الاسم تأهيل ..و الفعل تدمير النتيجة التي توصلنا إليها ضمن المقال السابق أنه عندما كان مكاوي مديرا للهيئة القومية للكهرباء أتت شركة SHIC الصينية لتستثمر في قطاع الكهرباء، و عندما ذهب مديرا للسكة حديد أتت نفس الشركة بمصنع الفلنكات الخرسانية و شركة المحاجر و الكسارات، و عندما ذهب وزيرا للبترول ظهرت نفس الشركة لتدخل مجال التعدين في مجال البترول و من بعده الذهب، و عندما أتى مرة رابعة وزيرا للنقل أتت نفس الشركة لتستثمر في قطاع النقل ومنه السكة حديد، نفس الشركة تنفذ حاليا صيانة المنطقة الممتدة بين هيا و مسمار بعدما فشلت نوبلز في تنفيذها رغم أنها أخذت الأموال مقدما، بالإضافة لذلك و كما ذكرنا سابقا تمتلك خمس شركات من ضمنها شركة محاجر لتكسير الحجر المجروش و الأخرى لتصنيع الفلنكات الخرسانية و توريدها للسكة حديد، بخلاف شركة التعدين و شركة الكهرباء ..، السؤال: ما الذي يجعل استثمارات هذه الشركة تظهر بالتزامن مع مكاوي في أي موقع يتبوأه؟ هذا ما أجبنا على بعضه في المقال السابق هنا: http://alrakoba.net/news-action-show-id-277776.htm بيوت و مكاتب السكة حديد بين عطبرة و بورتسودان أصبح لا يرى منها إلا أطلال مدفونة تحت الرمال، في الخرطوم هدمت و بيعت أراضيها، و موقف المواصلات الكائن جنوب معمل استاك و موقف شروني كانا من أراضي السكة حديد و الموقف الذي يحيط بكبري الحرية ما هو إلا محطة السكة حديد الرئيسية في الخرطوم التي يتجه منها الخط جنوبا..، و ما زوبعة المحلات التي يمتلكها اليسع التي كشفتها الصدفة في خضم الصراع بين اللصوص ببعيد، و ما خفى أعظم... المنطقة التي تقع على الجنوب الغربي من كوبري الحرية كان اسمها حي السكة حديد سويت بالأرض تماما و أفرغت و سلمت لمالكها الجديد خالية من الموانع.. المنطقة الممتدة بين الخرطوم و عطبرة حدث فيها أمران جديدان، الأول أنه خلال الفترة بين 2009-2013 استبدلت أخشاب الفلنكة أولا بألواح حديدية، ثم اقتلعت مرة أخرى و استبدلت بصبات خرسانية، أخشاب الفلنكة التي اقتلعت في البداية كانت بحالة ممتازة و لم تكن فيها أي مشكلة لأنها ليست مجرد أخشاب عادية إنما تمت معالجتها سلفا حيث ليس بالإمكان أن تعبث بها دواب الأرض، حتى النار لا تأكلها بسهولة فهى معالجة بمادة ضد الحريق..،ما يثير الكثير من التساؤلات عن الهدف من كل هذا العبث ... الأمر الثاني الجديد هو دخول قطار ركاب يبدو كأنه جديد...، مكون من رأسين أحدهما أمامي و آخر خلفي تتوسطهما 4 عربات بسرعة لا تتجاوز 50 كيلو مترا في الساعة بدليل أنه يستغرق أكثر من 6 ساعات في المسافة بين عطبرة و الخرطوم البالغة 310 كيلو مترا، التي كانت سابقا تحتاج 7 ساعات (مع فارق عدد مرات التوقف في المحطات بين الخرطوم و عطبرة البالغة اثني عشر محطة).. و سعر التذكره الحالي 55 جنيها ..نفس تذكرة البصات تزيد و تنقص معها..، لا يميل الناس لركوب القطار لأنه أبطأ سرعة من البصات التي تقطعها في أقل من 5 ساعات و سعر التذكره متساوٍ، هذا كل شئ. أما السكة حديد من حيث هى فقد استعاض النظام عنها بالطرق البرية الرديئة التي شيدها بقروض كانت مبالغها المدفوعة لتشييد طرق سريعة Highway بإتجاهين كل إتجاه يشتمل على ثلاث مسارات و خط خدمة..،و لكن طالما أن الهدف الرئيسي منها ليس الجودة أو ايجاد حلول للنقل إنما إيجاد مصدر للجبايات، لا يمكن أن يتحقق الهدف إلا بعد تدمير السكة حديد و العبث بعرض الخطوط..،و تحويل باقي المبالغ المتحصل عليها من تلك القروض لمصلحة المجرمين..، تدمير السكة حديد كان وسيلة لا بد منها.. لا يمكن إقامة نقاط جباية فاعلة على جميع محطاتها، لكن تسهل إقامتها على الطرق البرية و هو ما حدث متجسدا في نقاط العبور و الزكاة والضرائب الممتدة على جميع الطرق، .. هذا هو الهدف و المغزى ...لذلك، الحديث عن صيانة و تأهيل السكة حديد يهدف في المقام الأول لتدميرها و الحصول على المال الحرام بكافة الوسائل غير المشروعة و هو السر الذي جعلهم يبحثون عن شركات صينية يمكن إغراؤها و مساومتها حتى تعبر بهم لأخذ القروض، ثم التعاقد مع شركات مثل نوبلز و ما في حكمها أهم مؤهلاتها أن يكون ملاكها و القائمين عليها مجرد محتالين طلقاء و أصحاب سوابق في جرائم الاختلاس وخيانة الأمانة...، من مآسي نوبلز الأخرى تعاقدها مع ولاية الخرطوم على بناء 5 آلاف وحدة سكنية بقرض كوري استلمت أموالها و لم تسلم منها وحدة واحدة حتى تاريخه في حين أنها لم تستلم الأموال وحدها إنما استولت على الأراضي التي ستقام عليها الوحدات المفترى عليها و أضعافها في أماكن مميزة و دون أي مقابل.. و هذا موضوع آخر سأعود إليه لاحقا ( أوردت جريدة الصحافة بتاريخ 13 سبتمبر 2011 عن عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم في معرض حديثه عن مفاوضاتهم مع شركة سامسونج الكورية لتمويل مشروع مترو الخرطوم قوله أنهم حصلوا على تمويل مباشر من شركة الصين للهندسة والموانئ لتنفيذ المرحلة الثانية من محطة مياه سوبا و تمويل مباشر من شركة دمكو الكورية لترفيع انتاجية محطة مياه بيت المال و تمويل آخر لإكمال محطتي الحاج يوسف وسوبا للصرف الصحي لم يحدد مبالغها..، تمويل جديد ب50 مليون دولار من بنك الصادرات الكوري لزيادة اسطول البصات، تمويل صيني لمشاريع الاسكان الفئوي قدره 108 مليون دولار، تمويل بقيمة 10 ملايين دولار من شركة يوشان الصينية لإقامة مشاريع زراعية) و على كل هذا ليس موضوعنا، و كما تعلمون و يثبته الواقع.. مشروع المترو لم ينفذ لأنهم عرضوا على الشركة التنفيذ بنظام "البوت" فصرفت النظر عن المشروع و هذا دليل على أن الشركات التي تحترم نفسها و تخشى على سمعتها بالاضافة إلى بحثها عن استثمارات حقيقية مثل سامسونج ليس لديها الاستعداد للخوض في ألاعيبهم..، المهم أنهم حصلوا على قرض آخر فسلموه لشركة نوبلز فأحضرت لهم قطارين من الصين، لا تصلح لأنها مصممة على الاتساع القياسي. العبث الذي يمارسونه منذ مجيئهم و ارتفعت وتيرته بعد العام 2011 و انفصال الجنوب و فقدان عائدات البترول.. تحت ستار تأهيل السكة حديد ما هو إلا حلقات شارفت نهايتها من مسلسل القضاء الكامل على السكة حديد حتى تختفي سيرتها من على الألسن...، هذا ما قطعوا فيه خطوات بعيدة يوم أن بدؤوا العبث بخط نيالا أبو جابره و غيروا اتساعه ...و سمة هدف آخر ستلاحظونه في سياق الحديث التالي و أحضروا شركة نوبلز لهذا الغرض، و من بعده بدؤوا في تخريب خط عطبرةالخرطوم و أخيرا خط عطبرةبورتسودان .. استبدلوا الفلنكة الخشبية بأخرى حديدية ثم استبدلوا الحديدية بثالثة خرسانية لأن الأولى كما قالوا لا تتحمل السرعات العالية للقطارات الحديثه، قال مكاوي أن القطارات الحديثة تحتاج لخطوط أكثر اتساعا من الموجودة حاليا لكنهم أثبتوا كذبهم بصورة صارخة عندما استوردوا شيئا من أربع عربات أسموه قطار النيل يسير بسرعة 50 كيلو متر في الساعة ...( الخط القديم يبلغ اتساعه (3) أقدام و(6) بوصات أي (1067) ملم ما يعني أن المسافة العرضية بين خطي الحديد المتوازيين أقل من متر و سبعة سنتيمترات بقليل، أما الاتساع القياسي الذي يتحدثون عنه فهو 1435 ملم أي متر و ثلاثة و أربعين سنتيمترا و نصف السنتيمتر )...لكن ..و في خضم كل هذا الضجيج عن الحداثة و السرعة ذهب مكاوي للصين و تعاقد مع شركة اسمها (CSR Ziyang Locomotive Co) و احضر قطارا مكون من أربع عربات و بسعة ركاب أقل من 300 راكب من نوع DMU سرعته القصوى الفعلية 50 كيلو متر في الساعة و ليس مائة كيلو مترا كما قالوا.. احتفوا به لدرجة أن دشنه الرئيس، و لا أحد يعلم ما إذا كان القطار فعلا جديد أم لا يختلف عن بصات الوالي في الخرطوم و من قبلها بصات التاتا التي لم تعمل لأكثر من سنة واحدة ثم توقفت لأنها مستعملة حد الاستهلاك الكلي و دفعوا عليها من عرقنا و دمنا ما يفوق قيمتها جديدة...، ما نتحدُث عنه هو قطار النيل، أما قطارات ولاية الخرطوم التي أتت بها نوبلز فهى لا تصلح لأنها مصممة على الاتساع القياسي و لا تستطيع السير على الخط الموجود، هذا بخلاف سعرها الذي يتجاوز أضعاف قيمتها الحقيقية..، المهم في الأمر أن الهدف الذي أعلنوه لنا و عبثوا من أجله بالسكة حديد لم يتحقٌق....، "سأله الصحفي بله عمر من الصحافة في حوار معه بتاريخ 23 مارس 2011 لماذا البدء بقطاع الخرطومعطبره بدلا من قطاع بورتسودانعطبره ؟ فأجابه مكاوي: ..حتي تتمكن الهيئة من الايفاء بمتطلبات شركات الاسمنت بنقل انتاجها نحو السوق الذي تشكل العاصمة وباقي الولاياتجنوبالخرطوم سوقا رئيسا له، لكن فات على الصحفي أن يرد عليه إجابته بسهولة حيث أن هذا ينسف فكرة زيادة اتساع الخط لأنها تعني الحاجة لقطارات جديدة حتى تنقل الاسمنت المفترى عليه ..لأن الخط المستقبلي معناه أن أي شئ يمشي على السكة حديد قاطرة كان أو مقطوره موجودة في السودان قبل العام 2013 لا يمكنها السير عليه، .. لكن الحقيقة التي لا يفهمها معظم الناس أنهم بذلك ينفذون مخططهم، يؤمنون الغطاء الكافي للتدمير حيث لا مجال آخر سوى التخلص من جميع ألقطارات و العربات و التناكر الموجودة و بيعها خردة، هل هنالك طريقة أخرى؟ بالطبع لا...،لذلك بدؤوا فعلا في التخلص منها منذ أمد بعيد و لديهم المبرر لذلك حيث أنها أصبحت خردة و تقادمت و فوق كل هذا لا تصلح للخط الموازي الجديد...، انفتحت شهيتهم أكثر في الآونة الأخيرة و عاهدوا أنفسهم أن يتخلصوا من كل شئ يمشي على القضبان ..ثم تخلصوا من القضبان نفسها و باعوها خردة لمصانع الحديد (قالوا أنها خردة و لا أدري كيف يكون قضيب السكة حديد خردة!)؟؟ و الغريب أن نوبلز تقول بأن خطها يحتاج لعدد 42 ألف طن من القضيب تم توفير 32 ألف منها من الصين، في حين أن القضيب الذي باعوه (خردة) و المدفون تحت الرمال و المهمل في العراء يقدر بمئات الآلاف من الأطنان ...هذا الكلام كان شهر نوفمبر من العام 2014 عند زيارة وفد البرلمان للوقوف على أعمال الشركة في الخط و قالوا وقتها أنها تنجز بين 2-3 كليو مترا في اليوم في حين أن انجازها الفعلي كان أقل من كيلو مترا في الشهر..، و الآن يقولون أن العمل انتهى، لا أدري كيف، اللهم إلا إذا كان على طريقة مكاوي في انتهاء الخط الموازي منذ العام 2012. لو أنهم استخدموا جزءا يسيرا من القروض التي نهبوها لصيانة القطارات الموجودة لكان الأمر أخف قدرا...لكنهم لم يستمعوا لصرخات الاستغاثة المتكررة التي ما فتئ مخضرمي السكة حديد أمثال المهندس/ الفاتح بابكر نبق و غيره يرددونها حتى كادوا أن يهلكوا..، بل وصل بمكاوي الأمر ليصفهم بالزبالة حيث قال بملئ فيه وقتها في جريدة الانتباهة عدد 12 مارس 2013 أن : "العقليات الموجودة بالسكة الحديد مثل بيت الطين البليسوه بالزبالة كل سنة"، ..وصفهم بالزبالة فتخيلوا! عبثوا بخط السكة حديد و استبدلوا الفلنكات الخشبية بأخرى حديدية،لأن مكاوي لديه أهداف أخرى.. أتى بالشركة الصينية SHIC لتنشئ مصنع الفلنكات الخرسانية و اقتلع جميع الفلنكات الحديدية و استبدلها للمرة الثانية بالخرسانية، فتحقق بذلك هدفه الأصغر و هو ضمان تسويق منتجات المصنع الذي يهتم لأمرة كثيرا طالما أنه من طرفه...، فعلوا فعلتهم بالخط و خرجوا علينا بخرافة الخط الموازي و قالوا أن شركة CREG ستتولى العمل فيه..(أي خط جديد مواز للخط الذي بناه الانجليز أو في مكانه، هكذا قالها مدير السكة حديد ابراهيم فضل عبد الله في حوار أجراه معه الصحفي أبو عاقلة محمد أماسا 04/08/2014 :وقعنا عقدا مبدئيا مع شركة صينية في العام الماضي من أجل إنشاء خط جديد موازي عريض للمرة الأولى.، عندما سأله :موازي بمعنى أنه سيكون موازيا للخط القديم أم ماذا؟ فأجاب: نعم سيكون موازيا للخط القديم أو في مكانه لأنه سيكون خطا قياسيا عريضا، وبالتالي سيكون أسرع يصل إلى 120 كيلومتر في الساعة.)...، ما يعني في مجمله اقتلاع كل شئ و رميه و بيعه كخردة على مبدأ ساقية جحا التي تأخذ المياه من البحر و تعيدها للبحر مرة أخرى..، و قبلها كذبوا حين قالوا أن شركة جياد للآليات الزراعية ستتكفل بتمويل و تنفيذ مشروع تأهيل خط الخرطومعطبرة بطول 300 كيلو مترا و بتكلفة 200 مليون...،، و أخيرا بدؤوا في تخريب الخط عن طريق شركة نوبلز و بقرض صيني قيمته 500 مليون دولار تحدثنا عنه في المقال السابق، حتى خربوه بالكامل بحلول فبراير 2012، و صرح مكاوي وقتها بأن العمل في انشاء خط سكة حديد جديد بين الخرطومبورتسودان قد انتهى (راجع مستند رقم 5)..،ثم استوردوا قطار النيل، قالوا أنه من أحدث ما أنتج في الصين في أواخر العام 2013م كبروا و هللوا و احتفوا به لنتفاجأ بأن سرعته القصوى هى 50 كيلو متر في الساعة ... في حين أن القطارات الحديثة في باقي دول العالم سرعتها تقارب 600 كيلو مترا في الساعة أي أسرع من قطارنا بأكثر من سبعة أضعاف... فمثلا القطار الياباني ماغليف تبلغ سرعته 580 كيلو مترا منذ العام 2003، القطار الفرنسي باتريك ترانوي سرعته 580 كيلو مترا في الساعة منذ العام 2007، أما القطار الصيني "سي إس آر" تبلغ سرعته 500 كيلو مترا في الساعة منذ العام 2011، قطارات "سي آر إيتس 380" الأكثر انتشارا في الصين تبلغ سرعتها 300 كيلو مترا في الساعة منذ زمن طويل..، و الأهم من كل هذا أن الهدف الرئيسي للسكة حديد هو نقل البضائع و ليس الركاب في دولة مثل السودان.. [HIGHLIGHT=#94F793]لماذا عبثوا بالسكة حديد طالما أنهم لم يغيروا شيئا؟ لأنهم يريدون القضاء عليها تماما حتى لا تقوم لها قائمة مرة أخرى و في أثناء ذلك ينهبون أكثر ما يمكنهم من قروض خارجية على حسابها و فوق ذلك يبيعون جميع أصولها بما في ذلك القطارات الموجودة و العربات و الحديد و أخشاب الفلنكة و حتى أراضيها..أي اصطياد ثلاثة عصافير بحجر واحد..[/highlight] كيف يمكن القضاء على السكة حديد و صيانتها في نفس الوقت؟ تذكرت مقولة الدكتور/ منصور خالد ضمن كتابه النخبة السودانية و إدمان الفشل في التسعينات ضمن تعليقه على ثورة التعليم العالي آنذاك حين قال: زعمي – و أخشى أن يكون يقيني- أن الجامعات الجديدة التي أقاموها الهدف الحقيقي منها هو القضاء على الجامعات الموجودة...، و قد كان، نفس المشهد يتكرر على كل شئ و أكثر تحديدا على السكة حديد التي نحكي مأساتها الآن..، ألم يعبثوا بالخط و يغيروا اتساعه في بعض الأماكن دون وجود قطارات أو عربات للخط الجديد كما فعلوا في خط نيالا أبوجابرة و كما يخططون للخط الموازي، خط بابنوسةنيالا الذي قالوا أنه على الاتساع القياسي و كذلك خط الخرطوم مدني الذي حصلوا على قرض هندي بقيمة 150 مليون دولار على الاتساع القياسي (حسب ما جاء على لسان مدير السكة حديد و نشرته جريدة الصحافة بتاريخ 23 - مارس – 2011)...؟ أليس الأولى أن نشتري البقرة أولا حتى نفكر في شراء الحبل الذي نربطها به؟ ماذا سنفعل بحبال دون بقر كما يقول المثل الشعبي؟ و ماذا نفعل بخطوط سكة حديد أشبه ما تكون بالصواميل المحيرة .. بعضها بعرض 1076 و الآخر بعرض 1435مم؟... لا تندهشوا، القوم لديهم أهدافهم التي لم يدركها الكثيرون منا بكل أسف.. هدفهم أن يكونوا أكثر تمكينا في الأرض التي باعوها و رهنوها، أما مفهوم الأرض بالنسبة لهم فأمره عجيب..، هدفهم الأكبر أن يدمروا بأقصى ما يمكنهم و يحصلوا على أموال السحت بأكبر قدر في نفس الوقت... قروض مكاوي و الزبير التي حصلوا عليها من الصين على حساب السكة حديد... حصلت الحكومة على ثلاث قروض من الصين الأول كان في العام 2004 بمبلغ 15 مليون و 68 ألف و 650 دولار و بدون فوائد من شركة البترول الصينية لتطوير خط السكة حديد وقع عليه وزير المالية وقتها الزبير أحمد الحسن (الزبير أحمد الحسن يشغل منصب رئيس مجلس إدارة السكة حديد بقرار جمهوري منذ 30 أكتوبر عام 2010م و كان وزير المالية وقت الحصول على القرض المذكور)، لا أدري فيم أنفق و رغم صغر حجمه إلا أننا من حقنا أن نعرف هل فعلا تم استخدامه في السكة حديد أم ذهب لمكان آخر نراه و لا يحق لنا الحديث عنه إلا همزا... مستند رقم (1) قرض تحت المشروع رقم 2162 بتاريخ 5 مارس 2004 بمبلغ 15 مليون و 68 ألف و 650 دولار بدون فوائد من شركة البترول الوطنية الصينية لتطوير السكة حديد وقع عليه وزير المالية الزبير أحمد الحسن أما الثاني فهو خرافي و لن تصدقوه إلا بالوقوف عليه لذلك سأفعل ما بوسعي لإثبات حقيقته، قرضنا يبلغ مليار و 388 مليون دولار أمريكي و هو مسجل ضمن قروض الصين الخارجية التي حصل عليها السودان لصالح السكة حديد تحت العقد رقم 207 بتاريخ 26 فبراير 2007، من بنك التصدير و الاستيراد الصيني، وقع عليه مدير الهيئة القومية للكهرباء وقتها مكاوي عوض حسن في العام 2007، الغريب في الأمر أن مكاوي في ذلك الوقت لم تربطه أي صلة بالسكة حديد التي أتى مديرا لها في العام 2010، أي بعد 3 سنوات من تاريخ القرض، الهدف المعلن من القرض هو إنشاء خط سكة حديد جديد بطول 726 كيلو متر موازي للخط الموجود بين الخرطوم و بورتسودان، و الأغرب أنه بتاريخ 23 مايو 2012 أفاد مكاوي بأن الخط الجديد بين الخرطوم و بورتسودان انتهى العمل به فعلا و تم تنفيذه كاملا...، هذا الحديث ليس من بنات أفكاري و حاشا لله أن افتري الكذب على الشيخ مكاوي و أقاطع قيامه في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل... فأنا مجرد ناقل لخبر من أكثر من مصادر موثوقة بينها مركز بحثي..، و في تصريح مكاوي هذا أكبر دليل على أن هذا القرض بهذا المبلغ الضخم قد تم استغلاله فعلا، لا مجال للقول بأن القرض لم يتم السحب منه..، إطلعت في مكان آخر على حديث مدير السكة حديد يقول بأن وزارة المالية قد دفعت مقدما مبلغ 20 مليون دولار من مصروفات هذا القرض تحديدا..، و الأهم من هذا تحدث مكاوي نفسه من وقع على القرض عنه في حوار أجرته معه الصحفية هويدا حمزة نشر في الانتباهة بتاريخ 10 مارس 2013 حين سألته قائلة: كم دخل في جوف السكة حديد من قروض؟ وهل استثمرت في إنشاء محطات جديدة أم لتأهيل القديمة؟ فكانت اجابته:"حتى الآن لم أتبيَّن ذلك، ولكن كان هناك قرض صيني مفروض يصل السكة حديد قيمته (1.2) مليار دولار وقع عام (2007) ....، وليس لديَّ فكرة عن القروض السابقة، تلك موجودة لدى وزارة المالية! هنالك المزيد من المصادر تؤكد أنهم أخذوا هذا القرض فعلاً منها: ما نشرته الصين عن مشروعات السكة حديد في إفريقيا التي مولتها في القصاصة أدناه و الذي يقول بأن المشروع بدأ في العام 2007 وافتتح في العام 2014 ويتضمن مصدران أولهما هو موقع ايد داتا و الثاني شبكة سي إن إن كما تلاحظون المصدر الثاني رقم 17 – مستند رقم (2)، أيضا تمول الصين مشروع آخر من المفترض أن يربط بين نيالا و تشاد كثر حديث النظام عنه في الآونة الأخيرة و له علاقة مباشرة بخط نيالا أبوجابرة المتعثر مستند رقم (2) يقول بأن خط الخرطومبورتسودان الجديد تم انشاؤه فعلا و يعمل منذ العام 2014 مستند رقم (3) قصاصة مأخوذة من موقع CNN توضح أحد أكبر 5 مشاريع سكك حديد مولتها الصين في القارة الافريقية، ما يسمى بقطار النيل في السودان تم افتتاحه في العام 2014 بطول 782 كيلو مترا لا يمكننا لوم وكالات الأخبار العالمية عن جهلها بالسودان كما أوردت شبكة (سي إن إن) ونسبت خط السكة حديد الموجود بين الخرطوم و بورتسودان منذ بداية القرن الماضي للصين و من مكنوها من رقابنا ووطننا..، كما لا يمكننا لوم الصين نفسها التي لم تأتنا بجيوشها لتستعمرنا، فعلى من نلقي باللائمة؟ هل نلوم أنفسنا أم نلوم النظام الذي يمارس طبعه الذي لا يعرف سواه؟ يجب أن نلوم أنفسنا لأننا فشلنا في اسقاط النظام و محاسبة كل مجرم بقدر ما اغترف في حق الوطن أرضا و شعبا..، حتى ذلك الحين لا عزاء لنا.. كذبة القرن: تشييد خط سكة حديد من الخرطوم إلى بورتسودان بتكلفة مليار و 380 مليون دولار بتاريخ 28 فبراير من عام 2007م، و بعد عامين من المفاوضات حصل السودان على قرض من بنك التصدير و الاستيراد الصيني لمشروع تنفذه شركة تابعة للمجموعة الصينية للسكك الحديد CREG وهى شركة إرجو للسكك الحديد عقداً بقيمة مليار و 154 مليون مع حكومة السودان لتشييد خط سكك حديد بطول 762 كيلو مترا لربط الخرطوم و بورتسودان) نفس المذكور في تفاصيل القرض عدا الجزئية التي يقول فيها مكاوي أن المشروع قد اكتمل فعلا..هذا ما نجده في القصاصة التالية: مستند رقم (4) يتحدث عن تشييد خط سكة حديد من الخرطوم إلى بورتسودان عن طريق شركة CREG مستند رقم (5) قرض بقيمة مليار و 388 مليون دولار أمريكي تحت العقدد رقم 207 بتاريخ 26 فبراير 2007، لانشاء خط سكة حديد جديد بين الخرطوم و بورتسودان من بنك التصدير و الاستيراد الصيني، وقع عليه مدير الهيئة القومية للكهرباء وقتها مكاوي عوض حسن في العام 2007 إذا السؤال الصحيح لا يبدأ ب"هل فعلا تم انشاء خط سكة حديد جديد موازي للخط القائم حاليا بطول 726 كليو متر بين الخرطوم و بورتسودان؟ لأن الاجابة معروفة إذ لا أحد رآه، يجب أن يكون السؤال هو الآتي: "أين ذهب مبلغ ال مليار و 377 مليون و 66 ألف دولار؟ و حتى لو فعلا أقاموا الخط و يعمل الآن بكفاءة...لماذا أصلا نقترض من الخارج؟ هل فعلا لدينا حاجة في ذلك الوقت؟ لا...بدليل أن بنك السودان يحدثنا بأن الصادرات البترولية 2008 بلغت 12 مليار و 352 مليون و 650 ألف دولار، الصادرات غير البترولية في نفس العام بلغت 565 مليون و 230 ألف دولار، و بلغ فائض الميزان التجاري 4 مليار و 658 مليون و 940 ألف دولار،و هذا أيضا ليس من عندي إنما موجود في موقع بنك السودان لكل من أراد الاطلاع عليه ..، و حتى في عام القرض نفسه يوجد فائض في الميزان التجاري 159 مليون و 660 ألف دولار (نفس المصدر السابق). القرض الثالث تحدثنا عنه في المقال السابق و هو 500 مليون دولار سلمت منه 400 مليون لشركة نوبلز..و قرض رابع على حساب خط الخرطوم مدني من الهند بقيمة 150 مليون دولار أقر به مكاوي...إذا مجموع القروض هو 2 مليار و 42 مليون و 165 ألف و 399 دولار..فمن المستفيد منها فعلا؟ كيف تحصلوا على هذا القرض الضخم و تحصلوا على قرض آخر بنصف مليار بعده من الصين؟ للحصول على قرض المليار و 388 مليون دولار استقدموا مكتب ألماني لعمل دراسةجدوى لإقامة خط جديد أسموه الخط الموازي، و كعادتهم يأخذون القروض من أكثر من جهة لنفس المشروع كما حدث في كل المشاريع التي أقاموها تقريبا مثل مشاريع السدود و المطار و الطرق و الكهرباء و غيرها...، فيما نتحدث عنه عملوا دراسة جدوى مبدئية لتشييد خط سكة حديد جديد موازيا للخط القائم بين الخرطوم و بورتسودان على الاتساع القياسي " New standard gauge line parallel Port SudanKhartoum" يمكن الاطلاع عليها في موقع هيئة سكك حديد السودان سأوجز ملخصها هنا: تكلفة المشروع مليار و 533 مليون دولار، المسافة بين الخرطوم – عطبرة 350 كيلو متر شامله المحطات، بين عطبره و بورتسودان 598 كيلو متر شاملة المحطات...العائد السنوي الصافي المتوقع 244.7 مليون جنيه سوداني...معدل العائد الداخلي 7%..فترة الاسترداد 15 سنة (أي أن المشروع يسترد تكلفته بعد مرور 15 سنة)..العمر الاقتصادي 80 سنة..فترة التنفيذ 5 سنوات تبدأ من 2007 و تنتهي في 2011 مستند رقم (6) دراسة جدوى مبدئية لتشييد خط سكة حديد جديد موازيا للخط القائم بين الخرطوم و بورتسودان على الاتساع القياسي اسطول السكة حديد قبل 30 يونيو 1989 و اليوم..مقارنة مختصرة.. في لقاء مع المهندس آدم عبد المؤمن المدير العام السابق لهيئة سكك حديد السودان نشر في حريات بتاريخ 25 يوليو 2011 يمكن البحث عنه تحت العنوان "مدير عام السكك الحديد السابق يوضح حجم خراب الانقاذ" قال فيه أن السكة حديد حتى تاريخ الانقلاب كانت تنقل 90% من صادرات وواردات السودان حيث كانت تنقل 2.7 مليون طن في السنة و تستهدف 4 مليون طن، و كانت وسيلة المواصلات الرئيسية داخل البلاد، يبلغ طول خططها 4800 كليو مترا، تمتلك 110 قاطرة لنقل البضائع و 36 قاطرة لقطارات الركاب، حوالي7 ألف عربة بضاعة و 250 عربة ركاب، أضيف اليها في حكومة الصادق المهدي عشر قاطرات أمريكية ماركة General Electric وست قاطرات يابانية و105 عربة لنقل الماشية، ووحدتين لنقل الركاب من نوع جديد مصنوع من الحديد بدلا عن الخشب. . عندما جاء العام 1991 انخفض نقل السكة حديد من البضائع إلى إلى 424 ألف طن فقط، أي أصبحت تنقل ما نسبته 15.7% فقط مما كانت عليه، و عندما جاء العام 2007 اختفت قطارات الركاب من الوجود، بعد أن اتجه النظام للتخلص من السكة حديد عبر خصخصتها في العقد الماضي.. أما اليوم فيقول مكاوي بتاريخ 8 مايو 2017م كما ورد في سونا حول استراتيجيته الكاذبة و تأهيل خط سكة حديد (الخرطوم- بورتسودان) إن بناء الخط تم بالمواصفات التي تتناسب مع تطور تقنيات القطارات وسيزيد من حجم البضائع المنقولة عبره كما أنه خطوة في طريق ربط السودان مع جنوب السودان وتشاد مما يسهل عليهما استخدام موانئ السودان ...وأضاف : أن السكة حديد بعد اكتمال تأهيلها تستطيع نقل "9" ملايين راكب سنويا، بالإضافة إلى "20" مليون طن من السلع والبضائع والمنقولات...وكشف الوزير في تقرير له أمام البرلمان أمس، عن خطة للارتقاء بالسكة حديد في الفترة من 2017م إلى 2029م، بتكلفة تصل إلى 16.5 مليار دولار عبر قروض ومنح وتمويل تجاري، وقال إن الخطة تتضمن توريد 142 وابور بضاعة، و55 قطار ركاب. و كشف الوزير عن خروج نصف أسطول هيئة السكك حديد من الخدمة بعد أن تجاوز عمره ال50 عاما، مما أدى إلى تدني أدائه وتدهور الإيرادات المالية، وأشار إلى تقادم العمر الافتراضي لأسطول السكة الحديد البالغ 111 قاطرة سفرية و50 عربة ركاب و16 وابور مناورة و3242 عربة بضاعة وفنطاس مواد بترولية، وأن 75% من الأسطول تجاوز ال30 عاما ومعظم العربات فاقت عمرها ال50 عاما..انتهى. لكنه يقول في موقع آخر أنهم أعادوا تأهيل 8 قطارات في العام 2016م بتكلفة 540 ألف يورو و احتفوا بها، إذا هى من ضمن ال16 وابور التي ذكرها، أي الموجود 16 فقط من أصل التي وجدوها تعمل و البالغة 142، الأرقام التي تحدث عنهاغير صحيحة لأنه يقول في مكان آخر أنهم باعوا كمية لم يذكرها من القطارات خردة بهدف تأهيل ال8 قطارات التي تحدثوا عن صيانتها، و باعوا أراضي السكة حديد بهدف دفع المرتبات بمبلغ 160 مليار جنيه، و باعوا القضبان و العربات خردة..، الواقع يقول بأن 89% من أصول السكة حديد قد بيعت فعلا أو أصبحت خردة بفعل الإهمال، من الطبيعي أن الاهمال يحول كل شئ لخراب، لا يمكن لأحد أن يترك سيارته تحت الشمس لأكثر من عشرين سنة ويأتي ليجد بها شئ يعمل..فهو بديهي، الخراب بسبب الاهمال بديهي و يجب أن يتحمل مسؤوليته مكاوي و نظامه لا أحد غيرهم.. أما عن خطتهم التي تكلف 16.5 مليار دولار يقول: حتى حلول العام 2029 أي بعد 12 سنة من تاريخه : (سوف) نستورد 142 قطار بضاعة و 55 قطار ركاب (في حين أنه يوم قدومهم كانت السكة حديد تمتلك 126 قطار بضاعة و 36 قطار ركاب، لكننا نراهم يتحدثون عن 111 قاطرة فقط 75% منها خردة.. فأين ذهبت البقية التي وجدوها تعمل؟ وطالما أنها قابلة للصيانة كما فعلوا مع بعضها فلماذا لم تصان ال25% المتبقية، أين ذهب باقي عربات البضاعة التي وجدوها 7 آلاف لتصبح اليوم أقل من نصف ما وجدوه؟ أما الخطة في مجملها لا تعدو عن كونها محض خيال مريض.... من الأشياء التي برر بها مكاوي عبثهم بالسكة حديد أن قضبان الفلنكة لا تتحمل الحمولات الثقيلة التي (سوف) تأتي و لا تتحمل السرعة الكبيرة للقطارات الحديثة التي (سوف يأتون بها)، فأين الحمولات الثقيلة بعد أن قضوا على الأخضر و اليابس، بل يكذبه على الفور أهل الخبرة و الاختصاص حيث يقول المهندس الفاتح نبق بشأن الفنكات الخرسانية: أنها جريمة أخرى في حق الشعب السوداني وبدون خوض كبير في التفاصيل الفنية، أقول إن الفلنكات الخرسانية تتكون من سيخ حديد وخرسانة ورمل وأسمنت، يعني مكونة من مواد محلية، لكن الشركة الصينية (الشركة التي أتى بها مكاوي) تشتري هذه الأشياء المحلية بالجنيه السوداني ثم تبيعها للسودان بالعملة الحرة. أما الأسعار فهذا ملف آخر. باختصار التحول إلى الفلنكات الخرسانية وإنشاء مصنع الفلنكات الخرسانية جريمة في حق الشعب السوداني وإهدار للمال العام...، و عن عبثهم بالخطوط يقول:الغرض من زيادة عرض الخط هو زيادة سرعة القطارات لزيادة الحمولات، لكن الواقع يقول إن ما ينقل بالسكة الحديد لا زال بعيد جدا عن الحاجة لزيادة العرض خاصة وأنها مكلفة جدا. وهناك أولويات أخرى بدلا عن هذا"الراكوبة 07/01/2015" بخلاف ما قاله المهندس/ الفاتح بابكر هنالك الكثير من الشواهد تكذب حديث مكاوي و تعزز شكوكنا باليقين حول نواياهم التدميرية... الفلنكات الخشبية لا تزال حتى لحظة كتابة هذه السطور هى المسيطر الأول بلا منازع على خطوط السكة حديد عالميا إذ أنها الأكثر انتشارا بنسبة 93%: مستند رقم (7) عالميا الفلنكات الخشبية لازالت الأكثر انتشارا و الأنسب استخداما و الأكثر فعالية و الأرخص سعرا ..أدناه مقارنة بين الفلنكات الخشبية و الخرسانية و ميزات كل نوع، حيث أن الخرسانية بدأ استخدامها بعد الحرب العالمية الأولى في أوروبا نتيجة لصعوبة الحصول على الأخشاب هناك.. لا يزال العبث مستمرا والمزيد من القروض قادمة في الطريق.. بعد هذا كله نراهم يتحدثون عن المزيد من القروض حيث يقول مكاوي بحسب ما جاء في سونا "لدينا عقد مع شركة «CNEC» الصينية لعمل الخط المزدوج الخرطومعطبرة وفق الاتساع القياسي «1435» ملم (نفس الخط الذي قال أنه اكتمل في العام 2012)....أما خط السكة حديد هيا كسلاالقضارف سنار الي الدمازين بطول «1100» كيلومتر طرح ليرسو عطاء تشييد الخط وفق الاتساع القياسي علي شركة «CCECC» الصينية وتم توقيع العقد. رغم أن الصين وضعتهم على القائمة السوداء إلا أن الأمر مختلف هذه المرة لأنهم عرضوا المشروع بنظام "البوت" و مع أن الوضع الاقتصادي للدولة غير جاذب لأي مستثمر على نظام "البوت" (حالة سامسونج الكورية مثالا ) أو حتى الشراكة .. إلا أننا عندما نقرأ حديثا مثل هذا يجب الوقوف عند طريقة تفكيرهم و الطريقة التي يفكر بها من يقرضهم الأموال أو يدخل في شراكات معهم..، يجب أن نتعامل مع كل شئ يصدر عنهم و نحمله محمل الجد حتى و إن كان محض خيال و أكاذيب لأنهم وصلوا مرحلة اطلاق الكذبة و تصديقها و بالتالي التعامل معها على أساس أنها خطة و أمر واقع يوجب العمل عليه....نواياهم التدميرية و أطماع الصين التي يراها الكل عندما نضيف إليها تصديقهم لأكاذيبهم أنفسهم تحدد واقعنا كشعب يحكمه نظام ضعيف و منبطح لاهث في مسألة التراب، خيارات التمويل التي قالوها سيكون أي منها وبالا علينا و على أجيالنا القادمة، باقي الحديث لا يساوي شيئا، التمويل الذي قالوه هنا قروض ومنح وتمويل تجاري عبر نظامي البوت والشراكة كلها قنابل موقوته كسابقتها، أسهل شئ يمكنهم الحصول عليه هو القروض المضمونة بأصول الدولة، أما نظام البوت فهو مستبعد، "البوت يعني البناء و التشغيل و الاعادة كأن تأتي جهة ربحية تتفق مع الحكومة على بناء خط سكة حديد مقابل أن تكون مشغلا حصريا له لفترة خمسين سنة مثلا تسمله بعدها للحكومة) أما الشراكة فهى خيار قائم و توجد تجارب حية مثل شركة هيبو (شركة مكاوي)... الشركات مثل CCECC و CNEC فهى مملوكة للحكومة الصينية و كذلك بنك التصدير و الاستيراد و المعروف أن الصين تشتري كل شئ و لا تضيع أي فرصة أرض خارج حدودها خاصة ما لا يطالب به أصحابه، و لا تمانع التعامل مع اللصوص كما ثبت بالتجربة، أي لا وازع و لا دين..، يجب أن نأخذ هذا بمحمل الجد لأن الصين استولت بالفعل على الكثير من أراضي السودان مثل مشروع الجزيرة و الشمالية ضمانا لمديونياتها السابقة و التي نتحدث عنها هنا جزء منها و تلهف نحو المزيد... سأتوقف هنا و أعود للجزء الأخير عن قروض مكاوي و عوض الجاز عندما كان أحدهما في الهيئة القومية للكهرباء و الآخر في وزارة البترول. مصطفى عمر [email protected]