هناك في السوق الشعبي حيث الحياة الصاخبة بحركة البائعين والمشترين والمتجولين بلا هدف، يجلس هادئا خلف بترينة يكشف زجاجها عن الجالس خلفها، إنه (كاجولي) نجم فريق الزهرة الأمدرماني السابق في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حين كان يمارس هوايته في مداعبة الكفر ومراوغة المدافعين آنذاك، يبدو مشغولاً الآن بتصليح مشكلة ما في تلفون موديل (3310) أو إعادة الصوت إلى سماعات تلفون (جلاكسي)، وفي أوقات الفراغ يضحك ويداعب زملائه وسط ضجة السوق دون أن ينسى استعادة تاريخ ممتع مع المستديرة. وكاجولي الذي كان قريباً من التوقيع للمريخ في التسعينيات ومكث سبعة أيام في غرفة التسجيلات خرج بعدها خالي الوفاض بعد أن امتلأت الخانات بنجوم آخرين يبدو سعيداً بما خرج به من ممارسة كرة القدم، ولم تمحُ الذاكرة صوره متوشحاً بشعار الزهرة ويتذكر الجمهور كيف كان ناصر عبدالله فضل المولى الشهير ب (كاجولي) يجهجه الهلال والمريخ في دوري العاصمة في زمان مضى، ماذا قال عن تجربته أو كما يسميها هواية لعب الكورة، وماذا يفعل الآن؟ بدايات مع كرة القدم بداية كاجولي كانت في مدينة الحصاحيصا وتنفل بعده بين الأندية، قال في ذلك: "لعب معي بالحصاحيصا عصام السني وأنقولا وعوض العربي، بعدها انتقلت إلى الاتحاد البحراوي وتم تسجلي والزميل محمد عبدالجليل في يوم واحد، شكلنا فريقاً ممتازاً مع اللاعبين عائد الشيخ ومحمد العطا وبقية الفريق، بعد انتقال جمال كدوس والثعلب لنادي الهلال تم تسجيلنا في خاناتهم، ولعبت موسمين في الاتحاد، بعدها مكثت في غرفة المريخ سبعة أيام لكن الحظ لم يحالفني للانضمام لنادي المريخ بعد امتلاء الخانات". وأضاف: "من غرفة المريخ توجهت مباشرة إلى فريق الزهرة". الوصول إلى الزهرة عندما لم يتم تسجيل كاجولي في المريخ لم ينتظر طويلاً، واتته الفرصة سريعاً ولم يتوان في قبولها، ولكن بعد وصية، لم يخف كاجولي ذلك عندما قال: "وصلت لفريق الزهرة عبر الراحل عبد الحميد الضو حجوج، وهو من أوصى بانضمامي للفريق عندما لم يتم تسجيلي لفريق المريخ، وكان غرضه الحفاظ عليّ لمرحلة قادمة، وأمضيت في الزهرة (6) مواسم". الزهرة الهلال والمريخ أكد كاجولي أن فريق الزهرة كان يمثل مشكلة كبيرة لفريقي الهلال والمريخ، وأضاف: "الزهرة كان بها لاعبون مهرة" وقال: "كنا خطيرين عديل". هواية أم مصدر رزق الكورة بالنسبة لكاجولي هي هواية وعشق وأخلاص لم يفكر فيها، من جهة أنها ستعود عليه بعائد مادي. قال كاجولي: "كانت الكرة كل شيء بالنسبة لي ومن أجلها تركت دراستي وأعطيت كل وقتي للمستديرة". وأردف: "نحن كنا بنبكي لما نغلب، والفترة الماضية لا يوجد ما يسمى ب (فلفل شعرك) كنا ناس البيان بالعمل". ناصر (كاجولي) الآن في قلب السوق الشعبي يعمل كاجولي في صيانة الهواتف، وعدها انتقالاً من فن إلى فن آخر، ومن شهرة لشهرة لم يتغير شيء بالنسبة له ونهجه في الحياة أنه خلق ليقدم ما يستطيع، قال: "أنا موجود في الميدان دائماً للخدمة، وهذا المكان الصغير تزوره أغلبية نجوم المستديرة (هلال مريخ)، فضلاً عن أن علاقتي بالكرة لا تزال مستمرة، وكنا نلتقي سابقاً في حي التاسعة والعاشرة تغيرت الوجهة، ونلتقي الآن في مجمع الجوهرة الذي أنشئ خصيصاً لنا والحمد لله متواصلين مع بعضنا البعض في كل المحافل". اليوم التالي