لم يخف الطلاب القادمون من الدول العربية بالجامعات انبهارهم الشديد بزينة بيت العروس الكردفانية، فأطالوا وقفتهم أمام القطع الصغيرة التي تتكون منها أدوات الزينة ومن بينها (الجراب) المصنوع من جلد التيس و(يد الفايقة) المصنوعة من الجلد والمنسوجة باحترافية عالية وغيرها من الأدوات التي برعت الكردفانيات فيها على مر العصور. دُهش الطلاب أمام هذا الفلكور والتراث الشعبي وتساءلوا عن مستوى التعليم الذي تلقته النساء اللائي أنجزن هذه الأعمال، ولم يكن يعلموا أنهن لم يتلقين تعليما في حياتهن. التراث مدخل للثقافة في السياق، قال الباحث في التراث عبد الوهاب دفع الله، ل (اليوم التالي)، إن فكرة عرض التراث الشعبي داخل الجامعات يساهم في نشره وسط الطلاب والطالبات، خاصة الذين لم يروه من قبل بسبب عيشهم خارج السودان أو في بيئة مختلفة. وأضاف: كل قطعة محددة من هذا التراث لها معنى ومدلول في الحياة السودانية سابقا، وحتى في الفترة الراهنة، ولهذا يجب أن تعرف الأجيال في كل مكان أهمية هذا التراث الذي له ارتباط وثيق بالعادات والثقافات الموجود في المناطق المختلفة، التي لا يمكن أن نستطيع فهمها إذا لم نطلع على تراث وعادات أهلها. وأبدى عبد الوهاب تخوفه من اندثار الكثير من التراث الذي له علاقة بثقافاتنا في الولايات المختلفة وخاصة النائية منها. وطالب الجهات الشعبية كالإدارات والمنظمات الأهلية بتوثيق التراث الذي صار يذهب في طريق الاندثار. دلالات وروابط عميقة من جهته، كشف الشيخ أحمد – طالب بجامعة الخرطوم ل (اليوم التالي)، أنه شخصيا جمع الكثير من المعلومات من خلال اطلاعه على الفلكلور الذي يتم عرضه في الأسابيع الثقافية بالجامعة. وقال: في السابق لم تكن لديَّ معرفة بنوع الزخارف التي يتم بها تزيين بيت العروس في كردفان أو في دارفور أو الشرق، وليست لدي معرفة بأنواع الوجبات المحلية في المناسبات، ولكن من خلال العروض التي تقدم في الأسابيع الثقافية أصبحت مُلماً بالكثير من التفاصيل التي جعلتني أتمنى زيارة عدد من المناطق لمشاهدة مثل هذه الأشياء على أرض الواقع ومشاركة أهلها حياتهم اليومية بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة. وأوضح أنه ظل موقنا أن التراث المحلي أو الفلكلور في الأرياف البعيدة، لا يزال مخفيا وغير معروف حتى للذين يدعون أنهم حماته في المناسبات العامة. إحساس بالانتماء التاج منصور، مسؤول شعبة التراث بفرق كردفان، قال ل (اليوم التالي): الأجيال الحالية تعلم أهمية التراث الثقافي ودوره في شحذ الهمم، ولهذا لا يفوت البعض فرصة تسمح له بالاطلاع على عادات وثقافات محلية لم يقدر له أن يشاهدها من قبل ودائما تجد المعارض التي تحوي أشياء تراثية تمت المشاركة بها في الأسابيع الثقافية اهتماما متعاظما من الطلاب الذين يزدحمون أمامها لمطالعتها والتعرف عليها، مما يعني أن الجيل الحالي له رغبة حقيقية وحنين جارف نحو تراثه وعادات أجداده وأسلافه. اليوم التالي