أفاد مصدر طبي ومن داخل مستشفى مدينة كوستي أكبر مستشفيات الولاية انهم استقبلوا وحتى الساعه الرابعه من عصر اليوم الاربعاء 24 مايو 150 حاله خطرة وهي حالات اصابه بالكوليرا ويحاول اعلام النظام تضليل الناس باستخدام مسميات مختلفه مثل (اسهال مائي). وان عدد الذين توفوا داخل المستشفى اليوم 17 شخص والذين توفوا أمس 23 مايو 15 شخص وأول الامس 22 مايو 12 شخص وقد ظل المستشفى يستقبل يومياً مابين 90 الى 120 حالة خلال الايام الماضية. وبعد أن ازدادت أعداد المصابين اضطرت السلطات تحويل المرضى الى بعض المدارس منها مدرسة أمنه قرندة ومدرسة جبور في الحلة الجديدة وتكتظ أعداد المرضى داخل الفصول وهناك المئات يستلقون على الارض حيث يتم تعليق الدربات والمحاليل الوريديه في غصون الاشجار بدون وجود أي خدمات تقدم لهم من السلطات الصحيه. وتم نصب بعض الصيوانات في مربع 54 وهو أحد الاحياء الطرفيه للمدينة لاستقبال الحالات الحرجة والتي ربما لاتتمكن من الوصول الى المستشفى وحتى مساء اليوم كان العدد الموجود داخل هذا الصيوان 56 مرضاً ربما يرتفع العدد أو ينخفض (وبكل أسف) بسبب الموت. كما تم اخلاء مستشفى العيون والذي كانت به بعض الاسرة الشاغرة. واضطرت ادارة مستشفى كوستي فتح عنبر للعزل الصحي داخل عنابر التوليد خاص بالنساء الحمل والمرضعات. يقول المصدر الطبي توقعنا اغاثه عاجله من وزارة الصحة الاتحادية بعد زيارة السيد وزير الصحة للمدينة الاسبوع الماضي ولكن لم يظهر حتى الان سوى طبيب واحد وهو الشخص الوحيد الغريب على الكادر الطبي المعروف في المستشفى. مدينة ربك حالها ليس بأفضل من مدينة كوستي وبعد أن امتلأ المستشفى تم كذلك تحويل المرضى الى مدرستي الشهيد ومدرسة معاذ بن جبل وهناك عدة مناطق موبؤة بشكل كامل مثل مناطق عسلايه والمقينص وطريطر والجبلين والزعيف. في كوستي تداعى الشباب تحت مسمى مبادرة شباب كوستي ، وهم يجمعون الاموال لشراء الأسرة والمحاليل الوريديه والاغطيه والطعام للمرضى ، وهناك شباب يتطوعون مع منظمة اليونسيف حيث قاموا بتوزيع 5 ألف ملصق توعوي وارشادي اضافة الى مشاركتهم في ندوات تثقيفيه، كذلك هناك مجموعه من الشباب الرياضيين من ابناء المدينة يشاركون في الحمله. الشخص الوحيد الذي سُمع صوته ولمرة واحدة هو السيد عبدالحميد موسى كاشا والذي كان قد ذكر بأن عدد الاصابات لم يزيد على 2700 شخص ، لكن واقع الحال يقول ان العدد تضاعف عشرات المرات عما ذكره. السلطات الامنيه كانت قد منعت الناس من دخول مستشفى المدينة الا للحالات الخطرة ، والسبب مرده أنهم لايودون كشف الحقائق والتي حاصرتهم الان من كل حدب وصوب. جدير بالتأمل ان ولاية النيل الابيض احتفلت قبل حوالي ثلاثة أشهر من الان بالدورة المدرسية حيث سافر الوالي الى المملكة العربيه السعوديه طالباً الدعم لانجاح الدورة ودارت أحاديث كثيرة حول أوجه الصرف المالي ، وكانت اعداد كبيرة من تلاميذ المدارس المشاركين في العروض قد سقطوا مغشيين عليهم نتيجة الجوع والعطش حيث كانوا يقفون ولساعات طويلة تحت هجير الشمس. والانكى أن المال جمع لانجاح الدورة المدرسية فيما كل مدارس المدينة الحكومية لاتوجد بها مقاعد لجلوس التلاميذ.