* بالأغلبية وافق برلمان الحزب الحاكم في السودان على تصدير إناث الثروة الحيوانية.. وهي خطوة غير مستغربة ولم تكن تحتاج لتصويت أصلاً؛ فالمجلس التشريعي المُسيَّر تنفيذياً لا إرادة له في الأمر إذا بصَم أو لم يبصُم..! وجاء في صحيفة الجريدة الأسبوع الماضي أن النائب المستقل أبو القاسم برطم اعتبر تصدير الإناث الحية خيانة عظمى للوطن..! وأظنه يبالغ جداً في التعبير؛ لأن الحكومة وبرلمانها هما مولود شرعي للخيانة.. فماذا كان ينتظر؟! متى كانت خيانة الوطن جريمة لدى حكومة وُلِدَت سِفاحاً؛ ناهيك عن (ظلها) ممثلاً في البرلمان؟ كيف يستقيم ظل المجلس التشريعي إذا كان عود السلطة الخائنة أعوجاً؛ لحد الإنكسار؟! * على العموم يظل تصدير الإناث أفضل من تصدير الإرهاب..! ( ۲) * الحاكمون الخونة في السودان؛ تجدهم فرحين لأن شاشات الفضائيات الواقعة تحت نفوذهم مسموح لها بالغناء واستضافة المحللين الجوف والمنظرين في جميع الأشياء.. وغير مسموح لهذه الفضائيات بتوعية الناس حول مرض الكوليرا؛ أو نشر المعلومات عن طرق الوقاية منه ومكافحته؛ وكيفية التعامل مع المُصَاب..! * سبب التعتيم على الكوليرا يعود لعدة أسباب أولها بلا شك أنحطاط السلطة التي تتحسس من نطق كلمة كوليرا؛ ولا يرمش لها جفن تجاه ضحاياها الذين تسهم السلطات الصحية في قتلهم بتخلفها ولا مبالاتها.. هذه السلطات تستسهِل تقصيرها؛ وكأن على رأسها (الطير)..! * هل ثمّة (حيونة) تضاهي سلوك المسؤولين؟ أعني الذين يرون (الإشكال) في اسم الكوليرا أخطر من فجائع المرض..! ومن أراد أن يفقد وظيفته في مؤسسات الصحة فلتتحرك شفتاه بكلمة كوليرا ولو همساً..! ( ۳) * خلال ردح من الزمن كان قادة التنظيم الحاكم في السودان بمختلف مراتبهم يُفتنون ب(الثوابت) فتنة الصغير بالعجلة؛ وصارت الكلمة كالعلكة لدى بعضهم.. تأذت أسماعنا كثيراً بعبارة (لا تفريط في الثوابت) حتى ظنها بعض الجهلة من المقدسات..! وبعد قرابة ۳۰ عاماً من التفريط في الوطن والإفراط في الكبائر وصلنا إلى قناعة تفيد بأن الثابت (للإنقاذيين) أنهم جاءوا لإنقاذ أنفسهم من الفقر؛ فصار الثابت هو حب (الثروة).. وما التسلط إلّا وسيلة لكنزِها..! * من المضحكات المبكيات أن العداء للولايات المتحدةالأمريكية كان جزءاً من ثوابت المتأسلمين وأميرهم عمر البشير.. فقد صرحوا كثيراً: (لن نركع لغير لله؛ ولا تفريط في ثوابت الدين المستهدف من الأمريكان والقوى الامبريالية)..! لم يتوقفوا في الشعارات الصوتية المضللة فحسب؛ بل دفعهم الوهم إلى تحدي القوى العظمى في العالم بالإرهاب تحت شعارات الإسلام (المفترى عليه).. كيف لا يتحدون الأقوياء وهم يتوهمون بأنهم خلفاء لله في الأرض؛ الذين جاءوا لحماية الدين (وفي سبيله قاموا) ولنصرته تدربوا (للطاغية الأمريكان).. ثم بعد سنوات من التجارة بالدين تساقط زيفهم ووجدنا أمامنا (رِمم) اسقطوا قيم الإسلام من نفوسهم الخربة؛ واستبدلوه (بثابتٍ آخر) هو النفاق.. ركعوا للأمريكان ومزقوا الأوطان.. ثم ها هم الآن يجلسون عرايا؛ تفوح منهم روائح (الخيانة) والدم والخزي والعار.. كانت أوهامهم في التعالي على أقوياء العالم أبلغ من حكاية الفارة التي وقعت في وعاء خمر فشربت وسكرت ثم صاحت بنبرة متحدية: أين القطط؟! * ومازالوا في سكرتهم يعمهون..! أعوذ باﻟﻠﻪ الجريدة