يقف متحف شيكان شامخاً شموخ العزة والكبرياء، متوسطاً مدينة الابيض، ويمثل قبلة لزوار ولاية شمال كردفان وتحديداً مدينة الابيض «عروس الرمال»، وما من زئر لها إلا وسأل عن موقع المتحف الذي يحمل اسم شيكان، حيث التاريخ الناصع المليء بالبطولات التي تحكي عن شهامة وبسالة أهل كردفان التي سطرها التاريخ بأحرف من ذهب، ومازال يذكرها الناس جيلاً بعد جيل، وبمتحف شيكان نجد تاريخ العصور القديمة وما حملته من حضارات متعددة، وهناك جناح آخر خصص للثورة المهدية التي ناصرها شعب كردفان بمختلف قبائله وسحناته فكتب لها النصر.. وغيرها من الآثار والكنوز الثمينة الدالة على عظمة التاريخ الكردفاني والسوداني. «الإنتباهة» كانت حضوراً في افتتاح صالة التراث والفلكلور الكردفاني، وقد شكلت الصالة إضافة حقيقية للمتحف، حيث ضمت تراث القبائل التي تسكن الولاية والمتمثلة في العادات والتقاليد التي تشهدها حياتهم في الافراح والترحال، والأعمال اليدوية الغنية بالمنتوج الكردفاني الحيواني والنباتي، هذا بجانب المساكن التقليدية المستخدمة عند القبائل الكردفانية، وهنالك جناح خاص بالصالة يحوي الشخصيات المهمة التي لعبت دوراً كبيراً في تاريخ الولاية في جميع مناحي الحياة السياسية، الاجتماعية، الثقافية، الرياضية وغيرها من المجالات الاخرى. وشهد حفل الافتتاح الذي قدمت فيه فرقة فنون كردفان الرقصات الشعبية والاغنيات الكردفانية التي جسدت شجاعة وكرم إنسان كردفان، وزير الثقافة الاتحادي الأستاذ السموءل خلف الله، بجانب الأستاذ معتصم ميرغني حسين زاكي الدين والي ولاية شمال كردفان، والدكتورة سلمى الطاهر النور وزير الثقافة والإعلام والسياحة، وعدد كبير من قيادات الوزارة والمهتمين والباحثين والمختصين في مجال التراث والفلكلور. إلى ذلك التقت «الإنتباهة» بمدير الإدارة العامة للمتاحف والمحميات الأستاذ عبود عبد الهادي الذي أوضح أن الصالة تعمل على حفظ التراث الكردفاني، مشيراً إلى أنهم جمعوا الإرث الكبير الذي تتمتع به الولاية من بقارة وأبَّالة وغيرها من القبائل الكردفانية، هذا فضلاً عن نماذج من المحصولات الاقتصادية والغذائية والعلاجية التي تحظى بها كردفان. واشار عبود إلى جناح خاص عن المعالم والمباني التاريخية، بالإضافة إلى مجسم يجسد موقعة شيكان الشهيرة، كما كان الفن التشكيلي حاضراً بالصالة العامرة بالفنون بجانب التراث. وتطرق مدير إدارة المتاحف والمحميات إلى النقص الذي تسعى إدارته إلى إكماله، وذلك بجمع ما تبقى من تراث مثل الآلات الزراعية القديمة والآلات الموسيقية التي كانت تستخدم في العصور القديمة في الولاية. وقال إن الوزارة تشجع المواطنين وتخاطب أمراء القبائل للإسهام في جمع التراث والمقتنيات القيمة التي تزخر بها الولاية، حتى يتم حفظها في الصالة الموجودة بالمتحف، حفظاً للأجيال القادمة ومساعدةً للباحثين في مجال التراث. من ناحيته أكد الأستاذ فيصل أحمد باب الله مدير إدارة الثقافة والإعلام، التعاون الكامل بين إدارته وإدارة المتاحف والمحميات حتى يتوج هذا التعاون بجمع وحفظ الإرث الكردفاني، مشيراً إلى أن هناك دوراً فعالاً ستلعبه إدارة الثقافة والإعلام في المرحلة المقبلة، تفعيلاً للعمل الثقافي عبر المنتديات والليالي الثقافية، موضحاً أن الثقافة تعد المرتكز الأساسي لخلق التواصل بين الشعوب والمساهمة في البناء والتعمير. ومن هنا نناشد كافة أهل كردفان التعاون مع إدارتي الثقافة والمحميات من أجل جمع إرث كردفان «الغرَّة أم خيراً جوه وبره».