أعلن السودان رفضه أي محاولة لفتح التفاوض في منبر الدوحة حول دارفور، وأبدى تحفظاً على مبادرة أمريكية في الخصوص، وحذر من ارتكاب واشنطن لخطأ كبير حال دعمها لمواقف الحركات الرافضة لاتفاق الدوحة، فيما تباينت آراء قوى سياسية حول المبادرة الأمريكية . ويبدأ نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني، زيارة للقاهرة، غداً (الاثنين) لبحث عدد من القضايا . وقال الناطق باسم وزارة الخارجية العبيد مروح، إنه لا مجال لإعادة فتح التفاوض في الدوحة وإن المبادرة الأمريكية إذا تحدثت عن منبر جديد أو تفاوض جديد فهي مرفوضة، محذراً الولاياتالمتحدة من مغبة ارتكاب “خطأ كبير" حال دعمها موقف الحركات الرافضة للحاق باتفاق الدوحة . وأضاف “لو فهمت الحركات الرافضة أنها ستجد دعم واشنطن فإن أمريكا سترتكب خطأ كبيراً ليس بالإساءة للسودان فحسب وإنما للجهات التي دعمت اتفاق الدوحة" . وكانت واشنطن قد طرحت مبادرة جديدة أطلقت عليها “لقاء دارفور" تجمع ما بين الحكومة والحركات الرافضة لاتفاق الدوحة سبتمبر/أيلول المقبل بواشنطن . من جانبه، تمسك رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات الدوحة أمين حسن عمر بالموعد المحدد لانتهاء فترة التفاوض بعد ثلاثة أشهر من توقيع اتفاق الدوحة، وحض الولاياتالمتحدة على “اتباع القول بالعمل"، والضغط على الحركات المسلحة من أجل الانضمام لمسار التفاوض بدلاً من إعلان تحالفات عسكرية لإسقاط النظام . وقال عمر، إن مؤتمر واشنطن ليس بالضرورة أن يكون مكاناً للتفاوض، ومن الوارد أن تعبر الأطراف عن آرائها من خلال المؤتمر . وأكد أن الحكومة لم تتلق إخطاراً رسمياً بشأن المؤتمر . وأضاف “ما نعلمه أن هناك اتفاقاً في الدوحة ولا تراجع عنه مهما كانت المبررات"، وزاد “أن دعوة واشنطن للمجتمع الدولي للضغط على الخرطوم لن ترغم الحكومة على تغيير قراراتها السياسية" . وتباينت آراء قوى سياسية حول المبادرة الأمريكية، وفيما رأى الحزب الاتحادي الديمقراطي فيها إجهاضاً لاتفاقية الدوحة، واتهم واشنطن بإذكاء أزمة دارفور من خلال احتواء الحركات المسلحة، رحب حزب المؤتمر الشعبي بالمبادرة، وقال إن الولاياتالمتحدة تبحث عن مخرج لأزمة دارفور بعد أن فشلت مفاوضات الدوحة في عكس السلام الحقيقي على الأرض . كما رحب الحزب الشيوعي بالمبادرة واعتبرها خطوة على الطريق الصحيح، قبل أن يحمل الحكومة مسؤولية عدم ملامسة اتفاقية الدوحة القضايا الرئيسية وتحقيق العدالة وإعادة النازحين ورفع قانون الطوارئ وتسهيل مهمة منظمات الإغاثة . على صعيد آخر، قررت جبهة المقاومة الوطنية السودانية إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة “منقة" بولاية الوحدة، وأسندت قيادة هذه المنطقة لهيئة أركان الجيش الشعبي، وأوكلت مهمة القيادة الميدانية إلى حركة العدل والمساواة، وترك الدعم اللوجستي لحركة عبدالواحد نور، فيما أُسندت قيادة الدعم الفني والإشارة وسلاح المهندسين لحركة مني أركو مناوي . وقالت صحيفة “الانتباهة" السودانية، إن جبهة المقاومة الوطنية المشكلة حديثاً من حركة تحرير السودان جناحي عبدالواحد نور ومني أركو مناوي والحركة الشعبية بقطاع الشمال، عقدت اجتماعاً بجوبا، بحضور رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي جيمس هوث، وعدد من قيادات الجيش الشعبي بجنوب كردفان والنيل الأزرق، وبعض قادة مناوي وقائد ثاني العمليات بحركة العدل والمساواة . إلى ذلك، يبدأ مساعد الرئيس نافع علي نافع، نائب رئيس المؤتمر الوطني، زيارة للقاهرة غداً الاثنين، يلتقي خلالها ممثلي أكثر من 22 حزباً مصرياً على إفطار رمضاني في مبادرة بعنوان “في حب وادي النيل" . كما يلتقي رئيس الوزراء المصري عصام شرف، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ويجري مباحثات مع أحزاب الوفد، التحرير والعدالة، التجمع، الناصري، والجبهة الديمقراطية . الخليج