إصابة مهاجم المريخ أسد والنادي ينتظر النتائج    إبراهيم عثمان يكتب: عن الفراق الحميم أو كيف تخون بتحضر!    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصة الكاملة لذئب نيالا ... العدالة تقول كلمتها في نيالا
نشر في الراكوبة يوم 31 - 05 - 2017

بتاريخ الأربعاء الموافق 2017/ 5 / 17 وكانت الساعة حوالي السابعة صباحاً خرجت الطفلة البريئة الأمورة ضحى عماد الدين البالغة من العمر (6) سنوات من منزل أسرتها متوجهة نحو المتجر المجاور للمنزل بغرض إحضار (لبن) شاي الصباح من الدكان الذي ما كانت تدري أن صاحبه ذئب بشري في هيئة إنسان وما كانت تدري أن هذا المشوار هو نهاية حياتها. ذهبت ضحى إلى الدكان والوالدة وضعت الإناء على النار في انتظار عودة ضحى لتحضير شاي الصباح. ولكن تأخرت ضحى في العودة إلى المنزل حتى بدأت والدتها منال تبحث عنها ولاتدري أن تلك البراءة قد افترسها عدو الإنسانية والطفولة وقد أدى تأخر ضحى إلى تحرك سكان الحي للبحث عنها وتوجه والدها عماد الدين محمد محمدين إلى قسم شرطة السوق الشعبي بنيالا لفتح بلاغ بفقدان ابنته وفي الأثناء احتشد الجيران وغيرهم في مقر منزل أسرة الطفلة بحي الوحدة في نيالا وتحركوا للبحث في الطرقات والدكاكين فرادى وجماعات حتي اشتبهوا في دكان مغلق مجاور للمنزل ولم تكن به طبل من الخارج فأخطر بعضهم والد الطفلة بالأمر والذي بدوره أبلغ الشرطة وتم استصدار أمر تفتيش للدكان من النيابة وبعد اكتمال حضور كافة الأجهزة المعنية تم كسر أبواب الدكان فكانت الفاجعة التي اهتزت لها أركان مدينة نيالا في لحظة واحدة انتشر فيها الخبر الفاجعة كسرعة البرق من خلال العثور على ضحى جثة هامدة ترقد وسط الدكان بعد أن مارس هذا الشيطان أبشع الجرائم الاغتصاب والقتل.
هول المشهد
بعد دخول الشرطة للدكان وبعض سكان الحي كشهود، كانت ضحى ترقد بهدوء أسلمت روحها لربها ملقية على ظهرها ومقيدة اليدين خلف رقبتها وفمها محشو بكيس بسكويت ومناديل ورق استخدمها الجاني كي لاتصرخ. كما وجدت الشرطة المتهم مصطفى الذي يبلغ من العمر (23) عاماً يختبئ تحت أرفف الدكان وهو يحمل سكيناً. مشهد اغتصاب وقتل الطفلة أبكى كل الحاضرين، بل أحدث حالة إغماء لبعضهم وفي لحظة سريعة احتشد الآلاف من المواطنين للموقع والذين حاول بعضهم الانتقام لضحى بالاعتداء على الجاني إلا أن الشرطة تمكنت من حمايته حتى أخرجته من الدكان المشؤوم وتوجهت به نحو القسم بجانب أخذ الضحية إلى مشرحة مستشفى نيالا التعليمي.
تحريات الشرطة
من خلال التحريات التي قامت بها الشرطة ممثلة في متحري البلاغ رقيب أول شرطة ياسر سليمان موسى تبين أن الطفلة المجني عليها وصلت إلى دكان المتهم مصطفى إسماعيل وهو تاجر يبلغ من العمر (23 سنة) طلبت منه لبن بدرة وأفادها بعدم وجوده ولحظتها بادر بإدخالها إلى الدكان عنوة وأحكم إغلاق الأبواب وقام بربط يديها خلف رقبتها ثم ربطها على كرسي وأدخل صندوق بسكويت ومناديل ورق في فمها إلى الحلق وأحكم ذلك بربط الفم بفانيلة كان يلبسها ثم قام باغتصابها مستعملاً كريم الفازلين بعد أرقدها في مخدة على سجادة وقد جاءت تقارير الطبيب الذي قام بتشريح الجثة بحدوث تهتك في غشاء البكارة وكما جاء في استجوابه أمام المحكمة أن سبب الوفاة هو الاختناق الناتج من إدخال علبة البسكويت ومناديل الورق في الفم إلى الحلق مما تسبب في قفل مجرى التنفس ونقص حاد في الأوكسجين الضروري للتنفس وتسبب ذلك أيضاً في كسر إثنين من الأسنان الأمامية العلوية وجروح في تجويف الفم.
صحوة جماهيرية
قصة اغتصاب الطفلة ضحى كانت درساً بليغاً للجميع وحكم الجاني سيكون عظة لأعداء الطفولة والإنسانية فما بين إكمال إجراءات التحريات وتحويل البلاغ للمحكمة كانت الوقفات التضامنية لأهل نيالا مع أسرة ضحى لأن القضية هي قضية مجتمع في المقام الأول حيث سير المئات من المواطنين بمدينة نيالا مسيرة عفوية بالتضامن مع أسرة الضحية الطفلة ضحى جابت المسيرة الطريق الرئيس المؤدي من جنوب المدينة حتى أمانة حكومة الولاية مطالبة بالقصاص وطالب عدد من المواطنين بإنزال عقوبة الإعدام على الجاني أمام جماهير الولاية حتى تكون عبرة وعظة لأعداء الطفولة. وكان والي جنوب دارفور المهندس آدم الفكي محمد الطيب قد خاطب المسيرة التي غلب عليها العنصر النسوي، وأكد وقوف حكومته مع العدالة حتى يأخذ كل ذي حق حقه، مشيداً بحكمة المواطنين وأسرة الضحية في عدم اللجوء للعنف وأخذ حقهم بالقوة، فيما طالبت اللجان الشعبية بمدينة نيالا قبل تحويل البلاغ للمحكمة بأيام طالبت السلطات العدلية بإنزال العقوبة الفورية والقاسية على مغتصب الطفلة ضحى المدعو مصطفى في جريمته التي اهتزت لها المدينة. وقال مقرر اللجان الشعبية بحي الوحدة بنيالا حامد بريمات ل (الإنتباهة) أن كافة اللجان الشعبية والمواطنين وأسرة الضحية أجمعوا على ضرورة أن يحاكم الجاني بالإعدام وأن تفتتح به مشنقة نيالا القائمة بداخل السجن الكبير حتى يكون عظة لأعداء الإنسانية والطفولة. وزاد بوصفهم (الذئاب في شكل بشر). وقال بريمات إنهم أخطروا كافة السلطات بالولاية بتلك المطالب وتحقيق أقصى أنواع العقوبة على الجاني، فيما شددت الأمين العام لمجلس الطفولة بالولاية نجاة محمد آدم خمجان بضرورة المحاكمة العاجلة للجاني وأن تكون تلك المحاكمة علنية أمام المواطنين ومحضورة إعلامياً لنقلها للرأي العام من أجل وقف ظاهرة اغتصاب الأطفال التي قالت إنها أصبحت في تنامٍ، سيما وأن من يقومون بارتكاب هذه الجرائم تتراوح أعمارهم ما بين (20 إلى 70) سنة، وهي جرائم تتنافى مع مجتمع دارفور. وقالت إن قانون الطفل السوداني 2010م شدد العقوبة على مرتكبي الجرائم ضد الأطفال وخاصة الاغتصاب الذي تصل عقوبته الإعدام لذلك أوصت بأن ينال المتهم أقصى أنواع العقوبة. وأشارت نجاة إلى أن هناك أربع حالات اغتصاب سابقة تم الفصل فيها بعقوبة الإعدام لكن لعدم وجود مشنقة بنيالا غابت عن الرأي العام بالولاية. وناشدت نجاة اللجان الشعبية بالأحياء بمراجعة كافة الذين يقومون باستئجار كناتين وغيرها بالأحياء وعمل سيرة ذاتية لهم حتى يتعرفوا على هويتهم بجانب أن تحرص الأمهات على متابعة أطفالهن أول بأول.
اكتمال التحريات
في يوم السبت الموافق 20/ 5/ 2017م اكتملت كل التحريات في هذا البلاغ الذي حمل الرقم (598) باستلام نتيجة العينات من المعروضات التي أرسلت إلى معمل الأدلة الجنائية بنيالا بتاريخ الحادث وجمعت الأدلة وسجل الاعتراف القضائي للمتهم في ذات يوم الحادث وكان كل من مساعد المدعي العام ومعاونه ووكيل نيابة الطفل والمتحري قد انتقلوا إلى منزل أسرة الضحية في اليوم الثاني للحادث قدموا واجب العزاء واستجوبوا شهود الاتهام من الموقع وبعد اكتمال كافة الإجراءات تمت إحالة البلاغ إلى المحكمة بتاريخ الاثنين 2017/5/22م.
بداية الجلسات
بتاريخ 2017/5/24 ووسط تدافع كبير لأسرة ضحى ومواطني نيالا لمقر محكمة جنايات نيالا وسط، كانت أولى جلسات محكمة الطفل حول هذه القضية برئاسة مولانا د. إسماعيل إدريس إسماعيل حيث استمعت المحكمة إلى المتحري رقيب أول شرطة ياسر سليمان موسى الذي استعرض كافة مراحل التحري بجانب الاستماع للطبيب الذي أجرى الكشف على المجني عليها وكذلك على الجاني والمبلغ وهو والد الطفلة المجني عليها وستة من شهود الاتهام ووجهت التهمة تحت المواد 45/ ب والمادة 86 من قانون الطفل لسنة 2010م والمادة 130 من القانون الجنائي لسنة 1991م ومثل الاتهام مدعي جرائم دارفور ووكيل نيابة الطفل بالإضافة لعشرة محامين يمثلون الحق الخاص برئاسة عبد الرحمن حسن سعيد. وشهدت القاعة الكبرى للمحكمة حضوراً كثيفاً من السادة المستشارين ووكلاء النيابة والمحامين ومراقبين من منظمات المجتمع المدني والمواطنين. وقال رئيس هيئة الاتهام في الحق الخاص المحامي عبدالرحمن حسن سعيد للصحافيين عقب الجلسة أن محكمة الطفل بنيالا باشرت إجراءات الدعوى وبدأت بمخاطبة الإدارة القانونية لتكليف مستشار يتولى الدفاع عن المتهم وتم تحديد المستشار الطاهر مصطفى أحمد مبيناً أن أولى جلسات المحكمة بحضور كل من ممثلي الحق العام من النيابة في جرائم دارفور ثم هيئة الاتهام المكونة من تسعة محامين. وتابع: (كان هناك ترتيب محكم ما بين هيئة الاتهام في الحق العام والخاص في كيفية الإجراءات واستجواب الشهود حيث بدأت المحكمة بسماع المتحري الذي قدم البلاغ بصورة ممتازة تستحق الإشادة). من بعدها تم استجواب المدير الطبي لمستشفى نيالا الذي قام بتشريح الجثة والكشف الأولي وجاءت إفاداته متطابقة مع التقارير الطبية التي وقع عليها من ضمن مستندات الاتهام البالغة (9) مستند و(8) معروضات في البلاغ. وأضاف عبدالرحمن أن المحكمة بعد ذلك استمعت للشاكي عماد الدين والد الضحية وسماع عدد (6) شاهد بعدها قفلت قضية الاتهام وبدأت في قضية الدفاع وتم استجواب المتهم بعد تلاوة الإقرار القضائي عليه والذي أقر به كاملاً ثم تم استجوابه أمام المحكمة ثم وجهت له المحكمة تهمة بموجب المواد (45/ ب والماده 86 من قانون الطفل 2010م والمادة 130 من القانون الجنائي لسنة 1991م) ورد على هذه التهمة أيضاً بالاعتراف بأنه مذنب ومن ثم منحته المحكمة كل حقه القانوني بتقديم خط دفاع له أو شهود دفاع أو الرغبة في استجواب أي من الشهود أو التحري إلا أنه اكتفى بذلك ثم طلب ممثل هيئة الدفاع المستشار الطاهر مصطفى من المحكمة قفل قضية الدفاع وتم بعدها حجز الدعوى للقرار بجلسة 29/ 5/ 2017م.
النطق بالحكم وفرحة المواطنين
خمسة أيام مرت على الجلسة الأولى للمحكمة التي أعلنت جلستها بالاثنين الموافق 29/ 5/ 2017م تلك المدة انتظرها المواطنون بفارغ الصبر انتظاراً للعدالة التي تطفئ نيران الدواخل التي اشتعلت منذ ليلة ارتكاب تلك الجريمة الوحشية وقبيل موعد إعلان الجلسة احتشد الناس من كل حدب وصوب في ساحة المحكمة الخارجية كما امتلأت القاعة الخاصة بالمحكمة بالقائمين على أمر الأجهزة العدلية والمراقبين وأسرة الضحية والمواطنين حيث حبس الجميع أنفاسهم في انتظار ما تخرج به المحكمة من قرارات. وبعد تلاوة قاضي محكمة الطفل بنيالا الدكتور إسماعيل إدريس إسماعيل محضر المحكمة وعرض الأمر لأولياء الدم ممثلين في والد ووالدة الطفلة حيث تمسكوا بحقهم في المطالبة بالقصاص أصدرت المحكمة قرارها رقم 2017 / 598 بإدانة المتهم مصطفى إسماعيل محمد تحت المادة 45/ ب والمادة 86 من قانون الطفل لسنة 2010م والمادة 130 من القانون الجنائي لسنة 1991م بالحكم بإعدام المتهم شنقاً حتى الموت قصاصاً لمخالفة المادة 1/130 من القانون الجنائي لسنة 1991م والإعدام شنقاً حتى الموت تعزيراً لمخالفة المادة 45/ ب من قانون الطفل لسنة 2010م وبداخل قاعة المحكمة علت التكبيرات من المواطنين الذين حيوا العدالة.
عودة الابتسامة
منذ ارتكاب هذه الجريمة كان الحزن يخيم كل البيوت بنيالا وكان كل مواطن يتنظر بفارغ الصبر العقاب الذي سيناله هذا المجرم حتي جاءت هذه اللحظة التي قابلتها الجماهير المحتشدة تلقائياً بمقر المحكمة بالشكر والثناء لتحقيق العدالة وكانوا يحملون العديد من اللافتات المعبرة التي تدعو لإنزال أقصى أنواع العقوبات لمرتكبي الجرائم ضد الأطفال. واستنكرت القيادات الشعبية بنيالا الاعتداء على الأطفال بكافة أشكاله وطالبت الأجهزة العدلية والقانونية بإعدام كل من يتعدى على الأطفال بمثل هذه الجريمة. وقال مقرر اللجان الشعبية بأحياء الوحدة بنيالا حامد بريمات إن المحكمة حققت أمنياتهم ومطالبهم بأن ينال المجرم عقوبة القصاص فيما حمل والد الضحية عماد الدين مع المواطنين لافتة الوقفة التضامنية مع أسرة ضحى والدموع تنهمر من عينيه فرحاً بتحقيق العدالة.
مؤتمر صحافي
عقب جلسة المحكمة عقد مولانا عادل محمد موسى ضحية مساعد المدعي العام لجرائم دارفور مؤتمراً صحافياً بمكتبه بنيالا أوضح من خلاله العديد من التفاصيل حول تلك المحاكمة حيث أكد بأن دور مدعي جرائم دارفور الوقوف بشدة في تطبيق القانون. وأضاف أن إجراءات هذا البلاغ لم تأخذ وقتاً طويلاً نتيجة لتفاعل المجتمع وصبر أسرة الضحية ومساعدتها في إكمال إجراءات التحري. وأشاد عادل بإدارة الأدلة الجنائية واستخراجها لنتيجة الفحص المعملي في اليوم الثاني فقط مما سهل عملية اكتمال التحريات. وقال إن المحاكمة رغم سرعتها إلا أنها التزمت كافة الضوابط المنصوص عليها في قانون الإجراءات والمعايير الدولية للمحاكمات ولم يخل بأي ركن من أركانها. وكشف مولانا عادل عن احصائية بلاغات الاغتصاب بنيالا خلال شهري أبريل ومايو وقال إن الأول سجل عدد (16) بلاغ اغتصاب تم الفصل في ستة منها والبقية قيد التحري بجانب تسجيل (19) بلاغاً في هذا الشهر وتابع (إن شاء الله نؤكد دورنا دائماً في مثل هذه القضايا التي تمس المجتمع والوقوف بكل ما أوتينا من قوة ضد الإجرام والوصول للجناة ويحاكمون محاكمة عادلة).
وفي ما يتعلق بسؤال حول مطالبة المواطنين بأن يكون تنفيذ الإعدام أمام الملأ ليكون عظمة للآخرين قال إن علنية التنفيذ إنهم ملتزمون بالقانون والتنفيذ سيكون علناً لكن ليس بالصورة التي يطلبها المواطن في الساحة العامة لأنها لها ضوابط أخرى لكنه أشار إلى أن الوقت الذي ينفذ فيه الإعدام سيتم إعلان أولياء الدم للحضور وكذلك الطبيب والأجهزة المختصة وليس هناك سرية في التنفيذ لكن وسط الجمهور فتحتاج لضوابط.
معمل الأدلة سهل المهمة
رئيس هيئة الاتهام في الحق الخاص المكونة من عشرة محامين الأستاذ عبدالرحمن حسن سعيد قال إن نيابة جرائم دارفور بذلت جهوداً كبيرة في تكملة الإجراءات الفنية بجانب شرطة حماية الأسرة والطفل من حيث التحريات. وأضاف إن العامل الأكبر الذي ساعد في تسهيل الإجراءات هو وجود المعمل الجنائي بنيالا ففي السابق كانت المعامل كلها في الخرطوم، ولكي ترسل عينة للفحص هناك كانت تأخذ وقتاً طويلاً وكانت في السابق أحد أسباب تأخير كثير من المحاكمات وتابع: ( لكن وجود المعمل الجنائي في نيالا ساهم كثيراً وكل النتائج المعملية تم استخراجها خلال 24 ساعة). وأضاف سعيد أن هذه الحادثة هزت كل الضمير الإنساني في مدينة نيالا لذلك كل الحاضرين للواقعة والجيران الذين أتوا بأنفسهم للشرطة وأدلوا بأقوالهم بدون تكليف كذلك حوالي 70% من الشهود الذين تم أخذ أقوالهم أتوا في لحظة ليلة الحادث فبشاعة الجريمة هي الدافع الكبير جداً لكافة الأطراف والشهود لحضورهم في الوقت المناسب بالإضافة لأخذ الشرطة للأقوال في وقت وجيز فضلاً عن أخذ الإقرار القضائي في وقته. وقال سعيد إن المحاكمات بدأت عادية وطبيعية وأخذت كافة الجوانب وفقاً لقانون الإجراءات الجنائية وزاد: (إنها محاكمة غير إيجازية والذي ساعد فيها اكتمال كافة الأطراف ونشكر إخواننا في المحكمة ومولانا إسماعيل إدريس لصبره ومكوثه في الكرسي بغرض الإجراءات) وقال إنهم كاتهام في الحق الخاص والاتهام في الحق العام جميعهم كانوا متفقون في كل إجراء كما أن المتهم أخذ حقه القانوني كاملاً بوجود من يدافع عنه والمحكمة أيضاً أتاحت له الفرصة في إعادة استجواب كافة الشهود والمتحري او الطبيب وغيره وأشاد بدور وسائل الإعلام تجاه هذه القضية ودعاه للعب دور أكبر لتوعية وتبصير المجتمع وحول آليات الحد من ظاهرة اغتصاب الأطفال. قال المحامي عبدالرحمن إن هذه الجرائم أصبحت دخيله على المجتمع السوداني وأضاف أن قانون الطفل السوداني لسنة 2010م شمل كافة الجوانب ولكن المجتمع محتاج للتبصير بهذا القانون والعقوبة وحدها غير كافية للحد من انتشار هذه الجرائم لأن كثير من الناس يرتكب مثل هذه الجريمة ولايدري الآثار المترتبة على ارتكابه لهذه الجريمة من حيث العقوبة والآثار إن كانت اجتماعية او نفسيه تصيب الآخرين فمطلوب من الدولة تبصير المجتمع بقانون الطفل وعقوباته وأضاف إن الفترة الأخيرة ظهرت جرائم الاعتداء على الأطفال بشكل غير طبيعي لكن جريمة اغتصاب وقتل ضحي من أبشع وأشنع الجرائم داعياً الى أهمية عمل دراسة اجتماعية لهذه الظاهرة وورش عمل برؤى فنيين وعلماء نفس واجتماع وقانونيين لإيجاد رؤية كلية تحد من ارتكاب هذه الظاهرة طالما القوانين موجودة.
الانتباهة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.