي يريد فتح قنوات امنة، واذا جاءت حكومة انتقالية لمدة سنه مثلاً هذه الحكومة تمهد لحكومة انتقالية اخرى للجهات التي لا ثقة لها في الحكومة، واذا تم تعيين حكومة جديدة رئيس وزرائها مقبول هذه تكون مرحلة في الطريق, ورئيس الوزراء الجديد يقوم بالمهام التي تؤدي لالحاق القوى الاخرى بالحكومة في المرحلة المقبلة، وبعد ذلك تأتي القوة الاخرى للحكومة أو تصل إلى تفاهمات يتم الكلام حول الدستور والانتخابات، وهل تكون الانتخابات برعاية عالمية أم وطنية أم تكون مشتركة مع الاتحاد الافريقي خوفاً من التزوير ..الخ, وفي الحكومة الانتقالية الثانية يتم الاتفاق على الحقوق المختلف عليها.
لو تلاحظ ان الامريكان وضعوا خمسة شروط لم تكن من بينها حقوق الانسان ولا التحول الديمقراطي الا تعتقد ان هذه النقاط شجعت الحكومة على المزيد من تضييق الحريات؟
والله ابداً انا اعتقد ان هناك حماقات واليوم هناك استاذ جامعة معتقل اضافة لمعتقلين آخرين وهناك مصادرات للصحف لم تتوقف وهذه لا معني لها، لكن السودان ليس جزيرة معزولة والآن نحن نتحدث والنت شغال والندوات شغالة والحماقات موجودة لذلك انا اقول نحن لا نجد حلاً يجعل الحكومة تترك حماقاتها، لكن بالتدريج ربما تتحسن الأحوال يأتي رئيس وزراء يمهد للمرحلة الثانية، حتى المرحلة الثانية ليس فيها حل نهائي في مسالة السودان، وإذا نظرت لامريكا مثلاً فان الصراع دائر وهناك فبركة في الاخبار وغيرها لكن فيها امن ورضا. لدينا صراع اجيال وهذا الصراع ليس بين الاسلاميين فقط حتى بين اليساريين هناك صراع في أوساط الشيوعيين، وجيل 1989 هو الذي يجب ان يكون في الساحة بحكم السن بالاضافة إلى صراع الاجيال هناك المتغيرات الدولية والاقليمية والوعي الحادث ويجب ان لا ننسى انه حتى إذا جاءت فترة انتقالية ستكون مثل اكتوبر 1964 ويأتي حزبا الامة والاتحادي، وفي العام 1985 رجعنا إلى الامة والاتحادي، والان لابد أن تكون هناك مؤسسية ومؤسسات وقوى إجتماعية جديدة وهذا لا بد له أن يحدث.
هل تعتقد ان المؤتمر الوطني بشكله الحالي يمكن أن يأتي برئيس وزراء بصلاحيات ام انه سيختار شخص من المؤتمر الوطني او خاضع له أو شخصية مستقلة ضعيفة وهل تعتقد يمكن أن يأتوا بشخصية قوية مستقلة لا تنفذ أوامرهم؟
إذا لم يفعلوا ذلك فما هو البديل والمرحلة الانتقالية مهمة وقد فشلت الانقلابات العسكرية والثورات العسكرية، والعصيان المدني كان رسالة قوية لكنه يحتاج لبعض الوقت حتى ينضج ويصبح حقيقة، والقوي هو الذي يحكم وحتى تحدث هذه الخيارات تظل الامور مفتوحة، ربما يأتي ذلك عن طريق العصيان المدني ومرحباً به أو عن طريق الحركات المسلحة ومرحباً بها أو أن يأتي عن طريق الثورة المسلحة ومرحباً بها لكن يجب الا ننتظر، وإذا اتينا برئيس وزراء حتى لو كان من المؤتمر الوطني وضعيف، نحاول عبر هذه الخيارات والذين لديهم خيارات اخرى عليهم ان يعملوها وكل شئ كما ذكرت مفتوح.
الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني اصبحا الآن في يد عمر البشير وقد همشهم وقد وصف المؤتمر الوطني بالاتحاد الاشتراكي يعني مرحلة متقدمة من السوء وهذا يعني انه وضع نفسه في مكان جعفر نميري، هل في داخل الحركة الإسلامية من يمكن أن يقوم باي إصلاحات؟
أنا بعيد عن الحركة الإسلامية منذ العام 1994 وأصبحت خارجاً منها تنظيمياً ولكن كل الاحتمالات مفتوحة، وتعتمد على الرئيس هذا صحيح كما ذكرت انت وإذا كان المؤتمر الوطني اصبح حزب والحركة الإسلامية مضعضعة، فعن طريق امبيكي وعن طريق الاتصال المباشر مع الرئيس يمكن أن تحدث تفاهمات سريعة واكرر كل الخيارات مفتوحة.
يلاحظ ان عمر البشير قد غير من خطابه القديم وان الحركة الإسلامية تناست كل شعاراتها عامدةً مثل روسيا وامريكا قد دنا عذابهما وانهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية النظيفة وغير (المدغمسة ) الي اخره من ترهات واباطيل كل ذلك ذهب ادراج الريح هل تعتقد ان البشير يريد التقرب من امريكا بالطريقة التي يسير عليها الآن في سبيل ان ترضى عنه امريكا وتسحب عنه ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية أم انهم يقومون بذلك كدور تكتيكي ومرة اخرى تعود حليمة إلى قديمة؟
كل الاحتمالات موجودة في السياسة وتصريحات السياسيين تختلف عن نواياهم, الامر الثاني السياسي لا يكون جامداً على خطة واحدة ودائماً ما يتحرك مع المتغيرات والديناميكية تعمل عملها والرئيس البشير عام 1989 يختلف عن البشير 2017 فقد عرف الرؤساء والحكومات.
عمر البشير قال إذا امريكا ارتضت عنا فهذا يعني اننا فارقنا الشريعة والدين سؤالي هل تعتقد انه الآن قد فارق الشريعة والدين؟
لا انا قلت لك السياسي يلعب كالهلال والمريخ والهلال اذا غير تاكتيكاته هل هذا انه ترك كرة القدم والحال ينطبق على المريخ واذا التقوا في حفل هل هذا يعني ان المنافسة قد انتهت.
مقاطعة .. من المحرر...الترابي سبق وأن قال البشير هدية السماء وفجأة انقلب عليه
مقاطعة من دكتور حسن مكي والبشير قال كلام ونسخه وحالياً الرئيس الامريكي ترامب في حملته الانتخابية قال اشياء ولم يستطيع تنفيذها والآن انسحب منها وكل السياسيين يقولون كلاماً قد لا يستطيعون تنفيذه وهناك كلام يقال لجذب الناس وهناك كلام يقال للتضليل ويذهبون لهدف آخر
مقاطعة ...من المحرر... لاحظ أن ما يقوله باسم الدين الإسلامي
كل العالم يتحدث باسم الدين
ترامب لم يقل انه يريد تطبيق الشريعة إذا قلنا انها تاكتيكات يمكن أن تكون كوعود بعض البرلمانيين في انهم سيقومون ببناء جسر ما بين جدة وبورسودان
ترامب لا يتحدث بكل قيم الدين المسيحي
هذا الى ماذا يوصلنا، البشير يقول كلامه وهولا زال جالساً في الحكم إلى ماذا تريد ان تصل
المحرر... انا اريد ان اقول لك ان البشير شغال سياسة وليس دين
مقاطعة ...من ... الدكتورحسن مكي طيب خلاص شغال سياسة.
انا اود ان اقول لك انه يتاجر بالدين هل توافقني؟
وانا اقول لك هذا يسمى تنفيس انت تنفس هواء داخلي، هذا لن يفيد في الحوار ولن يغير في اننا نتقدم قليلاً، التدين علمه عند الله ولا استطيع ان اقول لك انه متدين او غير متدين، ولكن انت لا تثق فيه ولك الحق والمعارضة لها الحق في ان لا تثق في البشير، ونحن نريد تجسير صورة عدم الثقة هذه لذلك نحاول بالطرق الايجابية الحل الثاني كما قلت لك هو الانتظار، مثل المهدي المنتظر بأن يأتي مهدي منتظر من السودانوية أو الافريقانوية أو الإسلاموية.
انت عايشت التجربة الديمقراطية الاخيرة وعايشت المشروع الحضاري من 89 الى 94 وبعد ذلك غادرت طريقه وربما قد كفرت به ما هو الفرق بين فترة الديمقراطية وفترة انقلاب الانقاذ حتى اليوم؟
من الفروقات المهمة في الفترة الديمقراطية كانت هناك كفاءات والصراعات السياسية لم تكن تطال الكفاءات الادارية مثلاً في دار الوثائق كان هناك محمد ابراهيم ابو سليم لكن الآن في نفس الدار هل هناك كفاءة؟ وزير التعليم العالي السابق كان كبشور كوكو. ونظم الاتجاه الواحد دائماً التعيينات تركز فيها على الولاءات ولا تهتم كثيراً بالكفاءة والمقدرة، في العهد الديمقراطي الحريات كانت متوفرة بالكوم الى ان قال الشريف الهندي(السلطة اذا اختطفها كلب لا يمكن ان تنتهره) وفي تلك الايام مثلاً مدير جامعة الخرطوم كان شخصاً معروفاُ وكانت هناك شخصيات اكاديمية ضخمة تترشح مثل دفع الله الترابي ويوسف فضل، والآن من هو مدير جامعة الخرطوم، والآن كذلك كثير من الوزراء لا نعرفهم
انا ذات نفسي كنت في الحركة الإسلامية وأعرف الكثير بداخلها الآن لا اعرف لماذا هذا وزير وهذا وكيل ..الخ. مؤكد انه من ناحية القامات والكفاءات في فترة الديمقراطية كان القائمين على الامر اكثر كفاءةً وإلى الآن فان وزارة الخارجية لم تنجب كفاءةً مثل جمال محمد احمد هذا فيما اراه الآن ممن يتجولون داخل وزارة الخارجية، وعلى اية حال الآن الكفاءات والقدرات متدنية في كل المجالات والمرافق والهجرة عملت عملها وتدهور الجنيه السوداني لأسباب مختلفة منها الصراعات السياسية، مؤكد في ظل تجربة الديمقراطية حتى ولو كانت الحكومة ضعيفة الا ان الدولة تظل قوية وهذا هو الفرق بين الحكومة والدولة. الدولة هي آلاف الناس والعاملين من الكفاءات في الجامعات والخدمة المدنية والمصانع، الحكومة تتحدث عن الجهاز الحاكم أو النظام السياسي والنظام السياسي الآن يمكن بعد المصالحة والحوار. الحكومة ضعيفة هذا لا شك فيه.
الحكومة الحالية اتت بمشروعها الحضاري فاستشرى الفساد وعم في كل البلاد أضعاف ما كان في النظام الديمقراطي كذلك استغلال النفوذ القبلية والتفسخ الاخلاقي منتشر في الشوارع أهذا هو المشروع الحضاري الذي يراد تطبيقه باسم الدين؟
في مرحلة في السودان كانت صفوف بيوت الدعارة والخمارات في كل مكان، الفساد والقبلية الآن أشد، لكن بيوت الدعارة صفوفها كانت في منتصف النهار وكانت الخمارات اكثر من المساجد، الآن الوضع مختلف ورؤيتك ليست بالضرورة أن تكون رؤيتي ولا رؤية السوداني الآخر كثيرين يعتقدون ما يريدون والفيصل هو قيام انتخابات حرة باشراف دولي وهذه لا تأتي إلا عبر النظام وإذا اتت ثورة مثل اكتوبر64 أو انتفاضة مارس أبريل 1985 مرحباً بهما لكن ليس هناك ما يرجح ذلك، وعليه انت تعمل خاصة لاناس في سننا لما هو ممكن والخيارات الاخرى مفتوحة وهي القائمة على الضربة القاضية.
مقاطعة ...من المحرر ..بدون الضربة النظام الحالي قام باجراء اكثر من اربعة انتخابات كلها كانت مزورة ومفصلة بالطريقةالتي تناسب هوى النظام لانهم على يقين ان الانتخابات الحرة النزيهة لن تاتي بهم لذلك خيار الشعب هو تغيير النظام واي حديث عن تغيير النظام يواجه بالتعذيب الاعتقال والقتل هل تفتكر الحل ثورة شعبية فقط مثل ثورة أكتوبر1964؟
حسب ما ارى ليس ثورة شعبية لكن من يرون ان الثورة الشعبية قادمة مرحباً بهم لكن انا حسب المعطيات الخاصة بي وما اراه داخل السودان الطريق الى الثورة الشعبية صعب ..
الا تعتقد ان المشروع الحضاري هو مجرد مشروع هلامي لا يمكن تحقيقه على ارض الواقع؟
اذا كان غير موجود في ارض الواقع فان الثلاثة مليون موجودين في المساجد هؤلاء جميعهم بلا رأي او وقلت لك ان هناك 6 الاف مسجد ويوم الجمعة يدخلها حوالي 3 مليون شخص وإذا كان المشروع الحضاري قد سقط بنسبة 40% فان جنوب السودان قد دخل مرحلة اللا عودة ومن حقك أن تتصور كما تعتقدهذا كلام ساكت.
اذا افترضنا ان هناك ثلاثة مليون شخص لاداء صلاة الجمعة ارجع الى ما قبل انقلاب الانقاذ لنقل كان عدد الذين يذهبون لصلاة الجمعة 500 الف فقط لكن الحال كان افضل كثير جداً مما نحن فيه اليوم وتاثير هذا العدد كان كبيراً من ناحية اخلاقية وكانوا فعلاً على قدر عالي من القيم والاخلاق لكن الناس الآن تذهب إلى المساجد كشكل اجتماعي هل توافقني؟
والله هذه اشياء فيها خلاف نظري يمكن ان اتفق معك ويمكن لا.
برايك الشخصي ماذا ترى انت؟
في تصوري الشخصي ارتفع عدد المصلين والثورة التعليمية انتشرت والخريجين موجودين في الداخل والخارج لاحظ الثورة في انشاء الطرق والكباري الآن السودان كله مربوط وبامكانك ان تركب سيارتك وتذهب إلى كل ارجاء السودان وبالمقابل صحيح هناك اشياء كثيرة تدهورت وبعد انفصال الجنوب افتقد السودان عائدات البترول لكن لا تنسى وقارن ما بين السودان وارتريا وجنوب السودان تجد الفارق كبير جداً، لاحظ مثلاً الحركة الشعبية وحلقومها الكبير للسودان الجديد ذهب هذا الكلام تماماً.
تحدثت عن طرق تم تشيدها وكذلك كباري، هذه الطرق معظمها لا تزيد أعمارها على الشهور وتنتهي وهذه الكباري فان من شيدوها يقولون ان الفئران حفرتها وهذا دليل ساطع على هشاشتها والفساد في طرق تشييدها، وهذه كلها لم تساهم في تطوير الاقتصاد المتدهور بشكل يومي ولا تنسى انها مشيدة بقروض شروطها مجهولة الشروط. هل نسيت سكك حديد السودان التي كانت ترفد الاقتصاد وتنقل الناس والبضائع وكل الجسور والكباري الحالية لم ولن تدعم الاقتصاد ماذا تقول؟
السكك الحديدية مهمة للبضائع وانا مولود في الحصاحيصا مثلاً من كوستي إلى الخرطوم كانت هناك سفريتين في كل الاسبوع واليوم هناك اكثر من 100 سفرية. اتذكر في الحصاحيصا البص السريع كان يأتي من مدني يومي السبت والثلاثاء وتكون هناك 8 مقاعد محجوزة للحصاحيصا من الخرطوم والآن لا تستطيع أن تقول ان الشوارع عمرها يوم أو يومين والناس متحركة فيها، يا ابني لا تنسى زمان لم يكن من المستطاع التحدث مع بريطانيا كما تفعل انت معي الآن.
مقاطعة ..من المحرر ...هذا تطور عم كل العالم ونحن لا يمكن ان نكون جزيرة معزولة من العالم والاتصالات في السودان من اغلى الاسعار في العالم
يضحك... يعني كل التطور في الدنيا ونحن جزء منه، هل تستطيع الآن ان تتصل بجنوب السودان
مقاطعة ..من المحرر ..لماذا لا تأخذ بالدول التي كنا معها في صف واحد لماذا تأخذ جنوب السودان وهو النموذج الأسوأ؟
المعارضة التي تحمل السلاح فالناس تخاف انها ربما ارجعتها لوضع جنوب السودان الآن او الصومال او ارتريا وهذه من المحاذير ولذلك الناس اختارت طريق الحوار وانت قلت انه يجسر عدم الثقة ونجسر الرئيس الذي هو بلا كلمة كما قلت أنت ونحاول ان نصل معه إلى كلمة والآن اذا البشير مات موتاً طبيعياً هل هذا يعني ان مشكلة السودان قد انحلت، لا اعتقد انها ستحل، وانت مشكلتك مش شخص انما دولة متخلفة وهل تعرف ان كل سوداني هناك شئ وراء عقله مثل القبيلة أو طريق الصوفية.
عندما جاء المهدي لم يقل جئت لخراب الدنيا إنما قال جئت لصلاح الدين وكان هذا هو شعاره لذلك اتبعه الناس والثقافة السودانية اصبحت ثقافة افتراضية، والاسلام نحن ادخلنا فيه الثقافة الافتراضية وهي ان لدينا سيد الوجود وسيد الوقت، وهناك سبحة الشيخ الذي يرسلها إلى مريديه ويجب ان لا تصوتوا إلا لسبحة الشيخ، لاحظ ان الصادق المهدي جاء منتخباً من الجزيرة ابا وهو ممثل الاستنارة في حزب الامة. لاحظ كل اليساريين والإسلاميين سقطوا في الانتخابات لأنها ثقافة اللا معقول، والثقافة الافتراضية هي التي تحكم العقل السوداني والعقل السوداني ليس حزب العمال والمحافظين اناس تحركهم القبيلة وهي اهم لهم من اي فيلسوف واضافة إلى سلطان القبيلة هناك سلطان المال. هذا هو واقعنا ماذا نفعل واوباما لو كان في السودان لظل واقفاً في صف الجنسية وربما تعرض للطرد.
لماذا غادرت الحركة الإسلامية في العام94 بعد أن قضيت فيها زمن طويل من عمرك؟
غادرتها لأني رأيت نفسي أكبر من القوالب التنظيمية واني ما عدت قادراً على إلغاء عقلي وأن اقدم فروض الولاء والطاعة ولانني اود التواصل مع كل المجتمع السوداني اتفاعل معه آخذ منه وأعطيه أتعلم منه ويعلمني.
هل كفرت ببرنامج الحركة الإسلامية؟
لا ليس موضوع كفر ابيض أو اسود الاسود والابيض يتقاطعان ليخلقوا اللون الرمادي، ليس كفر بمعنى أصبحت مثل حملة السلاح، أنا أصبحت افكر في الامور إذا الحركة الإسلامية أصابت أقول أنها أصابت وإذا اخطأت أقول أخطأت وأتكلم بما في دواخلي وما عدت سجيناً لتنظيم أو قائد أو اعبد وثن من الاوثان مثل وثن الحركة الشعبية أو الحركة الإسلامية أنا لا اعبد إلا الله.
ألا تعتقد وبعد أن وصل حزبك إلى السلطة لو كنت مواصلاً فيه لربما حققت اشياء ليست شخصية ربما ساهمت في تطويره بشكل أكبر؟
كنت سأكون نسياً منسيا وحتى لو أصبحت وزيراً وتمت اقالتي لن أستطيع حتى وان اتكلم لأن واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه اخوتنا الذين استوزروا أن يحافظوا على الحزب بل و أنشأوا مظلات اخرى هذه أكبر مشكلة.
هناك حديث يدور ان خلافك مع الحركة الإسلامية كان خلافاً شخصياً بينك والمرحوم الترابي والمجالس تقول ان الترابي كان يقول لك (خيش) بدلاً عن شيخ حسن مكي أي استكثر الشياخة عليك ماهي صحة هذا القول ؟
ابداً انا والترابي كنا في زنزانة واحدة وكنت من اكثر الناس الذين قضوا معه زمناً طويلاً في زنزانة واحدة وطوال اليوم لمدة 24 ساعة رايت كيف كان يأكل وينام ويتصرف وهل هو بشر ام ملاك وانا تعاملت معه كثيراً وواجهته .
متى تم اعتقالكما سوياً؟
كان ذلك في العام 1974 ..1973.
ولم اتأمر عليه ولم اطعنه من الخلف ولم أعمل في تنظيم ضده وكانت مناصحة، وأنا راقد تحت البطانية كانت تدور حوارات بيننا وكانت هناك مكاشفة واتضح له في النهاية ان ما كنت اقوله انا كان فيه شئ من الصحة، وأن الكفاءة لابد أن تسود ولأن السرية لن تقودنا إلى شئ وبرنامج التمكين يحتاج إلى مراجعة.
هل هو رفض الفكرة تماماً أم انه كان يعتقد ان ذلك يجب أن يتمرحل وماذا عن مذكرة العشرة وماذا كان يريد المرحوم الترابي وهناك اشارات كانت تقول انك شاركت فيها من على البعد؟
يا سيدي الترابي في مذكرة العشرة كان يريد تغيير برنامج المؤتمر الوطني ليتيح له فصل أو يقول أفصلوا حسن مكي وانا لم اكن معها لا سراً ولا علناً وما قلته كان على رؤوس الأشهاد وحتى في المؤتمر رفض أن يسلم علي رغم أننا كنا في زنزانة واحدة، لكنه بعد شهرين اتضحت له الامور وعرف انني لست متآمراً عليه لأنني لست بالشخصية التآمرية وأصبح يرتاح لي وكانت علاقاتنا طيبة وجيدة إلى قبل شهور من وفاته وكان قد قابلني في استقبال السفارة الايرانية وطلب مني الحضور له وقد فعلت لانني كنت اعتقد انها فرصة للاجتماع به وجلست معه وتحدثت عن الحوار الوطني وعلاقته مع البشير وحينها قال لي انه ليست له علاقة من البشير وسألته عن أن الحوار هو الشئ الوحيد والناس كانوا خائفين، وهو بالفعل كان يحاول أن يرسخ في مبادئ.
الحوار الذي دار بينك وبين الترابي متى كان ذلك بالضبط ؟
ربما شهرين قبل وفاته.
اتذكر في مرة من المرات قابلني محمد ابراهيم نقد له الرحمة وقال لي اريد منك ان توصلني بعربتك وشعرت انه يريد ان يتحدث معي وطلعنا وفي الطريق قال لي اريد ان ادخل في حوار معك انت والطيب زين العابدين وقلت لهم والله يا استاذ انا والطيب زين لا نمثل اي شئ الا انفسنا واذا كنت تعتقد ان تمثيل انفسنا كافياً بالنسبة اليك فمرحبا وخلاف ذلك فنحن بلا سلطة ولا تنظيم.
الحكومة الآن موضوعة في فترة مراقبة لمدة ستة اشهر لرفع العقوبات الامريكية هل تعتقد انه يمكن خلال هذه المدة ان تحل القضايا الاقتصادية والسياسية والتهم الموجهة للحكومة في إيواء الارهابيين ورعايتهم وهناك حديث عن ودائع مالية لتنعش الاقتصاد هل هذه ستحل الاشكالات؟
على مستوى الحكومة يمكن حل بعض الاشكالات لكن على مستوى الشعب لا. واحدة من المشاكل هي إنعدام القدرات ومن الصعب رفع العقوبات الجزئية وانت لا تستطيع ان تخترق اختراقات كبيرة .
الى ماذا تعزو هذا الأمر وأين هي الكفاءات التي تحاول أن تساهم خارجياً وداخلياً؟
يضحك ... الان مدير البنك مثلاً لا يستطيع أن يكتب خطاباً باللغة الانجليزية أو يراسل بنك آخر لذلك وللاسف الشديد حتى الادارة القائمة على الاقتصاد السوداني ضعيفة ولم تعمل في المؤسسات والمنظمات الدولية وخبراتها بالنظام الاقتصادي العالمي ضعيفة لذلك فان فترة الستة شهور لن تحل المشكلة وقد مر الآن أكثر من شهر ونصف وليس هناك شئ محسوس ويمكن للناس أن تتعلم إذا حدث إنفراج سياسي كبير ربما تم رفع العقوبات تماماً وعادت الكفاءات التي هي بالخارج، اعتقد ربما تحقق بعض نجاحات تساهم في النمو الاقتصادي.
هل تعتقد أن المجموعات التي من حول الرئيس كالوزراء والمستشارين لا يقدمون للرئيس معلومات صحيحة أم أنهم يقدمونها لكنها لا تنفذ أو ما الذي يجري والحكومة كل يوم ترتكب أخطاء جسيمة وقاتلة تضعها في الوضع الذي لا تحسد عليه ما هي الاسباب؟
لو قلت للرئيس انه لا توجد كفاءات سيقول لك أكثر مما تعرفه وانه عمل أجهزة موازية للجيش والامن ..الخ ولذلك هو قبل بالمراجعات والمصالحات لا توجد مؤسسة صحفية أو قانونية أو عسكرية قوية لذلك مسألة المصالحة الوطنية أو المراجعة الوطنية هي مهمة.
في الجزء الثاني يتحدث عن الاتي:
اخترعوا للترابي منصب رئيس البرلمان
وماذا عن الترابي المفكر و الترابي السياسي والترابي المهدي والترابي الحركي
ولماذا أبعدوا المرحوم أحمد عثمان مكي عن المناصب التنفيذية
هذا هو اعتقاد الترابي في حادثة الاعتداء عليه في كندا
العلاقات مع مصر يمكن أن تتوتر لهذه الاسباب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.