هل تراجعت حركة العدل والمساواة عن شعاراتها الاولى بعد أن نازلت نظام المؤتمر (الوطني) في مواجهات عنيفه ومستمرة وتريد العودة بهدؤ الى الخرطوم ، خاصة وأن هناك أقاويل كثيرة ظلت تُردد منذ قيام الحركة وأنها تمثل الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي، وبعودة الامين العام الجديد الدكتور علي الحاج الى السودان كان البعض أن يقطع الشك باليقين ، أعقب ذلك عودة الاستاذ سليمان جاموس مسئول ملف الشئون الانسانية والباشمهندس أبوبكر حامد مسئول التنظيم والادارة السابق ، بل واعلانهما بأن هناك مجموعات أخرى قادمة من قوات العدل والمساواة اضافة الى قيادات أخرى. طرحت الراكوبه اسئلتها على الدكتور جبريل ابراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواة والذي أجاب بدقته المعهودة وصبره الطويل على كل أسئلتي فله الشكر. حوار عبدالوهاب همت يلاحظ أن حركة العدل و المساواة السودانية رغم أنها كانت قوة كبيرة في العمل المسلح إلا أنه لم يسمع لها صوت منذ معركة النخارة. هل انتهت الحركة كما يدعي النظام؟ أنت تبحث عن البيانات العسكرية و ليس صوت الحركة. كانت معركة النخارة في منتصف عام 2015 و في أكتوبر 2015 أعلنت الجبهة الثورية السودانية وقف العدائيات من جانب واحد. و جددت هذا الإعلان مرات متتالية مما جعل وقف العدائيات سارياً حتى الآن. و بالتالي من الطبيعي ألا تسمع البيانات العسكرية في ظروف وقف العدائيات إلا في حالات الخرق و الاعتداء كالذي قام به النظام على قوات حركة تحرير السودان قيادة مناوي و قوات المجلس العسكري الانتقالي بقيادة نمر عبدالرحمن - فك الله أسره.- في الأسبوع الرابع من شهر مايو المنصرم. الحركة لم و لن تنتهي ما دامت القضية التي قامت من أجلها باقية و حيّة. و لو كانت قد انتهت لما حفيت أقدام النظام في السعي لمحاورتها و التفاوض معها. ظلت الحكومة تردد أن العدل و المساواة هي الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي و الآن قيادة الشعبي شاركت فهل قيادة العدل و المساواة في طريقها للخرطوم و الانضمام الى للحوار؟ حقيقة أن النظام هو الذي ظلّ يردد أن الحركة هي الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي هو أكبر دليل على أن الحركة لا علاقة تنظيمية لها مع الشعبي. انضم المؤتمر الشعبي إلى حوار الوثبة منذ اعلانه في 27 يناير 2014 في حياة الشيخ حسن الترابي - عليه رحمة الله - و بقي على موقفه و شارك في ما يسمى ب"حكومة الوفاق" و الحركة بعيدة كل البعد عن حوار الوثبة. فإن كانت الحركة جناحاً للشعبي لما احتاجت لخوض معركة النخارة أو غيرها و لما بقيت بعيداً عن حوار الوثبة في الحياة الشيخ الترابي لتأتي و تنضم إلى حوار الوثبة بعد أن انفض سامره بمحاصصة قميئة. أبوبكر حامد قال إنهم لم ينشقوا و إنما عادوا إلى الخرطوم و لديهم قوات تنتظرهم في الميدان و هم بصدد تكملة بقية الإجراءات. هل الكلام صحيح؟ بالنسبة لنا من ذهب إلى النظام بغير أمر مؤسسات الحركة فقد انشق عنها وسقطت عضويته فيها. و لم تفوّض أيّ من مؤسسات الحركة الباشمهندس أبوبكر حامد أو الباشمهندس سليمان جاموس أو غيرهم للذهاب إلى النظام. أما عن حديث ابوبكر عن جيش ينتظر توجيهاته، فنحن في انتظار الأيام لتكشف لنا حقيقة هذا الادعاء. ذكرتم أن سليمان جاموس طلب إعفاءه لأسباب صحية و هو يريد العودة لهذه الأسباب. هل الشخص المريض يذهب إلى الخرطوم أم يغادرها؟ طلب الأخ سليمان جاموس إعفاءه من تكليف أمانة الشئون الإنسانية لظروف صحية، و مرض جاموس في السنين القليلة الماضية أمر معلوم للجميع. أما عن وجهته بعد الاعفاء فلم يكن قراراً للحركة و لم يكن لها يد فيه. لماذا لم تعلنوا فصله بشكل مباشر باعتباره اتخذ قراره لوحده و غادر أم أن القرار متفق عليه؟ نادراً ما تعلن الحركة عن فصل أي عضو من أعضائه. العادة التي درجت عليها الحركة في من طلب الاعفاء أن ينظر في طلبه، و لو تبين أنه معقول تم اعفاؤه من موقعه التنظيمي فقط. و هذا الأمر ينسحب على الذين ينتقلون إلى صف العدو بغير اعلام مسبق للحركة. و في هذه الحالة يتم تجريد المغادر لصف الحركة من الرتبة العسكرية إن كان من المنظين عسكرياً. قرار الاعفاء من تكليف أمانة الشئون الإنسانية جاء بناءً على طلبه، أما قرار العودة إلى الخرطوم فلم تكن الحركة طرفاً فيه. ما هو دور إدريس دبي في اقناع جاموس و أبوبكر حامد في العودة؟ و هل يعمل دبي داخلكم لاقناع أكبر عدد و إعادتهم إلى الخرطوم؟ و هل هم فعلاً يمتلكون رؤية واضحة لتحقيق السلام و الاستقرار؟ و هل عرضوا ذلك عليكم؟ تكرر سفر الباشمهندس أبوبكر إلى إنجمينا و البقاء فيها لشهور منذ نهاية سبتمر 2016. و أيضاً قضى الباشمهندس سليمان جاموس وقتاً ليس بالقصير في إنجمينا في الأشهر الأخيرة. ثم غادر الإثنان معاً من إنجمينا إلى الخرطوم بعد أن رتّبت لهم السلطات التشادية لقاءً مع نائب رئيس النظام. لك بعد ذلك أن تقدر دور تشاد في الأمر. لا علم لي بأيدي للرئيس دبي تعمل داخل الحركة، و لكن المؤكد أنه كان قد احتضن معظم المجموعات التي انشقت عن الحركة. لم يعرض الباشمهندس جاموس شيئاً للحركة. أما الباش أبوبكر فقد عرض على بعضنا ما أسماها مجازاً بمبادرة سلام، و هي لا تعدوا أن تكون مشروعاً هزيلاً للاستسلام. و دعا لمشروعه هذا لسبعة أشهر بعد أن تم إعفاؤه من تكليفه بأمانة التنظيم و الإدارة. و قد تبيّن لكم حجم الاستجابة التي وجدها من عضوية الحركة من خلال الذين صاحبوه في العودة المهينة و لم يبلغ عددهم أصابع اليد الواحدة. لماذا جاء خبر اعفاء جاموس مخففاً بدلاً من اعلان فصله كما يحدث عادة في مثل هذه الحالات؟ السؤال مكرور. ما سبق لي أن فصلت أحداً من عضوية الحركة منذ انتخابي لقيادتها و ليس في غعفاء أحد من موقعه تخفيف. من طلب الاعفاء بسبب وجيه فعلنا و سببنا بما قدم، و من غادرنا غدراً اعفيناه و بينا السبب باقتضاب. ليس في الأمر استثناءات أو تخفيف. هل أمر عودة جاموس و أبوبكر مربوطة بعودة الدكتور علي الحاج كما يشاع و أن البقية ستعود بالتدريج و في هذا إشارة إلى أنكم لا زلتم مربوطين بالشعبي؟. قرر ألباشمهندس أبوبكر العودة قبل قرار الدكتور علي الحاج بالعودة، و قد عاد من الحركة قبلاً أفراد و قيادات إلى الحكومة عندما كان المؤتمر الشعبي ألدّ أعداء النظام. ثم هل هنالك عائد سياسي منطقي لعودة الحركة إلى الخرطوم بهذه الكيفية؟ لم تتخذ حركة العدل و المساواة السودانية قراراً بالانتحار، و لو قررت في يوم من الأيام العودة إلى الخرطوم فستكون لعودتها دويّ و صدى. المؤتمر الوطني يتحدث عن انتهاء الحركات المسلحة. هل نتوقع رد عملي منكم قريباً؟ يكفي معارك شهر مايو المنصرم مع حركتي تحرير السودان قيادة مناوي و المجلس العسكري بقيادة نمر عبدالرحمن لبرهان بطلان ادعاء النظام بنهاية الحركات أو نهاية الحرب. ستختار الحركة - بالتنسيق مع شركائها - الزمان و المكان الذي تردّ فيه على ادعاءات النظام و بالكيفية التي تراها مناسبة. الذين يعودون منكم إلى السودان من فترة لأخرى، هل يعلنون ذلك لكم و يتناقشون أم يختفون فجأة؟ الشينة منكورة. لا أحد يعلن رغبته في العودة إلى أحضان النظام، و لكنهم إما يعلنون الانشقاق عن الحركة و يحتمون بالنظام و بعض الأنظمة الأخرى، أو يختفون ثم يظهرون في الخرطوم لقراءة البيانات المكرورة التي يعدّها لهم جهاز أمن النظام لتلاوتها. الذين عادوا للسودان مؤخراً يقولون انهم عادوا لتكملة الإجراءات هل لديهم بقية أتباع سيخرجون من حركتكم وينضموا لهم قريباً؟ الذين عادوا انفسهم منطلقاتهم ليست واحدة. المهندس جاموس لم يتقدم في يوم من الايام بأي مقترح أو رغبة في إتجاه الانضمام إلى النظام. ما الذي جرى إذاً؟ تقدّم المهندس جاموس قبل أيام من عودته بطلب إعفائه من أمانة الشئون الإنسانية نتيجة لظروف صحية و أخرى أسرية لم يفصح عنها، فعفيناه من موقعه، و أصدرنا بياناً بذلك. هل أخطر إي شخص في الحركة انه ينوي العودة للخرطوم؟ ليس في علمي أنه تحدث مع طرف في الحركة بهذا الخصوص. هل كان لديه رأي في الحركة؟ لم نسمع منه أن لديه رأياً في مسار الحركة أو في قيادتها، و لم نسمع له إثارة لمثل هذا الموضوع. ماذا عن أبوبكر حامد بالضبط؟ منذ فترة أبدى المهندس أبوبكر إعياءً من العمل الثوري، و بدأ يدعو إلى القبول بالسلام و لو حصلت الحركة على نسبة صغيرة من مطالبها. فقلنا له جميعنا يبحث عن السلام شريطة أن يكون سلاماً حقيقياً و ليس استسلاماً، و مؤسسات الحركة العليا هي المعنية بقرار السلام. و لكن، حتى و إن إتخذت المؤسسات قراراً بذلك، فلن تتحدث عن نسب بالكيفية التي تتحدث عنها لأنها تضعف من موقف الحركة التفاوضي. و طلبنا منه الكف عن الحديث المثبّط للهمم وسط المقاتلين. الذي أريد تأكيده أن المهندس أبوبكر فقد الرجاء في العمل المسلح منذ فترة ليست بالقصيرة، و هذا من حقه. و لكن الخطأ في محاولته حمل الحركة على قناعاته الفردية. كيف تعاملت الحركة تجاه موقف أبوبكر؟ إلتقينا به في اكتوبر الماضي، و أوضحنا له أن ما يقوم به من اتصالات غير مأذونة خطأ لا يقره النظام الأساسي للحركة، و إن كانت له رؤى أو مقترحات تخدم قضية الثورة، فعليه أن يتقدم بها إلى جهات الإختصاص في الحركة، و التي ستدرس المقترحات وتقرر بشأنها. و الحركة هي التي تكلف من تراه لتنفيذ مبادراتها، و العمل الأحادي مرفوض. حينها أبدى استعداداً للتعامل عبر مؤسسات الحركة، و لكنه ما لبث أن نكص على عقبيه و جدد اتصالاته بأطراف خارجية. كما بدأ حملة تحريض واسعة للجيش و عضوية الحركة فاضطررنا إلى اعفائه من تكليفه بأمانة التنظيم و الإدارة حتى لا يلتبس أمره على الناس. كلامك يفهم منه أن هؤلاء الناس ذهبوا ولن يتبعهم أحد لكنهم يقولون انهم يتوقعون قيادات اخرى وجيش من حركتهم الخ ماذا تقول؟ أنت متابع بلا شك، و تعلم إن كانت هنالك حشوداً يممت معه شطر الخرطوم. من الطبيعي أن يتساقط البعض في مشوار الثورة الذي استطال، و لكننا على العهد باقون ولن نعود إلا إذا حصلنا على سلام عادل و شامل يمكن تسويقه للأهل في معسكرات النزوح و اللجوء. ماذا يتضمن إتفاق مجموعة أبوبكر حامد؟ لم أسمع باتفاق وقعوه قبل العودة إلى الخرطوم، و لا أدري ماذا سيقولون للأهل عندما يواجهونهم بالأسئلة الحرجة و على رأسها ماذا حققتم لنا؟ إذا متى ستذهبون إلى السودان؟ تقصد متى نذهب إلى الخرطوم! سنذهب إلى الخرطوم عندما يتحقق السلام العادل الشامل في ربوع البلاد، و عندما ينعم أهل السودان بالحرية بدلاً من العيش في سجن كبير. ؟ هناك حديث عن أن سليمان جاموس وأبوبكر حامد كان المؤتمر الشعبي قد أرسلهم لإختراق حركة جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة لم أسمع بكلام من هذا القبيل. و لا أعتقد أنه صحيح. و في كل الأحوال الإختراق أمر لا يتم في العلن. و لكن لم يبدر من الأخوين ما يشيء بأنهما يعملان لصالح المؤتمر الشعبي أو أي طرف آخر. الذي أستطيع تأكيده هو أن المهندس أبوبكر كان من أنشط من عمل على اصدار الكتاب الأسود و توزيعه، و لا علاقة للمؤتمر الشعبي بالكتاب. كما أنه كان من أكثر الناس حماساً للثورة على النظام و له دور معتبر في تحريض الشهيد د. خليل و أهل دارفور للثورة على النظام. لذلك أنا اشك شكاً شديداً بأن هناك جهة أرسلته. الشخص الوحيد الذي كان يعتقد أن الحركة مشروع للمؤتمر الشعبي لما جاءنا هو الدكتور الحاج آدم يوسف. فلما تبين له أن الأمر خلاف ذلك، و أنه لا علاقة تنظيمية للحركة بالمؤتمر الشعبي، قال لنا أن له بيعة تنظيم في عنقه، و لا يستطيع الخروج على أمير الجماعة، و عاد أدراجه بعد أن تأكد له أن الحركة لا علاقة لها بالمؤتمر الشعبي. و لكن لا أدري ماذا حدث من بعد لبيعته التي خاصمنا عليها.