تصدر الحكومة قراراً بتصدير إناث الحيوانات،ويكتب خبراء ومختصون عن مخاطره،ويحتج الرعاة،ولكن البرلمان المضروب يبصم على ما قررته الحكومة،والسفن تنقل النعاج والبقر والنياق،رغم أنف الشعب السوداني. وقبل أن يفيق الناس من خبر تمليك السعودية مليون فدان في أعالي نهر عطبرة لمدة 99 سنة،توافق الحكومة على تمليك الأتراك 1.8 مليون فدان،ومن قبلها الإمارات 2.4 مليون فدان. والشركات الأجنبية والمحلية التي منحت امتيازات للتنقيب عن الذهب،لا تنقب،ولا تخسر المال في المعدات،لكنها تشتري الكرتة وتعالجها بالسينايد السام،الذي يحمله المطر والسيل للنيل،فيقضي علي السكان والحيوانات،أو يسبب السرطان. والحرامية الذين يسمونهم مستثمرين يدخلون بلادنا من باب العمولات والرشاوي،فيعفونهم من الضرائب وأي رسوم،ولهم حصانة من المحاكم ولو أجرموا في حق الوطن،وأرباحهم يحولها بنك السودان بالسعر الرسمي،ومعظمهم يفضلون العمالة الأجنبية علي السودانية،وعلى ذلك فهم لا يفيدون الإقتصاد السوداني بقدر ما ينهبونه. ومن ضمن ما يجري في البترول أن هنالك جهات تسمي استراتيجية لا يعرف كنهها،تشطف البترول من المصفاة مجاناً بالمليارات،وفي نهاية كل عام تقول الحكومة أنها تدعم البترول،رغم أن سعر جالون البنزين الذي يباع ب 21 جنيه،تقل تكلفته عن 30 قرش،والمغالطنا،يرجع لما نشره الحزب الشيوعي قبل سنتين. وعندما يقول أهل دارفور أنهم يريدون الرجوع لمناطقهم الأصلية،ترفض الحكومة،إما أن يظلوا في المعسكرات أو يستوطنوا حول المدن كمواطنين غير مرغوب فيهم،أما الذين احتلوا المناطق الأصلية،فهم لا زالوا يسرحون ويمرحون. وتسرق المليارات من مال الشعب بواسطة نافذين معروفين،ترد أسماؤهم في تقارير المراجع العام،وتنهار الميزانية بسبب(الحرمنة)،لكن الحكومة تفرض زيادة الأسعار وتحمل الناس مسؤولية تمويل الميزانية. ولو دخلت المستشفي الحكومي،فالدواء بالقروش،ودخول الحوادث بالقروش،والشاش والبنج يشتريهم أهلك بالقروش،ولا تسأل عن ميزانية الصحة بل إسأل عن ميزانية الأمن والجنجويد. وانظر إلي الأحلاف الأجنبية العسكرية التي صارت بلادنا طرفاً فيها،والقواعد الأمريكية التي ستبنى،والهدف حماية المصالح الأمريكية لا السودانية،مقابل الدولارات،والسلاح والمعدات. وانظر إلي المؤسسات العامة التي بيعت،وراحت في ستين داهية،وإلي مشروع الجزيرة وأصوله التي سرقت،واتحادات المزارعين التي حلت،والنقابات التي زورت،والبنوك التي أكلت،ثم انظر للضفة الأخرى حيث الأبراج والعمارات والحسابات البنكية الدولارية،والشركات،وستات العبايات. ولا تنسى النظر إلي الغالبية العظمى من الناس وهم تحت خط الفقر،جوعى وعطشى ومرضى،لا يستجدون ديوان الزكاة،ولا الوزارات،ولكنهم يعرفون أن ثمن الحياة الكريمة يتطلب التضحيات والمظاهرات. وتتفشى الكوليرا فيقولون أنها إسهال مائي عادي بالزبادي،ولم لا وهي لم تضرب قصورهم في المنشية وكافوري والمجاهدين،وماليزيا والفلبين. علي بابا والأربعين حرامي؟!! عاشت الأسامي